نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عن حزب الله اللبناني الذي استهدف قاعدة جليلوت بالقرب من تل أبيب، التي تضم الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وهي الوحدة المتخصّصة في جمع المعلومات الاستخباراتية والتجسس الإلكتروني.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن حزب الله قال إنه ضرب قاعدة الوحدة 8200 بالقرب من تل أبيب يوم الأحد 25 آب/ أغسطس، وهو ما نفته إسرائيل، حيث تعد تلك الوحدة خدمةً مرموقةً مسؤولة عن الاستخبارات التقنية والاتصالات، وترتبط ارتباطًا وثيقا بعالم التكنولوجيا، وقد تعرّضت للاتهامات أيضًا بالفشل في تقييم هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.



وبينت الصحيفة أن حزب الله اللبناني استهدف قاعدة جليلوت فجر الأحد 25 آب/أغسطس الحالي، الواقعة على بعد 110 كيلومترات من الحدود اللبنانية و1.5 كيلومتر من تل أبيب.

وفي هذا السياق، أعلن الأمين العام للحزب حسن نصر الله أن "هذا هو المكان الذي توجد فيه الوحدة 8200 المسؤولة عن جمع المعلومات والتنصت والتجسس".

ويأتي هذا الهجوم ردا على اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 تموز/يوليو الماضي.

من جهته، نفى الجيش الإسرائيلي، تعرّض القاعدة العسكرية، التي تضم الوحدة 8200، لقصف صاروخي من حزب الله. وتجدر الإشارة إلى أن الوحدة 8200 هي الخدمة المسؤولة عن استخبارات الإشارات وفك التشفير واعتراض الاتصالات - أي ما يعادل وكالة الأمن القومي الأمريكية أو المديرية الفنية ضمن المديرية العامة للأمن الخارجي في فرنسا.

أفضل وكالة استخبارات تقنية
بحسب ما أفاد به مدير العلوم العسكرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث تابع للقوات المسلحة في المملكة المتحدة لصحيفة فاينانشيال تايمز في سنة 2015، فإن "الوحدة 8200 ربما تكون أفضل وكالة استخبارات تقنية في العالم، وهي على قدم المساواة مع وكالة الأمن القومي في كل شيء باستثناء الحجم".

تأسست الخدمة المرموقة سنة 1952، عقب الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، وبعد سنتين انتقلت إلى مقرها الرئيسي في جليلوت، بالقرب من تل أبيب. وتضم اليوم عدة الآلاف من الأعضاء وثلثي أفراد جهاز أمان، المخابرات العسكرية الإسرائيلية.

ووفقًا لمقال نشرته صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" في سنة 2010، تم إنشاء الوحدة 8200 في أوريم في النقب، وهي واحدة من أكبر قواعد التنصّت في العالم القادرة على اعتراض المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني وأنواع أخرى من الاتصالات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأفريقيا، وكذلك تحديد مواقع السفن.

وتشمل إنجازاتها العسكرية العديد من الأعمال، من بينها فيروس "ستوكسنت" الذي عطل تشغيل مفاعل نطنز في إيران وأخّر بشكل كبير البرنامج النووي للبلاد.


ما يعادل هارفارد وبرينستون وييل
تماما مثل بقية الجيش الإسرائيلي، تعتمد الوحدة 8200 على العديد من المجندين، فهي تقوم بتوظيف أفضل الأشخاص في الرياضيات وعلوم الحاسوب من نهاية المرحلة الثانوية وحتى قبل ذلك من خلال برامج تحديد المواهب والتدريب.

وتعد وحدات النخبة العسكرية هذه هي "المعادل الإسرائيلي لجامعات هارفارد وبرينستون وييل"، وذلك وفقا لدان سينور وسول سينجر في كتاب "أمة الشركات الناشئة"، وهو كتاب صدر سنة 2009 عن ثقافة الشركات الناشئة الإسرائيلية.

وبعد انتهاء سنوات الخدمة العسكرية التي تبلغ سنتين (للنساء) و ثلاث سنوات (للرجال)، يمكن للهاكرز الانضمام بسهولة أو العثور على وظيفة في عالم التكنولوجيا. في الأثناء، ينضم معظمهم إلى شركات الأمن السيبراني الإسرائيلية أو وادي السيليكون.

وهكذا، تأسست شركة "وايز" لنظام تحديد المواقع العالمي في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين على يد ثلاثة من قدامى الوحدة 8200. كما تم إنشاء مجموعة "إن إس أو"، التي باعت برنامج التجسس "بيغاسوس"على يد أعضاء سابقين في جهاز المخابرات وجاء أكثر من ربع موظفيها من الوحدة المرموقة، وذلك حسب مقال لدوف ألفون رئيس تحرير صحيفة "ليبراسيون".

إنجازات وإخفاقات
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الوحدة لها أيضا إنجازات وإخفاقات. ففي سنة 2014، انتقد 43 من جنود الاحتياط في رسالة مفتوحة الأساليب المتبعة "للسيطرة على ملايين الفلسطينيين" وتجنيد "المتعاونين" عن طريق الابتزاز، وخاصة الابتزاز الجنسي.

وقال هؤلاء المعترضون في نص موجه إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "نحن نرفض أن يتم استخدامنا تحت غطاء أسباب أمنية منافقة لإدامة نظام احتلال الأراضي القائم منذ سبعة وأربعين سنة، من خلال المشاركة في الرقابة التطفلية على الحياة الخاصة للمدنيين الفلسطينيين". ونتيجة لذلك يتم طردهم من الجيش الإسرائيلي.


