الجيش الأمريكي يلجأ لمنصة المواعدة تندر لتحذير إيران وشركائها.. وسخرية
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الجيش الأمريكي استخدم منصة "تندر" للمواعدة وتكوين الصداقات لتحذير الجماعات المسلحة الموالية لإيران.
ونشر الجيش الأمريكي في الأسبوع الماضي إعلانا بالعربية تحت صور مقاتلات أمريكية: "الولايات المتحدة ستحمي شركاءها في مواجهة تهديدات النظام الإيراني ووكلائه".
ومن أجل التأكيد على الرسالة، جاء التحذير: "القيادة المركزية الأمريكية على أتم استعداد وجاهزية بمقاتلات أف-16 فاينتينغ فالكونر، وطائرات مقاتلة أسرع من الصوت من طراز إي-10 ثوندوربولت موجودة حالياً في المنطقة" و"لا ترفعوا السلاح ضد الولايات المتحدة وشركائها".
وتعلق الصحيفة أن الرسالة ربما قصد منها الشبان الذين يشعرون بالخيبة والحرمان، وهذا مفهوم ولكن غير المفهوم هو استخدام تطبيق "تندر" الذي أعطى العالم مصطلح "حرك يمينا" ( لقبول المواعدة أو الصداقة) و "حرك يسارا" (لرفضها)، وهو ما أثار استغرابا ودهشة حول عمليات الجيش الأمريكي المعلوماتية أو الدعائية والتي تهدف للتأثير على المواقف في خارج الولايات المتحدة ومواجهة ما تراه الحكومة الأمريكية سردا مضللا من أعدائها الأجانب.
وجزء من الحملة الأوسع ما يطلق عليه عادة "عمليات الحرب النفسية" أو عمليات الدعم المعلوماتي العسكري، وأن الإعلان يخص القيادة المركزية الأمريكية، وفقا لمسؤول أمريكي مطلع على الأمر، والذي تحدث كغيره بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر.
وتعلق الصحيفة أن الإعلان هو تهديد واضح وصريح بأن البنتاغون سيتحرك إذا هددت إيران أو وكلاؤها الولايات المتحدة أو حليفتها "إسرائيل"، وهو تحذير غير عادي، واعتبره بعض الخبراء غير دقيق، وتذكير بأن القوات الأمريكية ساعدت في إسقاط عشرات الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية في هجوم نيسان/ أبريل.
ورفضت القيادة المركزية التعليق، قائلة إنها لا تناقش في العادة العمليات المتعلقة بحرب المعلومات. وقال البنتاغون إنه لا يعلق على منشور بحد ذاته.
وعلى نحو منفصل، قال مسؤول دفاعي لـ"واشنطن بوست": "بشكل عام وكمسألة تتعلق بالسياسة، تقوم وزارة الدفاع بإجراء عمليات معلومات عسكرية لدعم أولويات أمننا القومي. ويجب أن تتم هذه الأنشطة بما يتوافق مع القانون الأمريكي وسياسة وزارة الدفاع. ونحن ملتزمون بتطبيق هذه الضمانات".
وقام تطبيق "تندر" بحذف الإعلان بعدما تساءلت "واشنطن بوست" عنه يوم الخميس. وقال فيليب فراي، المتحدث باسم "تندر" إنه "خرق لسياستنا" عن العنف والرسائل السياسية.
وقال الصحفي المستقل والمقيم في لبنان، شيموس مالكفزلي، إنه اكتشف الإعلان عندما فتح حسابه على "تندر"، الخميس، وعندما حرك يمينا فقد وجهه الإعلان إلى منشور القيادة المركزية على "إكس"، الذي احتوى على رسالة بنفس المحتوى العربي ومقاتلات أمريكية بالمنطقة، حسبما أخبر "واشنطن بوست". وقام بنشر "سكرين شوت" للإعلان على "إكس"، حيث لقي منشوره متابعة واسعة.
وكتب تيموتي كالداس، نائب مدير معهد التحرير للشرق الأوسط على منصة "إكس": "من وافق بحق السماء على هذا وكم هي رتبة كل واحد في التسلسل القيادي".
وسخر مسؤول أمريكي في عمليات الحرب النفسية من الإعلان قائلا:"ما هي الرسالة التي يعتقدون أنها ستلقى صدى هنا؟" مضيفا:"هذه مجرد رسالة واضحة: لا تلعب معي".
وقال مسؤول أمريكي مازحا بشأن الإعلان على "تندر" "يطلق على هذا: الالتقاء بالناس حيث هم". وعلق غيتنبونغ باروشابتور، الضابط المتقاعد من وحدة العمليات النفسية، إن الرسالة قد تبدو فعالة لو "كانت جزءا من حملة طويلة المدى لدعم سياسة مستمرة وليس مجرد إعلان لمرة واحدة"، لكنه أضاف أن اختيار "تندر" كان سيئا للإعلان.
وقال باروشابتور، الزميل غير المقيم بالمعهد الأطلنطي: "أخمن أن الداعين للحرب ربما يكونوا من بين مجموعة فرعية صغيرة جدا من مستخدمي تندر". وقال إن النهج الأكثر فعالية سيكون السعي إلى تحديد الأماكن أو المنصات عبر الإنترنت التي يرتادها الجمهور المستهدف، والتي قد تكون في هذه الحالة، كما قال، "ذكورا في سن الخدمة العسكرية".
