في بعض الأحيان يكون الشخص الذي يحبك هـو من يؤذيك أكثر من غيره، وقد تحتاج لكثير من القوة والجرأة للتضحية بالحب حتى تنجو من هلاكك النفسي والجسدي والعاطفي، هكذا يصور لنا فيلم "إنه ينتهي معنا" المأخوذ من الرواية الشهيرة “It Ends With Us" للكاتبة كولين هوفر والتي كانت الأكثر مبيعا في 2016.

الفيلم الذي يلخص قصة الرواية بأسلوب رومنسي درامي حاز على متابعة واسعة في دور السينما مؤخرا، لا سيما لقراء الرواية، وأن قصة الفيلم قادرة بشدة على تأجيج المشاعر والعواطف على الرغم أن مقدرة المادة الفيلمية لم تظهرها بالصورة الجاذبة.

يحكي الفيلم قصة "ليلي بلوم"لم تخرج من عُقد الماضي، ورغم شدة حزنها بوفاة والدها إلا أنها لم تستطع أن تعبر عن ذاك الحزن، بسبب احتفاظ مخيلتها بمشاهد العنف والقسوة التي كان والدها يمارسها على والدتها، وفي اللحظة التي كان تؤبن والدها الراحل وتقرأ كلمة أمام الحضور في جنازته، تهرب لتلوذ بالجلوس في سطح أحد المباني الفاخرة، وتنطوي بحزنها وذكرياتها بصمتها الذي يكسره دخول لشاب وسيم يرمي كرسيا في الفناء بغضب شديد، وقد تكون لحظة اللقاء غريبة بشدة بين الاثنين، وربما كان الأولى من رؤية أحدهما للآخر في منظر ليس محببا لكليهما فكان حريا بألا يكون اقتراب لبعضهما إلا أن الانجذاب كان واضحا من أول لحظة، لا سيما مع حديث عابر، وربما صريح، ومع توقع ألا يكون هناك لقاء ببعضها، إلا أن الصدف وربما القدر كان له كلمة أخرى.

ليلي -التي تقوم بدورها بليك ليفلي- بدأت عملها الجاد بعد انتقالها إلى بوسطن، وافتتحت محل زهور، رغم أن الأمر كان أشبه بمستحيل لا سيما مع عيشها في بلدة صغيرة، وكان هي خطوتها الأولى في العمل الجاد، وكان لقاء جراح الأعصاب "رايل كينكيد" –الذي يقوم بدوره جاستن بالدوني- وانجذابهما لبعضها كان الأمر أشبه بالسحر بالنسبة لـ ليلي، وعلى الرغم من أن رايل لا يحب الدخول في العلاقات الجادة ولم يفعلها قبل ذلك، إلا أنه أراد أن يتغير لأجل ليلي، وبدأ بكل جد يؤسس لحياة كاملة برفقتها، إلا أن حادثة ما، وقد تكون دون قصد من رايل، حادثة تصرف فيها رايل بشكل قاسي وعنيف، وربما هي لغة جسده لا لغة مشاعره، أعادت الحادثة ليلي للحظات عنف والدها، وبدأت الصور تتكرر، وأعادها الأمر لحبها الأول "أطلس" الذي ساقها القدر للقائه في مطعمه الخاص أثناء تناولها وجبة برفقة رايل.

ظهر الحب الأول لتبدأ ليلي تخرج عن قدرتها على التركيز في مشاعرها، ومع معرفة رايل بالأمر ازداد الأوضاع تعقيدا، لا سيما مع دخول الشك وعدم الثقة، ولحظات العنف التي تكررت، والحمل المفاجئ وغير المخطط لـ "ليلي"، اجتمعت كل الأشياء لتؤدي لاتخاذ قرار الانفصال والابتعاد رغم حجم المشاعر التي يحملها رايل، وتغيره لأجل ليلي، وكثير من الامتيازات التي يمتلكها رايل وتجعله فارس أحلام الفتيات، إلا أن قرارا عقلانيا حازما اتخذته ليلي بشجاعة وجرأة أن تكتفي بتربية ابنتها بعيدا عن والدها، ليكون انتهاء الألم مع الكبار دون أن يطال الصغار.

