فقد نظره وبترت ساقه.. وفاة إبراهيم ياسر رابع الجمهورية بالثانوية الأزهرية وقصة تحديه السرطان
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
الطالب إبراهيم ياسر.. قصة إنسانية أثارت حالة كبيرة من الحزن وتم تداولها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، حيث رحل عن عالمنا الطالب إبراهيم ياسر، الرابع على مستوى الجمهورية بالثانوية الأزهرية 2024، وذلك بعد رحلة شاقة مع السرطان، وفقد ساقه بسبب المرض.
ابراهيم ياسر تحدى السرطان، وأكمل امتحانات الثانوية الأزهرية، وحصل على المركز الرابع في نتيجة الثانوية الأزهرية على المكفوفين، لكن القدر لم يمهله اللحاق بمكتب التنسيق ليدخل الكلية التي يحبها، إذ كان حب الله له أقوى، حيث اختاره المولى عز وجل لتصعد روحه في سلام.
وعانى الطالب إبراهيم ياسر من السرطان منذ طفولته وهو في عمر الثانية والنصف، ولكن المرض سبب له مضاعفات خطيرة عديدة.
وأصيب الطالب إبراهيم ياسر في بداية حياته بنوع نادر من السرطان، حيث ظهر الورم الخبيث فى العينين واضطر الأطباء لاستئصالهما وفقد النظر، وهو في بداية حياته وعانى مؤخرا من مشاكل جديدة بسبب السرطان قبيل الامتحانات وتم بتر ساقه، وبالرغم من هذا تمكن من التفوق على أقرانه.
الطالب إبراهيم ياسروأثارت قصة الطالب إبراهيم ياسر تفاعل كبير من الرواد السوشيال ميديا بسبب إصراره على النجاح والتفوق رغم ظروفه الصعبة وبالفعل تمكن من التفوق وحقق إنجازًا استثنائيًا بحصوله على المركز الرابع مكرر ضمن أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية للمكفوفين لعام 2024، وذلك بمجموع 557 درجة وبنسبة 88.41%، متغلبًا على ظروف صحية قاسية.
نعى شيخ الأزهر للطالب إبراهيم ياسرونعى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الطالب إبراهيم ياسر، الحاصل على المركز الرابع على مستوى الجمهورية، من أصحاب ذوي البصائر في الشهادة الثانوية الأزهرية، والذي وافته المنية اليوم، بعد صراع ومعاناة مع مرض السرطان.
وتقدم شيخ الأزهر بخالص العزاء وصادق المواساة، إلى أسرة الطالب الفقيد وأحبائه وأساتذته، داعيًا المولى -عز وجل- أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسُّلوان. {إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.
من هو الطالب إبراهيم ياسر؟- اسمه بالكامل إبراهيم ياسر إبراهيم حسانين عبد العال.
- يعود إلى محافظة سوهاج، انتقلت عائلته إلى منطقة شبرا الخيمة بالقليوبية.
- حفظ القرآن الكريم في سن صغير وتفوق في دراسة المواد الشرعية.
- تخرج في معهد دكتور فؤاد محيى الدين الإعدادي الثانوي بنين في بهتم التابع لشبرا الخيمة بالقليوبية.
الطالب إبراهيم ياسر- حصل على المركز الرابع مكرر ضمن أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية للمكفوفين لعام 2024، وذلك بمجموع 557 درجة وبنسبة 88.41%، متغلبًا على ظروف صحية قاسية.
- أصيب بورم خبيث في إحدى عينيه في الثانية والنصف من عمره، وأخذ حقن وقام بعمل إشعاع للتخلص من الورم في عينه، ولكن انتقل المرض إلى عينه الثانية وتم استئصال العينين.
- مر برحلة صعبة والتي تمثل نموذجا خاصا للتحدي من خلال معاناته مع الورم الخبيث.
- واجه الطالب ابراهيم ياسر الورم الخبيث منذ شهر نوفمبر من العام الماضي، وخضع لجلسات العلاج الكيميائي حتى منتصف مايو.
