أكد محمد البدري، عضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، أن مصر قامت بجهود ضخمة خلال الفترة الماضية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك بمحددات واضحة تتمثل في الحفاظ على أمن مصر القومي وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.

وأوضح في بيان اليوم أن مصر نجحت في تغيير الصورة الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية بفضل الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلتها، مؤكدة أن هذه الإنجازات تعكس مدى قدرة القيادة المصرية على التأثير في المشهد الدولي، ودورها المحوري في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة، وتعزيز موقفها كقوة إقليمية ذات تأثير كبير.

تعزيز مكانة مصر كقوة إقليمية

وأوضح البدري، أن الأدوار التي تلعبها مصر تعكس رؤية القيادة السياسية الثاقبة وقدرتها على إدارة التفاعلات السياسية في المنطقة بحكمة وعقلانية، مضيفا أن هذه الأدوار تعزز من مكانة مصر كقوة إقليمية تحظى بثقة المجتمع الدولي، ما يساهم في تعزيز الأمن الإقليمي والاستقرار الدولي.

وشدد على أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تواصل بذل الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدا أن مصر تظل ركيزة أساسية لتحقيق التوازن وحل النزاعات في الشرق الأوسط، وهذه الجهود تأتي في إطار رؤية متكاملة تهدف إلى تعزيز الأمن الإقليمي والدولي وتحقيق التنمية المستدامة لشعوب المنطقة.

عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

وأشار إلى أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يسعى لعرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة عبر محاولاته المستمرة لإبقاء قواته في محور فيلادلفيا، لافتًا إلى أنه يهدف من خلال هذا التصعيد إلى البقاء في منصبه لأطول فترة ممكنة، ما يعقد الجهود الدولية لوقف النزاع.

ولفت إلى أن مصر أكدت معارضتها لهذا التوجه، ووجهت رسائل تحذيرية شديدة اللهجة إلى تل أبيب تطالبها بالانسحاب الكامل والحتمي من محور فيلادلفيا، مشيرًا إلى أن هذه الرسائل تعكس قدرة مصر على فرض سيطرتها وكلمتها العليا في عملية الوساطة، وتظهر التزامها العميق بدعم القضية الفلسطينية ومنع تصاعد النزاع الإقليمي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السيسي الشرق الأوسط الأمن الإقليمي غزة إلى أن أن مصر

إقرأ أيضاً:

مجموعة الأزمات: كيف نجحت طالبان في خفض 95% من زراعة المخدرات؟

قالت الأمم المتحدة إن الحملة التي أطلقتها حكومة طالبان لمحاربة المخدرات -عقب توليها السلطة في أفغانستان عام 2021- أدت إلى انخفاض زراعة خشخاش الأفيون بنسبة 95%، وهذه النتيجة تعد أكثر من أي حملة أخرى لمكافحة المخدرات في العصر الحديث.

جاء ذلك في تقرير نشرته مجموعة الأزمات الدولية اليوم الخميس بعنوان "مشكلة حقول الأفيون في أفغانستان: حرب طالبان على المخدرات"، ويسلط الضوء على جهود الحركة من أجل مكافحة المخدرات واعتقال متعاطيها وإبادة المحاصيل وإغلاق الأسواق.

وقال التقرير إن حملة طالبان بدأت بطيئة، وسرعان ما أصبحت أكثر صرامة، إذ استهدفت قوات طالبان الأهداف السهلة مثل جمع المتعاطين في السجون ومراكز إعادة التأهيل، مع تحذير المزارعين من زراعة الخشخاش الذي اعتمدوا عليه قرونا، وعندما فشلت التحذيرات نشرت طالبان المقاتلين لمواجهة المزارعين وتدمير محاصيلهم.

مجموعة الأزمات: المزارعون خسروا 1.3 مليار دولار سنويا نتيجة حظر طالبان زراعة خشخاش الأفيون (الأناضول) مفارقات عديدة

ويشير تقرير مجموعة الأزمات إلى أن الحظر الذي فرضته طالبان يؤثر على سبل عيش ما يقرب من 7 ملايين شخص، لا سيما العمال الفقراء والنساء الريفيات، ومن غير المرجح أن يجد هؤلاء عملا آخر في اقتصاد مثقل بالعقوبات الدولية.

وأضافت المجموعة أن المزارعين خسروا 1.3 مليار دولار سنويا، أو بما يعادل 8% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، وتتضاعف الصدمة الاقتصادية أكثر نتيجة القدرات المحدودة لطالبان في توفير البدائل للمزارعين والعمال الريفيين، ورغم تحول العديد منهم إلى زراعة القمح أو القطن فإنهم ما زالوا يعانون من أجل تلبية احتياجاتهم.

على الجهة الأخرى، حقق كبار التجار وأصحاب الأراضي الكبيرة ثروات ضخمة في ظل هذه الأجواء، وذلك بعد بيع ما لديهم من مخزونات، مستغلين فوائد ارتفاع الأسعار بعد الحظر الذي فرضته طالبان.

ويرى التقرير أن طالبان أمام تحدٍّ كبير من أجل تطوير القطاع الزراعي في أفغانستان، بما يحتاج إليه من مشاريع الري ومرافق التخزين والطرق، وليست لدى طالبان الميزانية الكافية لتطوير هذه البنية التحتية.

