المنحة وطلبة التعليم العالي
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
مدرين المكتومية
يومًا تلو الآخر، تترسخ في الذهن قناعة بإيجابيات مساعي حكومتنا الرشيدة، وأخص بالذكر هنا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، نحو تهيئة المناخات التيسيرية أمام طلبة وطالبات التعليم العالي للمُضي قدمًا- بكل أريحية وبعيدًا عن أية ضغوط خارجية- لاستكمال مسارهم التعليمي بتفوقٍ، وتمكينهم وتسليحهم بالمهارات والقدرات التي من شأنها أن توظف طاقاتهم الخلاقة في خدمة المجتمع، والوفاء بمتطلبات تطورات التنمية المُتسارعة.
ومن بين هذه المساعي البيان الصادر عن وزارة التعليم العالي لطلاب الابتعاث الداخلي، والذي أكدت من خلاله أنَّه تنفيذًا للأوامر السامية بمنح طلبة الابتعاث الداخلي مخصصات شهرية بدءًا من العام الأكاديمي الجديد، فإنَّ الوزارة تعمل وبالتنسيق مع لجنة نظام الدعم الوطني على إعداد رابط إلكتروني لاستقبال الطلبات الجديدة، والتي تتراوح قيمة مخصصاتها شهرياً بين 45 إلى 90 ريالًا وفقًا للمسافة الفاصلة بين مقر المؤسسة التعليمية ومقر إقامة الطالب، في خطوة تعكس إيمانًا عميقًا بما يمثله البحث العلمي والابتكار من أجنحة مُهمة لنهضة عُمان وتدرُّجها في مسار التقدُّم والتطوُّر، وما يتطلبه ذلك من تفريغ الطلبة ذهنيًا وبشكل كامل للدراسة دون أية ضغوط مالية قد تؤثر بالسلب عليهم.
والحقيقة أنَّ هذه الخطوة المباركة تعكس مدى الاهتمام السامي والرعاية الحكومية لأبناء عُمان من طلبة مؤسسات التعليم العالي، ومساعدة أسرهم على الوفاء بالتزاماتهم المالية، خاصة وأنَّ الحكومة الرشيدة تعي جيدًا التحديات المالية التي تمر بها بعض الأسر، ولا سيما أسر ذوي الدخل المحدود، وهؤلاء- ولله الحمد- يحظون برعاية حكومية في العديد من المجالات.
ومسألة منح المستحقين من طلبة مؤسسات التعليم العالي دعمًا حكوميًا شهريًا، يجب أن ننظر إليه من عدة زوايا إيجابية، وأن نتوقف عن النظر إلى الأمور من زاوية سلبية ضيقة للغاية، ففي الوقت الذي اعترض فيه البعض على نقطة الضوابط والاشتراطات، لم يلتفتوا إلى أن هذه الضوابط والاشتراطات تسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية، التي تسعى إليها حكومتنا في مختلف سياساتها، وأن يذهب الدعم الحكومي إلى من يستحقه بالفعل، فهل يُمكن اعتبار جميع طلبة مؤسسات التعليم العالي مُتسحقين للدعم؟! بالتأكيد لا، فهناك من الطلبة ينتمون إلى أسر ذات دخل ميسور، وهذا فضل من الله ومِنّة، ونسأل الله لم البركة والزيادة، ومن ثم لا يُعقل أن يحصل هؤلاء على دعم حكومي ربما ينفقونه في رفاهيات، في حين أنَّ الطلبة الآخرين المُستحقين لهذا الدعم سينفقونه على الأساسيات. ونحن الآن في مرحلة مالية تتطلب ترشيد الإنفاق قدر المُستطاع، مع عدم إغفال الجانب التنموي والدعم الحكومي المقدم للمواطنين المُستحقين. وهذا هو ديدن القرارات الحكومية في مختلف دول العالم، فأينما تذهب شرقًا أو غربًا، تجد أنَّ سياسات الدعم الحكومي مُخصصة فقط لأولئك الذين هم في أمس الحاجة للدعم والمساعدة. وأضرب مثالًا على ذلك للتوضيح، بفكرة دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وقرارات الحكومة المتعلقة بهذا القطاع، بينما لا يتم دعم الشركات الكبرى، بل تؤخذ منها الضرائب، من أجل توفير وتدبير النفقات الأخرى في الدولة. وهكذا هو الحال في جميع شؤون الحياة، الدعم يكون مُخصصًا للفئات المُستحقة التي تحتاج بالفعل لهذا النوع من الدعم والمعونة، بينما الفئات الأخرى لا تكون مُستحقة.
لقد أحزنني أن أجد عددًا من المُغرّدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي يُهاجمون قرار الاشتراطات والضوابط المُنظِّمة لعملية منح طلبة الابتعاث الداخلي في مؤسسات التعليم العالي الخاصة، في حين أنَّه كان أولى بهم تسليط الضوء على الإيجابيات المُتحقَّقة رغم التحديات التي ما تزال تُعاني منها الحكومة، وخاصة الدين العام الذي وصل إلى 14.4 مليار ريال عُماني، وكذلك التذبذب في أسعار النفط، وزيادة الإنفاق الحكومي على دعم الطاقة والوقود وغيرها من الخدمات العامة.