القصة التي كانت واضحة في الفيلم ومجرياته، وهي التي قد يكون الكثر قد قرأها في الرواية لم تكن قادرة على أن تفعل الكثير من قدرة الجذب والتشويق لمشاهد العمل السينمائي، فالفيلم مع مرور الأحداث يتحول من عمل سينمائي إلى عمل درامي تلفزيوني، برتمه البطيء ولقطاته السريعة، وحواراته المقطعة، وموسيقاه التي تصاحب الكثير من المشاهد، وطغيان الفكرة الرومنسية بأسلوبها النمطي غير المبهر.

ربما أكثر ما يميز قصة الفيلم هو العامل النفسي الذي لم يكن فقط عقدة ليلي من العنف الذي بدأ فيها وهي صغيرة من قبل والدها على والدتها، وما فعله عنف والدها بعد أن رأى حبيبها الأول في غرفتها وهي ما زالت مراهقة، إلا أن عقد رايل النفسية التي لم تكن تعلم بها ليلي بعد أن قتل أخيه حين كانا صغارا في ظنه أنه يلعب بمسدس والده وأن إطلاق النار كان مجرد لعبة فقط، إلا أنه انتهى بوفاة أخيه، العقدى التي لم يستطع هو الآخر أن يخرج منها وصنعت فيه جانبا نفسيا حاول أن يداريه بهروبه من علاقة لأخرى، ولكن تلك العقدة النفسية خرجت في وقت ما أمام ليلي.

الفيلم الذي يأخذ ساعتين و10 دقائق من عمر الوقت التي يقضيه المشاهد في السينما لا يستطيع في نهايته أن يدخل للعاطفة -وإن اختلف البعض حول ذلك- فليس للقصة هذه القدرة لتفرض جماليتها على العمل السينمائي، ولا المشاهد يمكنها أن تكون مسيطرة على تركيز وانتباه الجمهور، إلا أن المخرج تمكن أن يدخل بين حيزين متناقضين (الإغراء والتهديد)، (الماضي والحاضر)، (المشاعر والعقلانية) (الحضور والشرود) ويصنع من هذا التناقص صورة جميلة لحبكة قد تكون مستوعبة حتما ومتوقعة.

ليلى تقول لـ رايل في بداية لقائهما "لا تدعني أندم لاحقا"، وهو ما فعله تماما رايل، وربما هذا ما يجعل الفيلم أو الرواية حقيقة وواقعا، فالكثير من الواقعية هي عنصر جذب حتمي للقارئ والمشاهد لا سيما في هذا النوع من الأفلام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التی کان لا سیما إلا أن

إقرأ أيضاً:

هجمات 11 سبتمبر 2001.. بين الرواية الأمريكية ونظريات المؤامرة

يمانيون – متابعات
23 عامًا مرّت على حادثة 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية، تلك الحادثة التي اتخذتها واشنطن ذريعة لشن حرب على “الإرهاب”، بحسب زعمها، فأقدمت على ارتكاب المجازر الدموية بحق الشعوب في عدد من البلدان لا سيّما في العراق وأفغانستان حتى قتلت الملايين.

وإلى اليوم ما تزال تلك الدول تعاني من آثار ما تسببته الاعتداءات الأمريكية من إعاقات دائمة فضلًا عن نهب الثروات والخيرات والدمار الذي خلفته، ناهيك عن الحصار والعقوبات وغيرها من ممارسات الإدارات الأميركية المتعاقبة والقائمة على استعباد الشعوب وقهرها وتدمير بلدانها وسرقة خيراتها…

في 11 أيلول/سبتمبر 2001، ووفقًا للرواية “الرسمية” الأميركية المزعومة، استولت مجموعات صغيرة من الخاطفين على 4 طائرات ركاب أقلعت من نيويورك وبوسطن وواشنطن إلى سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، واستخدمتها في استهداف عدد من المبان المهمّة والسيادية في العاصمة الأميركية واشنطن وفي مدينة نيويورك.

