أكد الدكتور محمد الجندي، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر الشريف، أن الآية الكريمة «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا» تؤسس لبناء روحي عميق للإنسان.

الإنسان يتكون من الروح والجسد

وأشار عميد كلية الدعوة، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على فضائية الناس، إلى أن فقدان الروح يعني فقدان الحياة، والإنسان يتكون من الروح والجسد، والإسلام يتعامل مع هذين الجانبين بتوازن، موضحا أن الروح المحرك الأساسي لأدوات الجسد، ومن خلال تحريك الروح تتحرك أعضاء الإنسان وحواسه وعقله، لافتا إلى أن الإنسان الذي يعيش بطريقة مادية بحتة دون روحانية يصبح كائنًا لا يشعر بالآخرين ولا يتأمل ولا يتألم.

وأشار إلى أهمية العيش بروح متصلة بالله، موضحًا أن هذا الاتصال يرفع الروحانية فوق المادية، ما يؤدي إلى توجيه الأعضاء في اتجاهات مختلفة نحو الخير والصلاح.

العقل البشري لا يستطيع فهم كل شيء

ولفت إلى أن العلم محدود كما تقول الآية «وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا»، وهذا يعني أن العقل البشري لا يستطيع فهم كل شيء، وهناك جوانب روحية تتجاوز القدرة العقلية.

وأكد على مفهوم المكاشفة، وهو نوع من الإدراك الروحي الذي يرى فيه المؤمن بنور الله، مشيرًا إلى الحديث الشريف «اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جامعة الأزهر الشريف الفتوى الدعوة

إقرأ أيضاً:

التواضع زينة الأخلاق.. تأملات في قول الله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}

التواضع سمة عظيمة تزين الإنسان وترفع قدره بين الناس، وهو خلق دعا إليه الإسلام وأكد عليه القرآن الكريم في مواضع عديدة، ومن أبلغ هذه الدعوات ما ورد في قوله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18].

التواضع في القرآن الكريم

في هذه الآية الكريمة، يوجه الله تعالى الإنسان إلى التحلي بفضيلة التواضع، محذرًا من مظاهر الكبر والغرور التي تتنافى مع جوهر الإيمان. فقد نهى الله عز وجل عن صعر الوجه، وهو الميل به عن الناس تكبرًا واحتقارًا لهم، كما نهى عن المشي في الأرض بمرح وأشر، لأن ذلك يعكس غطرسة لا تليق بالإنسان المؤمن.

وقد جاء في تفسير الإمام النسفي: أن المقصود بـ {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ} هو الإقبال على الناس بوجه بشوش وعدم إظهار التعالي عليهم. أما {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}، فهو تحذير من المشي بغرور وتفاخر، لأن الله لا يحب المتكبر الذي يعدد مناقبه ويتفاخر على الآخرين.

التواضع في السنة النبوية

التواضع خلق عظيم تجسد في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان خير قدوة في معاملته للناس. فقد كان يجالس الفقراء ويزور المرضى ويجيب دعوة الضعفاء. وقال صلى الله عليه وسلم: "وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ" [رواه مسلم].

أثر التواضع في بناء المجتمع

التواضع لا يقتصر على كونه خلقًا فرديًا، بل هو ركيزة أساسية في بناء مجتمع متحاب ومتسامح. فالإنسان المتواضع يُحبّه الناس ويقتربون منه، بينما ينفرون من المتكبر الذي لا يرى سوى نفسه.

كيف نطبق التواضع في حياتنا اليومية؟

استقبال الآخرين بوجه بشوش: كن ودودًا وبشوشًا في تعاملك مع الجميع، بغض النظر عن مكانتهم أو حالتهم الاجتماعية.

الاعتراف بفضل الآخرين: لا تجعل النجاح يدفعك لتقليل قيمة من حولك، بل اشكر من ساعدك وأثنِ على جهودهم.

التواضع في الحديث: تجنب التفاخر بإنجازاتك أمام الآخرين، وشاركهم قصصك بروح متواضعة.

الإنصات للآخرين: اجعل وقتًا للاستماع لآراء من حولك، واحترم أفكارهم دون تقليل من شأنها.

 

التواضع خلق عظيم يجلب المحبة والقبول، وهو مفتاح السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة. فلنجعل من هذه الآية الكريمة نبراسًا نهتدي به في تعاملاتنا اليومية، ولنتذكر أن الكبر لا يزيد الإنسان إلا بعدًا عن الآخرين وعن رحمة الله.

مقالات مشابهة

  • عجائب قيام الليل في الشتاء: منزلة ودعاء لا تهدرهما
  • خبيرة أبراج: رجل الثور لا يستطيع الجمع بين زوجتين
  • التواضع زينة الأخلاق.. تأملات في قول الله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}
  • بحث عن شيء غير موجود
  • وصايا النبي.. قوة ( قول هو الله أحد) وأثرها في وقت الشدائد
  • سلوك نبوي ومفتاح النجاة من المعاصي.. يكشفه علي جمعة
  • موعد ومكان جنازة محسن التوني عميد معهد السينما السابق «صور »
  • حكم صبر الإنسان عند الإبتلاء بالفقر أو الغنى
  • د. حسام صلاح عميد كلية طب قصر العينى لـ«الوفد»:الدولة تتحمل عبء الفاتورة اليومية لعلاج الوافدين بسبب الحروب والصراعات
  • مات بالحرم المكي.. وزير الأوقاف ينعى الشيخ أحمد عبده الباز: كان مثالًا يُحتذى به