بعد انهيار سد أربعات.. ما لا تعرفه عن سدود السودان
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
تعد السدود من البنى التحتية الأساسية في السودان، حيث تلعب دورًا حيويًا في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، فهي توفر المياه لأغراض الري والشرب، وتساهم في توليد الكهرباء، وتساعد في حماية المجتمعات من الفيضانات والجفاف.
مع تزايد التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، مثل انهيار سد أربعات في بورتسودان، أصبح من الضروري تسليط الضوء على أهمية الصيانة الدورية وتطوير هذه السدود لضمان استمرارية دورها الحيوي في دعم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وحماية المواطنين من المخاطر البيئية.
في هذا السياق، نستعرض أبرز السدود والمحطات الكهرومائية في السودان ودورها في تحقيق التنمية المستدامة.
سد أعالي عطبرة وستيت:
يعتبر هذا السد من أبرز السدود في السودان ويقع على نهر عطبرة وستيت. يهدف إلى تحسين الري وتوليد الكهرباء، بالإضافة إلى توفير الحماية من الفيضانات.
سد الروصيرص:
يعد من أقدم السدود في السودان، ويقع على النيل الأزرق. تم افتتاحه في عام 1966، ويعتبر من المشاريع الحيوية في السودان حيث يساهم في توفير المياه لأغراض الري وتوليد الطاقة الكهربائية.
ترتبط هذه البعثة الدولية بالتعاون مع الحكومة السودانية لدراسة وتنفيذ مشروعات مائية وبحثية تهدف إلى تحسين استخدام الموارد المائية، بما في ذلك تطوير السدود وإدارتها.
يقع هذا الخزان على النيل الأبيض ويُستخدم لتخزين المياه والتحكم في تدفقها. تم بناؤه في فترة الاستعمار البريطاني ليخدم في المقام الأول كمصدر لتزويد مصر بالمياه خلال فترات الجفاف.
يعد خزان سنار أحد أقدم الخزانات في السودان ويقع على النيل الأزرق. يلعب دورًا كبيرًا في الري الزراعي وتوليد الكهرباء، ويُعتبر حجر الزاوية في مشروعات تطوير الأراضي الزراعية في البلاد.
يخدم خزان خشم القربة على نهر عطبرة أغراض الري، خصوصًا مشروع حلفا الجديدة الذي تم إنشاؤه لتوطين المهجرين من منطقة وادي حلفا بعد إنشاء السد العالي.
يقع سد بوط في ولاية النيل الأزرق ويُستخدم بشكل أساسي لتخزين المياه للزراعة والشرب. تعرض لانهيارات جزئية عدة مرات بسبب الأمطار الغزيرة والسيول، مما أثر على أدائه.
يعد هذا السد واحدًا من أهم السدود في شرق السودان، ويهدف إلى توفير المياه للزراعة وتخفيف مخاطر الفيضانات.
تعد محطة شيرايك من المحطات الكهرومائية الكبيرة في السودان وتقع على نهر النيل. تسهم بشكل رئيسي في تغذية الشبكة الكهربائية السودانية بالطاقة.
محطة كجبار للتوليد:
تعد محطة كجبار للتوليد الكهرومائي جزءًا من استراتيجية الحكومة السودانية لتعزيز البنية التحتية للطاقة الكهربائية في البلاد، ورغم التحديات التي واجهتها المحطة، إلا أنها تظل من المشاريع المهمة على نهر النيل.
يعتبر سد مروي أحد أكبر السدود في إفريقيا ويقع على نهر النيل. يساهم بشكل كبير في توليد الكهرباء وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة، كما يعد من المشروعات الاستراتيجية التي تهدف إلى تطوير المناطق المحيطة به من خلال توفير فرص عمل وتحسين البنية التحتية.
تلعب السدود دورًا محوريًا في تنمية السودان، سواء من خلال توليد الكهرباء أو دعم الزراعة، ومع التحديات التي تواجهها البلاد من تغيرات مناخية وكوارث طبيعية، مثل انهيار سد أربعات في بورتسودان، تظل مسألة الصيانة الدورية وتحديث البنية التحتية ضرورة ملحة لضمان استمرارية هذه المشاريع الحيوية وحماية المواطنين من المخاطر البيئية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سدود السودان انهيار سد اربعات انهيار سد أربعات بالسودان انهيار سد اربعات في السودان فی السودان السدود فی ویقع على على نهر
إقرأ أيضاً:
حرب السودان تعطل محطات المياه.. والعطش يحاصر أحياء الخرطوم
ظلت عائلة السوداني إبراهيم موسى تعاني منذ قرابة شهر من انقطاع مياه الشرب عن منطقتهم، إذ بات على عدد من أفراد الأسرة قطع مسافات بعيدة لجلب المياه من آبار أعادت بعض الأحياء تشغليها عقب انقطاع الإمداد المائي، في ظل ارتفاع واضح بأسعار المياه.
وأدى الانقطاع المتكرر للكهرباء في الخرطوم إلى توقف محطة “المنارة” لتنقية المياه شمالي مدينة أم درمان، وهي أكبر محطة للمياه بالعاصمة السودانية، وتوفر المياه لمدينة أم درمان الكبرى التي تضم محليات كرري وامبدة وأجزاء من أم درمان القديمة، على الضفة الغربية لنهر النيل.
وتسبب توقف المحطة في تفاقم أزمة العطش بأجزاء واسعة من مدينة أم درمان التي تشهد استقراراً نسبياً، مما دفع السكان للجوء إلى الآبار وأعمال السقاية رغم الكلفة الباهظة، في وقت أعلنت فيه حكومة ولاية الخرطوم توفير مولدات لتشغيل محطة المنارة التي أنشئت عام 2010 بتكلفة بلغت حينها 106 ملايين دولار، كان نصفها منحة من هولندا، لكن سكان عدد من الأحياء شكوا من استمرار انقطاع المياه.
