حذرت بعثة الأمم المتحدة فى ليبيا من التدهور الاقتصادى الذى تشهده ليبيا مؤخرا بسبب أزمة البنك المركزى كما أكدت المبعوث الأممية ستيفان خورى أمس خلال لقائها القائد العسكرى خليفة حفتر على ضرورة توافق مجلسى النواب والدولة حول منصب محافظ ليبيا المركزى، مُشيرةً إلى أن البعثة ستبذل جهودها لتحقيق هذا التوافق.


وبحسب البعثة أوضحت أنه مع استمرار الاجراءات الأحادية سيتكلف الشعب الليبى فاتورة باهظة الثمن لحل الأزمة التى طال أمدها، ويخاطر بتسريع الانهيار المالى والاقتصادى فى البلاد».
وجاء ذلك فى ظل النزاع حول السيطرة على البنك المركزى الليبى وهو ما يمثل ناقوس الخطر بشأن احتمال إساءة استخدام الموارد المالية للبلاد. حيث يعتمد الاقتصاد الليبى بشكل كبير على عائدات النفط، وكانت هناك خطوات لفرض القوة القاهرة على حقول النفط، مما أدى فعليًا إلى قطع المصدر الرئيسى للدخل فى البلاد .
كما ركزت البعثة الأممية على عدة حلول للوصول إلى توافق حول الأزمة ومنها الدعوة إلى اجتماع طارئ لجميع الأطراف المعنية بأزمة مصرف ليبيا المركزى على أمل التوصل إلى «توافق مبنى على الاتفاقات السياسية والقوانين النافذة ومبدأ استقلال البنك المركزى». بالاضافة إلى تعليق جميع القرارات الأحادية الجانب المتعلقة بالبنك المركزى، ورفع القوة القاهرة عن الحقول النفطية، ووقف استخدام القوة لتحقيق أهداف سياسية أو مصالح فئوية، وحماية موظفى البنك.
ومن جانبها دعمت السفارة الأمريكية فى ليبيا عبر بيان لها أمس مبادرة البعثة الأممية وقالت: «تعد مسارًا إيجابيا للمضى قدمًا فى حلّ الأزمة المتعلقة بالمصرف المركزى، وناشدت جميع الأطراف باغتنام هذه الفرصة.
وبحسب وكالة الأنباء الليبية دعا رئيس المجلس الرئاسى محمد المنفى مجلس النواب إلى سرعة اختيار محافظ للمصرف المركزى فى جلسة قانونية علنية وشفافة وبالتشاور مع المجلس الأعلى للدولة.
وأعرب المنفى عن تفهمه لقلق البعثة الأممية فى ليبيا «بسبب التباس التوصيف لقراراتهم وتداخل الاختصاصات، مؤكدا أن المجلس الرئاسى مجتمعا اتخذ قرارا عزز سيادة القانون وحقق قرار اختيار ممثلى الشعب لمحافظ يتمتع بالنزاهة والكفاءة، مرفقًا بقرار آخر بتشكيل مجلس إدارة للمرة الأولى منذ سنوات طويلة
وأضاف «مارسنا اختصاصنا بالاتفاق السياسى بتعيين كبار الموظفين محققين التمثيل السياسى الواسع للقوى والأطراف كافة بما انعكس عنه تحقيق الاستقرار دون التخلى عن الخبرة والكفاءة لعناصره».
فيما رفض المنفى التدخلات الخارجية فى البلاد قائلا «إن المسئولية الوطنية تحتم علينا حل خلافانتا مهما بلغت داخليا بالحوار الغير مشروط القائم على السيادة ورفض الاملاءات الخارجية أو دعوات التقاعس والتأخير عن خدمة شعبنا وإنهاء معاناته».
وتعهد المنفى بالتزام المجلس الرئاسى بإجراء انتخابات نزيهة لتمكين الشعب الليبى من تقرير مصيره وتجديد الشرعية لمؤسساته متابعا «حان الوقت للعمل المشترك فى إطار مؤسساتى لتوحيد المؤسسة العسكرية من أجل مهمة تأمين الحدود والمنشآت الحيوية تمهيدا للاحتكام إلى الشعب الليبى لإجراء انتخابات فى مدة أقصاها 17 فبراير 2025 ليقرر مصيره ويحدد خياراته ويجدد الشرعية لمؤسساته».
وكانت قد أغلقت الحكومة الليبية المتمركزة فى شرق البلاد حقول النفط التى تسيطر عليها وعلقت الانتاج وسط تصاعد التوتر مع الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة فى طرابلس.
وقالت إدارة بنغازى فى بيان نشرته على موقعها الإلكترونى إنها «علقت كل عمليات إنتاج وتصدير النفط حتى إشعار آخر»، مشيرة إلى «القوة القاهرة».
وربطت هذه الخطوة بـ«الاعتداءات المتكررة على قيادات وموظفى وإدارات البنك المركزى» فى طرابلس، الذى يدير موارد ليبيا النفطية الكبيرة وميزانية الدولة.
وأضافت الحكومة المتمركزة فى الشرق إن «مجموعات خارجة عن القانون» مسؤولة عن محاولة السيطرة على «المؤسسة المالية الأكثر أهمية فى ليبيا».
والجدير بالذكر أن ليبيا تعانى انقساما بين الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة فى طرابلس، بقيادة رئيس الوزراء عبدالحميد دبيبة، وإدارة منافسة فى الشرق برئاسة أسامه حماد يدعمها مجلس النواب والقائد العسكرى المشير خليفة حفتر وتقع معظم حقول النفط الليبية تحت ولايته.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأطراف السياسية الليبية البنك المركزي الأمم المتحدة ليبيا البعثة الأممیة البنک المرکزى فى لیبیا

إقرأ أيضاً:

المحجوب: على البعثة الأممية عدم التدخل السافر في عمل مجلسي النواب والدولة

قالت عضو مجلس الدولة الاستشاري، أمينة المحجوب إنه خلال جلسة المجلس برئاسة محمد تكالة، تم طرح فكرة التوافق حول تسمية محافظ مصرف ليبيا المركزي، أو السير وفق رؤية البعثة الأممية.

وأضافت المحجوب، في تصريحات صحفية أنه كان هناك انقسام بين الأعضاء خلال الجلسة، تركز بين فكرة تسمية اسم مؤقت لحين حل الخلاف، أو الإصرار على وجود تسمية غير مؤقتة للمحافظ بالتوافق مع مجلس النواب.

وأوضحت أن هناك رأي بضرورة تسمية منصب المحافظ، وألا يتم تكليف شخصية مؤقتًا لحين تسمية منصب المحافظ، ونعترض بشدة على تصريحات البعثة الأممية الأخيرة، لأنها بتلك الطريقة أصبحت الحاكم الفعلي داخل ليبيا.

وتابعت “لا يمكن أن تصرح ستيفاني خوري بشأن تسمية أشخاص بعينهم لمصرف ليبيا المركزي، أو عدد أعضاء مجلس الإدارة، وما إلى ذلك من أمور، وعلى البعثة ألا تتدخل بصورة سافرة في عمل مجلسي النواب والدولة، أو أن تفرض عليهم أسماء بعينهم.

مقالات مشابهة

  • الهادي الصغير: البعثة الأممية لم تفرض آلية لحل أزمة‏ “المركزي”
  • البعثة الأممية تدعو الأطراف الليبية لإخراج المركزي من دائرة الصراعات السياسية
  • البعثة الأممية: نرحب بالتقدم المحرز في المشاورات حول أزمة المصرف المركزي
  • البعثة الأممية تُرحب بالتقدم المحرز في مشاورات المصرف المركزي
  • المالطي: البعثة الأممية تعرقل توافق مجلسي النواب والدولة حول أزمة المركزي
  • البعثة الأممية: ممثلا مجلسي النواب والدولة أحرزا تقدمًا بشأن تعيين محافظ للمركزي
  • السفارة الأمريكية: ندعو الأطراف الليبية للانخراط مع البعثة الأممية للتوصل إلى تسوية دائمة
  • بن شرادة: تعودنا من البعثة الأممية إرباك المشهد بصورة غير مفهومة
  • بن شرادة: تعودنا من البعثة الأممية محاولاتها الدائمة لإرباك المشهد
  • المحجوب: على البعثة الأممية عدم التدخل السافر في عمل مجلسي النواب والدولة