لجريدة عمان:
2024-11-23@00:16:15 GMT

كتب غيرت حياتي

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

نشرت صحيفة ذا أتلانتيك هذا الأسبوع، قائمة بخمسة كتب غيرت حياة القراء، ومنذ ذلك اليوم وأنا أفكر في الكتب التي غيرت حياتي. لا أستطيع الآن إلا أن أتذكر كتاب «حياة غير آمنة» لشفيق الغبرا، الذي كتب فيه عن سيرته الذاتية في مشاركته في المقاومة الفلسطينية داخل لبنان في الثمانينيات ضد دولة الكيان الصهيوني، وبالتقادم يصبح هذا الكتاب أكثر أهمية من السابق، فعلى الرغم من تحفظات جيلنا على اليسار العربي المشرقي على وجه الخصوص، إلا أن هذه التجربة قد تعيد قراءتنا لتلك المرحلة من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.

ما زلتُ متأثرة بعودة أستاذي الذي درسني في الجامعة بعد حصوله على درجة الماجستير في الثمانينيات ليقرر عدم العودة للكويت التي حصل على جنسيتها بعد أن هُجر أبوه من فلسطين مع النكبة ليصبح طبيبا لأمير الكويت آنذاك.

غيّر كتاب «الهوية غير المكتملة» الذي يقع في ستين صفحة لأدونيس حياتي أيضا، كنتُ في بداية حياتي الجامعية عندما أعدتُ التفكير في الأدب والدين والسياسة والجنس في الثقافة العربية، كان بمثابة مدخل بالنسبة لي للنظر نقديا في المحرمات وتطوير حساسية نحوها في الواقع الذي أعيش فيه. تبع ذلك قراءة موسعة لأعمال أدونيس الفكرية التي كانت ممنوعة في الكويت حيث تلقيت تعليمي الجامعي. لكننا تحايلنا على السلطة وحصلنا على الكتب وقرأناها في مجموعات شبابية، كانت قد بدأت ربيعها العربي خلال تلك السنوات، ومن الصعب إيقافها عن الحلم ورغبتها بمستقبل أفضل.

كان لكتاب «جماليات المكان» لغاستون بلاشار تأثير واسع على حياتي، فبه تمكنت من معرفة اسم تلك الأفكار التي تراودني عبر مخيلتي فحسب، الحنين الذي وصفه سيوران في كتابه تاريخ ويوتيوبيا بالشوق للمستقبل عبر تصوره وهو لم يأتِ بعد. ارتكزت أعمال غاستون باشلار الذي يعتبر أهم فلاسفة الظاهراتية على النظر في أحلام يقظة المادة، الشعر في المادة، في النار وفي الهواء وفي أثاث المنزل. لطالما ربيتُ شعورا بالتعلق تجاه هذه الأشياء، وأصبح لها مشروعية أخيرا مع لغة باشلار وتفكيره، وهو القادم من عالم الفيزياء إلى الشعر. حصلتُ على الطبعة الأولى من الترجمة العربية للكتاب بعد رحلة طويلة، وتأثرت بمقدمة مترجمها الكاتب العراقي غالب هلسا الذي فرق بين الأدب الكوزموباليتاني والأدب العالمي، وشجعني على النظر في القصص المحلية وقراءة الكوني فيها الذي يمكن أن يتقاطع مع أي إنسان على وجه الأرض.

تعلقتُ لفترة من الزمن بكتاب «الوجودية» لسارتر، كان من المهم أن أعرف ما الذي يأتي أولا، ماهيتنا، أم نحن، هل نأتي بحياة حتمية لا فرصة لتغييرها، أم أننا أحرار بما يكفي لنختار الطريق الذي نسلكه، وعلى الرغم من بساطة هذا الكتاب الذي كان في واقع الأمر محاضرة لسارتر، إلا أنه فتح لي أبواب هذه الفلسفة، فقرأت البير كامو، وكولن ولسون وسيمون دي بوفوار وآخرين، كانت الوجودية أشبه بتقليعة على الثقافة المضادة منذ 2010 وحتى 2015 وكنا نفكر كثيرا بالفرق بين عدمية سارتر وعبثية كامو وكأن الأمر سيوصلنا إلى بر الأمان، وكأننا سنستمر في دفع صخرة سيزيف بقوة أكبر. نفاضل بينهما، كامو لم يقف مع الجزائر واستعمار فرنسا لها رغم أصوله الجزائرية، وكتب عن أنه مكترث بأمه فحسب، أما سارتر فلطالما كان حساسا تجاه الاستعمار، ورفض الإمبريالية بشجاعة وراجع موقفه من الاشتراكية، لكننا أحببنا أعراس التي كتب فيها كامو عن شواطئ البحر في الجزائر وقضائه عطلة هناك.

كان لكتاب «لوليتا في طهران» لآذر نفسي مكانة خاصة في قلبي، وعلى الرغم من نظرتي التي تغيرت الآن للكتاب ونظرته للعالم، وحساسيتي تجاه الاستشراق كيفما كان، إلا أن الفتيات في تجمعهن مع آذار نفيسي في بيتها وهي معلمتهن في الأدب في الجامعة التي يرتدنها، وتدارسهن الأدب بحرية في منزل نفيسي، مع رصد ما حدث في الثورة الإيرانية عام 1979 والحراك المحافظ واليساري آنذاك، ومآلات ما وصلت إليه الثورة على صفوف الدراسة في الجامعة والواقع المعاش للإيرانيين واشتباك كل هذا مع أعمال أدبية قد تبدو بعيدة إلا أنها ليست كذلك، مثل لوليتا للروسي فلاديمير نابكوف، فكيف لقصة حب، أن تعني ما يحدث في ثورة داخل إيران.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إلا أن

إقرأ أيضاً:

“بيغ باد وولف 2024” يعود إلى دبي بأكثر من مليوني كتاب

نوفمبر 20, 2024آخر تحديث: نوفمبر 20, 2024

المستقلة/-يشهد معرض بيغ باد وولف، أكبر معرض للكتب في العالم والحدث الأكبر عالميًا، عودته المرتقبة إلى دبي في موسمه السادس، والذي سينطلق من 29 تشرين الثاني/نوفمبر وحتى 9 كانون الأول/ديسمبر 2024، ليقدم تجربة ثقافية متميزة لعشاق القراءة. يتميز المعرض هذا العام بتشكيلة فريدة تضم أكثر من مليوني كتاب باللغتين العربية والإنجليزية، والذي يُجسد فيه رسالته العالمية “تغيير العالم كتابًا تلو الآخر” من خلال دعم الجانب الأدبي ونشر ثقافة القراءة والمعرفة، مؤكدًا التزامه بتوفير الكتب ذات القيمة الثقافية والفكرية لجميع أفراد المجتمع، مع التركيز على تعزيز الحوار الثقافي على المستوى المحلي والدولي.

تعزيز القضايا العالمية من خلال الأدب وأهداف التنمية المستدامة

يواصل معرض “بيغ باد وولف 2024” تقديم تجربة فريدة تربط القراء بالقضايا العالمية الملهمة من خلال الثقافة الأدبية. ويركز هذا العام على مجموعات مختارة بعناية، تحتفي بالتنوع والابتكار والاستدامة، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs). تتناول هذه المجموعات قضايا رئيسية مثل تعزيز الصحة العامة، ودعم التعليم المتميز، وتحقيق المساواة بين الجنسين، ومواجهة التغير المناخي، بهدف تعزيز الوعي بالتحديات العالمية وإيجاد حلول مبتكرة لها.

وأعرب أندرو ياب، المؤسس المشارك لمعرض “بيغ باد وولف”، عن أهمية دمج القيم الأدبية بالقضايا العالمية والمعاصرة، قائلاً: ” تتمحور رسالتنا حول ‘تغيير العالم كتابًا تلو الآخر’ من خلال تمكين المجتمعات عبر توفير ثقافة الأدب المتنوعة والهادفة. ونسعى هذا العام، عبر تسليط الضوء على أهداف التنمية المستدامة إلى إلهام الجيل الناشئ من القراء للتفكير بعقلية عالمية، والعمل بخطى ثابتة على مواجهة التحديات العالمية من خلال مخزون المعرفة.”

تشمل كتب “بيغ باد وولف” على أهداف التنمية المستدامة ومنها: الصحة الجيدة والرفاهية (الهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة): “العادات الصحية: دليل الكنغر للحفاظ على اللياقة” و”كيف يعمل العالم: الطب”، والمساواة بين الجنسين (الهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة): “النساء المذهلات: 100 حياة من أجل “إلهامك” و”اعملي أيتها الفتاة: أوبرا وينفري”، والعمل المناخي (الهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة): “إنه عالم رائع: كيفية حماية الكوكب وتغيير المستقبل”.