وقد عادت هذه الوحدة مرة أخرى في دائرة الضوء في اليوم التالي للسابع من تشرين الأول/ أكتوبر. وكانت الوحدة، المسؤولة عن التنصت، قد توقفت عن الاستماع إلى الاتصالات اللاسلكية لعناصر حماس في غزة قبل سنة معتبرة ذلك "مضيعة للوقت"، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول، إن الوحدة اتُهمت "بالغطرسة التكنولوجية" وإهمال تقنيات التجسس التقليدية، حسب تحقيقات إعلامية إسرائيلية. وبالتالي، كانت على علم بتدريبات حماس بهدف مهاجمة مواقع وكيبوتسات في جنوب إسرائيل بالإضافة إلى احتجاز رهائن، وذلك وفقًا لتقرير داخلي كتب في 19 أيلول/ سبتمبر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية حزب الله الوحدة 8200 الإسرائيلية الفلسطينيين إسرائيل فلسطين حزب الله الوحدة 8200 صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من تل أبیب الوحدة 8200 حزب الله

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يعترف: المعلومات المُسربة من مكتبي «استراتيجية» وتتعلق بقدرات إسرائيل العسكرية

قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: إن «إيلي فلدشتاين، المتهم بتسريب معلومات من مكتبي شخص وطني لا يمكن أن يمس بأمن إسرائيل»، حسبما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية.

وأضاف نتنياهو، أنه تم تسريب معلومات استراتيجية تتعلق بقدرات إسرائيل العسكرية من جلسة بمبنى محصن في اليوم الرابع من الحرب، موضحا أن التسريبات صدرت من داخل المجلس الوزاري المصغر والفريق المفاوض والهيئات الأكثر حساسية في إسرائيل.

وأشار نتنياهو، إلى أن التسريبات الأخيرة تمثل خطرا داهما على أمن إسرائيل وأدت إلى تدمير حياة الكثير من شبابنا وحياة عائلاتهم، معتقدا أن الهدف من وراء التسريبات الأخيرة الإضرار بسمعتي شخصيا وتفعيل الضغط عليه، وزاعما أنه يفعل الخير للبشرية ومثله مثل الملاك لا تشوبه شائبة.

تصعيد الاحتلال في الشرق الأوسط

ولا يزال التصعيد في الشرق الأوسط مستمرا بشكل أكبر من ذي قبل، حيث أن مهاجمة الاحتلال الإسرائيلي وتصعيده الكبير ضد حزب الله في الأيام الأخيرة، زاد الأمور تعقيدا، فيما تشير التوقعات إلى أن جيش الاحتلال سيزيد من هجماته على جنوب لبنان، تحت مزاعم الضغط على حزب الله من أجل تأمين عودة سكان الشمال إلى مستوطناتهم.

وما زاد من حدة التوترات في المنطقة، هو اغتيال الاحتلال الإسرائيلي، لـ حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، بعد مجموعة الاغتيالات الأخرى التي نفذّت ضد عدد من قيادات حزب الله.

وبعد استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في اشتباك مع قوات الاحتلال، لا يمكن توقّع إلى أي مدى سيصل مستوى التصعيد، خصوصا مع استمرار بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال في وضع العراقيل أمام أي مفاوضات لتحقيق صفقة تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار، وحرصه على استمرار حرب الإبادة في غزة، وكذلك مواصلة الاعتداءات على الضفة الغربية.

ولا يمكن تجاهل الوضع الكارثي الذي يمر به سكان قطاع غزة، الذين يواجهون الموت بسبب الجوع ونقص الدواء، جراء استمرار العدوان المتواصل منذ 7 أكتوبر الماضي، ولا شك أن سياسات حكومة بنيامين نتنياهو تؤكد أن الإقليم مقبل على تحديات خطيرة نتيجة تأجيج الصراع من قبل الاحتلال.

وتواصل مصر وساطتها الدبلوماسية بمشاركة قطر، من أجل الضغط على إسرائيل، لإتمام صفقة تبادل المحتجزين مع حركة حماس، والقبول بوقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين.

اقرأ أيضاً«التزامات قانونية».. دول تستعد لتنفيذ قرار «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو

فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية بحق «نتنياهو» و«جالانت»

محلل سياسي عن أوامر الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وجالانت: ليست لها سابقة تاريخية

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تدفع بآلياتها العسكرية إلى قرية المغير شرق رام الله بالضفة الغربية
  • نتنياهو يعترف: المعلومات المُسربة من مكتبي «استراتيجية» وتتعلق بقدرات إسرائيل العسكرية
  • محمد حيدر.. مسؤول العمليات العسكرية بحزب الله
  • تعاني من أسوأ أزمة في تاريخها.. ما هي الوحدة 8200 بجيش الاحتلال الإسرائيلي؟
  • الشبح طلال حمية.. القائد الغامض في حزب الله
  • ضباط إسرائيليون سابقون: الوحدة 8200 تشهد أسوأ أزمة في تاريخها بعد الفشل في إحباط “طوفان الأقصى”
  • خبير استراتيجي: هيكلة الوحدات العسكرية الإسرائيلية بعد فشلها في 7 أكتوبر
  • ضباط إسرائيليون سابقون: الوحدة 8200 تشهد أسوأ أزمة في تاريخها
  • غارات جديدة على الضاحية الجنوبية... هذه المناطق التي استهدفها العدوّ (فيديو)
  • حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية