جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-13@20:36:35 GMT

الدايلكتيك

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

الدايلكتيك

 

عيسى الغساني

"الدايلكتيك" مفهوم فكري ومنهجي يعني الجدلية لفحص الأفكار وتحليلها والغاية هي الوصول إلى الحقيقة أو الفهم الأعمق، وأصل هذا المصطلح يعود إلى الإغريق، لكنه اكتسب بعدا وأهمية كبيرة في العصر الحديث واستخدم أفلاطون الدايلكتيك في الحوار بين الأفراد لكشف التناقضات في الفكر . وفي منهج هيجل يبدأ الدايلكتيك أو يتكون الدايلكتيك من أجزاء ثلاثة 1.

  أطروحة (فكرة)2. النقيض (فكرة معارضة) 3. التركيب (حالة جديدة تتجاوز التناقض وتجمع بين الإيجابي أو المفيد من الفكرة ونقيضها .

وفي علم التاريخ يرى مفكرو الدايلكتيك أن التاريخ يمضي بشكل متناقض بين الفكرة ونقيضها ومن ثم التركيب لفكرة جديدة، وتحدث الفكرة الجديدة المركبة نقلات نوعية أو طفرت غير متصورة أو متوقعة في أغلب الأحيان . ويمكن تشبيه مفهوم الدايلكتيك بأمطار بسيطة لفترة طويلة تنتج فيضانات لا يُمكن السيطرة عليها وإنما تترك الطبيعة للطبيعة إلى أن تستقر. ومن أهم مبادئ الدايلكتيك 1. التناقض الذي يعتبر جزءًا من الواقع فكل فكرة تولد نقيضها فالظلام يولد النور والوهن يولد القوة والشر يولد الخير .2. التغيير والتحول ويكون بتفاعل الأضداد.3.الشمولية وهذا من أهم المبادئ لفهم وقراءة الواقع، والشمولية هي تشابك وترابط الكل حيث يتكاثر الجزء بالكل .

والحرب من منظور الدايلكتيك كظاهرة اجتماعية تقود إلى تحولات وتغييرات فكرية حيث تنشأ تناقضات عميقة داخل المجتمعات على المستوى الاقتصادي أو الأيديولوجي وتفاعل هذه التناقضات يذكي الصراع القائم، فالحالة المركبة الجديدة الناتجة عن الصراع تحدث تحولات جوهرية في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية. مما ينتج إعادة تشكيل وبناء بعد الحرب وهو ما يسمى تركيب الحالة الجديدة . فالمفهوم الثقافي أصبح معدلا وجديدا وتنشأ أزمات حديثة غير متصورة نتيجة تبدل الأفكار السائدة بأخرى جديدة فالحرب العالمية الثانية أدى نقص العمالة إلى خروج المرأة للعمل ومن ثم قضية المساواة بين الرجل والمرأة وما لازم ذلك من تغيير لمفاهيم العدالة والحرية. ولعل الصدمة وفقدان الثقة وعدم اليقين الذي تنتجه الحرب وخروجها عن قواعد السلوك المقبول، يمكن أن تكون عاملاً لعدم ثبوت سلوك الفرد نتيجة للقلق والخوف وعدم القدرة على التعايش مع الآخرين يشكل حالة وعي غير متصورة أو غير متوقعة في السياق الطبيعي وغير مقبولة .

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ما هي أبرز محركات "البداية الجديدة" بين مصر وتركيا؟

يبدو أن مصر وتركيا مستعدتان لإنهاء نزاع استمر لعقد من الزمان، حيث وجد الخصمان السابقان قواسم مشتركة في الضغوط الاقتصادية وأزمة العملة والمشهد الإقليمي المتدهور بسرعة.

التطبيع بين البلدين يعود إلى تغير في السياسة الخارجية التركية

وتقدم الزيارات التاريخية التي قام بها الرئيسان، التركي رجب طيب أردوغان، والمصري عبدالفتاح السيسي، لبعضهما بعضاً خلال الأشهر القليلة الماضية تفسيراً لذلك؛ فالتنمية الاقتصادية لا تتماشى مع الصراع السياسي، حسب ما أفاد هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية ببيروت.
وشهدت منطقة الشرق الأوسط تغيرات كبيرة خلال العقد الماضي، ما أوجد تحديات مشتركة يجب على تركيا ومصر ودول أخرى معالجتها، ومن بينها: أزمة ليبيا والحرب الأهلية في السودان والصراع الإثيوبي الصومالي، والتوترات في البحر الأحمر والطاقة في شرق البحر المتوسط.
إن التقدم الذي أحرزته اليونان وجمهورية قبرص في عزل تركيا، وتدخل تركيا المباشر في الصراع الليبي، دفع أنقرة للسعي إلى تطبيع علاقاتها مع جميع الدول التي كانت قد تباعدت معها.
ولفت الكاتب النظر إلى أن التطبيع بين البلدين يعود إلى تغير في السياسة الخارجية التركية، حيث تحاول الحكومة إصلاح العلاقات المتوترة مع الدول الأخرى.

 

 

The president of Egypt visited Ankara this week, signalling the end to years of animosity with his Turkish counterpart. The two leaders committed themselves to a new era of cooperation – but some observers question how long it will last.https://t.co/TU4eGUibqB via @RFI_En

— RFI English (@RFI_En) September 7, 2024


ساهمت عوامل أخرى أيضاً في تقارب الدولتين. فقد شهدت التجارة الثنائية زيادة بنسبة 44% في عام 2021، مما ساعد على تعزيز التعاون بين البلدين رغم تداعيات جائحة كوفيد-19. وساهم أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مصالحة البلدين عندما صافح أردوغان السيسي في حفل الاستقبال الذي أقيم في الدوحة خلال افتتاح كأس العالم 2022، حيث تعهد الطرفان بتطوير العلاقات الثنائية وتبادل الزيارات الرسمية. وقدم الزلزال الذي ضرب تركيا في فبراير (شباط) 2023 فرصة لمصر لإرسال مساعدات إنسانية، وسافر وزير الخارجية المصري إلى المنطقة المتضررة للتنسيق بشأن الدعم.