ماذا حدث في 11 سبتمبر 2001؟

في ذلك اليوم عانى الأميركيون من صدمة كبيرة بعد استهداف طائرتي ركاب مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، كأول هجوم على الأراضي الأميركية منذ هجوم اليابان على ميناء بيرل هاربر في الحرب العالمية الثانية سنة 1940.

وضربت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بينما دمرت طائرة ثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في واشنطن.

أما الطائرة الرابعة، فتحطمت في حقل بولاية بنسلفانيا، ويُعتقد أن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدامها في مهاجمة مبنى الكابيتول، مقرّ مجلسي النواب والشيوخ (الكونغرس)، في واشنطن العاصمة.

بعدها بوقت قصير، أعلنت الولايات المتحدة إغلاق مجالها الجوي، في محاولة لوقف المزيد من الهجمات المحتملة.

“حرب عالمية على الإرهاب”

عقب الهجوم، بدأت الولايات المتحدة حملة دولية للقضاء على تنظيم القاعدة وجميع الدول التي قالت إنها “توفر ملاذًا آمنًا للجماعات الإرهابية، بعد أن تبنى التنظيم هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2011.

في خطاب أمام أعضاء الكونغرس الأميركي، قال الرئيس جورج دبليو بوش وقتها “من اليوم فصاعدًا، ستعتبر الولايات المتحدة أي دولة تؤوي أو تدعم الإرهاب نظاماً معادياً”، معلنًا وضع بلاده في “حالة تأهب للحرب”.

وزعم أنّ “الطريقة الوحيدة لهزيمة الإرهاب الذي يهدّد أسلوب حياتنا هي إيقافه والقضاء عليه وتدميره في مكان نموه.. إما أن تكون معنا أو مع الإرهابيين”.

الغزو الأميركي لأفغانستان

في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2001 بدأت الولايات المتحدة عملية عسكرية ضدّ حكومة طالبان الأفغانية، إثر رفضها تسليم زعيم “القاعدة” أسامة بن لادن الذي وصفته واشنطن بأنه “العقل المدبّر” للهجمات.

وخلال شهرين، تمكّنت قوات الولايات المتحدة وحلفائها من إسقاط نظام حكم “طالبان”، وبعد نحو عامين ونصف من بداية الغزو، أعلن وزير الحرب الأميركي دونالد رامسفيلد نهاية العمليات القتالية الرئيسية، لكن وجود القوات الأميركية استمر في أفغانستان 18 عامًا، حتّى تم الانسحاب في آب/أغسطس 2021 وعودة طالبان للحكم.

الغزو الأميركي للعراق

بعد أقل من عامين من غزو الولايات المتحدة لأفغانستان، بدأت الحرب في العراق في 19 آذار/مارس 2003، وقادت واشنطن تحالفًا دوليًا أطاح بالرئيس العراقي صدام حسين، بدعوى تطويره أسلحة دمار شامل وارتباطه بتنظيم القاعدة، وهو ما اتضح لاحقًا أنها مبررات غير دقيقة، ولم تثبت صحتها.

وفي سعيه لتبرير الحرب على العراق، قال وزير الخارجية الأميركي كولن باول، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي قبل شهر من الغزو “كل تصريح أُدلي به اليوم مدعوم بمصادر موثوقة، ما نُقدمه لكم هو حقائق واستنتاجات مبنيّة على معلومات استخباراتية موثوقة”.

لكن لم يتم العثور على أي أسلحة كيميائية ولا بيولوجية في العراق، رغم تحقيقات مكثّفة أعقبت القضاء على صدام وجيشه، ليخرج كولن باول لاحقًا ويقول إن خطابه في مجلس الأمن كان “أكبر شيء ندم عليه” خلال عقود من عمله في الخدمة العامة.

