أكد تحليل جديد، أن ناقلات النفط الروسية تمر عبر البحر الأحمر، بالرغم من تعرض بها لهجمات الحوثيين، في ظل تصاعد الأزمة التي تشهدها المنطقة بفعل الهجمات الحوثية في البحرين الأحمر والعربي.

 

وقال تحليل لـ "نعوم ريدان" الباحثة في معهد واشنطن، إن مشغلي ناقلات النفط إما يقبلون المخاطر على طريق نقل حيوي أو لم يعودوا قلقين بشأن المنظورات المتعلقة بالصلات السابقة لسفنهم ببريطانيا.

 

وأضافت أن الحوثيين اعتمدوا في بعض هجماتهم على معلومات قديمة وغير دقيقة.

 

وأوضح التحليل، أن العديد من ناقلات النفط التي تشارك في نقل الإمدادات الطاقة الروسية انخرطت في ممارسات بحرية تخفي تحركاتها، مثل التلاعب ببيانات نظام التعريف الآلي. وقد تم تأكيد تحركات ناقلات النفط المختارة المرتبطة بروسيا التي تتم تتبعها التحليل، من قبل موقع TankerTrackers.com و"قائمة لويدز" (Lloyd’s List) . وكشفت عمليات المراقبة الأولية لـ "قائمة لويدز" أن المسار والسرعة التي تشير إليها إشارات نظام التعريف الآلي الخاصة بالسفن تتوافق مع ظروف الإبحار الطبيعية.

 

ولفت التحليل، إلى أن "عبور السفينتين "فريدا" و"أندروميدا ستار" مؤخراً البحر الأحمر رغم الهجمات التي تعرضتا لها في وقت سابق من هذا العام، يشير على الأرجح إلى أحد أمرين: إما أن المالكين أو المشغلين يخاطرون بشكل كبير في طريق حيوي لنقل النفط، أو أنهم واثقون من أن قضية الروابط السابقة للسفينتين ببريطانيا قد تم تسويتها وأن بإمكانهم الإبحار بأمان. وإذا تم حل هذه القضية، فربما كان ذلك قد تم من خلال قناة اتصال خاصة مع الحوثيين، رغم أن ذلك سيظل تكهناً إلى أن يتم تأكيده من خلال مزيد من المراقبة لنشاط هذه السفن وغيرها من السفن المماثلة".

 

وتحدث التحليل عن ناقلة النفط الخام "أندروميدا ستار"  (IMO 9402471) والتي كانت متواجدة عند المدخل الجنوبي لقناة السويس، قادمة من ميناء "أوست-لوغا" الروسي ومتوجهة إلى آسيا. مشيرا إلى أن السفينة تعرضت لهجوم بصواريخ باليستية مضادة للسفن أطلقها الحوثيون من اليمن في أواخر نيسان/أبريل. ومع ذلك، على الرغم من الهجوم استمرت السفينة "أندروميدا ستار" في الإبحار في البحر الأحمر نحو السوق الآسيوي، حيث تُعد الهند والصين من العملاء الرئيسيين لموسكو.

 

وأوضح التحليل، أن جماعة الحوثي وصفت السفينة بشكل غير دقيق بأنها "ناقلة نفط بريطانية"، مشيرة إلى ارتباطاتها السابقة بشركة مقرها المملكة المتحدة، مستدركا أنها في الواقع، تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي، ومالكها المسجل مقره في جزر سيشيل، وهي جزء من "أسطول مظلم" ينقل النفط الروسي وسط العقوبات الغربية على قطاع الطاقة في موسكو.

 

وقال التحليل، إن بيانات متعقب الحوادث البحرية التابع للمعهد وبيانات "MarineTraffic" تظهر أن الناقلة التي تحمل علم بنما ليست السفينة الوحيدة التي تشارك في نقل النفط الروسي والتي واصلت عبور البحر الأحمر بعد تعرضها لهجوم من الحوثيين. مؤكدا أن هذه الحالات يمكن أن تساعد في توضيح سبب استمرار بعض ناقلات النفط المرتبطة بروسيا في مسارها بعد هجوم من الحوثيين، بينما يتجنب مالكو ناقلات أخرى أو مشغليها مسار خليج عدن/جنوب البحر الأحمر ويبحرون حول جنوب أفريقيا بدلاً من ذلك

 

وتحدث التحليل، عن مهاجمة جماعة الحوثي لناقلة النفط البريطانية («أندروميدا ستار») في البحر الأحمر في 26 نيسان/أبريل الماضي، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وتمت إصابة السفينة بشكل مباشر". مؤكدا أن ذلك يشكل أحد الأمثلة العديدة التي توضح كيف اعتمد الحوثيون على بيانات شحن قديمة لاختيار أهدافهم خلال الأشهر الماضية.

 

ووفقاً لإحدى قواعد بيانات الشحن، كانت ناقلة "أندروميدا ستار" مملوكة لشركة "Union Maritime Ltd.  " التي مقرها في المملكة المتحدة بدءً من تشرين الأول/أكتوبر 2019 وإلى 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2023. وعندما هاجم الحوثيون الناقلة في 26 نيسان/أبريل، لم يتم الكشف عن المالك الحقيقي الجديد للسفينة، وكان المالك المسجل الجديد هو شركة مقرها في جزر سيشيل، تم تعريفها باسم " Algae Marine Inc. ".