تحديات الحظر

وفي ما يتعلق بمدى قدرة طالبان على المضي قدما في خططها لمحاربة زراعة المخدرات، ترى مجموعة الأزمات أن الحكومات الأجنبية مستفيدة كثيرا من توقف أفغانستان عن إغراق الأسواق العالمية بالمخدرات، و"هذا يوفر فرصة نادرة للعمل مع السلطات الجديدة على قضية ملحة تعود بالنفع على جميع الأطراف".

لكن التقرير أشار أيضا إلى أنه "قلما يجرؤ أحد على تحدي طالبان، ويحترم المزارعون الحظر في الجنوب، حيث يوجد لطالبان العديد من المؤيدين"، ومع ذلك "فلا تزال هناك جيوب من معارضي الحظر، حتى في مقاطعة قندهار موطن طالبان، وتنتشر مقاومة الحملة على نحو أوسع في الحقول الصغيرة في المناطق الجبلية في شمال البلاد وشرقها".

كما يشير التقرير إلى أن تدابير طالبان قد زلزلت قطاع المخدرات بالفعل، ومع ذلك فإن مستقبل الحظر ما زال موضع شك، ويتوقع بعض الخبراء أن تأثيره الاقتصادي سيجبر طالبان على التراجع عن التمسك بتطبيقه على هذا النحو.

ومن التحديات التي تقف أمام تطبيق حملة طالبان أيضا أن البلاد تحتاج إلى خطة تنمية تركز بشكل أوسع على التوظيف غير الزراعي، لكن الواقع أن قطاع الزراعة الخالي من المخدرات لن يوفر وظائف كافية، وكل هذا سيتطلب وقتا حتى تقوم البلاد بالانتقال المؤلم بعيدا عن الاعتماد على المخدرات كمحصول نقدي، كما يقول التقرير.

مجموعة الأزمات: في السنوات الأولى من حكم طالبان كانت أفغانستان تنتج 75% من إمدادات العالم من المخدرات (الفرنسية) حملات سابقة

ويقول تقرير مجموعة الأزمات إن لدى طالبان إرثا معقدا فيما يتعلق بالمخدرات، فعندما تأسست الحركة عام 1994 كانت البلاد تنتج بالفعل كميات كبيرة من الأفيون، وفي السنوات الأولى من حكم طالبان كانت أفغانستان تنتج 75% من إمدادات العالم.

ثم أصدرت حكومة طالبان عام 1999 قرارا يأمر جميع المزارعين بتقليص زراعتهم بمقدار الثلث، وهو ما لم يحقق نجاحا يذكر، ومع ذلك أصدر زعيم حركة طالبان الملا عمر في يوليو/تموز 2000 قرارا يفرض حظرا كاملا على زراعة الخشخاش.

وثبت أن الحظر لم يدم طويلا، فقد ألغته طالبان في سبتمبر/أيلول 2001، بسبب توقعات بمواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة في ظل أجواء عدائية تلت "أحداث 11 سبتمبر"، ولم تستطع طالبان تحمل منع المزارعين.

ويضيف التقرير أنه بعد الإطاحة بنظام طالبان عام 2001، ازدهرت زراعة الخشخاش تحت إدارة الحكومة الجديدة المدعومة من الولايات المتحدة، وبلغت مستويات قياسية رغم البرامج الممولة من الغرب لمكافحة المخدرات.

حجم المعاناة

ويورد التقرير ملاحظات بشأن حملة طالبان على زراعة الخشاش، ومنها:

الحظر يتفاوت تنفيذه عبر البلاد، إلا أنه يشكل حظرا شاملا ويغطي مناطق أكثر من أي محاولة سابقة، حيث لم يكن الملوك والرؤساء يتوقعون أن تصل سلطاتهم إلى المناطق النائية، كما يحصل مع طالبان. قد يتسبب الحظر الصارم على زراعة المخدرات في دفع شرائح واسعة من السكان الريفيين -خاصة النساء- إلى فقر أكبر، لا سيما مع انعدام أفق الوظائف لدى القرويين والعاملين في الزراعة. على طالبان تبني نهج أكثر واقعية لمعالجة البطالة، وأن تتبنى الصدمات الاقتصادية بجدية، وعلى الأطراف الإقليمية والدولية التعاون مع طالبان من أجل مكافحة تجارة المخدرات الدولية، والحد من الهجرة، وإتاحة فرص عمل لدعم النساء الريفيات.

مقالات مشابهة

  • دولة الكويت تدين اقتحام رئيس حكومة سلطة الاحتلال منطقة الأغوار الفلسطينية
  • عضو بـ«الشيوخ» يشيد بتعديلات «الإجراءات الجنائية»: استجابة لمطالب الشعب
  • وزير الخارجية يثمن موقف مدريد الداعم للقضية الفلسطينية
  • مجموعة الأزمات: كيف نجحت طالبان في خفض 95% من زراعة المخدرات؟
  • الرئيس السيسي يثمن المواقف الكويتية الداعمة للقضية الفلسطينية
  • خبير علاقات دولية: مصر تمثل القلب الصلب للقضية الفلسطينية دائمًا
  • بزشكيان: التعاون بين دول المنطقة يعزز الأمن ويحبط مؤامرات العدو
  • كاتب صحفي: مصر ساهمت في تغيير وجهة نظر الغرب نحو القضية الفلسطينية
  • النائب أيمن محسب: استقرار المنطقة مرتبط بتسوية عادلة للقضية الفلسطينية
  • (إعلان الرباط): وقف العدوان الإسرائيلي ينبغي أن يشكل مدخلا للتسوية النهائية والعادلة للقضية الفلسطينية