استعرضت وزارة الصناعة والثروة المعدنية، تجربتها في التحول الرقمي وتسهيل الحصول على خدماتها بشكل إلكتروني لشركائها وجميع المستفيدين، إضافة إلى جهودها في تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في القطاع الصناعي، وذلك خلال مشاركة المشرف العام على وكالة التحول الرقمي بالوزارة محمد الشويعر، في جلسة حوارية بعنوان “التحول الرقمي وأثره على قطاعي الصناعة والتعدين في المملكة”، نظّمتها هيئة الحكومة الرقمية، في مقر جامعة الملك خالد بأبها، تحت شعار “يوم السعودية الرقمية”.


وتناولت الجلسة المكتسبات المهمة التي ستحصل عليها المملكة بتبنّيها تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وأتمتة المنشآت الصناعية، ومن أهم تلك المكتسبات تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة، عبر تعزيز الابتكار والاستفادة من التقنيات المتقدمة، وبناء اقتصاد صناعي تنافسي ومستدام يعتمد على أحدث تقنيات التصنيع المبتكرة.
وأكّدت الوزارة على أن تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، من شأنها تطوير سلاسل القيمة المضافة للموارد المعدنية، لتطوير قطاع التعدين وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030؛ بأن يصبح الركيزة الثالثة للصناعة السعودية، وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى جعل المملكة مركزاً لجذب الاستثمارات النوعية في قطاعي الصناعة والتعدين، مما يعزز مكانتها مركزًا عالميًا للصناعات المتقدمة.
وأشارت الوزارة خلال الجلسة الحوارية، إلى حرصها على خدمة المستثمرين في قطاع الصناعة، وتسهيل رحلتهم بدءاً من فكرة المشروع ودراسة جدواه حتى تصدير منتجاته، عبر خدمات رقمية متطورة؛ مما يعزز من تنافسية البيئة الاستثمارية الصناعية، ويجعلها جاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

التحول في الصناعة واللوجستيات

 

 

 

صالح بن أحمد البادي

 

 

تُركز حرب الرسوم الجمركية في أحد أهم أهدافها على إعادة قوة الصناعة وأحجامها إلى عمق أمريكا، ويبدو أن مرحلة مهمة من محاولات تحفيز الصناعات تعود لتكون الواجهة.

سيكون على أمريكا أن تفعل مجموعة من العوامل لتحقيق ذلك الهدف. ما سيصدمكم هنا أنه ورغم أن أمريكا هي أكبر اقتصاد من حيث الناتج المحلي إلا أن الصيًن هي أكبر اقتصاد من حيث التصنيع. والتصنيع ليس فقط إنتاجا؛ بل ما يهم التنافسية في كلفة الإنتاج والسيطرة اللوجستية والأهم أيضًا السيطرة على المواد الخام وربما يصدمكم أمرٌ آخر أن مواد الخام ولوجستيات المواد الخام تسيطر عليه بهدوء الصين ففي أفريقيا وفي غيرها من بقاع الأرض تتواجد مواد خام تسيطر بها الصين على عناصر التصنيع وقدراته. ومعظم أشباه الموصلات وغيرها تتقدم بها الصين بشكل باهر بل وربما صدمكم التحول الذي حدث بالصين حيث تفوقت صناعاتهم في شأن أشباه الموصلات وغيرها وظهرت منتجات تنافسية بثورات تكنولوجية وتنافسية لا تخطر على بال.

إنها محاولات جيدة من أمريكا لإعادة الهيبة والحجم في الصناعة الأمريكية والتنافسية لكن الأمر ليس سهلا. لماذا ليس سهلا.! لأنَّ الصين تقدم تنافسية شمولية وليست أحادية تطرح بعضا من تفاصيلها تاليًا.