معاناة واستغلال
وفي حديث مع “الشرق”، يقول إبراهيم موسى، الذي يقيم مع عائلته بمدينة أم درمان: “على الرغم من عودة التيار الكهربائي الذي انقطع عن المدينة لأكثر من 10 أيام بشكل متذبذب وإعلان تشغيل محطة المنارة، لا تزال المياه مقطوعة عنا، نضطر لجلب المياه بعربة يدوية يومياً من بئر تبعد حوالي 7 كيلومترات.. هذا الأمر مرهق جداً، ونتمنى عودة المياه في أقرب وقت ممكن”.
وشكا موسى، الذي تبعد منطقته بضع كيلومترات عن نهر النيل، من غلاء أسعار المياه التي يوفرها من يعملون بمهنة السقاية، واتهمهم باستغلال ظروف انقطاع المياه، حيث بات سعر البرميل الواحد من المياه يصل إلى 9 آلاف جنيه سوداني (نحو 4 دولارات)، وهو مبلغ يؤكد موسى أن من الصعب توفيره في ظل الظروف الحالية.
وتشهد أحياء أم درمان منذ أيام شحاً كبيراً في مياه الشرب بعد توقف محطة “المنارة” بسبب انقطاع الكهرباء في معظم المناطق التي تعتمد على التغذية الكهربية من سد “مروي”، الذي تعرض قبل أيام لأعطال في المحطة التحويلية نتيجة قصف بمسيرات انتحارية.
كما تعاني مدينة الخرطوم بحري وأجزاء واسعة من مدينة الخرطوم انقطاعاً مستمراً في مياه الشرب بسبب توقف محطات المياه هناك جراء القصف العشوائي، منذ بدء القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
خلل في أنظمة الطاقة
ويرى المهندس حسين سيلا، الذي عمل بمحطة “المنارة” للمياه منذ تأسيسها، أنها من أفضل محطات تنقية المياه بالمنطقة ومجهزة بأنظمة طوارئ.
وقال: “لا ينقص المحطة أي شيء، غير أن الحكومة السودانية تجاهلت موضوع تغذية الطاقة البديلة”، موضحاً أن المهندسين المنفذين للمشروع فوجئوا بأن نظام المحطة يعتمد علي الكهرباء العامة فقط، وحال انقطاع التيار الكهربائي تحتاج إلى مولدات.
وذكر سيلا في حديث مع “الشرق” أن الحكومة ممثلة في هيئة مياه ولاية الخرطوم “ملزمة بتوفير مصادر الطاقة للمحطة التي تنتج حوالي 200 لتر مكعب يومياً من المياه تكفي مليون منزل، وفق العقد المبرم مع الشركة المنفذة”.
من جانبه، قال المدير العام لهيئة مياه ولاية الخرطوم محمد العجب إن الهيئة “تعمل بكل إمكاناتها لإعادة تأهيل المحطة في أقرب وقت”، لكنه أقر بوجود صعوبات كبيرة بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمحطة، وبسبب التدهور الأمني الذي حال دون تمكن الفرق الهندسية من تقييم الأضرار بشكل كامل.
وأكد العجب لـ”الشرق” أن العاملين بالهيئة يبذلون جهوداً كبيرة لإعادة المياه إلى كافة مدن العاصمة، لا سيما محلية كرري المكتظة بالسكان والنازحين، وكشف عن إجراء معالجات في محطة “المنارة” أدت إلى تشغيل 76 بئراً من أصل 124 بئراً جرى تزويدها بمولدات مع توفير الوقود لها، بالإضافة إلى الدفع بعدد من الصهاريج لتوفير المياه للمناطق التي لا تتوفر فيها آبار.
وأعلن توفير 7 مولدات كبيرة لتشغيل المحطة التي تستهلك نحو 450 كيلو وات من الكهرباء، حيث يحتاج المولد الواحد إلى 76 برميلاً من الوقود، موضحاً أن محطة “المنارة” تعمل حالياً بطاقة منخفضة، متوقعاً أن يرتفع معدل عملها إلى 66% بعد تشغيل كافة المولدات.
صعوبات وتحديات
وكانت “هيئة مياه ولاية الخرطوم” قالت، في مطلع فبراير الجاري، إن فريقاً هندسياً تعرض لإطلاق نار من قبل قناصة، أثناء محاولته تقييم الأضرار التي لحقت بمحطة مياه بحري الحيوية، ما دفع الفريق للانسحاب حفاظاً على سلامة أعضائه.
وقالت الهيئة إن الهجوم جاء في أعقاب “أعمال تخريب ممنهجة استهدفت محطة مياه بحري، وهي من أقدم وأكبر محطات المياه في ولاية الخرطوم، وقد تسببت أعمال التخريب في أضرار بالغة في محولات الكهرباء والكوابل وأجهزة المعامل والأحواض، ما أدى إلى توقف المحطة عن العمل وانقطاع المياه عن مناطق واسعة في الخرطوم وشرق النيل وبحري”.
وتنتج محطة مياه بحري، 300 ألف متر مكعب من المياه يومياً، وتغذي مناطق واسعة في ولاية الخرطوم، وقد تسبب توقفها عن العمل في تفاقم أزمة المياه التي تعاني منها الولاية.
وبحسب إحصاءات رسمية، فإن 13 محطة نيلية و7 محطات ضغط، تغطي احتياجات مدن العاصمة الخرطوم من مياه الشرب، 5 منها متوقفة عن العمل، إما بسبب القصف العشوائي أو عمليات النهب وانقطاع التيار الكهربائي.
الشرق
إنضم لقناة النيلين على واتساب