لجريدة عمان:
2025-04-17@15:56:47 GMT

كتب غيرت حياتي

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

نشرت صحيفة ذا أتلانتيك هذا الأسبوع، قائمة بخمسة كتب غيرت حياة القراء، ومنذ ذلك اليوم وأنا أفكر في الكتب التي غيرت حياتي. لا أستطيع الآن إلا أن أتذكر كتاب «حياة غير آمنة» لشفيق الغبرا، الذي كتب فيه عن سيرته الذاتية في مشاركته في المقاومة الفلسطينية داخل لبنان في الثمانينيات ضد دولة الكيان الصهيوني، وبالتقادم يصبح هذا الكتاب أكثر أهمية من السابق، فعلى الرغم من تحفظات جيلنا على اليسار العربي المشرقي على وجه الخصوص، إلا أن هذه التجربة قد تعيد قراءتنا لتلك المرحلة من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.

ما زلتُ متأثرة بعودة أستاذي الذي درسني في الجامعة بعد حصوله على درجة الماجستير في الثمانينيات ليقرر عدم العودة للكويت التي حصل على جنسيتها بعد أن هُجر أبوه من فلسطين مع النكبة ليصبح طبيبا لأمير الكويت آنذاك.

غيّر كتاب «الهوية غير المكتملة» الذي يقع في ستين صفحة لأدونيس حياتي أيضا، كنتُ في بداية حياتي الجامعية عندما أعدتُ التفكير في الأدب والدين والسياسة والجنس في الثقافة العربية، كان بمثابة مدخل بالنسبة لي للنظر نقديا في المحرمات وتطوير حساسية نحوها في الواقع الذي أعيش فيه. تبع ذلك قراءة موسعة لأعمال أدونيس الفكرية التي كانت ممنوعة في الكويت حيث تلقيت تعليمي الجامعي. لكننا تحايلنا على السلطة وحصلنا على الكتب وقرأناها في مجموعات شبابية، كانت قد بدأت ربيعها العربي خلال تلك السنوات، ومن الصعب إيقافها عن الحلم ورغبتها بمستقبل أفضل.

كان لكتاب «جماليات المكان» لغاستون بلاشار تأثير واسع على حياتي، فبه تمكنت من معرفة اسم تلك الأفكار التي تراودني عبر مخيلتي فحسب، الحنين الذي وصفه سيوران في كتابه تاريخ ويوتيوبيا بالشوق للمستقبل عبر تصوره وهو لم يأتِ بعد. ارتكزت أعمال غاستون باشلار الذي يعتبر أهم فلاسفة الظاهراتية على النظر في أحلام يقظة المادة، الشعر في المادة، في النار وفي الهواء وفي أثاث المنزل. لطالما ربيتُ شعورا بالتعلق تجاه هذه الأشياء، وأصبح لها مشروعية أخيرا مع لغة باشلار وتفكيره، وهو القادم من عالم الفيزياء إلى الشعر. حصلتُ على الطبعة الأولى من الترجمة العربية للكتاب بعد رحلة طويلة، وتأثرت بمقدمة مترجمها الكاتب العراقي غالب هلسا الذي فرق بين الأدب الكوزموباليتاني والأدب العالمي، وشجعني على النظر في القصص المحلية وقراءة الكوني فيها الذي يمكن أن يتقاطع مع أي إنسان على وجه الأرض.

تعلقتُ لفترة من الزمن بكتاب «الوجودية» لسارتر، كان من المهم أن أعرف ما الذي يأتي أولا، ماهيتنا، أم نحن، هل نأتي بحياة حتمية لا فرصة لتغييرها، أم أننا أحرار بما يكفي لنختار الطريق الذي نسلكه، وعلى الرغم من بساطة هذا الكتاب الذي كان في واقع الأمر محاضرة لسارتر، إلا أنه فتح لي أبواب هذه الفلسفة، فقرأت البير كامو، وكولن ولسون وسيمون دي بوفوار وآخرين، كانت الوجودية أشبه بتقليعة على الثقافة المضادة منذ 2010 وحتى 2015 وكنا نفكر كثيرا بالفرق بين عدمية سارتر وعبثية كامو وكأن الأمر سيوصلنا إلى بر الأمان، وكأننا سنستمر في دفع صخرة سيزيف بقوة أكبر. نفاضل بينهما، كامو لم يقف مع الجزائر واستعمار فرنسا لها رغم أصوله الجزائرية، وكتب عن أنه مكترث بأمه فحسب، أما سارتر فلطالما كان حساسا تجاه الاستعمار، ورفض الإمبريالية بشجاعة وراجع موقفه من الاشتراكية، لكننا أحببنا أعراس التي كتب فيها كامو عن شواطئ البحر في الجزائر وقضائه عطلة هناك.