عام مميز للأدب العربي: دعم المحتوى الثقافي وتعزيز الحضور الإقليمي

يستعد معرض “بيغ باد وولف 2024” لتقديم أكبر مجموعة من الكتب باللغة العربية في تاريخه، وذلك من خلال شراكات استراتيجية مع جهات بارزة مثل “هيئة الشارقة للكتاب”، ومجموعة “كلمات”، بالإضافة إلى “منصة” للنشر العربي. تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز حضور الأدب العربي، والتركيز على الإبداعات المحلية ضمن منصة عالمية، مما يؤكد التزام المعرض بالاحتفاء بالثقافة العربية وتعزيز تواجدها في المشهد الأدبي العالمي.

وفي هذا السياق، أكد محمد نور هرسي، عضو مجلس إدارة ” بيغ باد وولف – الشارقة”، أهمية التعاون مع الناشرين العرب، قائلاً:”تعكس شراكتنا مع الناشرين العرب والعالميين، ومن خلال ” كلمات” و”منصة” بالأخص، التزامنا المشترك بجعل الجانب الأدبي عنصرًا أساسيًا في التنمية الثقافية. وتؤكد مساعُنا في إضافة أكثر من 50,000 عنوان باللغة العربية رؤيتنا الناجحة والمتمثلة في جعل الأدب في متناول الجميع، مع الحفاظ على جودة المحتوى الثقافي وتنوعه.”

إطلاق بادرة “الجمعة البرتقالية”: احتفال القراءة للجميع وبأسعار تنافسية

يتزامن افتتاح معرض ” بيغ باد وولف 2024″ لهذا العام مع إطلاق مبادرة “الجمعة البرتقالية”، التي ستقام في 29 نوفمبر 2024 بالتزامن مع موسم التخفيضات الإقليمي. توفر المبادرة فرصة مميزة للحصول على كتب قيّمة بأسعار تبدأ من 1.99 درهم إماراتي فقط، والاستفادة من خصومات إضافية، مما يسهل للجميع فرصة اقتناء الكتب. وفي تعليق له، قال أندرو ياب: “تمثل الجمعة البرتقالية احتفالنا بشغف القراءة مع الحفاظ على إمكانية الوصول إلى الكتب للجميع. نسعى من خلال هذه المبادرة لجذب القراء من مختلف الفئات لاستكشاف مجموعتنا الواسعة والمميزة.”

الشراكات الاستراتيجية لتعزيز الأدب على الصعيد العالمي

أسهمت الشراكات الاستراتيجية لمعرض ” بيغ باد وولف”، وبالأخص مع “هيئة الشارقة للكتاب”، في تحقيق نجاحه الباهر والمستمر في دبي. وقد لعبت هذه الشراكة دورًا رئيسيًا في تقديم رؤية واضحة حول أهمية الأدب العربي المستقل، وجعل الكتب أكثر توافرًا لمحبي القراءة على الصعيد الداخلي والخارجي.

وقال أندرو ياب:”تمثل شراكتنا مع هيئة الشارقة للكتاب وشركاء آخرين خطوة محورية نحو تعزيز الأدب عالميًا وجعل المعرفة في متناول الجميع، مما يسهم في تعزيز الحوار الثقافي وبناء جسور التواصل بين الشعوب.”

مقالات مشابهة

  • «دبي للثقافة» تجمع رواد الثقافة في «ملتقى تعبير الأدبي 3»
  • الكاتب إبراهيم الخليل: الأدب لم يكن محايدًا في الحروب وكان تابعًا للسياسي عند كثيرين
  • “دبي للثقافة” تنظم “ملتقى تعبير الأدبي “
  • كريم بنزيما: كرة القدم هي حياتي لكن العيش قرب مكة أمر مختلف
  • ميتروفيتش: قرار انتقالي للهلال الأفضل في حياتي
  • جامعة الحدود الشمالية تستحدت برنامج الماجستير في الأدب والمحاسبة
  • مش هنخرج عن الأدب.. شوبير يوجه رسالة عن مبادئ الأهلي
  • سارة نخلة ترفع علم سوريا بمهرجان القاهرة.. وتعلق: لحظة فارقة في حياتي
  • “بيغ باد وولف 2024” يعود إلى دبي بأكثر من مليوني كتاب
  • سلمى لاغرلوف أول امرأة حاصلة على نوبل .. لماذا اهتمت بالقدس؟