حروب أميركا السرية

بجانب الغزو الأميركي لكل من أفغانستان والعراق، كانت هناك حرب أخرى تدور في الخفاء شملت عمليات ترحيل سرية لمشتبه بهم في قضايا إرهاب تعرضوا لتعذيب وحشي في مواقع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والسجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو بكوبا.

اغتيال أسامة بن لادن

بعد نحو 10 سنوات من الغزو الأميركي لأفغانستان، أعلنت الولايات المتحدة أنها قامت باغتيال أسامة بن لادن، والذي وصفته بالعقل المدبر للأحداث، وذكرت أنه كان يقيم في مدينة أبوت آباد الباكستانية.

أحداث 11 سبتمبر ونظريات المؤامرة

بعد أحداث سبتمبر خرجت عدة تفسيرات تتهم اليهود و”إسرائيل” وإدارة بوش بالتورط في الأحداث، بهدف غزو العراق ودول المنطقة حتّى تتحكم أميركا و”إسرائيل” بالسيطرة على موارد وثروات المنطقة.

وروج مؤيدو هذه النظرية لفكرة مفادها أن الهجوم لم يتسبب بمقتل أي يهودي، لأن أربعة آلاف موظف يهودي يعملون هناك تلقوا إشعارًا مسبقًا بعدم الحضور للعمل.

وذكر فريق آخر أن برجي التجارة العالميين سقطا نتيجة انفجارات متعمّدة في أساساتهما وليس بسبب اصطدام الطائرتين المختطفتين، كما انهار المبنى الذي يضمّ مكاتب وكالة المخابرات المركزية ووزارة الحرب ومكتب إدارة الطوارئ، بعد ساعات من انهيار البرجين التوأمين دون أن تضربه طائرة أو يستهدف بشكل مباشر.

وقالوا “إنّ وقود الطائرات لا يمكنه إذابة العوارض الفولاذية التي يتكون منها برجا التجارة العالميين، مما يشير، من وجهة نظرهم، إلى أنهما ربما تعرضا للهدم بالمتفجرات”.

نظرية ثالثة انتشرت بشكل كبير ترى أن مبنى “البنتاغون” تعرض لهجوم بصاروخ أميركي كجزء من مؤامرة حكومية، وليس نتيجة استهدافه بطائرة مختطفة، ويرون أن الفجوة التي حصلت في مبنى البنتاغون كانت صغيرة، لا تتناسب مع حجم الدمار الذي يمكن أن يسببه ارتطام طائرة ركاب ضخمة.

كما انتشرت نظرية رابعة، تتهم الرئيس الأميركي جورج بوش بالمساعدة في الهجمات أو أنه لم يتّخذ أي إجراء لوقفها، وأن مسؤولي إدارة بوش كانوا على علم بالهجمات وسمحوا بوقوعها عمدًا، حتّى يتمكّنوا من شن حرب في الشرق الأوسط.

* المادة نقلت حرفيا من موقع العهد الاخباري

مقالات مشابهة

  • أنشيلوتي: فينيسيوس جونيور يجب ان يحاط بالحب من الجميع داخل ريال مدريد
  • العرادي: وجود مجلسي النواب والدولة شرعي ولا ينتهي إلا بالانتخابات أو الانقلاب
  • ترك السيارة في وضعية التشغيل ينتهي بجريمة
  • هجمات 11 سبتمبر 2001.. بين الرواية الأمريكية ونظريات المؤامرة
  • تعرف على إيديل بيلجن، خريجة كلية الطب التي أثارت الجدل بلقب ملكة جمال تركيا 2024
  • الرواية الحوثية بشأن قتل زوجة عاقل حارة على يد ‘‘سمية العاضي’’
  • موعود بالحب اللى كان
  • السجن المشدد لممرضة قتلت شاب تحرش بها
  • سعد الصغير ينتهي من إجراء تحليل المخدرات
  • ناطق الحوثيين ينفي الرواية السابقة بشأن ‘‘الغارات الأمريكية’’ على مدرسة في تعز