الاعجاز العلمي في قوله تعالى: لا تنفذون إلا بسلطان
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
في القرآن الكريم جاء قول الله تعالى: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} (الرحمن:33).
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله سبحانه: {إن استطعتم أن تنفذوا} فقال بعضهم: معنى ذلك: إن استطعتم أن تجوزوا أطراف السموات والأرض، فتُعْجِزوا ربكم حتى لا يقدر عليكم؛ فجُوْزوا ذلك، فإنكم لا تجوزونه إلا بسلطان من ربكم.
وقوله سبحانه: {إلا بسلطان} يعني بـ (السلطان) البيِّنة من الله جل ثناؤه، وهذا القول رجحه الطبري. وقال آخرون: معناه: إلا بحجة. وقال آخرون: بل معنى ذلك: إلا بمُلك، وليس لكم مُلك. هذا حاصل أقوال المفسرين في المراد من الآية.
بعد الذي ذكره المفسرون في المراد من الآية نقول: إن الله سبحانه خلق هذا الكون، وأودع فيه من الأسرار ما لا يعلمها إلا الله، فهذا الكون يتوسع الآن، وذلك ما أخبر عنه سبحانه بقوله: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} (الذاريات:47) وفي هذا البناء الكوني العجيب من الأجرام السماوية والمجرات بنجومها وكواكبها أعداد هائلة، يصل عددها إلى أكثر من (120) مليار مجرَّة معروفة حتى الآن في كل واحدة منها مليارات النجوم والأجرام السماوية، استطاع العلماء أن يرصدوا بعضاً منها باستخدام المراصد الفلكية (Telescopes) التي تعددت في أنماطها، فمنها التي تكون ثابتة على قمم الجبال، وبعضها يتحرك في مدارات محددة خارجية، وبعضها يعمل بالأشعة تحت الحمراء، وبعضها بأشعة (X) والبعض الآخر بموجات الراديو، والهدف واحد هو معرفة أسرار هذا الكون.
وللمجرات -كما هو معروف- أشكال مختلفة، وأبعاد هندسية، وأقطار هائلة، نذكر منها:
1- مجرة درب التبانة (Milky Way Galaxy) قطر المجرّة = 100 ألف سنة ضوئية (السنة الضوئية = 9.46 تريليون كيلومتر)100.000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 946000 تريليون كيلومتر، وبُعْد الأرض عن مركز المجرة = 25 ألف سنة ضوئية 25000 × 9.46 تريليون كيلو متر = 236500 تريليون كيلومتر.
2- مجرَّة (NGC 4258) قطر المجرة = 131 ألف سنة ضوئية 131000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 1239260 تريليون كيلومتر، وبُعْد المجرة عن الأرض (نقطة انطلاق الجن والإنس) = 25 مليون سنة ضوئية 25.000.000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 236.500.000 تريليون كيلومتر.
3- مجرّة (M87) قطر المجرة = 120 ألف سنة ضوئية 120.000 × 9.46 تريليون كيلومتر=1135200 تريليون كيلومتر، وبُعْد المجرة عن الأرض (نقطة انطلاق الجن والإنس) = 50 مليون سنة ضوئية 50.000.000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 473.000.000 تريليون كيلومتر.
4- مجرّة (Andromeda) قطر المجرّة = 200 ألف سنة ضوئية 200.000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 1892.000 تريليون كيلومتر، وبُعْد المجرة عن الأرض (نقطة انطلاق الجن والإنس) = 2 مليون سنة ضوئية 2.000.000 × 9.46 تريليون كيلومتر = 18920000 تريليون كيلومتر.
وعادة تكون آلاف من هذه المجرات متقاربة، بحيث تشكل تجمعات عنقودية، يبلغ قطرها أكثر من (10) ملايين من السنين الضوئية.
وهناك أيضاً تجمعات عملاقة من المجرات، محبوكة مع بعضها بأوتار وخيوط دقيقة، وتشكل منها نسيجاً رائعاً محبوكاً بعناية إلهية خارقة، شأنها شأن السماء كلها، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله عز وجل: {والسماء ذات الحبك} (الذاريات:7).