تنبهت الصين لمسألة هامة جدا وهو أن كلف الإنتاج ترتفع نتيجة النمو والازدهار الذي يعيشه الصيني وزيادة كلفته والمدن الجديدة والمتجددة وكلف حياة المدن والنمو الذي يشهده الاقتصاد الصيني والذي يتحول لكلف أعلى. ولحلحلة مستدامة تحركت الصين بشكل مباشر للتوسع في مدن التصنيع بشكل كبير حيث تقلل الكلف وتمنح الصناعة حقها من المساحات المطلوبة وتسمح بتقليل نمو كل متر من كلف الأرض وكلف البناء وتسهيل كلف تمويل الصناعة والدخول بشغف في استخدام أفضل التقنيات وأنظمة المعلومات والذكاء الصناعي التنافسي بشكل أذهل العالم.

تحركت الصين لأمر غاية في الأهمية قبل أكثر من 35 سنة فقررت أن أفضل وسيلة لإبقاء التنافسية هي في كلف اللوجستيات التنافسية، فبعد أن غطت أفريقيا بخطوط سكة تمتد على كافة أرجائها تحولت لتصنع منظومة لوجستية عالمية عبر طريق الحرير وما حوله. ما يرتفع من كلف الإنتاج داخل الصين وحولها تخفضه كلف اللوجستيات وسيطرة النقل إلى أصقاع الأرض. فيصل المنتج إلى أيادي المستهلك بسعر تنافسي يبقيها مسيطرة لما لا يقل عن مئة سنة أو يزيد.

ولأن عملة أي دولة تحفزها الحركة التجارية والتصنيعية بين الدول سيطرت الصين على كلف الإنتاج بتقليل نموها وعوضت نمو كلفها الطبيعي بكلف لوجستيات أرخص وإدارة دفة تلك اللوجستيات وأعطت عملتها حجم أعمال ضخم تسيطر عليك بكل مفاصله فجاءت محاولات حثيثة لإنشاء مصرف عالمي بحجم البنك الدولي وكذلك منظومة اقتصادية بريكس أو بريكس بلس.

وفي وقت كانت أمريكا والغرب منشغلين بالسياسات والحروب ومناطق ثراء النفط والغاز والتحالفات الجيوسياسية كانت الصين تعمل في هدوء على تطوير سياستها وقدراتها وإمكانياتها الاقتصادية والتصنيعية واللوجستية بالعالم لتحتل اليوم المركز الأول كأكبر اقتصاد تصنيع على وجه الأرض وكأكبر اقتصاد مؤثر ومنافس ومتمكن تصنيعيا ولوجستيا وبكلفة نهائية تنافسية.

ولأن العملة وقوتها مرتبطة بحركة التجارة والتصنيع سيظهر مقالنا القادم كيف يمكن لسلة عملات أن تهيمن على سوق كان الدولار البترولي أو البترودولار يسيطر عليه لسنوات طويلة.

وهيمنة العملات تنبع من قوة اقتصادك وانتشارك اللوجستي ومتانة دائرة القدرات التي تملكها للسيطرة على سلسلة التوريد العالمية والتي برعت بها الصين آخر عشرين سنة من كافة أطرافها سواء سلاسل التوريد للمواد الخام أو سلاسل التوريد للمنتجات النهائية ومنظومة مصارف مالية تحاكي نظيراتها العالمية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • “منشآت” تنظم لقاء “أربعاء طموح للتحول الصناعي” بالتعاون مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية
  • «من الطاقة إلى التحول الرقمي».. خريطة تعاون واسعة بين مصر والمجر
  • التعليم العالي: الدمج مع القطاع الخاص ضرورة حتمية لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة
  • وزارة الصناعة والثروة المعدنية تعالج 671 طلبًا لخدمة الفسح الكيميائي خلال مارس 2025م
  • الرافدين يُفعّل النظام المصرفي الشامل في 57 فرعًا ضمن خطة التحول الرقمي
  • شكشك والناجح يناقشان ميزانيات قطاع الاتصالات ومشروعات التحول الرقمي
  • «الدبيبة» يتابع أداء قطاع الاتصالات وملف التحول الرقمي
  • التحول في الصناعة واللوجستيات
  • الأحساء.. 7 خدمات جديدة تسريعاً لوتيرة التحول الرقمي في القطاع البلدي
  • «دبي لإدارة المشاريع» يصدر 12 توصية حول التحول الرقمي والاستدامة ومشاريع المستقبل