كان لكتاب «لوليتا في طهران» لآذر نفسي مكانة خاصة في قلبي، وعلى الرغم من نظرتي التي تغيرت الآن للكتاب ونظرته للعالم، وحساسيتي تجاه الاستشراق كيفما كان، إلا أن الفتيات في تجمعهن مع آذار نفيسي في بيتها وهي معلمتهن في الأدب في الجامعة التي يرتدنها، وتدارسهن الأدب بحرية في منزل نفيسي، مع رصد ما حدث في الثورة الإيرانية عام 1979 والحراك المحافظ واليساري آنذاك، ومآلات ما وصلت إليه الثورة على صفوف الدراسة في الجامعة والواقع المعاش للإيرانيين واشتباك كل هذا مع أعمال أدبية قد تبدو بعيدة إلا أنها ليست كذلك، مثل لوليتا للروسي فلاديمير نابكوف، فكيف لقصة حب، أن تعني ما يحدث في ثورة داخل إيران.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إلا أن

إقرأ أيضاً:

الثقافة تصدر «دراسات في الأدب الفارسي الحديث والمعاصر» بهيئة الكتاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصدرت وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب بعنوان «دراسات في الأدب الفارسي الحديث والمعاصر» لـ سامية شاكر عبد اللطيف، يتناول الكتاب بالدراسة والتحليل مراحل تطور القصة الفارسية المعاصرة، ويرصد أبرز القضايا التي عالجها الكتّاب الإيرانيون في العقود الأخيرة، وخاصة ما يتصل بالتحولات الاجتماعية، وقضايا المرأة، والصراع بين الحرية والسلطة.

الواقع الثقافى للمجتمع الإيراني 

يستعرض الكتاب مجموعة من الروايات والقصص الفارسية البارزة التي عكست الواقع الثقافي والاجتماعي والسياسي للمجتمع الإيراني، ويميز بين أعمال ذات طابع إنساني نفسي، وأخرى سياسية أو نقدية جريئة.

تحليل نفسى واجتماعى 

ويضم الكتاب فصلين رئيسيين، يتناول الفصل الأول القصة الإيرانية من زاوية تحليل نفسي واجتماعي، من خلال رصد التناقضات الداخلية للشخصيات وتحليل دوافعها وسلوكها، ويقوم بتشريح الأسباب والدوافع لهذا السلوك.

قضايا المرأة الإيرانية 
ويناقش هذا الفصل البعد النفسي في قصة (من كنجشك نيستم: لست عصفورًا) لـ مصطفى مستور، والتكثيف وعناصر بناء الفن الدرامي في (مهماني تلخ) لـ سيامك كلشيري)، وبنية السرد في قصة (آبي تراز كناه: أسوأ من الخطيئة) لـ محمد حسيني.

بينما يركّز الفصل الثاني على قضايا المرأة الإيرانية في الأدب، حيث ناقش الكاتبة الإيرانية بوصفها صوتًا معبرًا عن طموحات المرأة وصراعاتها، خاصة في بيئة تقيّد حرية التعبير والكتابة.

فن الرواية السياسية 
ويتناول الفصل الثاني رواية (ترلان) للكاتبة الإيرانية فريبا وفي، وفن الرواية السياسية عند إسماعيل فصيح من خلال (بازكشت به درحونكاه: العودة إلى درخونكاه)، واتجاهات القصة الفارسية القصيرة المعاصرة بيزن نجدي.. نجوذجا.

ويؤكد الكتاب أن القصة الإيرانية قطعت خطوات واسعة نحو الحداثة، وأصبحت تعبّر عن تحولات المجتمع الإيراني بعمق وشجاعة، مشيرًا إلى أن الأعمال القصصية تُعد نافذة مهمة لفهم المجتمع الإيراني من الداخل.

أهمية الترجمة في مد جسور ثقافية بين الشعوب 
كما سلّط الضوء على أهمية الترجمة في مدّ جسور ثقافية بين الشعوب، مستعرضًا تجارب بعض المترجمين العرب الذين أسهموا في نقل الأدب الفارسي إلى العربية، وأهمية هذه الجهود في توثيق العلاقات بين الثقافتين العربية والإيرانية.

 

مقالات مشابهة

  • ملتقى القاهرة الأدبي يفتح نوافذ جديدة على الأدب والكتابة كأداة للتعافي
  • يوسا… آخر فصول الجيل الذهبي للأدب اللاتيني
  • عن الأمالي.. قراءة في المسار والخط!
  • هنا الزاهد: "تجربة الإنفصال هي أصعب مرحلة في حياتي"
  • فلسفة كتابة الرأي في حياتي
  • نادي سينما دمنهور وبنها يشاركان في احتفالية "نجيب محفوظ في القلب".. غدًا
  • برغسون والفلسفة
  • رحيل أحد أعظم الأدباء في التاريخ «ماريو فارغاس يوسا »
  • الثقافة تصدر «دراسات في الأدب الفارسي الحديث والمعاصر» بهيئة الكتاب
  • أشهر الانتقالات في تاريخ كرة القدم: صفقات غيرت مجرى اللعبة