ومن أمثلة هذا التجمعات العملاقة ما يُعرف بالحائط العظيم (Great Wall) حيث تصل أبعاده إلى (200) مليون سنة عرضاً، و(500) مليون سنة طولاً.
ولا شك، فإن البشرية كلها بقوتها وتقنيتها لو أرادت أن تنفذ وتخرج من مجرّة درب (التبانة) فقط من غير الحديث عن غيرها، هل إلى ذلك من سبيل؟
وعلى فَرَض أن أهل العلم أمكنهم صُنْعَ مركبة تسير بسرعة الضوء، وامتطوا صهوتها، هل سيسيرون في هذا المسار لمدة (25) ألف سنة؟! وهو بعد مركز المجرة عن أرضنا، ومن هو هذا الكائن الذي يمتلك هذا العمر السحيق؟!
ولو أنَّ لكائن ما هذا العمر، فمن أين لمركبته الخارقة الوقود الذي يسيرها على مدى هذه الآلاف والملايين والمليارات من السنين، وليست السنين العادية، بل السنين الضوئية؟!
فعلى سبيل المثال، أطلقت وكالة الفضاء الأميركية ناسا (NASA) عام (1980م) رحلة فضائية تحتوي على مركبتين، وأطلقوا على هذه المهمة (The Interstellar Mission)وإحدى هاتين المركبتين تتميز بسرعة هائلة، ولتقريب هذه السرعة إلى الأذهان، فإنها تقطع المسافة بين غرب الولايات المتحدة الأمريكية وشرقها في أقل من أربع دقائق، وهي مزودة ببطارية نووية طويلة الأمد، ولكن موضع الشاهد هنا أن عُمْرَ البطارية ينتهي بحلول عام (2020م) وهي ما قطعت إلا جزءاً يسيراً من سنة ضوئية واحدة.
فكيف لو أرادت البشرية بعلمها وتقنيتها أن تخترق ما يسميه العلماء اليوم بالحائط العظيم (Great wall) طولاً أو عرضاً، ولديهم المركبة الضوئية التي تقطع (9.46) تريليون كيلومتر في ثانية واحدة من أين لأحدهم هو ومركبته الخارقة هذا العمر الخيالي (200) مليون سنة أو (500) مليون سنة؟!
لقد صدق الله العظيم إذ يقول: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا، لا تنفذون إلا بسلطان}.
وللعلم، فإن كل ما ذُكِرَ ليس إلاّ جزءاً يسيراً من السماء الدنيا، التي هي بالنسبة إلى السماء الثانية كحبّة في صحراء، فكيف بهذا الملكوت الذي لا يعلم اتساعه وعظمة خلقه إلا خالقه جل جلاله، لا شك أن ذلك لا يكون إلا بسلطان المعجزة من الله.
كما أن الخلق كلهم لو أرادوا أن ينفذوا من الأرض وطبقاتها السبع لانصهروا قبل أن يصلوا إلى اللب الخارجي من شدة حرارته وعمق قراره. هل يستطيعون ذلك؟
وواضح أنَّ هذا السؤال ليس بحاجة إلى تفكير للجواب عنه، فقد كفانا الله الجواب حين قال جلَّ شأنه: {لا تنفذون إلا بسلطان}.
ونختم بخبر جميل، وهو أنّ رجلاً واحداً فقط اخترق هذا الكون بمركبة ضوئية، إنه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الذي نفذ من هذا الكون، ورأى ما لم يره الأولون والآخرون بسلطان المعجزة والقدرة من عند الله في حادثة الإسراء والمعراج على البُراق، فاستحقَّ بذلك أن يكون: أول رائد فضاء حقيقي عرفته البشرية.
عن اسلام ويبالمصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: وقال آخرون ملیون سنة المجرة عن هذا الکون معنى ذلک
إقرأ أيضاً:
لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجائعها.. خطيب المسجد الحرام: اغتنموا أعماركم
قال الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن الدنيا لا يدومُ نعيمُها، ولا تُؤمنُ فجائعُها، غرورٌ حائل، وسِنادٌ مائل، فاغتنموا أعماركُم في صالحِ الأعمالِ، فما أسرعَ ما تمضي الليالي والأيامُ.
