والا: ما معركة إسرائيل الأخرى لإنقاذ نفسها من التفكك؟
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
قال موقع "والا" العبري إن إسرائيل تخوض حربا وجودية لا على الجبهة الخارجية فحسب بل على الجبهة الداخلية أيضا، بعد أن بات سياسيون بينهم وزراء بارزون يعملون على ما سماه تفكيكها بإلقائها في براثن أزمة دستورية.
وفي تقرير بعنوان "تحت ستار الدم والنار.. إنها أفضل فرصة لتفكيك الدولة"، ذكّر الكاتب بن كاسبيت بما وصفها بالطريقة الغريبة وغير القانونية التي تسلم بها مفوض الشرطة الجديد منصبه بحماية من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وكتب أن وزيرا "مجرما" يرفض الخضوع للقانون جعل المفتش العام للشرطة آفاشلوم بيلد يوقع، وهو في آخر أيام منصبه، على توصية بترقية مئير سويسة إلى رتبة كبير مفوضي الجهاز، وهو ما تم له.
وتابع أن المفتش الجديد داني ليفي وجد نفسه أمام أمر واقع، بعدما تسلم سويسة منصبه حتى قبل أن يبدأ هو ممارسة وظيفته، ولم ينفع اعتراض المستشار القضائي للحكومة على ما جرى ووصفه بغير القانوني.
وحسب النظام العام للشرطة، يمنع ترقية من يخضع لملاحقات قضائية وتأديبية، مع أن سويسة لم يُلاحَق فقط بل خضع للمحاكمة، لكن الوزير بن غفير -يقول الكاتب- رغب في ترقيته.
وهذه الرغبة، حسب الكاتب، لأن سويسة ألقى يوما قنابل صوتية على متظاهرين إسرائيليين دون أن يتعرض للمساءلة، وارتضى هو المنصب وكان حريا به الاعتذار عنه التزاما برأي المستشار القضائي للحكومة المخول بتفسير القانون.
وتحسر الكاتب الإسرائيلي على ما وصفه بزمن كانت تقام فيه الدنيا ولا تقعد عندما تُنطق كلمات كالتي تفوه بها وزير العدل السابق أمير أوهانا عندما قال إن "الحكومة تستطيع تجاهل قرارات المحكمة العليا أحيانا"، وهي كلمات اضطر إلى التراجع عنها تحت ضغط الاحتجاجات.
كما سخر بن كاسبيت من مقترح وزير العدل ياريف ليفين لإنهاء الأزمة التي تعتمل في أعلى هرم المحكمة العليا، حيث عرض أن يتسلم مرشحه المفضل القاضي يوسف ألرون رئاسة المحكمة لعام واحد، علما أن ألرون كان في الماضي أحد قضاة هذه الهيئة التي يفترض أن تسمو فوق الخلافات السياسية، وفق رأيه.
ونوه الكاتب إلى أن المقترح يرقى إلى خدعة، فرئيس المحكمة العليا هو من يشرف على تركيبة لجنة التحقيق الحكومية التي يرفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقامتها، إذ يعين رئيسها وأعضاءها.
وياريف لفين مهندس مشروع التعديلات القضائية الشهيرة التي خرج لمناهضتها مئات الآلاف من الإسرائيليين في 2023، وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إنه يعرقل منذ عام تعيين قاض يوصف بالليبرالي اسمه إسحاق آميت في منصب رئيس المحكمة العليا.
وأشار الكاتب بن كاسبيت إلى صراع آخر يخوضه بن غفير ضد مدير الاستخبارات الداخلية ويموله من خزينة الدولة، قائلا إن كل هذه الأزمة الدستورية تأتي في خضم حرب دامية تجاوز فيها عدد الجنود القتلى 700، إضافة إلى ألف قتيل آخر.
وأضاف، ناهيك عن شمالٍ تُرك لمصيره واقتصادٍ يجري تفكيكه على يد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قائلا إن إسرائيل ما كانت حتى في أسوأ كوابيسها أن تتخيل أن تحارب يوما ما على جبهتين ضد عدوين خارجي وداخلي من أجل البقاء، وفق الكاتب.
وبين حين وآخر تنتقد أصوات في إسرائيل بن غفير وسموتريتش في قضايا عدة، منها تصعيدهما الأوضاع بالضفة واقتحامات الأقصى، كموقف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأسبوع الماضي، الذي وصف بن غفير بأنه شخص عديم المسؤولية، وقال إن أفعاله تشكّل خطرا على الأمن القومي لإسرائيل، وتخلق انقساما داخليا.
وأضاف غالانت، في تغريدة على منصة إكس، أن رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) وأفراده يقومون بواجبهم ويحذرون من العواقب الوخيمة لهذه التصرفات.
وكان غالانت يدافع بذلك عن موقف رئيس الشاباك رونين بار الذي بعث رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حذر فيها من تزايد ما وصفه "بالإرهاب اليهودي" ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وأن ذلك يعرّض أمن إسرائيل ووجودها للخطر.
وقد سبق أن قال يائير غولان نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق إن الوزير غفير حوّل جهاز الشرطة إلى مليشيا خاصة وبات يوظف الشرطة لضرب معارضي الحكومة، لاسيما الذين يتظاهرون مطالبين بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس وبإجراء انتخابات مبكرة.
كما نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مؤخرا تقريرا قالت فيه إن سياسات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش التي أثارت جدلا كبيرا الآونة الأخيرة ليست عشوائية، بل هي جزء من خطة تهدف إلى تغيير هيكل الاقتصاد والمجتمع داخل إسرائيل، وفقا لرؤية دينية متشددة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المحکمة العلیا بن غفیر
إقرأ أيضاً:
انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، “إن إسرائيل ستجعل حركة حماس تدفع ثمن عدم تسليم جثمان المحتجزة شيري بيباس كما هو متفق عليه”.
