السلطات الصحية لم تُصدر أي إجراءات أو نشرات وقائية تذكر باستثناء توزيع بعض النشرات من المؤسسات الصحية وتقديم توضيحات من قبل بعض الأخصائيين حول المرض وأعراضه وأسبابه، وفقاً لما ذكره مصدر طبي.

التغيير: فتح الرحمن حمودة

تشهد مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان غربي السودان، انتشاراً مقلقا لمرض غامض يصيب العيون، المرض يشبه الحساسية ويؤثر بشكل رئيسي على العيون مما أثار قلق سكان المنطقة الذين يخشون أن يكون مرتبطا بتأثيرات الذخائر والأسلحة المستخدمة في المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

عانت بخيتة وهي في الأربعينيات من عمرها من أعراض حساسية في العيون بعد عودتها من السوق الكبير الواقع وسط المدينة.

و لاحقا كانت قد انتقلت العدوى إلى معظم أفراد أسرتها وهو وضع ليس استثناءاً في المدينة لا سيما خلال هذه الأيام إذ يعاني عدد كبير من الأشخاص من نفس الأعراض.

4 آلاف حالة

وفقا لمصدر طبي رفض ذكر اسمه لـ (التغيير) فإن الوباء انتشر بسرعة داخل المدينة، حيث قدر عدد الحالات المسجلة بأكثر من 4 آلاف حالة.

وأشار المصدر إلى أن السلطات الصحية لم تُصدر أي إجراءات أو نشرات وقائية تذكر باستثناء توزيع بعض النشرات من المؤسسات الصحية وتقديم توضيحات من قبل بعض الأخصائيين حول المرض وأعراضه وأسبابه.

مريض مصاب بإلتهاب حاد في العيون

وأوضح المصدر أن منطقة (أم دم حاج أحمد) التابعة بشمال كردفان شهدت ايضا تسجيل ألف و167 حالة مؤكدة، مشيراً إلى أن هناك إصابات لم تُسجل رسمياً بسبب لجوء الكثير من السكان لشراء القطرات من الصيدليات دون استشارة الأطباء.

من جهتها أكدت طبيبة من مستشفى الأبيض التعليمي تحفظت على ذكر اسمها لـ (التغيير)، أن الإلتهاب الفيروسي والبكتيري المنتشر في المدينة ليس له علاقة مباشرة بالذخائر والأسلحة المستخدمة، مضيفة أن المدينة دخلت دائرة الحرب منذ 15 أبريل الماضي ولو كان للذخائر تأثير لظهرت الأعراض في الأشهر الأولى من النزاع.

غياب الرعاية الطبية

وتفشى المرض الذي أصاب مئات الأشخاص في ظل غياب الرعاية الطبية وافتقار المستشفيات لأدوات الفحص والتشخيص المتقدمة وانعدام الأدوية الضرورية.

وتزامن انتشاره مع ظهوره في عدة مدن وولايات أخرى لا سيما في المناطق التي تشهد مواجهات عسكرية مثل ولايات دارفور.

وأوضح الطبيب أحمد مضوي لـ (التغيير) أن الإلتهاب المنتشر هو فيروسي بطبيعته وينتقل بسرعة كبيرة، وأضاف بأن الالتهاب قد يكون بكتيريا نتيجة لعوامل بيئية مثل المياه أو بسبب الحساسية الناتجة عن المواد الكيميائية.

وأشار إلى أن الأسلحة الثقيلة تحتوي على مواد كيميائية قد تسبب أعراضا مشابهة لتلك التي تحدثها الغازات المسيلة للدموع.

فيما أكد الطبيب النمير جبريل وهو جراح قلب لـ (التغيير) أن أطباء العيون هم الجهة المختصة الأولى لتحديد أسباب هذا الالتهاب، مشيراً إلى أن المواد الكيميائية الناتجة عن مخلفات الحرب لا يمكن استبعادها كسبب محتمل مما يزيد من أهمية استشارة الأطباء المختصين في كل حالة تظهر.

افتقار الإجراءات الوقائية

و في ظل انتشار الوباء زادت شكاوى الأهالي من تدهور الأوضاع الصحية في المدينة، حيث أعربوا عن قلقهم من نقص الموارد الطبية الأساسية وصعوبة الوصول إلى الخدمات الصحية.

القطرة التي تستخدم لعلاج المرض

وقال محمد أحمد، وهو أحد سكان الأبيض لـ (التغيير) إنه لا يوجد منزل داخل المدينة يخلو من المصابين، مشيراً إلى غياب الإجراءات الوقائية من قبل السلطات وافتقارها لخطة واضحة لمواجهة انتشار الأمراض الوبائية.

من جانبها ناشدت هبة محمد، وهي أيضاً من سكان المدينة، الجميع بتوخي الحذر من الإنتشار السريع للمرض خاصة بين العاملين في السوق الكبير، ودعت في حديثها لـ (التغيير) الأطباء الموجودين في المجموعات الإسفيرية الإجتماعية إلى نشر منشورات توعوية حول طرق الوقاية والعلاج.

تأثيرات الحرب

و يرجع أطباء العيون الأعراض التي يعاني منها المصابين في بعض المناطق إلى تأثيرات الحرب التي تشهدها البلاد، حيث تسببت الذخائر المحملة بالمواد السامة في إلحاق أضرار كبيرة بالبيئة مما أدى إلى تفاقم الوضع الصحي للسكان.

يُذكر أن مدينة الأبيض تعاني منذ اندلاع الحرب من مشاكل صحية جسيمة، نتيجة لإنهيار النظام الصحي بسبب النزاع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما فاقم الأزمات الصحية وخلق ظروفا صعبة لمواطني المدينة وزاد من تعقيد الوضع الإنساني وضغوط الرعاية الصحية المتبقية.

