عربي21:
2025-03-06@10:17:38 GMT

لماذا لن نصالح إسرائيل؟

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

الكاتب والقاص والسيناريست المعارض لنظام حكم الأسد، استهل عنوان مقاله "لماذا لا نصالح إسرائيل" بعد الدوشة التي سببها الثوار والمناضلون والممانعون لأمثاله، لرفضهم فكرة مهادنة إسرائيل، فالمثقف السيناريست الذي أصدر 22 كتابا كما يعرف عن نفسه خطيب زمانه، في بدلة الثقافة والمعرفة، ممتعض من هؤلاء الذين يُذكرونه بأن إسرائيل كيان عنصري استعماري اغتصب أرضنا وقتل أطفالنا، وأن أصحاب هذا النهج "المقاومين" يرفضون الإصغاء لصوت العقل حسب رأيه، وبأن كل من يعارض أصحاب هذا النهج، أي نهجه ورفاقه، يصفونه بالانهزامي والانتهازي والماسوني.

. يضع المثقف المعارض هذه الجملة الأخيرة درءا لتجنب هذا الوصف بحسب ما يعتقد، متهكما وباستهزاء مستخدما ثقافة خلط التبن باللبن مجددا مع ثلة بعض النخب التي تحاول منذ طوفان الأقصى امتهان التزوير والتحريض ضد الشعب الفلسطيني، والحط من مقاومته باعتبارها دون جدوى ومستوردة ونزع الأصلانية عنها وعنه.

المثقف السيناريست سابقا والهاغاري حاليا، أخذها من قصيرها ودخل في "صلب الموضوع" في تسطيح التاريخ والواقع، معاتبا شعوب المنطقة ومتهما إياها بالشعبوية لقبولها بـ"الاستعمار الاستيطاني العثماني" لـ400 عام وعاشت معه سمن على عسل، ثم ترفض الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي وتدعو لمحاربته ورفض مصالحته والتعايش معه، "هذا خيار وفقوس، وكيل بمكيالين"، وأنها فضلت الهجوم عليه عام 1967 لتخسر قدسها وجولانها. ويقول السيناريست إن القبول العربي بالاستعمار العثماني فقط لأن له لباس مسلم، وأما الإسرائيلي "فليس له عندكم إلا ما صنع الحَدَّاد".

نخب ثقافية عربية، تنتشر كالفطر السام بين ظهرانينا، بعضها يمتشق سيف المظلومية من الاستبداد والطغيان، ويلتحف بمنابر عربية، تدافع عن العربي الحر والمتحرر من الاحتلال والطغيان، لكن مثل هذا المثقف يمارس الانفصام والتعري بالتنقل بين هذه المنابر، هنا يجلد الطاغية الذي يدعو شعبه للتحرر منه، وهناك يجلد ضحايا المستعمر الصهيوني ويعاتبهم بتحميلهم مسؤولية خياراتهم "البائسة" لمواجهة احتلال استيطاني استعماري
هذه عيّنة ونموذج لنخب ثقافية عربية، تنتشر كالفطر السام بين ظهرانينا، بعضها يمتشق سيف المظلومية من الاستبداد والطغيان، ويلتحف بمنابر عربية، تدافع عن العربي الحر والمتحرر من الاحتلال والطغيان، لكن مثل هذا المثقف يمارس الانفصام والتعري بالتنقل بين هذه المنابر، هنا يجلد الطاغية الذي يدعو شعبه للتحرر منه، وهناك يجلد ضحايا المستعمر الصهيوني ويعاتبهم بتحميلهم مسؤولية خياراتهم "البائسة" لمواجهة احتلال استيطاني استعماري جاء بمجازر إبادة جماعية وتهجير شعب واستيراد مستوطنيه من كل أصقاع الأرض لتحقيق خرافة تلمودية وتوراتية، وهي لم تكن موجودة عند العثمانيين في تبرير توليهم الخلافة الإسلامية في أصقاع الأرض. ولتلك حكاية أخرى تختلف كليا عن الحقبة العثمانية التي يقارن بها خطيب زمانه في تسطيح المعرفة والتاريخ وتزويره المفضوح بمشاركة الدعاية الصهيونية عن أن الضحايا أنفسهم قاموا بمهاجمة محتلهم عام 1976 ليستفزوه على احتلال قدسهم وجولانهم وسينائهم.

