ماذا أعددنا من وظائف للخريجين؟
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
قبل أن أغادر منضدة المحاسبة في أحد المحلات بمحافظة مسقط قال لي المحاسب: نحن ملتزمون بنسبة التعمين ولكن أحد الموظفين العمانيين في إجازته السنوية والثاني في إجازته الأسبوعية والثالث لم يأت. قال لي هذا الكلام وهو يخشى أن يأتي إليه فريق التفتيش ولا يرى أي عماني على منضدة المحاسبة فتتم مخالفة المحل.
وبعيدًا عن الإجراءات التي تتخذها وزارة العمل بشأن مخالفة المحلات غير المطبقة لنسب التعمين وكيفية احتساب نسب التعمين، نود اليوم مناقشة موضوع آخر وهو: ماذا أعددنا من وظائف للخريجين العمانيين؟ وهل وظيفة محاسب في محل تجاري -ليست لديه (أي المحل) القدرة ولا الرغبة في تطوير قدرات هذا المحاسب وتأهيله وابتعاثه للحصول على شهادات أعلى - تعتبر وظيفة مجزية؟ وهل مهن الخياطة والحلاقة ونادل الطعام هي المهن التي نحث الشباب على الانخراط فيها في الوقت الذي نجد فيه الشباب العماني متميزًا في دراسته وجده وتحصيله؟
عندما نمعن النظر في نتائج شهادة دبلوم التعليم العام نجد أنها تؤكد أن لدينا «صفوة» من الطلاب والطالبات الذين حققوا نسبًا مرتفعة بين 98% و100% وهي نتائج مشرّفة ويمكن القول إن هذه النتائج تجعل الجامعات العالمية تحرص على أن يكون هؤلاء الطلبة ضمن طلبتها؛ نظرًا لما يتوقعونه منهم أثناء التحصيل والدراسة الجامعية والدور المتوقع منهم لإثراء البحوث العلمية، وهذا يعني أن لدينا طلبة متشوقين للعلم والعمل، وسوف يبذلون قصارى جهدهم في تحقيق التميز بعد التخرج للشركات والجهات الحكومية التي سوف يعملون بها، وفي هذه الحالة من غير المنطقي أن نترك الطلبة هكذا دون أن نفكر في مستقبل جيد لهم يمكّنهم من المساهمة الإيجابية في الاقتصاد الوطني والتنمية الاجتماعية.
إنَّ طموحنا هو أن يتم تأهيل الطلبة -حتى أولئك الذين لم يحققوا نتائج مرتفعة- إلى مستويات أعلى تمكنهم من تعزيز مقدرات الوطن وحماية مكتسباته، ولا يمكن أن يكون طموحنا هو مجرد توفير أي فرصة عمل، وإنما فرصة تُواكب طموحاتنا في التنمية، إذ لا يمكن بناء الأوطان إلا من خلال كوادرها وشبابها، فهم الأكثر حرصا على الإسهام في التنمية، وهذا يقتضي أن نؤهل الشباب والفتيات للحصول على رواتب أعلى وليس أن نوافق الشركات في تقليص الرواتب إلى مستويات متدنية مهما كانت الأعذار التي تأتينا بها الشركات لأن لدينا -كما قلت سابقا- صفوة من الطلاب والطالبات الذين يبدؤون عامهم الأكاديمي الأول قريبا ولدينا أيضا صفوة من الخريجين والخريجات المتميزين في تخصصات علمية وأدبية مختلفة غير أنهم لا يزالون يبحثون عن أي فرصة عمل حتى إن كانت بعيدة عن تخصصاتهم وهي معادلة غريبة جدًا علينا الإسراع في تصويبها.
ولعل أبرز الحلول لاستيعاب الخريجين هو زيادة الاستثمارات المحلية في القطاعات الإنتاجية بحيث يجد الخريجون مجالات عمل تتواءم مع تخصصاتهم وتمكنهم من تطبيق ما تعلموه في سنوات دراستهم الجامعية وما قدموه من مشاريع وبحوث أثناء دراستهم، ونعتقد أن لدينا كفاءات عمانية متميزة لديها القدرة على تحقيق النجاح لأي شركة تعمل فيها وتنتظر الفرصة لتحقيق ذلك.
ويبقى أن نؤكد أن عُمان تحتاج إلى شبابها لمواصلة مسيرة البناء والتنمية ولا يمكننا تحقيق أهدافنا بدون الاستفادة من المواهب العمانية، ومن واجبنا أن نعد لهم الوظائف التي تمكنهم من تحقيق طموحاتهم وتمكننا أيضًا من مواصلة التنمية بروح طموحة متفائلة ومتفانية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أن لدینا
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: لدينا خطط للتوسع مع بوليفيا في مجال السيارات الكهربائية
قال الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة، إن البطاريات الكهربائية تعتبر المكون الأساسي للسيارات التي تعمل بالكهرباء، وهناك أفكار ورؤى للتعاون المشترك مع بوليفيا، فضلًا عن دعم الخطط الطموحة للتنقل الذكي والتوسع في استخدام السيارات الكهربائية، سواء من خلال التصنيع للإنتاج المحلي والتصدير مستقبلا.
جاء ذلك خلال اللقاء الصحفي الذي جمع بين وزير الخارجية ونظيرته البوليفية.
وأضاف عبد العاطي أن بوليفيا لديها معدن الليثيوم، وهو معدن شديد الأهمية في تصنيع البطاريات الكهربائية، ومصر لديها خطط طموحة في إنتاج السيارات الكهربائية.
وتابع أن المشاورات مع نظيرته البوليفية، تطرقت للعلاقات الثنائية، وتطويرها مع الاحتفاء بمرور 64 عاما على العلاقات بين البلدين.
واستكمل "أشيد بالعلاقات الثنائية بين مصر وبوليفيا ونسعى إلى تعزيز التعاون في العلاقات الثنائية والتبادل التجاري مع بوليفيا.
ولفت وزير الخارجية إلى أنه بحث مع وزيرة خارجية بوليفيا العلاقات الاستثمارية والاقتصادية وخاصة ملف الأدوية والأغذية.