مشاهد من الحرب داخل مدينة الأبيض

ومع اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، شهدت حاضرة ولاية شمال كردفان الأبيض مواجهات عسكرية دامية بين طرفي القتال ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وسط المدنيين جراء القصف العشوائي المتبادل بين الطرفين.

ومنذ 15 أبريل الماضي تحاول قوات الدعم السريع دخول المدينة والسيطرة عليها، فيما يواصل الجيش حماية قيادة الفرقة الخامسة مشاة والمواقع الاستراتيجية داخل المدينة.

وتتمتع مدينة الأبيض بموقع استراتيجي في غرب البلاد حيث تضم أكبر سوق لمحصول الصمغ العربي على مستوى العالم وأسواق أخرى للمحاصيل والماشية إلى جانب ارتباطها بطريق الصادرات الرابط بين ولايات غرب السودان المختلفة.

الوسومآثار الحرب في السودان الأبيض التهاب ملتحمة العين الفيروسي الرعاية الصحية حرب الجيش والدعم السريع ولاية شمال كردفان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الأبيض التهاب ملتحمة العين الفيروسي الرعاية الصحية حرب الجيش والدعم السريع ولاية شمال كردفان مدینة الأبیض الدعم السریع إلى أن

إقرأ أيضاً:

عقار يخاطب ختام موتمر تطوير الخدمات الصحية فى شرق السودان

شهد نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد مالك عقار بمنتجع جبل الست بمنطقة اركويت بولاية البحر الاحمر الخميس ختام مداولات مؤتمر تطوير الخدمات الصحية باقليم شرق السودان الذي نظمته وزارة الصحة الاتحادية ، بالتعاون والتنسيق مع مؤتمر خريجي شعب البجا في الفترة من ( ١١ حتى ١٢ ) من سبتمبر الجاري وذلك وسط حضور ومشاركة واسعة من مجلس السيادة الإنتقالي ،و وزارة الصحة الاتحادية ، وولاة ولايات ( كسلا ، القضارف ، وولاية البحر الاحمر ، واعضاء السلك الدبلوماسي لدي السودان، وممثلي المنظمات ذات الصلة بالعمل الصحي.وخاطب سيادته الجلسة الختامية للمؤتمر مؤكدًا اهتمامه بتوصياته ، ووقع علي البيان الختامى لمخرجات المؤتمر ، داعيا الي توسيع الرؤى والتخطيط السليم لعقد مؤتمر شامل لتطوير شرق السودان ، كما تطرق القائد عقار الي تجاوزات وانتهاكات مليشيا الدعم السريع التي طالت حتي كرامة الانسان ، وتدمير ( ٧٥ % ) من بنيات القطاع الصحي في السودان، مشيدا بصمود العاملين في هذآ القطاع في وجه التحديات.كما خاطب ختام المؤتمر وزير الصحة الإتحادي د /هيثم محمد ابراهيم موضحا أهمية المؤتمر فى مخاطبة قضايا الصحة، وتوحيد الجهود الرسمية والشعبية وتوجيهها نحو تقوية النظام الصحي، معربا عن امله في ان تتكرر تجربة هذا المؤتمر في اقاليم السودان الاخري لتكون خارطة طريق صحية لكل السودان من اجل صحة المواطن السوداني.من جانبه اشاد والى البحر الأحمر المكلف الفريق مصطفى محمد نور بجهود قيام المؤتمر لتطوير الخدمات الصحية في اقليم شرق السودان ، مشيرا الي الضغط الكبير الذي تواجهه الولاية في مجال الخدمات الصحية لظروف الوافدين بسبب الحرب ، مشددا علي ضرورة تطوير وتوفير الخدمات الصحية لتوطين العلاج داخل الولاية.وناقش المؤتمر خلال جلساته التى استمرت لمدة يومين اوراق عمل علمية متخصصة، شملت مجمل قضايا الصحة في اقليم شرق السودان، وحشد وتوجيه الموارد نحو مساندة القطاع الصحي.واصدر فى ختامه اليوم توصياته التي اكدت في مجملها علي ضرورة توحيد الجهود لتقوية النظام الصحي وتطوير مؤسساته باشراك كافة المهتمين بهذا المجال، وتحريك المجتمع وتعظيم مشاركة القطاع الخاص في تطوير الخدمات واالمشاريع الصحية.سوناإنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • زيتونة وأطفالها السبعة في مواجهة الجوع والأنيميا المنجلية
  • زيتونة وأطفالها السبعة في مواجهة الجوع والانيميا المنجلية
  • السودان: تدهور  الخدمات الطبية و الصحية بمركز «الجميح» لغسيل الكلى بـ «الأبيض» 
  • عقار يخاطب ختام موتمر تطوير الخدمات الصحية فى شرق السودان
  • فيصل أحمد سعد يناشد عبر «التغيير»: أوقفوا هذه الحرب ودعونا نعيش مثل الأمم
  • شبكة أطباء السودان: خرجت 365 من المرافق الطبية والمراكز والوحدات الصحية بسنار عن الخدمة جراء تدميرها ونهبها من قبل الدعم السريع
  • يصيب الأطفال.. ننشر دليل الصحة الإرشادي للجديري المائي - الأعراض والعلاج
  • المبعوث الأمريكي للسودان: بعض القوى تتدخل لإطالة أمد الحرب بين الجيش والدعم السريع
  • الغارديان: الدعم السريع ينشر مقاطع فيديو تدينه بجرائم حرب
  • اضطراب التعليم بالسودان يضع ملايين الطلاب أمام مصير غامض