لن نقول للسيناريست نريد أن نكتب لك فيلما يحاكي أكاذيبك بدعوة أبناء شعبك للقبول بالطاغية طالما أنهم قبلوا التعايش مع أبيه ثلاثة عقود، ولذلك عليهم التعايش نصف قرنٍ أو ضعفه مع ابنه ونسله، فما فائدة كل هذا الهراء عن "الحرية" والتحرر؟ فدعوتك للفلسطينيين والعرب التعايش مع المستعمر والقبول بما يمنّه عليهم من باب التعقل والحكمة، هي فكرة تصح عند عشاق العبودية وممتهني التزوير، فأمثال أولئك لا يمثلون قضايا أخلاقية وإنسانية تعني مسألة التحرر من الطاغية والمحتل، ومأساة النخب المثقفة في عالم العرب اليوم من هذه القضايا التي أصبحت موضع خلاف وتنظير ونظريات تصب كلها في خدمة المستعمر والطاغية بعد انسحابهم غير التكتيكي من الساحة الأخلاقية والانسانية بالنظر لما يجري للشعب الفلسطيني، وقبله بالنظر للثورات العربية وإعادة النظر فيها من العين المستبدة والمحتلة في المنطقة العربية..

فالأقلام والخطابات السمجة تدعو الفلسطينيين للاستسلام لمستعمرهم، وتصف كل مخلب ينمو في أيديهم ضده بلا فائدة ويجب تقليمه، والدخول بمنتهى البؤس في حفلة التزوير والكذب الصهيوني ضد قضية لا تحتاج بديهياتها لشرح أكثر من فضح هذه الجوقة العربية وتعريتها. فولع بعض نخب الثقافة بشقها المعارض لأنظمة الحكم وللاستبداد والالتقاء فيما بينهم بنفس الوظيفة؛ هو أسوأ ما يستطيع العربي قراءته في زمن الإبادة الفلسطينية، والتفاصيل المخزية لسطور هذه الكتابات والمنابر تدل على حماقة تسويق كل شيء فاشل في حياتنا، وأن النجاح يكمن في استكانتنا لهذا الإرهاب والقمع والإبادة.

نخب غربية في أعمدة صحف غربية محسوبة الولاء على إسرائيل والغرب؛ تجد أقلاما وعقولا تمتلك شجاعة ونُبلا أخلاقيا بوصف إسرائيل دولة استعمارية تطبق نظام الفصل العنصري وتمارس إبادة جماعية، وتدعو للاعتراف بالحقوق الفلسطينية وضرورة عزل إسرائيل ومحاسبتها عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بينما صاحبنا مهووس بالفترة العثمانية على طريقة ديكتاتور السوريين لإخفاء جرائمه، رغم أنه يدعي معارضته
نعم، هناك لغة جديدة، وغور في أعماق القضايا بتسطيحها ويوازي هذا الدجل المؤدلج انحدار معرفي بالواقع وبالتهكم على كل شيء يفعله ضحايا المستعمر الصهيوني؛ من التشكيك بتاريخهم في أرضهم وأصلانية وجودهم فوقها، وبالحط المستمر من قياداتهم شهداء معركة التحرير الوطني، إلى التشكيك بكل من يثني على صمودهم. وبالمقارنة بنخب غربية في أعمدة صحف غربية محسوبة الولاء على إسرائيل والغرب؛ تجد أقلاما وعقولا تمتلك شجاعة ونُبلا أخلاقيا بوصف إسرائيل دولة استعمارية تطبق نظام الفصل العنصري وتمارس إبادة جماعية، وتدعو للاعتراف بالحقوق الفلسطينية وضرورة عزل إسرائيل ومحاسبتها عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بينما صاحبنا مهووس بالفترة العثمانية على طريقة ديكتاتور السوريين لإخفاء جرائمه، رغم أنه يدعي معارضته.

