بقلم: محمد أعزوز

في ظل التوترات المستمرة بين المغرب والجزائر، برز مؤتمر تيكاد كمنصة جديدة لتسليط الضوء على الهزائم الدبلوماسية الجزائرية في قضية الصحراء المغربية. مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية في إفريقيا (TICAD) هو مبادرة أطلقتها اليابان في عام 1993 لتعزيز الحوار السياسي والتعاون بين القادة الأفارقة وشركائهم الدوليين، وخاصة اليابان، حول قضايا التنمية في إفريقيا.

يهدف المؤتمر إلى تعزيز التنمية المستدامة في القارة الأفريقية من خلال الشراكات المتعددة الأطراف.

في سياق قمة تيكاد الأخيرة التي عُقدت في طوكيو، برز مصطلح “دبلوماسية العنف” للإشارة إلى استخدام العنف أو التهديد به كوسيلة لتحقيق أهداف دبلوماسية أو سياسية. خلال القمة، وقعت حادثة أثارت جدلاً واسعًا، حيث تدخل دبلوماسي جزائري بعنف لمنع دبلوماسي مغربي من إزالة لافتة وضعها ممثل البوليساريو، الذي لم تتم دعوته للحضور بل تسلل بطرق غير مشروعة. يعكس هذا التصرف محاولات الجزائر المستمرة لدعم جبهة البوليساريو بشكل غير قانوني، ساعية إلى عرقلة جهود المغرب في إيجاد حل سلمي للنزاع في الصحراء المغربية. في المقابل، يؤكد المغرب على أهمية احترام القوانين الدولية والاتفاقيات الدبلوماسية، ويدعو إلى الحوار والتعاون لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

وفقًا للتقارير، خلال قمة تيكاد في طوكيو، حاول ممثل البوليساريو وضع لافتة غير معترف بها رسميًا، مما دفع دبلوماسي مغربي للتدخل وفضح هذا التصرف. عندها تدخل دبلوماسي جزائري، والذي تبين لاحقًا أنه حارس أمن في السفارة الجزائرية، بشكل عنيف ضد الدبلوماسي المغربي. هذا التصرف أثار جدلاً واسعًا وانتقادات من قبل الصحافة اليابانية والعربية، حيث تم وصفه بأنه غير أخلاقي وهمجي.

تناولت الصحف اليابانية والعربية هذا الموضوع من زوايا مختلفة. على سبيل المثال، صحيفة “أساهي شيمبون” اليابانية ركزت على التوترات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، مشيرة إلى أن الدبلوماسي الجزائري استخدم العنف بشكل غير أخلاقي ضد الدبلوماسي المغربي، مما أدى إلى تدخل الأمن لضبط الأمور. من جهة أخرى، تناولت صحيفة “الشرق الأوسط” الحادثة من زاوية تأثيرها على العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدة أن هذا التصرف يعكس حالة من التخبط داخل النظام الجزائري نتيجة للهزائم الدبلوماسية المتتالية التي منيت بها في قضية الصحراء المغربية.

أكدت اليابان موقفها بعدم الاعتراف بالبوليساريو، وأوضحت أن تسلل ممثل البوليساريو لا يغير شيئًا من موقفها الرسمي. أثارت الحادثة ردود فعل غاضبة من الجانب المغربي، حيث اعتبرتها خرقًا سافرًا للأعراف الدبلوماسية. من جهة أخرى، حاول الجانب الجزائري تبرير هذا التصرف، وادعى رواية لا أساس لها من الصحة، ولا يوجد أي تأكيد رسمي من الجانب الياباني عليها؛ تشير إلى أن اليابان اقترحت إدراج وفد البوليساريو ضمن وفد اللجنة الأفريقية. من جانبه أكد المغرب على التزامه بالأعراف الدبلوماسية واحترامه للقوانين الدولية، مما يعزز موقفه في المجتمع الدولي.