- لم يتمكن من المذاكرة بشكل طبيعي بسبب الآثار الجانبية للعلاج.
- قام أصدقاؤه بدعمه من خلال تسجيل الدروس له، بجانب مساعدة المدرسين في شرح المواد.
- كان والده يصطحبه إلى المعهد يوميًا، بينما كانت والدته تسهر على راحته وتلبية احتياجاته حتى في ساعات متأخرة من الليل.
- خضع لعملية بتر في قدمه قبل ثلاثة أيام فقط من إعلان النتيجة.
- كان إبراهيم ياسر يتطلع لدخول كلية الدعوة الإسلامية ليصبح داعيًا ومدرسًا للمواد الشرعية.
تصريحات رابع الجمهورية قبل وفاتهوكشف الطالب إبراهيم ياسر عن رحلته الصعبة والتي تمثل نموذجا خاصا للتحدي من خلال معاناته مع الورم الخبيث قائلا: «واجهت الورم الخبيث منذ نوفمبر الماضي، وخضعت لجلسات العلاج الكيميائي حتى منتصف مايو، كانت فترة صعبة للغاية، حيث لم أتمكن من المذاكرة بشكل طبيعي بسبب الآثار الجانبية للعلاج«.
وأضاف ياسر في تصريحات سابقة: «لولا دعم أصدقائي الذين قاموا بتسجيل الدروس لي، ومساعدة المدرسين في شرح المواد، لما تمكنت من الاستمرار»، مشيرًا إلى أن والده كان يصطحبه إلى المعهد يوميًا، بينما كانت والدته تسهر على راحته وتلبية احتياجاته حتى في ساعات متأخرة من الليل.
وفي تطور مأساوي، كشف إبراهيم ياسر أنه خضع لعملية بتر في قدمه قبل ثلاثة أيام فقط من إعلان النتيجة، ورغم نجاحه عبر إبراهيم عن شعوره بأنه كان يستحق نتيجة أفضل لولا ظروفه الصحية.
وعن المذاكرة قال: «كنت بحضر حصص للشرح عبر التليفون وهناك مدرس حضر إلى البيت لمساعدتي في المذاكرة ويده مكسورة وتوقفت على المذاكرة بشكل كبير أثناء فترة تلقي العلاج الكيماوي».
وعن طموحاته المستقبلية قال الطالب إبراهيم ياسر: “أحلم بدخول كلية الدعوة الإسلامية لأصبح داعية ومدرسًا للمواد الشرعية، هذا في نظري أعظم شيء في الدنيا”.
وفي تصريح سابق، قال الطالب إبراهيم ياسر، الرابع على الثانوية الأزهرية، إنه منذ ظهور نتيجته وهو في حيرة ما بين كليتي «لغات وترجمة والدعوة الإسلامية» وأقربهم هي الثانية.
الطالب إبراهيم ياسروأوضح ياسر، في تصريح سابق له، أنه أصيب بورم خبيث في إحدى عينيه في الثانية والنصف من عمره، وأخذ حقن وقام بعمل إشعاع للتخلص من الورم في عينه، ولكن انتقل المرض إلى عينه الثانية وتم استئصال العينين.
وأضاف إبراهيم ياسر، أن والده كان محبًا للأزهر وقام بإدخاله هو وإخوته الثلاثة الأزهر، متابعًا: «عند تقديمي للأزهر رفضت إحدى الإداريات قبوله كونه كفيف، ولكن قام والده بمحادثة شيخ المعهد ووافق بكل سرور، وفي العام الثاني طردت بسبب معلمة في المرحلة الثانية من رياض الأطفال، ولكن عدت إلى المعهد مرة أخرى بسبب الناظر».
وواصل: «كنت الأول على المعهد طوال الأربع سنوات الأولى من المرحلة الابتدائية، وذهبت إلى مسابقة أوائل الصف الرابع الابتدائي مع مجموعة من أصدقائي، وتم استبعادي بعد أول جولة بسبب عدم البصر».