أخيرا، لا يحتاج الشعب الفلسطيني لتعريف إسرائيل وتقديمها للمثقف والسيناريست العربي، فهي تعرّف عن نفسها منذ 1948، وتاريخها التلفيقي الأول يحاول المثقف الوهمي أن يستدعي زمنين متباعدين من الاحتلال العثماني ومسألة قبوله، ورفضنا للتعايش مع المستعمر الصهيوني، وهذا يحيلنا في دلالته الحقيقية إلى التضليل الذي يمتهنه مثقف الوهم من على منابر مختلفة، وطنية وثورية، يتسلل منها المثقف ببدلته وخطابه الذي يومئ بالتزوير والتدليس للمستعمر، ولكل ذلك، لن يصالح الفلسطينيون الدولة العنصرية الفاشية التي قامت على أنقاض نكبتهم، وتستمر بحرب الإبادة لتحقيق الخرافة التوراتية التلمودية، أما كل تجرؤ على الشعب الفلسطيني وكل عار يصدر عن تلك الأبواق الممجوجة منذ طوفان الأقصى، فهو للرغبة الدفينة عند الجميع بالبقاء بالقرب من الهزيمة التي يزيفها السيناريست ويسخر من كل مقاومة يبديها أبطال فلسطين، ويسخر من أحلامهم وإيمانهم بالحرية، لأجل ذلك عرفنا أيضا لماذا يتصالح مثقف الخيار والفقوس مع إسرائيل سرا وعلانية، ويعادي الطاغية علنا ويدعو لقبول حكم المستعمر على طريقة حكم الطاغية الأبدي؛ بابتكار نغمة تزوير تسر دانيال هاغاري وسموتيرتش وبن غفير، ولمَ لا، فلدينا خطيب ببدلة ملطخة بعار التزوير.

x.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل الفلسطيني إسرائيل فلسطين المقاومة مثقفين مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة تكنولوجيا سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الحريري: التلاقي العربي - التركي يحفظ وحدة سوريا من خطر إسرائيل وإيران

جدد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري "المباركة للشعب السوري بالتحرر من نظام الديكتاتور المجرم، وببداية مرحلة جديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع لبناء دولة طبيعية تحفظ حرية وكرامة الشعب السوري"، مشيراً إلى أن "ما يقوم به الشرع هو فن الممكن بعد حرب طاحنة، من الحوار الوطني الداخلي، إلى لجان صياغة الدستور، وصولاً إلى الزيارات الخارجية لحشد الدعم، ما يعطي أملاً بأن سوريا تسير على الطريق الصحيح في مواجهة كل التحديات والمخاطر".

وشدد في حديث إلى "تلفزيون سوريا"  على أن "التلاقي العربي – التركي ضرورة لحفظ استقرار سوريا ووحدتها، في مقابل الأطماع الإسرائيلية التوسعية التي تتلاقى مع المصالح الإيرانية في التخريب والفوضى"، داعياً اللبنانيين والسوريين في ضوء كل ما يحصل إلى "التحصن بالوحدة الوطنية لمواجهة كل الأطماع، والتوحد حول فكرة إعادة بناء المؤسسات، والعمل على إعادة الاعمار".

وأوضح رداً على سؤال عن عودة "تيار المستقبل" إلى الساحة السياسية أنها "عودة متدحرجة، والرئيس سعد الحريري ارتأى في الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يكون له كلمة يخاطب فيها جمهورنا وكل اللبنانيين، ويحدد فيه موقفنا بكل صراحة من كل المتغيرات الحاصلة في لبنان والمنطقة، ولا سيما بعد سقوط معادلة الوهم والسلاح غير الشرعي الذي لم يحم لبنان، ومن ثم السقوط المدوي لنظام الأسد المجرم".ورد أحمد الحريري على سؤال عن زيارة لــ"تيار المستقبل" إلى سوريا بالقول :"نتابع عن كثب تطورات المرحلة الانتقالية في سوريا، وعندما سألنا الرئيس الحريري عن الأمر، أجابنا بأنه سيكون له زيارة إلى سوريا و"كل شي بوقته حلو"، أي بالتوقيت الذي يراه مناسباً ، واليوم نحن في انتظار إعادة صياغة العلاقات بين البلدين على الصعيد الرسمي، من خلال اللقاء بين الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون والرئيس السوري احمد الشرع، وبين حكومة البلدين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن زيارة الحريري من شأنها أن تلعب دوراً مهماً في تثبيت هذه العلاقات، بفعل مكانته لدى السوريين الذين يقدرون له أنه كان سباقاً في دعم ثورتهم ضد نظام الأسد، سياسياً وإعلامياً ومعنوياً، وبفعل حضوره الشعبي الوازن في لبنان".

