تعتبر الشعاب المرجانية أو أعماق البحار أو قمم الأشجار في الغابات المطيرة من النقاط الرئيسية للتنوع البيولوجي، ومع ذلك فإنها جميعا تأتي خلف التربة. فوفقا لدراسة جديدة، تعد التربة أكثر النظم البيئية ثراء في جميع أنحاء العالم.

ورغم أن أهميتها لتغذية الإنسان هائلة، إلا أن نسبة التربة التي تعتبر متدهورة أو مدمرة في جميع أنحاء العالم تزداد باطراد، لذا أنجز ثلاثة باحثين أول تقدير للتنوع البيولوجي العالمي للتربة.

ثلثا جميع أنواع الكائنات على وجه الأرض تعيش في التربة (غيتي) ضعف التقديرات السابقة

نقّب الباحثون -وهم من المعهد الفدرالي السويسري لبحوث الغابات والثلوج والمناظر الطبيعية، وجامعة زيورخ ومحطة البحوث الزراعية- في المؤلفات العلمية الموجودة كما أعادوا تقييم مجموعات البيانات الموجودة حول الأنواع التي تم تحديدها في التربة.

وقد أشارت نتائجهم، التي نُشرت في دورية "بروسيدنغز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسز" بتاريخ 7 أغسطس/آب الجاري، إلى أن ثلثي جميع أنواع الكائنات على وجه الأرض تعيش في التربة، وهو أكثر من ضعف التقديرات السابقة لثراء أنواع التربة، التي كانت تشير إلى أن 25٪ فقط من جميع الأنواع تعيش في التربة.

المجموعة ذات الأعلى نسبة من الأنواع التي تعيش في التربة هي الفطريات (90٪) تليها النباتات وجذورها (86٪) وتشكل ديدان الأرض والرخويات مثل القواقع نسبة 20٪.

يقول المؤلف الأول، مارك أنتوني من المعهد الفدرالي السويسري، إنه "مع ذلك، لم يحاول أحد حتى الآن تقدير تنوع الكائنات الحية الصغيرة جدا مثل البكتيريا والفيروسات والعتائق والفطريات والكائنات أحادية الخلية"، وهي كائنات ضرورية لإعادة تدوير المغذيات في التربة، ولتخزين الكربون، وهي مهمة كعوامل ممرضة وشريك للأشجار.

التربة تتعرض لضغط هائل سواء بسبب التكثيف الزراعي أو تغير المناخ أو الأنواع الغازية وغير ذلك (غيتي) تعزيز حماية التربة بشكل أفضل

نظرا لأن البيانات المتعلقة بتنوع التربة غير مكتملة للغاية -خاصة في جنوب الكرة الأرضية- تظهر نتائج الدراسة تباينات ضخمة في بعض الحالات. بالنسبة للبكتيريا، على سبيل المثال، القيمة المتوسطة لنسبتها هي 40٪ من الأنواع التي تعيش في التربة، لكن التباين في تقدير تلك النسبة يمتد ما بين 25٪ إلى 88٪.

كما أن أوجه عدم اليقين هائلة أيضا بالنسبة للفيروسات، التي تتم دراستها بشكل أساسي على أنها مسببات الأمراض البشرية. وفقا لذلك، يتوقع المؤلفون بعض الانتقادات لأساليبهم واستنتاجاتهم. ويقول أنتوني "إن عملنا هو أول محاولة مهمة لتقدير نسبة التنوع البيولوجي العالمي التي تعيش في التربة".

وأضاف أن الهدف من الورقة البحثية هو توفير الأساس لقرارات تشتد الحاجة إليها لحماية التربة ومخلوقاتها في جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن "التربة تتعرض لضغط هائل، سواء بسبب التكثيف الزراعي أو تغير المناخ أو الأنواع الغازية وغير ذلك".

ويقول "تُظهر دراستنا أن التنوع في التربة كبير ومهم بالمقابل، لذا يجب إعطاؤها مزيدا من الاهتمام في الحفظ".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

«التخطيط»: تعزيز التعاون المشترك مع البنك الدولي في جميع المجالات

أكدت رانيا المشاط، وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية، عمق العلاقات بين مصر والبنك الدولي، مؤكدة تطلع الحكومة إلى تعزيز التعاون المشترك مع البنك في مختلف المجالات في ضوء جهودها لتنمية وتطوير البنية التحتية المستدامة والخضراء، مشيرة إلى المشروعات المتنوعة التي يجري تنفيذها مع البنك في مجالات حيوية مثل النقل والطاقة المتجددة وغيرها من القطاعات

وأوضحت أن برنامج الحكومة الجديد يستهدف خلق اقتصاد تنافسي وجاذب للاستثمارات، وفي هذا الصدد فإن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تعمل على دفع النمو الاقتصادي المستدام، وتحقيق التكامل بين الموارد المحلية والشراكات الدولية، لتحقيق التنمية الاقتصادية.