تُعد الحادثة التي شهدتها قمة تيكاد الأخيرة في طوكيو خرقًا صارخًا للأعراف الدبلوماسية التي تحكم العلاقات بين الدول. الاعتداء الجسدي على دبلوماسي يُعتبر تصرفًا غير مقبول ويعكس حالة من الفوضى وعدم الاحترام للقوانين الدولية. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الحادثة إلى زيادة عزلة النظام الجزائري. في المقابل، يواصل المغرب تعزيز موقفه الدولي من خلال دبلوماسية هادئة وبناءة، مما يعزز من مكانته كدولة مستقرة وموثوقة في المنطقة. تمكن المغرب من تحقيق تقدم كبير في تعزيز موقفه الدولي بشأن ملف الصحراء المغربية، مما يعكس نجاح الدبلوماسية المغربية في كسب دعم العديد من الدول والمنظمات الدولية.

في المقابل، تعكس الحادثة حالة من التخبط والارتباك داخل النظام الجزائري، حيث يواجه تحديات كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي. على الصعيد الداخلي، يعاني النظام من ضغوط اقتصادية واجتماعية متزايدة، بالإضافة إلى مطالب شعبية بالإصلاح والتغيير. أما على الصعيد الخارجي، فيواجه تحديات دبلوماسية وإقليمية تزيد من تعقيد الوضع. هذا التخبط قد يؤدي إلى مزيد من التصرفات غير المدروسة التي تزيد من تعقيد الوضع، مما يضع النظام في موقف حرج أمام المجتمع الدولي.

عادة ما تتبنى الجزائر داخل الاتحاد الإفريقي موقفًا معاديًا يسعى إلى تقويض مصالح المغرب وإضعافه عبر دعم جبهة البوليساريو الانفصالية. هذا النزاع المفتعل والمستمر منذ ما يقارب نصف قرن يهدف إلى تقسيم المغرب لضمان الوصول الاستراتيجي إلى المحيط الأطلسي. منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في عام 2017، قامت المملكة بجهود دبلوماسية استراتيجية مع الدول الأفريقية، مما أثار استياء الجزائر التي استثمرت مبالغ طائلة في محاولات لتضليل الرأي العام وتعبئة مسمومة ضد المغرب.

تسعى الجزائر إلى الحفاظ على جمهورية الوهم، وهو كيان غير معترف به دوليًا، كوسيلة لضمان نفوذها في المنطقة. وقد استثمرت الجزائر بشكل كبير في دعم هذا الكيان داخل الاتحاد الإفريقي، مما يعكس رغبتها في تحقيق أهدافها الجيوسياسية على حساب الوحدة الترابية للمغرب. تستثمر الجزائر مبالغ طائلة في دعم جبهة البوليساريو، سواء من خلال التمويل المباشر أو الدعم السياسي والدبلوماسي. هذا الدعم يعكس التزام الجزائر بموقفها المعادي للمغرب، ويظهر في المحافل الدولية والإقليمية. تهدف الجزائر إلى التأثير على العلاقات الإقليمية من خلال دعمها للبوليساريو، مما يؤدي إلى تعقيد العلاقات بين دول المنطقة. هذا الدعم يساهم في خلق حالة من عدم الاستقرار ويؤثر على التعاون الإقليمي والتنمية الاقتصادية.

في سياق متصل، يواصل المغرب تكثيف جهوده لتعزيز علاقاته مع الدول الأفريقية عبر سلسلة من المشاريع التنموية والتجارية والاقتصادية الطموحة. تهدف هذه المبادرات إلى تحسين مستوى معيشة الشعوب الأفريقية وتعزيز التعاون جنوب-جنوب، مما يعكس رؤية المغرب الاستراتيجية لتعزيز التكامل الإقليمي. وقد لاقت هذه الجهود المغربية ترحيبًا واسعًا ودعمًا متزايدًا من الدول الأفريقية، مما أضعف موقف الجزائر وعزز الوحدة الترابية للمغرب بشكل ملحوظ.