لا تؤمن فجائعهاوأوضح “الدوسري” خلال خطبة اخر جمعة في رمضان من المسجد الحرام بمكة المكرمة ، أنه ما أعجلَ ما تتصرمُ الشهورُ والأعوامُ، والفرصُ تفوتُ، والأجلُ موقوتٌ، والإقامةُ محدودةٌ، والأيامُ معدودةٌ، وكلُّ شيءٍ بأجلٍ مسمَّى، وتزودوا فإنَّ خيرَ الزادِ التقوى.
وأضاف أن الله تعالى شرعَ لنا صيامَ شهرِ رمضان، وجعلَهُ موسمًا لنزولِ الرحماتِ والغفران، ويُدعى أهلُ الصيامِ يومَ القيامةِ منْ بابِ الرَّيان، خيرُ مَنِ اعتكف وقامَ وصامَ- صلى الله وسلم وبارك عليه- وعلى آلهِ وأصحابهِ البررةِ الكرامِ، والتابعين ومَن تبعهم بإحسانٍ.
ونبه إلى أن شهر رمضانُ شارف على الارتحالِ، وقَرُبَ منَ الزوالِ، وأذِنَ بساعةِ الانتقالِ؛ فما أسرعَ خُطاه، وما أقصرَ مداه، بالأمسِ استقبلناه بفرحٍ واشتياقٍ، وها نحنُ نودعُه بدموعٍ تملأ المَآقِ، فيا منْ كنتم في سِباقٍ قد دنا موعدُ الفِراقِ.
وتابع: فمنْ كان محسنًا فيما مضى، فليُحسنْ فيما بقي، ومنْ كان مقصّرًا فالتوبةُ بابُها مفتوحٌ، وفضلُ الله على عبادهِ ممنوحٌ، وليُسارعْ إلى الطاعاتِ، وليُسابقْ إلى القُرباتِ، فالأعمالُ بالخواتيم، والعبرةُ بكمالِ النهاياتِ، لا بنقصِ البداياتِ.
قبل أن يغلق البابوأشار إلى أن السعيدُ مَنْ كتبَهُ اللهُ في عدادِ المقبولين، قبلَ أنْ يُغلقَ البابُ، ويُرفعَ الكتابُ، فتصيبَهُ نفحةٌ منْ تلكَ النفحاتِ، وينجو منَ النارِ وما فيها منَ اللفحات، فيا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، فإن لِلَّهِ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ.
وأردف: فما أشدَّ الحسرةَ على منْ أدركَ رمضانَ ولم يُغفرْ له، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ”.
واستطرد: فراقبُوا قلوبَكُم وتفقدوهَا في ختامِ رمضان، فإنْ وجدْتُم فيها حنينًا للطاعةِ فاحمدوا اللهَ، فإنها علامةُ القَبولِ، وإنْ وجدْتُم فيها فتورًا وغفلةً، فاحزنوا على أنفسِكُم وابكوا عليها، وحاسِبُوا أنفسَكُم قبلَ أنْ تحاسبوا، منوهًا بأن منْ أماراتِ قَبولِ العملِ الصالحِ إيقاعَ الحسنةِ بعد الحسنةِ.
وواصل: والمداومةَ على الطاعةِ، فإنَّ الثباتَ على العبادةِ منْ سماتِ الأوابين، وصفاتِ المُنيبين، فإذا أذنَ الموسمُ بالرحيلِ، وباتَ يَعُدُّ أيامَهُ، ويقوِّضُ خيامَهُ، ثبتوا على العهدِ، ووَفَوا بالوعدِ.
حال المؤمنوأبان بأن هذا هو حالُ المؤمنِ كلما فرغَ منْ عبادةٍ أعقبَها بأخرى، امتثالًا لأمرِ ربهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}، فالعبدُ ليس له منتَهى منْ صالحِ العمَلِ إلا بحلولِ الأجلِ، فالثباتَ الثباتَ تبلغُوا، والعمرُ قصيرٌ، والموعدُ قريبٌ.
