تحليل لباحثة في معهد واشنطن: ناقلات النفط الروسية غير قلقة من الهجمات الحوثية في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
أكد تحليل جديد، أن ناقلات النفط الروسية تمر عبر البحر الأحمر، بالرغم من تعرض بها لهجمات الحوثيين، في ظل تصاعد الأزمة التي تشهدها المنطقة بفعل الهجمات الحوثية في البحرين الأحمر والعربي.
وقال تحليل لـ "نعوم ريدان" الباحثة في معهد واشنطن، إن مشغلي ناقلات النفط إما يقبلون المخاطر على طريق نقل حيوي أو لم يعودوا قلقين بشأن المنظورات المتعلقة بالصلات السابقة لسفنهم ببريطانيا.
وأضافت أن الحوثيين اعتمدوا في بعض هجماتهم على معلومات قديمة وغير دقيقة.
وأوضح التحليل، أن العديد من ناقلات النفط التي تشارك في نقل الإمدادات الطاقة الروسية انخرطت في ممارسات بحرية تخفي تحركاتها، مثل التلاعب ببيانات نظام التعريف الآلي. وقد تم تأكيد تحركات ناقلات النفط المختارة المرتبطة بروسيا التي تتم تتبعها التحليل، من قبل موقع TankerTrackers.com و"قائمة لويدز" (Lloyd’s List) . وكشفت عمليات المراقبة الأولية لـ "قائمة لويدز" أن المسار والسرعة التي تشير إليها إشارات نظام التعريف الآلي الخاصة بالسفن تتوافق مع ظروف الإبحار الطبيعية.
ولفت التحليل، إلى أن "عبور السفينتين "فريدا" و"أندروميدا ستار" مؤخراً البحر الأحمر رغم الهجمات التي تعرضتا لها في وقت سابق من هذا العام، يشير على الأرجح إلى أحد أمرين: إما أن المالكين أو المشغلين يخاطرون بشكل كبير في طريق حيوي لنقل النفط، أو أنهم واثقون من أن قضية الروابط السابقة للسفينتين ببريطانيا قد تم تسويتها وأن بإمكانهم الإبحار بأمان. وإذا تم حل هذه القضية، فربما كان ذلك قد تم من خلال قناة اتصال خاصة مع الحوثيين، رغم أن ذلك سيظل تكهناً إلى أن يتم تأكيده من خلال مزيد من المراقبة لنشاط هذه السفن وغيرها من السفن المماثلة".
وتحدث التحليل عن ناقلة النفط الخام "أندروميدا ستار" (IMO 9402471) والتي كانت متواجدة عند المدخل الجنوبي لقناة السويس، قادمة من ميناء "أوست-لوغا" الروسي ومتوجهة إلى آسيا. مشيرا إلى أن السفينة تعرضت لهجوم بصواريخ باليستية مضادة للسفن أطلقها الحوثيون من اليمن في أواخر نيسان/أبريل. ومع ذلك، على الرغم من الهجوم استمرت السفينة "أندروميدا ستار" في الإبحار في البحر الأحمر نحو السوق الآسيوي، حيث تُعد الهند والصين من العملاء الرئيسيين لموسكو.
وأوضح التحليل، أن جماعة الحوثي وصفت السفينة بشكل غير دقيق بأنها "ناقلة نفط بريطانية"، مشيرة إلى ارتباطاتها السابقة بشركة مقرها المملكة المتحدة، مستدركا أنها في الواقع، تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي، ومالكها المسجل مقره في جزر سيشيل، وهي جزء من "أسطول مظلم" ينقل النفط الروسي وسط العقوبات الغربية على قطاع الطاقة في موسكو.
وقال التحليل، إن بيانات متعقب الحوادث البحرية التابع للمعهد وبيانات "MarineTraffic" تظهر أن الناقلة التي تحمل علم بنما ليست السفينة الوحيدة التي تشارك في نقل النفط الروسي والتي واصلت عبور البحر الأحمر بعد تعرضها لهجوم من الحوثيين. مؤكدا أن هذه الحالات يمكن أن تساعد في توضيح سبب استمرار بعض ناقلات النفط المرتبطة بروسيا في مسارها بعد هجوم من الحوثيين، بينما يتجنب مالكو ناقلات أخرى أو مشغليها مسار خليج عدن/جنوب البحر الأحمر ويبحرون حول جنوب أفريقيا بدلاً من ذلك
وتحدث التحليل، عن مهاجمة جماعة الحوثي لناقلة النفط البريطانية («أندروميدا ستار») في البحر الأحمر في 26 نيسان/أبريل الماضي، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وتمت إصابة السفينة بشكل مباشر". مؤكدا أن ذلك يشكل أحد الأمثلة العديدة التي توضح كيف اعتمد الحوثيون على بيانات شحن قديمة لاختيار أهدافهم خلال الأشهر الماضية.