شهدت الآونة الأخيرة تطورات ملحوظة بشأن مسألة طرد جبهة البوليساريو من الاتحاد الإفريقي. فقد تصاعدت الدعوات في عدة دول إفريقية لطرد البوليساريو من الاتحاد. على سبيل المثال، خلال المنتدى الدولي “مدايز”، انضم دبلوماسيون من خمس دول إفريقية إلى “نداء طنجة” الذي يطالب بطرد البوليساريو من الاتحاد.

علاوة على ذلك، اتخذ الاتحاد الإفريقي قرارًا بعدم السماح للبوليساريو بالمشاركة في المحافل الدولية الكبرى التي تجمع المنظمة القارية مع دول مثل الصين، الولايات المتحدة، روسيا، واليابان. يعكس هذا القرار تحولًا في السياسة الإفريقية تجاه البوليساريو، مما يعزز موقف المغرب في هذا النزاع. رغم أن ميثاق الاتحاد الإفريقي لا يحتوي على نصوص واضحة بشأن طرد كيان عضو، إلا أن الضغط المتزايد من الدول الأعضاء يمكن أن يؤدي إلى تطوير تفسير موسع للمادة 23 من القانون التأسيسي، أو حتى تعديل الميثاق ليشمل نصوصًا واضحة بشأن الطرد.

مع تزايد الدعم الدولي لسيادة المغرب على الصحراء، يبدو أن النزاع الذي استمر لعقود يقترب من نهايته. كان اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء في يوليو2024 خطوة حاسمة نحو إنهاء هذا النزاع الطويل، مما عزز موقف المغرب على الساحة الدولية. وقد أشار تقرير معهد الولايات المتحدة للسلام (USIP) الأخير إلى أن النزاع حول الصحراء المغربية قد وصل إلى نهايته، مع تزايد الدعم الدولي لسيادة المغرب على المنطقة. وأبرز التقرير أن اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء في يوليو 2024 كان خطوة حاسمة نحو إنهاء النزاع، مما عزز موقف المغرب على الساحة الدولية. وأوضح التقرير أن المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية والعربية، يدعمون خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كحل دائم وعادل للنزاع. كما أشار إلى أن الجزائر، التي تدعم جبهة البوليساريو، يجب أن تتفاوض من أجل السلام، مما يعزز فرص التوصل إلى حل نهائي ومستدام.

في ظل الظروف المتأزمة، يواجه النظام الجزائري تحديات جسيمة للحفاظ على استقراره الداخلي. يبقى السؤال مطروحًا حول تأثير هذه الحادثة، التي تعكس الانحدار الذي وصلت إليه الدبلوماسية الجزائرية، على مستقبل النظام، خاصة فيما يتعلق ببقائه واستمراريته. يعتمد النظام الجزائري بشكل كبير على قضية الصحراء المغربية لكسب تأييد الشارع الجزائري واستمالته.

ومع ذلك، فإن حل هذه القضية قد يؤدي حتماً إلى اندلاع حراك شعبي جديد، نظرًا لفقدانها قدرتها على توحيد الشعب الجزائري. يشعر المواطنون بالإحباط والتذمر جراء مليارات الدولارات التي أهدرها النظام على قضية فاشلة، أصبحت عبئًا عليه وعلى حساب معيشته اليومية. بالإضافة إلى شعورهم بالخزي والعار من هذا النظام الفاسد الذي يحكمهم بقبضة من حديد. بعيدًا عن الشعارات والدعاية العسكرية الزائفة، يرى المواطنون واقعًا لا يوحي بدولة غنية بالموارد والثروات، بل بدولة منكوبة تحتاج إلى مساعدات.

قد يعيد هذا الوضع البلاد إلى فترة التسعينات من القرن الماضي وعشرية سوداء جديدة، مثل تلك التي تسبب فيها الجنرالات وأجهزة الأمن بهدف حماية مصالحهم والتحكم في ثروات البلاد، كما جاء في كتاب "الحرب القدرة" للضابط السابق في الجيش الجزائري الحبيب سويدية، الذي يكشف عن تورط أجهزة الأمن والمخابرات في المجازر التي راح ضحيتها ربع مليون جزائري لتحقيق مكاسب سياسية. في ظل هذه التحديات، يبقى مستقبل النظام الجزائري غامضًا، خاصة مع تزايد الوعي الشعبي بضرورة التغيير والإصلاح.