وأكدت أن الإطار يركز على تحقيق نمو اقتصادي مستدام مع وضع النمو النوعي على رأس الأولويات، مشيرة إلى أن الإطار يعتمد على ثلاثة محركات رئيسية، تتمثل في استخدام سياسات مبنية على البيانات والأدلة لمعالجة الفجوات التنموية القطاعية، وبناء اقتصاد قادر على مواجهة المستقبل، وتحسين تخصيص الموارد.

وأضاف أنه يجرى تنفيذ الإطار من خلال مشاركة أصحاب المصلحة المتعددين، بدعم من التنسيق الوطني والتعاون الدولي، بما في ذلك الوزارات المعنية، المحافظات، الجهات الحكومية، المؤسسات المالية الدولية، وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، القطاع الخاص، المنظمات غير الحكومية، مراكز الفكر.

المشروعات الجارية والمستقبلية مع البنك الدولي

وأشارت إلى المشروعات الجارية بقطاع البيئة من بينها مشروع إدارة تلوث الهواء في القاهرة الكبرى وتغير المناخ، إلى جانب المشروعات الأخرى بمجال الصرف الصحي، بالإضافة إلى التعاون المستقبلي في مجال الاقتصاد الأزرق والدعم الفني للجهات الوطنية، في إطار الجهود التي تتبعها الدولة لدمج الأبعاد البيئية في تنفيذ خطط التنمية الوطنية بما يُعزز الاستدامة ويمكن الدولة من الموازنة بين التنمية والعمل المناخي.

التعاون بين مصر والبنك الدولي فيما يخص برنامج «نُوَفِّي»

وتطرق اللقاء كذلك إلى مناقشة التعاون في مجال العمل المناخي وتحقيق التنمية منخفضة الكربون، بالإضافة إلى التعاون بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وصندوق الاستثمار في المناخ CIF، التابع لمجموعة البنك الدولي، لتنفيذ مبادرة الطبيعة والبشر والمناخ بالشراكة مع الصندوق، والمتابعة على نتائج البعثة التي انتهت أعمالها مؤخرًا في عام 2024، بشأن المباحثات الفنية لإعداد الخطة التنفيذية لمبادرة صناديق الاستثمار في المناخ (CIF) الاستثمار في الطبيعة والبشر والمناخ (NPC)، بهدف الاستفادة من التمويل المرصود في المبادرة لتنفيذ المشروعات المتعلقة بتنفيذ مشروعات المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّي».

ومن المقرر أن تركز المبادرة على مجالات أساسية وهي: الزراعة الذكية مناخيًا، الأعمال الزراعية والتمويل الزراعي، النظم البيئية للمناطق الساحلية، وتحفيز مشاركة القطاع الخاص كمحور مشترك

مقالات مشابهة

  • نائب محافظ أسوان يشهد فعاليات مشروع تعزيز السياحة الريفية المستدامة
  • رئيس وزراء العراق: الأرض خصبة لكل أنواع الشراكة والتعاون مع مصر
  • «مدبولي »: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة شاهد قوي على الجهود التي تبذلها مصر للتهدئة بالمنطقة
  • «التخطيط»: تعزيز التعاون المشترك مع البنك الدولي في جميع المجالات
  • إعلان انخفاض نسبة الفقر والبطالة في العراق.. هل يعكس الواقع الكامل على الأرض؟
  • إعلان انخفاض نسبة الفقر والبطالة في العراق.. هل يعكس الواقع الكامل على الأرض؟ - عاجل
  • صحة غزة: نسبة الدمار التي طالت مجمع الشفاء الطبي تجاوزت 95%
  • شاهد| على تراب غزة تحطمت جميع المخططات.. وها هي عودة أصحاب الأرض
  • عبدالله آل حامد: «عام المجتمع» يجسد رؤية القيادة في تعزيز التلاحم
  • عبدالله آل حامد: عام المجتمع يجسد رؤية القيادة في تعزيز التلاحم والتماسك المجتمعي