 

وقبل الحادث، كانت "أندروميدا ستار" تشير إلى "عدم وجود اتصال مع إسرائيل"، وفقاً لنظام التعريف الآلي الخاص بها، وهو إجراء اتخذته عدة سفن تجارية لتجنب التعرض لهجوم، على الرغم من أن ذلك ليس فعالاً بصورة دائمة. ووفقاً لبيانات شركة "كبلر"، كانت الناقلة تحمل نفطاً روسياً تم تفريغه لاحقاً في الهند.

 

وبعد مغادرة الهند، ووفقاً لبيانات "MarineTraffic"، أبحرت "أندروميدا ستار" عائدة إلى ميناء "أوست-لوغا" الروسي عبر البحر الأحمر بعد توقفات في بعض الموانئ الإقليمية، ووصلت إلى هناك في 19 حزيران/يونيو لتحميل شحنة جديدة.

 

وتشير البيانات المتاحة إلى أن هجوم الحوثيين على السفينة "أندروميدا ستار" في نيسان/أبريل كان قائماً على الاعتقاد بأن السفينة لا تزال لها صلات مع بريطانيا. وعندما تنتقل ملكية سفينة وتتغير أسماؤها بشكل متكرر خلال فترة قصيرة، فقد يُسبب ذلك ارتباكاً، خاصة وأن معلومات المُلكية الجديدة لا تنعكس دائماً على الفور في جميع قواعد البيانات. وربما لم يكن الحوثيون على علم بتغيير المُلكية، أو ربما علموا بذلك ولكنهم قرروا الهجوم عليها بناءً على الصلات السابقة للسفينة ببريطانيا. ولا يمكن استبعاد الاحتمال الثاني لأن الحوثيين هاجموا السفن التجارية بناءً على الروابط السابقة أو مكالمات الموانئ منذ بدء حملتهم البحرية في تشرين الثاني/نوفمبر 2023. وقد لوحظ نمط مماثل مع سفينة تجارية تعرضت لهجوم في آذار/مارس في البحر الأحمر أثناء نقلها النفط الروسي أيضاً.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: البحر الأحمر روسيا الصين اليمن مليشيا الحوثي فی البحر الأحمر ناقلات النفط النفط الروسی نیسان أبریل إلى أن

إقرأ أيضاً:

حريق بمليون برميل من النفط العراقي يهدد بكارثة بيئية

13 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: قالت القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط، إن عمليات الإنقاذ لناقلة نفط محملة بخام عراقي التي أصابتها صواريخ الحوثيين واشتعلت فيها النيران في البحر الأحمر لعدة أيام ستبدأ قريباً.

وقال موقع بلومبيرغ، انه “تقرر أن تنفذ شركات خاصة عمليات الإنقاذ للناقلة (سونيون) تحت حماية عسكرية من قوات الاتحاد الأوروبي (يوناف فور أسبيدس) (EUNAVFOR Aspides)، دون تقديم تفاصيل إضافية أو ذكر أسماء الشركات”.

وقالت القوة الأوروبية في منشور عبر منصة “إكس” إن النيران لا تزال مشتعلة على سطح الناقلة، وإنه “لا توجد علامات واضحة على تسرب نفطي”.

وتحمل الناقلة (سونيون) حوالي مليون برميل من النفط الخام الذي تم تحميله في العراق، حيث أُصيبت بصواريخ في 21 أغسطس/ آب الماضي بعد أن قامت بالالتفاف حول الساحل اليمني لدخول البحر الأحمر، وتعرضت لهجوم آخر في 23 أغسطس/ آب، تسبب في الحرائق التي لا تزال مشتعلة على متنها.

وحذرت القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي من كارثة بيئية بسبب الكمية الكبيرة من النفط على متن الناقلة.

وحتى يوم الإثنين الماضي، ظلت السفينة راسية في المياه الدولية، وفقاً لما ذكرته “يوناف فور أسبيدس”.

وشن الحوثيون في اليمن هجمات على السفن العابرة لجنوب البحر الأحمر باستخدام الطائرات الموجّهة عن بُعد والصواريخ منذ أواخر العام الماضي كرد فعل على حرب إسرائيل ضد “حماس” في غزة.

وأسفرت هذه الهجمات عن غرق سفينة ومقتل أو إصابة بحارة، وأجبرت العديد من شركات الشحن على تحويل مساراتها للإبحار حول أفريقيا.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • «أسبيدس»: محاولة إنقاذ للناقلة «سونيون» في البحر الأحمر خلال أيام
  • حريق بمليون برميل من النفط العراقي يهدد بكارثة بيئية
  • حريق بمليون برميل من النفط العراقي يهدد بكارثة بيئية في البحر الأحمر
  • عملية إنقاذ جديدة لناقلة النفط اليونانية المنكوبة ”سونيون” في البحر الأحمر
  • البعثة الاوروبية: السفينة “سونيون” لا تزال تحترق ولا يوجد تسرب نفظي
  • «اصطياد» المسيّرات الأمريكية: خطط واشنطن البديلة لا تعمل
  • صادرات النفط الروسية تهدد الدنمارك بكارثة بيئية.. ناقلات الظل بلا رقيب
  • ما لا تعرفونه عن دور السفينة الإيرانية ”بهشاد” في دعم عمليات الحوثيين بالبحر الأحمر
  • جهود لإنقاذ ناقلة النفط المستهدفة في البحر الأحمر ورفض لاستغلال الحوثيين
  • أصعب خيارات واشنطن في اليمن