في الختام، جددت اليابان تأكيد موقفها الثابت بعدم الاعتراف بما يسمى “الجمهورية الصحراوية”، مشددة على أن تسلل ممثل البوليساريو إلى الاجتماع التحضيري لقمة تيكاد لن يغير شيئًا من هذا الموقف. وأكد نائب وزير الخارجية الياباني، يويتشي فوكازاوا، أن اليابان لا تعترف بهذا الكيان كدولة، وأن وجوده في المؤتمر لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على موقف اليابان الراسخ. بعد تأكيد اليابان لموقفها الثابت أمام العالم، تذكرت جملة خالدة لمبدع المسيرة الخضراء، الملك الحسن الثاني، الذي قال: “لا نريد للعالم أن يعترف بمغربية الصحراء، فنحن في صحرائنا، بل نريد من العالم أن يعرف من هم الجيران الذين حشرنا الله إلى جانبهم.” رحم الله الملك الحسن الثاني، فقد أصبح العالم يدرك حقًا من هم جيراننا.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: قضیة الصحراء المغربیة الاتحاد الإفریقی ممثل البولیساریو النظام الجزائری المغرب على هذا التصرف مع الدول مما یعزز من الدول حالة من من خلال إلى أن موقف ا

إقرأ أيضاً:

المصريين الأحرار يناقش أبرز القضايا المطروحة في مؤتمر التربية والتعليم أمن قومي

نظم حزب المصريين الأحرار برئاسة وحضور النائب الدكتور عصام خليل، مؤتمرًا صحفيًا اليوم تحت عنوان "التربية والتعليم أمن قومي"، بمقر الحزب الرئيسي بشارع العروبة، بحضور الدكتور صموئيل عصام وكيل أول لجنة التعليم؛ وقدم المؤتمر الكاتب الصحفي ريمون ناجى رئيس المركز الإعلامي،  وشارك الحضور عددا من المتخصصين ورجال التعليم وقيادات الحزب.

النائب الدكتور عصام خليل نستهدف الوصول لإصلاح شامل للتعليم باعتباره "أمن قومي"


أكد النائب الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، على أهمية إصلاح النظام التعليمي في مصر، معتبرًا أن التعليم يمثل أمنًا قوميًا للدولة وأساس بناء الإنسان من المهد.

 جاء ذلك خلال حديثه بالمؤتمر الصحفي المنعقد بالمقر الرئيسي للحزب بمصر الجديدة، أشار "خليل" إلى أن المشكلات التي تواجه التعليم في مصر لا تقتصر على المناهج الدراسية فقط، بل تشمل العديد من الجوانب الأخرى التي تحتاج إلى إصلاح جذري.


وتساءل: "حينما نرى طالبة في مدرسة تُضرب ولا يتدخل أحد وغيرها من الوقائع بين الطلاب، هل هذا يعني كوّنا نظامًا تربويا تعليميا قادرًا على بناء شباب واعد؟ هل المدرسة تقوم بدورها الحقيقي؟ إذا كنا خارج إطار الدستور الذى يضع ثوابت في المادة ، فكيف نصل أو نرتقي إلى مستوى دول أخرى؟".

وأكد رئيس حزب المصريين الأحرار، أن التغيير يجب أن يبدأ من مرحلة الروضة قاعدة التأسيس وليس من قمة الهرم مرحلة الثانوية العامة، معتبرًا أن الاعتماد على اسلوب التلقين والحفظ هو خطأ فادح وقال: "لسنا بحاجة إلى الحفظ، بل إلى التحليل والتدقيق ولذلك المناهج يجب أن تتغير بشكل شامل، بدءًا من مراحل النشء وصولًا إلى الثانوية العامة".