اقرأ أيضاًحادث الدائري اليوم.. القصة الكاملة لتدمير 12 سيارة وإصابة عشرات المواطنين في الرماية
القصة الكاملة لمشاجرة محمد فؤاد مع طبيب بمستشفى عين شمس التخصصي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مواقع التواصل الاجتماعي الطالب إبراهيم ياسر قصة إنسانية الثانویة الأزهریة على المرکز الرابع
إقرأ أيضاً:
ذكرى ميلاد الشيخ المنشاوي.. الحنجرة الباكية وقصة الهروب من محاولة اغتيال
في مثل هذا اليوم، 20 يناير 1920، ولد أحد أبرز قراء القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي، الشيخ محمد صديق المنشاوي، الذي لُقِّب بـ"الصوت الباكي" لخشوع صوته وتأثيره العميق في قلوب المستمعين، وقد سجّل اسمه بحروف من ذهب في تاريخ التلاوة القرآنية، رغم وفاته المبكرة عن عمر يناهز 49 عامًا.
مولده ونشأته: إرث قرآني في عائلة عريقةوُلد الشيخ محمد صديق المنشاوي في مدينة المنشاة بمحافظة سوهاج بصعيد مصر، ونشأ في أسرة قرآنية اشتهرت بتلاوة القرآن الكريم، وبدأ رحلته مع القرآن في عمر مبكر، حيث أتم حفظه وهو في الثامنة من عمره، وتأثر بوالده الشيخ صديق المنشاوي وعمه الشيخ أحمد السيد، اللذين كانا من أبرز قراء عصرهما.
بداية التلاوة و"المدرسة المنشاوية"
تميز الشيخ المنشاوي بصوت خاشع مليء بالشجن، وأسلوب تلاوة فريد جعل له مدرسة خاصة في فن التلاوة.
بدأت رحلته مع الشهرة في عام 1952، عندما قرأ في إحدى الليالي بمحافظة سوهاج، ومنذ ذلك الوقت بدأ صيته ينتشر في ربوع مصر وخارجها.
سجل الشيخ المنشاوي القرآن الكريم كاملًا برواية حفص عن عاصم، وشارك في تسجيل ختمات قرآنية بروايات أخرى.
كما تلا القرآن في مساجد بارزة مثل المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، وزار دولًا عديدة كإندونيسيا وسوريا وليبيا والكويت، حيث ترك بصمته في قلوب الملايين.
محاولة اغتيال فاشلةتعرض لمحاولة قتل بالسم بعد دعوة عشاء في إحدى السهرات عام 1963، حيث اقترب منه طباخ أثناء تناول الطعام يرتجف من الخوف ليخبره بأنه وُصِيَ بوضع السم في طعامه، فأظهر الشيخ دهاءً وطلب الخروج بحجة الإعياء، لينجو من تلك المحاولة.
صوت خالد وذكريات لا تُنسىتميز صوت الشيخ المنشاوي بالحزن العميق، وكأنه يعبر عن شوق القلب إلى الله، وصفه الإمام محمد متولي الشعراوي قائلًا: "إنه واحد من قراء القرآن الكريم الذين سيبقى صوتهم خالدًا حتى يرث الله الأرض ومن عليها."
مرضه ورحيلهفي عام 1966، أُصيب الشيخ المنشاوي بمرض دوالي المريء، لكنه لم يتوقف عن التلاوة حتى وفاته في 20 يونيو 1969. وقد ظل القرآن رفيقه حتى اللحظات الأخيرة من حياته.
إرث لا ينتهيرغم مرور أكثر من نصف قرن على رحيله، يبقى الشيخ محمد صديق المنشاوي رمزًا للتلاوة القرآنية الخالدة. صوته ما زال يملأ القلوب بالخشوع، ويظل مصدر إلهام للأجيال الجديدة من القراء.