هل يذهب العالم نحو حرب عالمية ثالثة؟
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
لا يمكن مقارنة ما يحدث في العالم اليوم مع ما كان يحدث قبيل الحرب العالمية الثانية لفهم ما إذا كان العالم ذاهبا فعلا إلى حرب عالمية الثالثة. فالعالم تغير كثيرا عما كان عليه في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي ولذلك أعواد إشعال حرب عالمية قد تختلف تماما عما كان عليه الوضع قبل آخر حرب كونية مرت على هذا العالم الملتهب بالصراعات.
لكن تحذير روسيا للولايات المتحدة الأمريكية من خطر اندلاع «حرب عالمية ثالثة» يستحق أن يقرأ قراءة سياسية وعسكرية، خاصة وأن روسيا تعتقد اليوم أن الدول الغربية مجتمعة مشتركة في حرب ضدها.
يستحق التصعيد الأوكراني الأخير، وخاصة الهجوم الجريء على منطقة كورسك الروسية، أن ينظر له بوصفه كرة لهب تتدحرج باتجاه مخزن بارود ضخم قادر على إشعال كارثة عالمية.. ويبدو أن روسيا تفهم الموضع بهذا المعنى فهي تحذر الغرب بشكل واضح جدا من خطر «اللعب بالنار» على حد تعبير وزير الخارجية سيرجي لافروف الذي قال بشكل واضح اليوم إن الغرب يبحث عن المتاعب. ولا تنظر روسيا إلى تصعيد أوكرانيا باعتباره هجوما أوكرانيا مضادا، إنما تنظر إليه باعتباره حربا غربية، أمريكية وأطلسية، على روسيا خاصة وأن أوكرانيا تستخدم صواريخ زودتها بها دول غربية معروفة لدى موسكو.
ورغم أن روسيا متماسكة من الداخل وغير متأثرة بالحرب الدائرة مع أوكرانيا منذ أكثر من عامين إلا أن التلويح بحرب عالمية ثالثة من شأنه أن يعيد التفكير الجدي بالحرب النووية، وهو سلاح إذا ما ذهبت لخياره أي دولة في لحظة من لحظات اليأس يعني أنها تنذر بجحيم عالمي واسع لا يعترف بفكرة الحدود الجغرافية أو السياسية.
وبعد أكثر من سنتين من الحرب الروسية الأوكرانية لا يمكن النظر إلى هذه الحرب باعتبارها حربا بين دولتين جارتين، فالهجوم الأخير على كورسك والذي يعتبر الأخطر على الأراضي الروسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، يكشف إمكانية اشتعال المواجهة على نطاق يتجاوز الدولتين، بل إنه ينذر بحرب عالمية ثالثة لن يكون السلاح النووي بعيدا عنها. وهذا ما يمكن فهمه أيضا من وعد الرئيس الروسي بوتين برد «كبير» حيث إن بلاده تنظر إلى الأمر باعتباره تحديا واضحا لسيادتها. ومع تمسك الجانبين بخياراتهما يتزايد خطر التصعيد، حيث يتحول كل تدبير انتقامي إلى المزيد من الاستفزازات وكل رد يتبعه رد آخر.
وتسلط تعليقات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الضوء على فهم موسكو لما يحدث، فهي ترى أن «الحرب» لم تعد حربا إقليمية بل حربا بالوكالة تشمل الغرب، وفي المقام الأول الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. إن تصور روسيا بأن تصرفات أوكرانيا مدفوعة بدعم عسكري غربي يغذي روايتها للعدوان الغربي، مما يزيد من تعقيد أي احتمالات لخفض التصعيد.
ومن جانب آخر، فإن رفع الحظر الغربي لاستخدام أسلحته في أي هجوم مباشر على روسيا من شأنه أن يزيد مستوى استفزاز روسيا، خاصة وأن أوكرانيا تعتبر القيود الحالية على استخدام الأسلحة المستوردة تحد من قدرتها على الدفاع عن نفسها والرد على الأهداف العسكرية الروسية.
ورغم أن الغرب ما زال متخوفا مع رفع الحظر بشكل مباشر إلا أن تورط الأسلحة الغربية يثير مخاوف مشروعة بشأن مدى انتشار الصراع، خاصة إذا فسرت روسيا هذه الإجراءات على أنها تدخل مباشر من جانب حلف شمال الأطلسي، وهذا الخطاب يصل إلى شبه اليقين لدى صناع القرار في موسكو.
إن انعدام الثقة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص فيما يخص دعمها المباشر والقوي في العمليات التي جرت في كورسك من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من التصعيد وخاصة إذا قررت موسكو التعامل مع الهجمات المستقبلية باعتبارها جهودًا منسقة من جانب حلف شمال الأطلسي، والمؤشرات تقول إن روسيا مستعدة لمواجهة ما تراه استراتيجية غربية منسقة ضدها.