وأكد "التعويل على عهد الرئيس العماد جوزاف عون في تدشين مرحلة جديدة من العلاقات الندية بين لبنان وسوريا، وإيجاد حلول جذرية لكل الملفات العالقة، وفي مقدمها ترسيم الحدود وتنفيذ القرار 1680، ضبط التهريب، تأمين عودة النازحين السوريين، خصوصاً وأن لبنان تحمل أعباءً كبيرة جراء هذا النزوح لم تتحملها أي دولة ثانية، ولم يقصر في حسن استضافتهم، وأي سلوكيات عنصرية حصلت ضدهم لم تكن بالطبع تمثل اللبنانيين، بل تمثل أصحابها".

وإذ رأى أن "كل اللبنانيين شعروا بأن ايران التي استخدمت ورقة "حزب الله" طوال عقود لتحقيق مصالحها، باعت الحزب في الحرب الأخيرة،"، أشار إلى أن "لبنان اليوم أصبح خارج النفوذ الإيراني، بفعل العودة العربية المباركة بقيادة المملكة العربية السعودية، وهي عودة ميمونة وكريمة لحماية لبنان وحفظ استقراره ومساعدته على مواجهة تحديات المرحلة المقبلة، وهذا ما اعتادناه من السعودية منذ رعايتها لاتفاق الطائف الذي أوقف الحريري الاهلية في لبنان".

وإذ وصف الأسد "بأكبر الدجالين الذين عرفهم التاريخ"، شدد أحمد الحريري في رده على أسئلة عما يعنيه سقوط نظام الأسد لآل الحريري وللبنانيين على أن "سقوط نظام الأسد يعني سقوط النظام الذي شارك في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ودعوتنا للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع، أن تكشف لنا دور هذا النظام المجرم في اغتيال الحريري وباقي الاغتيالات، كي يكتمل مشهد الحقيقة بالنسبة لكل اللبنانيين والعرب والعالم"، مستشهداً بكتاب الوزير السابق باسم السبع "لبنان في ظلال جهنم"، الذي صدر مؤخراً، وما تضمنه من وقائع سياسية وأمنية تدين نظام الأسد بالاغتيال.

وأكد "أن سقوط نظام الأسد يعني أيضاً سقوط النظام الذي قتل حلم كل اللبنانيين والسوريين ببناء دولة طبيعية في لبنان وسوريا، وقمع كل الطاقات والمشاريع التي كانت تريد الخير للبنان سوريا، كما يعني تحقق العدالة الإلهية، وامتزاج دماء اللبنانيين بدماء السوريين وكل المظلومين الذين خرجوا من سجون النظام على أمل أن يكتمل مشهد المرحلة الجديدة بخروج الموقوفين المظلومين في السجون اللبنانية، ولا سيما الموقوفين الإسلاميين".

 

مقالات مشابهة

  • لماذا غضبت إسرائيل من محادثات إدارة ترامب المباشرة مع حماس؟
  • الحسيني يكشف عن الدولة التي اغتالت حسن نصر الله| ويؤكد: ليست إسرائيل
  • الحريري: التلاقي العربي - التركي يحفظ وحدة سوريا من خطر إسرائيل وإيران
  • معاريف : هذا هو الكنز الذي استولت عليه حماس من “إسرائيل”
  • مناطق ج قلب الضفة الغربية الذي تخنقه إسرائيل
  • ليون: بن العمري هو اللاعب العربي الوحيد الذي حمل الرقم 3
  • ليون :”بن العمري اللاعب العربي الوحيد الذي حمل رقم 3 “
  • القارئ الطبيب صلاح الجمل لـ«الأسبوع»: أنا العربي الوحيد الذي سُمح له أن يسجل القرآن في الحرمين النبوي والمكي
  • 128 متنافسًا في مسابقة "المثقف الأول" بولاية العوابي
  • بِحُجة الظلم الذي تتعرض له إسرائيل .. تل أبيب وواشنطن تدرسان رسميًا الانسحاب من محكمة العدل الدولية