كما دعا خليل إلى إعادة تأهيل المعلمين، وتاسيس بنية متكاملة للنهوض بالمنظومة التعليمية،  مؤكدًا أن دور المعلم يجب أن يتجاوز نقل المعلومات إلى خلق شخصية سوية قادرة على المساهمة في بناء المجتمع وخدمة البلاد.


وأضاف رئيس حزب المصريين الأحرار : "ان المعلم يجب أن يصبح تربويًا، يعمل على بناء شخصية الطالب بشكل متكامل،  هذا الأمر يمثل صمام أمان للبلاد ويرسخ الانتماء الوطني، وهو امر يستدعي  نقاش واسع ومشاركة مجتمعية".

وأشار إلي أن حزب المصريين الأحرار سبق واقترح بإنشاء "المجلس الوطني للتعليم والبحث والابتكار"، ويتبع رئيس الجمهورية، ومن عظيم الشرف انه نال اهتمام السيد الرئيس وأصدر به قرارا جمهوري رقم 163 لسنة 2024، ونشكر خطواته وتوجيهاته التي ترنو لبناء الإنسان.

وأوضح أن الحزب يهدف وضع استراتيجيات شاملة لإصلاح النظام التعليمي في مصر حرصا علي بلادنا وأولادنا ، مؤكدًا أن الحزب سيقدم كل ما في وسعه لدعم هذه المبادرة، ويستمع لكل الآراء من خبراء ومتخصصين وأولياء الامور والطلاب أنفسهم.

وتابع :"أن الحزب عمل علي نظام مقارن مثل الصين وكوريا الذين استطاعوا النهوض بالمنظومة التعليمية وسط ظروف اقتصادية مشابهه".


د.صموئيل عصام: رؤية حزب المصريين الأحرار لتطوير النظام التعليمي تستند إلى حوارات مجتمعية شاملة

عرض الدكتور صموئيل عصام، وكيل أول لجنة التعليم والبحث العلمي بحزب المصريين الأحرار، بأن رؤية الحزب لتطوير النظام التعليمي تعتمد على الحوارات المجتمعية العميقة التي تشمل كافة الأطراف المعنية من طلاب وأولياء أمور ومعلمين وخبراء.


وأكد وكيل لجنة التعليم أن هذه الحوارات تأتي في سياق دعم الجهود الرامية إلى تحسين نظام التعليم في مصر، مع التركيز على معالجة القضايا الحاسمة التي تهم الجميع.

وأوضح وكيل لجنة التعليم بالحزب ، أن هناك 3 مليون طالب في مصر سيطبق عليهم النظام الجديد للبكالوريا، الذي يهدف إلى تقليص عدد المواد الدراسية من 32 إلى 16 مادة فقط موزعة على ثلاث سنوات، بواقع 7 مواد في الصف الأول الثانوي، و4 مواد في الصف الثاني الثانوي، مع مادة تخصصية، ثم 3 مواد في الصف الثالث الثانوي. وأضاف أن الامتحانات ستمنح الطلاب 6 محاولات للتقديم، على أن تكون المحاولة الأولى مجانية، بينما ستفرض رسوم قدرها 500 جنيه في المحاولة الثانية، وهو ما يتعارض مع المادة 19 من الدستور التي تضمن مجانية التعليم.

وأشار الدكتور صموئيل عصام إلى أن رؤية حزب المصريين الأحرار تستند إلى مناقشات ميدانية مع الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين والخبراء، مؤكدًا أهمية طرح الأسئلة الحاسمة بشأن جاهزية المدارس، وقدرة النظام على سد العجز في المعلمين، ومواجهة مشاكل الدروس الخصوصية.

وأضاف أنه من الضروري أن يثبت النظام الجديد قدرته على التكيف مع واقع المدارس المصرية، من خلال توفير الدعم الكافي للمعلمين والطلاب.

وتابع: "من المهم أن يكون هناك إطار عام ونوعي للنظام التعليمي، بحيث يتم بناء المناهج وفق أسس علمية ومراجعتها بما يتناسب مع احتياجات الطالب والمجتمع."