ووفقاً لإحدى قواعد بيانات الشحن، كانت ناقلة "أندروميدا ستار" مملوكة لشركة "Union Maritime Ltd. " التي مقرها في المملكة المتحدة بدءً من تشرين الأول/أكتوبر 2019 وإلى 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2023. وعندما هاجم الحوثيون الناقلة في 26 نيسان/أبريل، لم يتم الكشف عن المالك الحقيقي الجديد للسفينة، وكان المالك المسجل الجديد هو شركة مقرها في جزر سيشيل، تم تعريفها باسم " Algae Marine Inc. ".
وقبل الحادث، كانت "أندروميدا ستار" تشير إلى "عدم وجود اتصال مع إسرائيل"، وفقاً لنظام التعريف الآلي الخاص بها، وهو إجراء اتخذته عدة سفن تجارية لتجنب التعرض لهجوم، على الرغم من أن ذلك ليس فعالاً بصورة دائمة. ووفقاً لبيانات شركة "كبلر"، كانت الناقلة تحمل نفطاً روسياً تم تفريغه لاحقاً في الهند.
وبعد مغادرة الهند، ووفقاً لبيانات "MarineTraffic"، أبحرت "أندروميدا ستار" عائدة إلى ميناء "أوست-لوغا" الروسي عبر البحر الأحمر بعد توقفات في بعض الموانئ الإقليمية، ووصلت إلى هناك في 19 حزيران/يونيو لتحميل شحنة جديدة.
وتشير البيانات المتاحة إلى أن هجوم الحوثيين على السفينة "أندروميدا ستار" في نيسان/أبريل كان قائماً على الاعتقاد بأن السفينة لا تزال لها صلات مع بريطانيا. وعندما تنتقل ملكية سفينة وتتغير أسماؤها بشكل متكرر خلال فترة قصيرة، فقد يُسبب ذلك ارتباكاً، خاصة وأن معلومات المُلكية الجديدة لا تنعكس دائماً على الفور في جميع قواعد البيانات. وربما لم يكن الحوثيون على علم بتغيير المُلكية، أو ربما علموا بذلك ولكنهم قرروا الهجوم عليها بناءً على الصلات السابقة للسفينة ببريطانيا. ولا يمكن استبعاد الاحتمال الثاني لأن الحوثيين هاجموا السفن التجارية بناءً على الروابط السابقة أو مكالمات الموانئ منذ بدء حملتهم البحرية في تشرين الثاني/نوفمبر 2023. وقد لوحظ نمط مماثل مع سفينة تجارية تعرضت لهجوم في آذار/مارس في البحر الأحمر أثناء نقلها النفط الروسي أيضاً.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: البحر الأحمر روسيا الصين اليمن مليشيا الحوثي فی البحر الأحمر ناقلات النفط النفط الروسی نیسان أبریل إلى أن
إقرأ أيضاً:
رويترز: واشنطن تضغط على بغداد لاستئناف صادرات نفط كردستان
كشفت ثمانية مصادر مطلعة لوكالة رويترز، الجمعة، أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تمارس ضغوطًا مكثفة على الحكومة العراقية لاستئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق، مهددة بفرض عقوبات مشابهة لتلك المفروضة على إيران إذا لم تستجب بغداد للمطالب الأميركية.
وتهدف واشنطن إلى تعويض النقص المحتمل في الصادرات الإيرانية، بعدما تعهدت بتقليص تدفقات النفط الإيراني إلى الصفر ضمن سياسة "أقصى الضغوط" التي تنتهجها ضد طهران.
إضافة لذلك، يمثل إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بحكم شبه مستقل، مصدرًا مهمًا للنفط، واستئناف صادراته قد يساعد في استقرار الأسواق النفطية وتقليل الاعتماد على إمدادات أخرى.
وكان وزير النفط العراقي، حيان عبد الغني، قد أعلن يوم الاثنين الماضي أن صادرات النفط من إقليم كردستان ستُستأنف الأسبوع المقبل، في خطوة لحل نزاع استمر قرابة عامين بين بغداد وأربيل.
يعكس هذا التطور تحسن العلاقات بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان، ما قد يسهم في استقرار سوق النفط وزيادة المعروض العالمي.
وترى الأسواق أن استئناف صادرات كردستان سيؤدي إلى زيادة الإمدادات النفطية في الأسواق العالمية، مما قد يؤثر على أسعار النفط.
يأتي ذلك وسط ضغوط أميركية متزايدة على الدول المنتجة للنفط لضمان استقرار الإمدادات، لا سيما في ظل التقلبات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وكانت تركيا قد أوقفت تدفقات النفط من إقليم كردستان في مارس 2023، بعد أن أمرت غرفة التجارة الدولية أنقرة بدفع 1.5 مليار دولار كتعويضات لبغداد بسبب تصدير النفط الكردي عبر خطوط الأنابيب دون تصاريح رسمية من الحكومة الاتحادية بين عامي 2014 و2018.
ويرى الخبراء، أن التحرك الأميركي يكشف عن أهمية نفط كردستان في استراتيجيات الطاقة الأميركية، خاصة في ظل محاولات واشنطن لتقليل الاعتماد على النفط الإيراني.