وأفاد أن السعيدُ منِ اغتنمَ الحياةَ قبلَ المماتِ، فأحسنوا الخِتامَ، واجعلوا ما بقِيَ منه مطيّةً إلى الرضوان، واستحِثُّوا النفوسَ في المسرَى لتبلُغَ الجِنان، مشيرًا إلى أنَّ منْ توفيقِ اللهِ تعالى للعبدِ أنْ يخرجَ منْ رمضان بحالٍ أفضلَ مما دخلَ فيهِ.
وأكمل: فيودعهُ وقد خلصَ توحيدهُ، وزادَ إيمانهُ، وقوي يقينهُ، وزكتْ نفسهُ، واستقامتْ حالهُ، وصلحتْ أعمالهُ، وتهذبتْ أخلاقه، وكان َممنِ اتقى اللهَ حقَّ تقاته، مشيراً أنَّه منْ أجلِ الطاعاتِ، وأعظمِ القُرباتِ في ختامِ شهرِ رمضان؛ الدعاءَ، فهو ديدنُ المؤمنِ في السراءِ والضراءِ.
ولفت إلى أن الدعاءَ في ختامِ الأعمالِ سببٌ للقَبولِ، وهو سلاحُ المؤمنِ، وحبلٌ بين العبدِ وربهِ موصولٌ، والله كريمٌ جوادٌ وهو خيرُ مسؤول، وحث على التوبة، وحسن الظن بالله تعالى، والحمد على بلوغِ الختامِ، وسؤاله تعالى قَبولَ الصيامِ والقيامِ، والعزم على المُحافظةِ على الطاعاتِ ما بَقِيتُم، والبعدِ عنِ المعاصِي ماحييتم.
من تمام التوفيقوأكد أنَّ منْ تمامِ التوفيقِ والشكرِ، ومنْ أعظمِ ما يُختم به هذا الشهر؛ أداءَ زكاةِ الفطرِ، التي جعلَهَا اللهُ طُهرةً للصائمين، وطُعمةً للمساكين، وقُربةً لربِّ العالمين، فعنِ ابنِ عمرَ رضي اللهُ عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ المُسْلِمِينَ.
وبين أنها واجِبةٌ على القادرِ عن نفسِه وعمنْ يعُولُ، ويبدأُ وقتُها منْ غروبِ شمسِ آخِر يومٍ منْ رمضان، وينتهِي بصلاةِ العيدِ، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما قَالَ: مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاَةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَات، كما يجوزُ إخراجُهَا قبلَ ذلكَ بيومٍ أو يومين.
وأوضح أن مِقدارُها: صاعٌ من طعامٍ منْ غالبِ قُوتِ البلد؛ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ"، فطيبوا بها نفسًا، وأخرجوهَا كاملةً غيرَ منقوصةٍ، واختارُوا أطيبَها وأنفَسَها وأنفعَها للفقراءِ.
ونوه بأنه يشرعُ التكبيرُ ليلةَ العيدِ وصَبيحَتَهُ، تعظيماً للهِ سبحانهُ وتعالى، وشكرًا لهُ على هدايتهِ وتوفيقهِ، قالَ اللهُ تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، مبينًا أنَّ صلاةَ العيدِ منْ شعائرِ الدِّين، فأدُّوها مع المُسلمين، واخرجوا إليها متطيِّبينَ متجمِّلين، ولأولادِكُم ونسائِكم مُصطحبينَ.
ويُسنُّ الأكلُ يومَ الفطرِ قبلَ الخروجِ لصلاةِ العيدِ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَغْدُو يَوْمَ الفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ، وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا، وأتبعوا رمضانَ بصوم ستٍ من شوالٍ، فذلكَ صيامُ الدهرِ، كما أخبرَ سيدُ الأنامِ، فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ".
ودعا إلى الالتزام بطريقَ الاستقامةِ، فلستُمْ بدارِ إقامةٍ، واعلموا أنَّهُ بهذا العمرِ اليسيرِ يُشترَى الخلودُ في الجنانِ، والبقاءُ الذي لا ينقطعُ بوعدِ الرحمن، ومَنْ فرَّطَ في حياتِهِ باءَ بالخسران، فعلى العاقلِ أنْ يعرفَ قدرَ عمرهِ، وأنْ ينظرَ لنفسهِ في أمرهِ، فالسعيدُ مَنْ عمرَ وقتَهُ باستصلاحِ آخرتِهِ.