ورغم أن الصراع في طريقه إلى الذروة إلا أن أحدا لا يريد تقديم أي تنازلات ما يترك العالم في وضع محفوف بالمخاطر. ويبدو المسار الحالي أنه ذاهب نحو تصعيد أكبر إذا ما لعبت الدبلوماسية دورها في كبح جماح كرة اللهب الذاهبة فعلا نحو حقل البارود الكبير.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: حرب عالمیة ثالثة
إقرأ أيضاً:
"دبي لأصحاب الهمم".. ريادة عالمية في تنظيم البطولات وتمكين الأبطال
يعد نادي دبي لأصحاب الهمم صرحاً رائداً في تمكين أصحاب الهمم بدنياً ونفسياً للقيام بدورهم التنموي في المجتمع، ورفع كفاءتهم في المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية المختلفة.
يمتلك النادي سجلاً حافلاً من الإنجازات التي وضعته في صدارة المؤسسات الرياضية الاجتماعية المعنية برياضة أصحاب الهمم، وصناعة الأبطال الإماراتيين في الرياضات البارالمبية المختلفة، وتنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى على المستويين المحلي والعالمي.
ويستضيف نادي دبي لأصحاب الهمم العديد من الفعاليات العالمية التي تحظى بمشاركة واسعة من دول العالم، ومن أبرزها بطولات فزاع الدولية، التي ينظمها النادي سنوياً، وانطلقت نسختها الأولى عام 2009، في ألعاب القوى وكرة السلة على الكراسي المتحركة، والبوتشيا، والقوس والسهم، وأخيراً الريشة الطائرة أحدث الرياضات المنضمة إليها.
وحققت هذه البطولات خلال نسخها السابقة العديد من النجاحات على المستويات التنظيمية والفنية والتسويقية والمجتمعية، الأمر الذي جعلها واحدة من أهم بطولات العالم لأصحاب الهمم بشهادة الاتحادات الدولية والوطنية المعنية.
واستضاف النادي البطولة الآسيوية لألعاب القوى، وكأس العالم لرفعات القوة، وبطولة العالم لألعاب القوى لأصحاب الهمم، التي شكلت محطة رئيسية لتحطيم الأرقام القياسية وإبراز المواهب العالمية.
وإلى جانب تنظيم البطولات، يُعنى النادي بتطوير أداء الرياضيين من أصحاب الهمم من خلال برامج تدريبية متكاملة ودعم فني وإداري يواكب أفضل الممارسات العالمية.
ويحرص "دبي لأصحاب الهمم" على تعزيز مستوى الأداء الرياضي وزيادة المشاركة المجتمعية عبر تطوير البنية التحتية بما يتماشى مع أعلى المعايير الدولية، وتوفير مرافق تدريب متطورة، بالإضافة إلى استقطاب أفضل المدربين والخبراء من أنحاء العالم.
ويضطلع النادي بدور هام في إعداد أبطال إماراتيين قادرين على المنافسة في المحافل الرياضية الدولية، وقد أسهم بشكل مباشر في تحقيق العديد من الإنجازات البارالمبية، وكان منصة انطلاق للعديد من الرياضيين الإماراتيين الذين رفعوا علم الدولة في الألعاب البارالمبية والبطولات العالمية.
وأكد رئيس مجلس إدارة نادي دبي لأصحاب الهمم ثاني جمعة بالرقاد، أن استراتيجية النادي تهدف إلى تعزيز دوره الريادي في مستقبل رياضة أصحاب الهمم، والعمل على تحقيق هدفه بأن يكون النادي الأول عالمياً في هذه الرياضة عبر استمرار التميز في تنظيم العديد من البطولات الدولية والعالمية، وعلى رأسها بطولات فزاع الدولية، بالإضافة إلى المزيد من بطولات العالم التي سيتم الإعلان عنها قريباً.
وأشار إلى وجود مجموعة من المشروعات التي تهدف إلى توفير استدامة الموارد المالية للنادي بما يساعده على تحقيق الإنجازات وترسيخ مكانته المتميزة عالميا.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لنادي دبي لأصحاب الهمم ماجد العصيمي، إن النادي يعمل على تقديم برامج رياضية ومجتمعية متكاملة تهدف إلى تحسين جودة حياة أصحاب الهمم وتعزيز مشاركتهم في الأنشطة الرياضية والثقافية.
وأضاف أن النادي ساهم في بناء جيل من الرياضيين القادرين على تحقيق إنجازات عالمية، كما نظم واستضاف بطولات رياضية دولية كبرى عززت مكانة الإمارات كوجهة رياضية عالمية لهذه الفئة.
وأكد حرص النادي على تقديم أفضل الفرص والتدريبات لأصحاب الهمم، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات مبتكرة تدعم اندماجهم في المجتمع.
بدوره، أكد مدير الإدارة الرياضية في النادي أحمد الحمادي، أن الاهتمام والدعم الرياضي المقدم لأصحاب الهمم يبدأ من مراحل عمرية مبكرة، وتحديداً من عمر 8 سنوات، وصولًا إلى مراحل متقدمة تضمن للاعبين الوصول إلى مستويات عالمية من المنافسة.
وأضاف أن خطط وأنشطة النادي تتضمن تقديم برامج تدريبية متطورة واختيار مدربين أكفاء، إضافة إلى الاعتماد على أجهزة رياضية على أعلى مستوى.