وأكد أن التحديات التي يواجهها النظام الحالي تتطلب التفكير العميق والمراجعة الدقيقة للأطر التي سيعتمد عليها النظام الجديد.

وفيما يتعلق بالمقترحات المطروحة، طرح وكيل لجنة التعليم بحزب المصريين الأحرار عدة أسئلة هامة تتعلق بكفاءة النظام، منها: "هل هناك اتفاق بين الخبراء على ضرورة تغيير نظام الثانوية العامة؟ وهل المنظومة التعليمية قادرة على تطبيق النظام الجديد؟" وركز على ضرورة وجود حوار مجتمعي موسع بين كافة الأطراف المعنية للوصول إلى رؤية شاملة.

واختتم عصام بتوضيح أن حزب المصريين الأحرار يدعو إلى مراجعة شاملة لجميع مقترحات النظام الجديد بما يتوافق مع متطلبات التعليم في مصر، مؤكدًا أن الحزب سيواصل العمل على ضمان أن يكون النظام التعليمي الجديد قادرًا على مواجهة التحديات وتحقيق تحسينات جذرية بما يتماشى مع رؤية الدولة المستقبلية.

دراسة مقترح نظام البكالوريا الجديدة

تم إطلاق دراسة شاملة لمقترح تطبيق نظام البكالوريا الجديدة، تهدف لتقييم مزاياه وعيوبه من النواحي الأكاديمية والإدارية.

حوار مجتمعي موسع

سيتم تنظيم حوار مجتمعي موسع يشارك فيه الطلاب وأولياء الأمور والمعلمون وأساتذة الجامعات، بالإضافة إلى خبراء التعليم واللجان البرلمانية المختصة، بهدف جمع الآراء حول تفاصيل المشروع.

تصور متكامل للمقترح

سيتم وضع تصور متكامل للمقترح يشمل جميع التفاصيل الدقيقة، مع الأخذ في الاعتبار كافة الآراء والمقترحات الموضوعية لضمان نجاح النظام.

التنسيق بين الوزارات

يجب التنسيق الكامل بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي لتنفيذ نظام البكالوريا الجديدة بشكل فعال.

مراجعة فرض الرسوم على الامتحان

تم مراجعة فرض رسوم دخول الامتحان في المرة الثانية، حيث يتعارض مع المادة 19 من الدستور التي تضمن مجانية التعليم لجميع المواطنين.

رفض إدراج التربية الدينية كمادة أساسية
رفضت اللجنة إدراج مادة التربية الدينية كمادة أساسية، مشيرة إلى ضرورة تعزيز مادة "القيم والأخلاق" التي تساهم في بناء جيل أخلاقي وطني.


ومن جانبه قال الكاتب الصحفي ريمون ناجي، عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس المركز الإعلامي، جاء المؤتمر لتسليط الضوء على أهمية التعليم كقضية استراتيجية تتعلق بمستقبل الأمة ورفعتها، وليس مجرد قطاع إداري فحسب.

أكد ريمون ناجي أن التربية والتعليم هما أساس بناء الإنسان، مشيرًا إلى أن قدرات الأجيال على التفكير النقدي والابتكار والعمل الجماعي تُشكل من خلالهما، مما يساهم في بناء وطن قوي وقادر على مواجهة التحديات.

وأضاف أن التعليم يُعد عنصرًا أساسيًا في تحقيق الأمن القومي، حيث لا يمكن لأي دولة أن تحقق تنمية حقيقية ومستدامة دون نظام تعليمي قادر على مواكبة التطورات العالمية؛ وأشار ناجي إلى أن حزب المصريين الأحرار يؤمن بأن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الأمثل لضمان تقدم مصر في كافة المجالات.

وأكد أن الارتقاء بمنظومة التعليم يضع الأساس لمستقبل مشرق للأجيال القادمة، مشددًا على أهمية تطوير النظام التعليمي بما يتماشى مع احتياجات السوق العالمي، مع التركيز على تأهيل المعلمين، تحديث المناهج، وتوظيف التكنولوجيا في العملية التعليمية.