الطريق نحو التطبيع

وأوضح الكاتب في تحليله بموقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" البحثي الأمريكي أن الجانب الاقتصادي هو الأهم من بين العوامل التي ساهمت في تطبيع العلاقات بين الدولتين. ويعد التعاون التجاري والاستثماري نقطة انطلاق لتعزيز التقارب السياسي والدبلوماسي. وجاءت زيارة السيسي إلى أنقرة في الوقت الذي تسعى فيه مصر لتعزيز موقفها الاقتصادي دولياً من خلال عضويتها في مجموعة "بريكس" التي تمثل فرصة لمصر لتوسيع شبكتها الاقتصادية والتجارية مع الاقتصادات القوية، مثل الصين والهند وروسيا.

 

 

My latest @The_NewArab article is about #Egypt-#Turkey relations in the aftermath of President Sisi's recent visit to #Anakra. This piece quotes @BryzaMatthew, @ereligokhan, @MagedMandour, and @MiddleEastInst's Mirette Mabrouk. https://t.co/vSggUqbJBB

— Giorgio Cafiero (@GiorgioCafiero) September 10, 2024


في الوقت نفسه، تمتلك تركيا اقتصاداً كبيراً وموقعاً استراتيجياً بين أوروبا وآسيا، مما يمكّنها من إضافة قيمة كبيرة لمجموعة "بريكس". ومن شأن رغبة مصر وتركيا المشتركة في تحسين اقتصادهما من خلال إطار "بريكس" أن تساعد في تجاوز العديد من التناقضات السياسية بينهما.
في زيارته الأخيرة لأنقرة، ترأس السيسي وفداً شمل وزراء وضباطاً كباراً ورجال أعمال لتوقيع اتفاقيات في مجالات الدفاع والطاقة والسياحة والصحة والتعليم والثقافة. تهدف الدولتان إلى زيادة حجم التجارة من 6.1 مليار دولار إلى 15 مليار دولار في السنوات القليلة المقبلة. وتضمن جدول أعمال الزيارة أيضاً محادثات حول تنفيذ مشاريع دفاعية مشتركة والتعاون في مجالات الطاقة، وخاصة الغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية والمتجددة.
كما تضمن النقاش توسيع اتفاقية التجارة الحرة وإعادة تشغيل خدمات النقل البحري بين موانئ مرسين والإسكندرية وإمكانية إجراء المعاملات التجارية بالعملات المحلية لتعزيز التعاون الاقتصادي، ولكن نظراً لصغر حجم التبادل الاقتصادي بينهما، فمن غير المرجح أن يحل استخدام العملات المحلية الحاجة إلى العملات القابلة للتحويل التي لا تتعرض لخطر التراجع بمرور الوقت.

ورغم الرغبة المشتركة في تطبيع العلاقات، يقول الكاتب، تبدو تركيا أكثر حماسة للوصول إلى تطبيع كامل. ويعد التطبيع مع مصر ضرورياً لتركيا لتخفيف آثار الاتفاقية البحرية بين مصر واليونان في عام 2020، والتي كانت لصالح أثينا والقبارصة اليونانيين.
وأدت هذه الاتفاقية إلى إلغاء فعلي للاتفاق البحري بين أنقرة وحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس. ومع ذلك، مصر على استعداد لمساعدة تركيا في هذا الشأن. ولا تمثل قضية الغاز في البحر المتوسط أي مشكلة بالنسبة لمصر، بل هي أزمة بين اليونان وتركيا.
ويمكن لمصر أن تستفيد من خبرة تركيا في قطاع الطاقة، خاصة فيما يتعلق بالطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة. ويُعد التعاون في مجال صناعة الدفاع بين البلدين أيضاً أمراً محورياً، خاصة مع اقتراب مصر من الحصول على طائرات تركية متقدمة دون طيار. وينبغي أن يسهم التعاون العسكري المستمر في تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.
وهناك أيضاً بعض المزايا الأخرى من تعاون الدولتين، حيث تسعى تركيا إلى الاستفادة من السوق المصري كبوابة إلى إفريقيا، كما ترغب في الحصول على تعاون القاهرة في التعامل مع أنشطة حركة فتح الله غولن.

تدرك مصر عمق التاريخ المشترك مع أنقرة، وأهمية الاستثمار في العلاقات الجيوستراتيجية معها. ومع ذلك، تدرك أيضاً حدود هذه العلاقة.

مقالات مشابهة

  • "كلها أحضان مطارات".. تفاصيل أغنية حمزة نمرة الجديدة
  • إضراب شامل للتجار في صنعاء احتجاجًا على الجرعة السعرية الجديدة الحوثية
  • مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة
  • هذا ما قاله ياسين من موقع حريق مكبّ الجديدة!
  • Apple Watch Series 10.. تعرف على مزايا ساعة أبل الجديدة
  • مميزات قد تدفعك لشراء هواتف iPhone 16 Pro الجديدة من ابل!
  • خريطة الصراع الجديدة في بحر الصين الجنوبي
  • سماعات أبل الجديدة.. ماذا نعرف عنها؟
  • ناقشوا الفكرة وادرسوها!
  • ما هي أبرز محركات "البداية الجديدة" بين مصر وتركيا؟