بوابة الوفد:
2024-09-13@20:42:36 GMT

ديناميكية الأثرياء و استاتيكية الفقراء (٢)

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

تناولنا فى المقال السابق أن ثروات المليارديرات واصلت النمو بقوة مؤخراً، ليرتفع العدد الإجمالى لأعضاء نادى الـ100 مليار دولار إلى 15 شخصاً للمرة الأولى فى التاريخ، وأن الضحية الأولى لهذه الديناميكية هى الطبقة الوسطى فى العالم التى ثبتت مكانها عكس الطبقة الفقيرة التى زادت دخولها ولكن بصورة لم تمكنها من عبور دائرة الفقر، وقد أكدت الكثير من الدراسات والتجارب على الآتى، أن العلاقة العكسية بين الثراء والفقر، لا تبدو عشوائية، فالثراء هو التفسير الأول لزيادة الفقر على مستوى العالم فمقابل ولادة ملياردير واحد كل 30 ساعة، يسقط مليون شخص فى دائرة الفقر، مع احتمالية أن يزداد عدد أثرياء العالم بنسبة 27% بنهاية عام 2024، والملفت للنظر أن أكثر أغنياء العالم ثراء استحوذوا على حوالى ثلثى إجمالى الثروة الجديدة منذ عام 2020 وقيمتها نحو 42 تريليون دولار، وفى الوقت الذى يضاعف فيه عشرة أغنى رجال الأعمال ثرواتهم تنخفض قيمة الدخل لدى 99% من البشرية، لذا جاء تقرير المصرف السويسرى CREDIT SUISSE أن 82% من مجموع الثروة الجديدة التى تم إنتاجها فى عام 2018 ذهبت إلى أرصدة شريحة الـ١% العليا.

ولم يكن لشريحة النصف الأسفل من البشرية نصيب من هذه الثروة. ويفسر ارتفاع التفاوت فى الدخل والثروة بمجموعة عوامل، منها، ركود الأجور وانخفاض حصة العمالة من الدخل، والتوارى التدريجى لدولة الرفاة فى الاقتصادات المتقدمة النمو، وعدم كفاية الحماية الاجتماعية فى الدول النامية، والتغييرات الضريبية، ورفع القيود التنظيمية عن الأسواق المالية، والتغير التكنولوجى السريع والاعتماد على العمل الآلى. ورغم أن أرقام الثروة التى تعلن فى مصر قد تمثل نجاح لبرنامج الإصلاح الاقتصادى، والذى وفر فرص الثراء للمجتهدين، لكن لا يجب أن نغفل أرقام الفقر فى مصر التى ستقلل إلى حد ما الإحساس بهذا النجاح، وبالتالى يجب تعزيز مفهوم العدالة الاجتماعية وتخفيض نسب اللامساواة، فقبل عام 1800، كان الجميع تقريبا من الفقراء، كانت الأنظمة الملكية سائدة، وكان هناك كبار ملاك الأراضى، لكنهم كانوا أقلية صغيرة جداً، وكان كل فرد آخر تقريباً يعيش فى فقر، وكان كل إنسان يعيش مرتبطاً ارتباطاً شديداً بأرضه، وكان هذا هو تاريخ البشرية أيضا، ثم حدثت بعض التغيرات الهائلة، فكل ملياردير هو عنوان لفشل السياسات العامة، وكسبيل لمحاربة الفقر يجب خفض عدد الأثرياء إلى النصف بحلول عام 2030 بفرض نظام الضريبة التصاعدية على الثروة الدائمة ورأس المال، بما يدر حوالى 1500 مليار جنيه سنوياً سنوياً، وهو مبلغ كاف لانتشال أكثر من 25 مليون شخص من براثن الفقر فى مصر، وبالتالى فإن العمل على مكافحة عدم المساواة يجب أن يكون نابعا من السياقات القطرية والضرورات الاقتصادية ومميزات الواقع السياسى، فلا مجال للكلام عن حل واحد صالح لكل زمان ومكان، وإن الرفع من مستوى الوعى وتوسيع نطاق التأييد للسياسة العامة للدولة، واختيار أهداف النفقات العامة وإعادة ترتيب أولوياتها للحد من عدم المساواة فى التمكين والفرص، مع إعادة توجيه الأطر الضريبية وأطر المالية العامة للحد من التفاوتات فى الدخل والثروة بين الأجيال وداخل أبناء الجيل الواحد، وإدارة التغير التكنولوجى السريع، إنما هى أمور ستظل بالغة الأهمية لمكافحة آفة عدم المساواة بجميع أشكالها ومظاهرها، ويرتبط بذلك ما أشارت إليه بعض الدراسات من أن الأشخاص الأثرياء للغاية هم أكثر عرضة لإظهار ميول سلوكية نحو الترويج للذات، والبرودة العاطفية، والازدواجية، والعدوانية، لديهم احتمالية أكبر للانخراط فى سلوكيات غير أخلاقية مختلفة. وبالتالى فإن حماية المجتمع أمر لا يجب أبدا أن نهمله، لأن العالم مترابط جدا، ولذا يتعين علينا تأمل آفاق مستقبله، وكذلك آفاق مستقبلنا.

رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لعل وعسى د علاء رزق برنامج الإصلاح الاقتصادي

إقرأ أيضاً:

خبيرة طاقة تكشف مفاجأة عن مغزى ظهور النحل بالمنازل.. وتحذر: البق يجلب الفقر

كشفت سونيا الحبال، خبيرة الطاقة، أسباب ودلالات الظهور المفاجئ للحشرات والطيور في المنزل، ومنها النمل والنحل والصرصار.

وقالت الحبال خلال لقائها مع الإعلامية دينا رامز والإعلامي شريف نور الدين ببرنامج «أنا وهو وهي» المذاع على قناة صدى البلد، «طالما  الحشرات والطيور ظهرت فجأة؛ يكون هناك رسالة مهمة حول ظهورها».

الطلاق أو الخلع.. خبيرة طاقة تحذر الأزواج من السير بدون أحذية في المنزل

وأوضحت أن الظهور المفاجئ للهدهد؛ يشير إلى وجود تغيير وحدث جديد في الحياة، بينما يدل ظهور الصرصار على أن هناك توتر ووجود غيرة ومشاكل بين أفراد الأسرة.

وحول حشرة البق المنتشرة خلال الفترة الماضية، قالت سونيا الحبال: البق حشرة فقيرة وإذا ظهرت يأتي معها الفقر وتجذب الفقر إلى المكان التي ظهرت به، ويكون الفقر في الحال وليس بالضرورة الفلوس.

النحل صاحب طاقة إيجابية 

وأشارت خبيرة الطاقة: البرص لو ظهر هتلاقي البيت ألفاظه الجارحة كتير، من شتائم وألفاظ خارجة، أما النموس فهو ينجذب لطاقة المتعجرفين والمتكبرين والمغرورين والمشهورين.

أما بشأن ظهور النحل، قالت سونيا الحبال: النحل حاجة جميلة وطاقة للإبداع والقوة في المكان، فبيت النحل يحمل رسالة قوية جدًا وهو أن أصحاب المنزل سيتركوا هذا المكان في أقرب وقت، فهو دلالة على الرحيل.

مقالات مشابهة

  • مصرع شاب وإنقاذ 11 آخرين في حادث سقوط تروسيكل ببحر البطس بالفيوم
  • ميناء الإسكندرية يستقبل أحد أفخم 10 يخوت في العالم
  • اقتصاديون: حزمة التسهيلات الضريبية تحفز التوسع في التصنيع والاستثمار وزيادة الدخل القومي
  • «الجامعات التكنولوجية» ملاذ آمن لوظائف المستقبل
  • السيسي: يجب تعزيز جهود القضاء على الفقر والجوع على المستوى العالمى (فيديو)
  • الرئيس السيسي: قمة المستقبل تعزيز لجهود القضاء على الفقر والجوع
  • هل الفقر أصبح عائقًا أمام التحصيل العلمي للطلاب العراقيين؟
  • قاتل المساكين.. لماذا يلجأ فقراء العراق للانتحار بـسمّ الفئران؟
  • قاتل المساكين.. لماذا يلجأ فقراء العراق للانتحار بـسمّ الفئران؟ - عاجل
  • خبيرة طاقة تكشف مفاجأة عن مغزى ظهور النحل بالمنازل.. وتحذر: البق يجلب الفقر