واتهم نتانياهو حماس بارتكاب انتهاك “وحشي” للهدنة بعدم إعادتها جثة شيري بيباس.
وأضاف في بيان مصور “سنعمل بكل عزم على إعادة شيري إلى الوطن مع كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن الكامل لهذا الانتهاك القاسي والشرير للاتفاق”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه بعد استكمال عمليات الفحص والتشخيص، تبين أن إحدى الجثث التي سلمتها “حماس” لا تلائم أي أسير إسرائيلي، مشددا على أن الجثة مجهولة الهوية واتهم الحركة بانتهاك وقف إطلاق النار الهش بالفعل.
وقال الجيش في بيان: “بعد استكمال عملية التشخيص في المركز الوطني للطب العدلي بتعاون مع شرطة إسرائيل أبلغ مندوبو جيش الدفاع عائلة بيباس انه تم تشخيص أعزائهم الطفليْن أريئل وكفير بيباس”.
وأضاف: “وفق تقييم الجهات المعنية المختصة وبناء على المعلومات الاستخبارية المتوفرة والمؤشرات من عملية التشخيص فقد تم قتل أريئل وكفير بيباس بوحشية داخل الأسر في شهر نوفمبر من العام 2023 من قبل الإرهابيين الفلسطينيين”.
وأشار الجيش إلى أنه “خلال عملية التشخيص تبين أن الجثة الأخرى التي تم تسليمها لا تعود لشيري بيباس ولا تلائم أي مختطف أو مختطفة آخرين. الحديث عن جثة مجهولة الهوية دون تشخيص”.
وشدد الجيش الإسرائيلي على أن هذا “خرق فاضح لحماس التي التزمت وفق الاتفاق بإعادة أربعة مختطفين.. نطالب حماس بإعادة شيري بيباس مع جميع المخطوفين”.
واختتم الجيش بيانه قائلا: “نشارك عائلة بيباس حزنها العميق في هذه الساعة العصيبة وسنواصل الجهود لإعادة شيري وجميع المختطفين في أسرع وقت”.
وسلمت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أمس الخميس، جثث 4 أسرى إسرائيليين تعود 3 منها لعائلة بيباس (أم وطفليها) كانوا بحوزة “كتائب المجاهدين” في حين كان أسير رابع بحوزة حركة “الجهاد الإسلامي”.
وذكرت قناة (كان) أن “حماس نقلت الرهائن القتلى في نعوش مقفلة وكان معها مفاتيح لا تناسبها”، كما ذكرت وسائل الإعلام العبرية أن السلطات في تل أبيب عثرت على مواد دعائية لحماس في التوابيت.
بدوره، أصدر مسؤول أميركي بارز تحذيرا شديد اللهجة لحماس، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أن الحركة أطلقت سراح “جثة مجهولة الهوية”، وليست جثة رهينة إسرائيلية.
وفي حديثه لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، وصف مبعوث الولايات المتحدة لشؤون الرهائن آدم بوهلر، ما اعتبره “قرار حماس بإطلاق سراح الجثة مجهولة الهوية”، بأنه “مروع وانتهاك واضح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
وقال بوهلر: “لو كنت مكانهم لأطلقت سراح الجميع، وإلا فسوف يواجهون الإبادة الكاملة”.
ولم يصدر أي تعليق من حماس على الفور.
انفجار 3 حافلات في عدة مواقع يهز تل أبيب
انفجرت 3 حافلات مساء الخميس في مواقف ومواقع مختلفة بمدينة بات يام جنوب مدينة تل أبيب وسط إسرائيل، وأعلنت الشرطة الاشتباه بعملية والبحث عن مشتبه به.
وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن الشاباك يحقق في اشتباه زرع عبوات ناسفة بحافلات، ما أدى إلى انفجارها، فيما أفادت هيئة البث العامة الإسرائيلية “كان 11” باشتباه وجود عبوتين ناسفتين أخريين دون انفجارهما.
وأشارت مصادر أمنية إسرائيلية إلى تعزز التقديرات بأن الانفجارات كانت محاولة لتنفيذ عملية، حسبما نقل عنها موقع “هآرتس”، وأفيد بأن حركة القطار الخفيف توقفت بشكل كامل في منطقة بات يام على خلفية انفجار الحافلات.
وأوردت القناة 12 الإسرائيلية، أنه يستدل من التقديرات الأولية لانفجار الحافلات بأن اتجاه التحقيق يشير إلى محاولة لتنفيذ عملية، فيما جرى إيعاز جميع السائقين بمنطقة تل أبيب بتفقد حافلاتهم.
وجاء عن بلدية بات يام أن “انفجارين وقعا بحافلتين بينما كانتا في موقفي حافلات بالمدينة من دون وجود مسافرين على متنهما، ولم تقع إصابات في الحدثين”.
وأشارت إلى أن “تفاصيل الحدثين غير واضحة حتى الآن، وتجري عمليات بحث واتخاذ وسائل الحذر في هذه المرحلة من أجل التأكد من عدم وجود أي خطر آخر”.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان الاشتباه بعملية على خلفية انفجار عدد من الحافلات، فيما وصلت قوات كبيرة إلى المواقع وشرعت بالبحث عن مشتبه بهم، وباشرت فرق المتفجرات بفحص الأغراض المشبوهة بالمنطقة، حسبما جاء في بيان لها.