وأخيرًا.. يحدوني الأمل بكل مواطن ومواطنة، أن يضع عُمان نُصب عينيه، وأن يُساهم في نشر الإيجابيات، لا اختلاق السلبيات، مع تأكيد أهمية النقد البنّاء في دعم مسيرة التقدم والنهضة، لكن أن يكون هذا النقد على أسس سليمة ومعلومات صادقة وصحيحة، وأن يخلو من الأهواء الشخصية وأن يبتعد كل البعد عن شخصنة المواقف، حتى تنعم بلادنا بالاستقرار الذي لطالما نُفاخر به الأمم حول العالم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«التعليم العالي»: نحرص على توفير حرم جامعي صحي وبيئة تعليمية تثري قدرات الطلاب
عقد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، اجتماعًا مع ليونز إيدير، رئيس الاتحاد الدولي للرياضة الجامعية، وذلك بمبنى التعليم الخاص في القاهرة الجديدة.
جاء الاجتماع على هامش استضافة مصر لاجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية، واجتماعات اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية، وكذلك افتتاح مقر للاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية بالجامعة البريطانية في القاهرة.
ناقش الاجتماع استضافة مصر لاجتماعات الجمعية العمومية واللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية.
دعم النشاط الرياضي للطلابوأكد الدكتور أيمن عاشور اهتمام الوزارة بدعم النشاط الرياضي للطلاب، مشيرًا إلى أن الأنشطة الطلابية تُعد من أهم أسس المنظومة التعليمية، التي تستهدف تقوية ودعم روح التعاون، وتوطيد الروابط الإنسانية، وتعزيز اندماج الطلاب في المجتمع، وتطوير قدراتهم البدنية والنفسية.
وأشار «عاشور» إلى أن الوصول إلى مبنى جامعي وبيئة تعليمية صحية يأتي على رأس أولويات خطة عمل الوزارة، منوهًا باهتمامه الشخصي، بصفته أستاذًا في العمارة، بدعم تطوير المباني الجامعية وجعلها أكثر صحة، وتوفير بيئة جامعية تساهم في الارتقاء بقدرات الطلاب البدنية وصحتهم النفسية. وأكد أن الوزارة تحرص على تطوير البنية التحتية للجامعات، بحيث تكون الجامعة مكانًا متكاملًا يقدم للطلاب التعليم، ويعزز البحث العلمي، ويساهم في تأهيلهم بدنيًا ونفسيًا وثقافيًا، واستثمار وقتهم في المرحلة الجامعية على أفضل نحو، بما يضمن تخريج كوادر مؤهلة على كافة المستويات.
ولفت الوزير إلى التنوع الكبير الذي باتت تشهده منظومة التعليم العالي المصرية بجميع روافدها، من جامعات حكومية وخاصة وأهلية وتكنولوجية وفروع للجامعات الأجنبية، والتوسع في إتاحة التعليم الجامعي، مشيرًا إلى أن عدد الطلاب في الجامعات المصرية يصل إلى 3.7 مليون طالب، وأكثر من 53% منهم من الفتيات، مما انعكس على إثراء التنوع الطلابي، ودعم إقامة منافسات ومسابقات رياضية وثقافية تعزز من مستوى الطلاب، بالإضافة إلى تعظيم قدرات مصر على استضافة الأحداث الدولية الجامعية في مختلف الرياضات.
وثمَّن الوزير استضافة مصر لاجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي، واجتماعات اللجنة التنفيذية، مشيرًا إلى دور مصر المحوري على مستوى القارة الإفريقية، ومؤكدًا ضرورة التعاون في تنظيم المزيد من الفعاليات المشتركة على المستوى الإفريقي لتعزيز التبادل الثقافي ودعم روح التنافس والتعاون بين شباب القارة الإفريقية.
ومن جانبه، أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن استضافة مصر لاجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية، وما يصاحبها من لقاءات واجتماعات، تمثل تأكيدًا جديدًا على المكانة الريادية التي تحظى بها الدولة المصرية في دعم وتطوير الرياضة الجامعية، ليس فقط على المستوى الوطني، ولكن أيضًا في الإطارين القاري والدولي.
وشدد على أن وزارة الشباب والرياضة تولي اهتمامًا بالغًا بالرياضة الجامعية باعتبارها ركيزة أساسية في بناء جيل واعٍ قادر على تحمل المسؤولية، فهي تجمع بين الجانب الأكاديمي والتكوين الرياضي، مما يسهم في إعداد كوادر تمتلك مقومات النجاح والتفوق في مختلف المجالات.
التعاون الوثيق بين الشباب والرياضة والتعليم العاليكما أوضح وزير الشباب والرياضة أن التعاون الوثيق بين وزارة الشباب والرياضة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي يعكس رؤية الدولة المصرية في الاستثمار في شبابها، من خلال توفير بيئة رياضية متكاملة داخل الجامعات، تدعم المواهب، وتعزز الروح التنافسية، وترسخ مبادئ الرياضة كوسيلة لتعزيز الانتماء الوطني والتقارب بين الشعوب.
مُجددًا التأكيد على التزام الوزارة بدعم كافة الجهود الرامية إلى الارتقاء بالرياضة الجامعية، والحرص على تعزيز التعاون مع مختلف المؤسسات الدولية لتحقيق أهداف التنمية الرياضية المستدامة، بما يخدم شباب مصر والقارة الإفريقية والعالم أجمع.
من جانبه، أعرب ليونز إيدير عن سعادته بزيارة مصر، وتقديره لتراثها الحضاري العريق والمناطق السياحية المتميزة، مشيدًا بدورها البارز على مستوى القارة الإفريقية في دعم تنظيم البطولات والمنافسات الرياضية. كما أكد على الدور الكبير للرياضة في التقريب بين الشعوب.
حضر الاجتماع السيد ماتياس ريموند، الأمين العام للاتحاد الدولي للرياضة الجامعية، والسيد تارمو جاكسون، مدير التطوير والعلاقات للاتحاد الوطني للرياضة الجامعية بالاتحاد الدولي للرياضة الجامعية.