كما ناقش المؤتمر دور الدولة والمجتمع في دعم قطاع التعليم، وأهمية وضع سياسات تعليمية تراعي التحديات الراهنة وتواكب احتياجات العصر.

وطالب ناجي بفتح حوار جاد وواقعي يساهم في تشكيل مستقبل التعليم في مصر، بما يتماشى مع طموحات الشعب المصري.

واختتم ناجي كلمته بتوجيه الشكر للحضور، معربًا عن أمله في أن يكون هذا المؤتمر بداية لدور فعال في تعزيز التعليم كركيزة أساسية للأمن القومي.

إيهاب الشحات: حزب المصريين الأحرار يطالب بتطوير التعليم بأساليب غير نمطية لتجاوز التحديات


في ذات السياق، قال اللواء إيهاب الشحات، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بحزب المصريين الأحرار، إن الحزب دائمًا ما يسعى إلى تطوير الحلول غير التقليدية للتحديات الوطنية، مشيرًا إلى أن الحزب قدم رؤية لتطوير التعليم منذ أربع سنوات، والتي بدأت تؤتي ثمارها بشكل ملموس.

وأضاف الشحات أن التعليم في مصر يعتمد على مثلث أساسي يتكون من المنهج، المعلم، والمدرسة، مؤكدًا أهمية وجود خطة قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى لضمان وجود استراتيجية ثابتة وشاملة للنهوض بالقطاع التعليمي، حيث أن التعليم يؤثر بشكل كبير على جميع جوانب حياة الأسرة المصرية من تكاليف ومصاريف وغيرها.

وأوضح رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالحزب أنه لا يوجد "تنشئة حقيقية" في النظام التعليمي الحالي، مشددًا على ضرورة تنفيذ القوانين المتعلقة بالتعليم بشكل جاد وفعّال. كما أشار إلى الفجوة بين الديوان والميدان في تطبيق النظام التعليمي الجديد، مطالبًا بالتأكد من جاهزية النظام قبل تطبيقه على أرض الواقع، حيث لا يستطيع الشارع المصري تحمل تطبيق أسلوب غير مدروس دون إعداد حقيقي ودراسة دقيقة.

وأكد الشحات أن النظام التعليمي الحالي يواجه العديد من التحديات التي تتطلب تدخلًا سريعًا من جميع الجهات المعنية، مشيرًا إلى أن الحزب سيستمر في تقديم الحلول والرؤى التي تضمن تحقيق تنمية تعليمية مستدامة بما يواكب احتياجات العصر.

مقالات مشابهة

  • النظام الجزائري يصرف ملياري دولار لشراء القمح لزيمبابوي وموزمبيق مقابل تشبثهما بعداء المغرب
  • أهالي حماة يحيون الذكرى السنوية الـ 43 لمجزرة حماة الكبرى التي ارتكبها النظام البائد عام 1982.
  • اختفاء طالبتين مغربيتين في لندن يثير الشكوك والسفارة المغربية تدخل على الخط
  • وزيرة خارجية ساو تومي وبرينسيب تجدد دعمها لمغربية الصحراء
  • جمهورية ساو تومي وبرينسيب تؤكد على “موقفها الثابت” لدعم سيادة المغرب على كافة ترابه بما في ذلك الصحراء المغربية
  • فعالية في حلب إحياءً للذكرى الثانية عشر لمجزرة نهر قويق التي ارتكبها النظام البائد
  • المصريين الأحرار يناقش أبرز القضايا المطروحة في مؤتمر التربية والتعليم أمن قومي
  • بالأسماء.. الفصائل المسلحة التي «حلّت نفسها» وشاركت بـ«مؤتمر النصر» في سوريا
  • بريطانيا تمهد الطريق نحو دعم مغربية الصحراء
  • الموافقة على الهيكل التنظيمي للوكالة المغربية للدم ومشتقاته وعلى النظام الأساسي لمستخدميها