وقال إن هذه قد تشمل مجموعة مغلقة على "فيسبوك" أو حسابا على "تليغرام".
وعادة ما تعتمد القيادة المركزية على متعهدين لفتح حسابات ونشر الرسائل لجمهور بعينه. ويتم استخدام أدوات عدة لتحديد المنصات.
وفي عام 2022، أمر مسؤول السياسات بالبنتاغون بمراجعة واسعة لعمليات التضليل العسكري السرية بعد حذف شركات وسائل التواصل الاجتماعي حسابات تستند إلى شخصيات وهمية يشتبه في أنها من صنع الجيش الأمريكي.
وقد تأكدت صحيفة "واشنطن بوست" من أن الحسابات كانت بالفعل من عمل الجيش، بما في ذلك القيادة المركزية الأمريكية.
وزعم أحد الحسابات المزيفة أن الأفغان تلقوا جثثا، بعد إزالة أعضائهم، لأقارب فروا من إيران، وبحسب تقرير نشرته جامعة ستانفورد.
وشملت بعض الحسابات التي تم حذفها موقعا إعلاميا مزيفا شارك محتوى أعيد نشره من إذاعة صوت أمريكا الفارسية وإذاعة أوروبا الحرة الممولة من الولايات المتحدة. وقد تمت إزالة الحسابات في عام 2020.
وبحسب تقرير نشرته "واشنطن بوست" العام الماضي عن المراجعة الواسعة، فقد أدت إلى سياسات أكثر تشددا فيما يتعلق بعمليات المعلومات السرية. وأصبحت تتطلب الآن موافقة كبار المسؤولين في البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية، ووزارة الخارجية.
وقال المسؤولون إنه بعد هذا التغيير في السياسة، انخفضت ممارسة نشر حسابات وهمية للتأثير على الجماهير في الخارج بشكل كبير.
وبشكل منفصل، أدار الجيش حملة عمليات معلومات سرية في ذروة كوفيد-19 أثناء إدارة ترامب، حيث أنشأ حسابات وهمية لمواجهة جهود النفوذ الصيني في الفلبين، حسبما ذكرت رويترز في حزيران/يونيو.
وفي بيان للصحيفة، قال مسؤول إن الإدارة الحالية عندما علمت بالحملة عام 2021: "أوقفت نشاطان، وقمنا بمراجعة عميقة لعملياتنا المعلوماتية وأوقفنا عمليات متعلق بلقاح كوفيد". ولكن إعلان "تندر" بالمقارنة ليس عملية سرية، وبخاصة أن شعار القيادة المركزية كان واضحا.
وتخضع كل عمليات الحرب النفسية، سرية كانت أم علنية لعدد من إجراءات الموافقة التي وضعها البنتاغون. وتتناول هذه السياسة الأهداف، والجمهور المستهدف المحتمل، والظروف التي يتعين بموجبها تنسيق الحملة مع وكالة حكومية أمريكية أخرى، وعلى أي مستوى. وعادة ما تتم الموافقة على الحملات العلنية على مستوى القيادة القتالية.
ويرى باروشابتور أن إعلان "تندر" ربما كان خطأ غير مقصود أو مجرد كسل" .
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الجيش تندر الإيراني إيران امريكا جيش تندر صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة القیادة المرکزیة الجیش الأمریکی واشنطن بوست
إقرأ أيضاً:
الغرب يسعى لإدانة إيران بالوكالة الدولية للطاقة.. وطهران تحذر
حذر وزير الخارجية الإيراني، الأربعاء، من أن إيران "سترد وفق ما يقتضيه الوضع" على قرار قدمته دول أوروبية والولايات المتحدة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويدين عدم تعاون إيران في الملف النووي.
وأكد عباس عراقجي خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي أن هذه الدول "إذا تجاهلت حسن نية إيران... ووضعت إجراءات غير بناءة على جدول أعمال اجتماع مجلس المحافظين من خلال قرار، فإن إيران سترد وفق ما يقتضيه الوضع وعلى نحو مناسب"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (ارنا).
وقدمت الدول الأوروبية والولايات المتحدة نص قرار يدين عدم تعاون إيران في الملف النووي إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفق ما ذكرت مصادر دبلوماسية، الأربعاء.
وقال مصدر دبلوماسي لوكالة "فرانس برس" إنه "تم تقديم النص رسميا" قبيل منتصف ليل الثلاثاء (23,00 بتوقيت غرينتش)، وأكد مصدر آخر هذه المعلومات، في حين يعقد المجلس اجتماعه الأربعاء في مقر المنظمة التابعة للأمم المتحدة بفيينا.
من جهتها قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودبلوماسيون، الثلاثاء، إن إيران حاولت دون جدوى درء مساع غربية لاستصدار قرار ضدها في اجتماع مجلس محافظي الوكالة من خلال عرض وضع حد أقصى لمخزونها من اليورانيوم يقل قليلا عن الدرجة اللازمة لصنع أسلحة.
وذكر أحد تقريرين سريين قدمتهما الوكالة للدول الأعضاء، بحسب وكالة "رويترز"، أن إيران عرضت عدم زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهي درجة قريبة من نسبة 90 بالمئة المطلوبة لصنع أسلحة، واتخذت الاستعدادات اللازمة لذلك.
وقال دبلوماسيون إن العرض كان مشروطا بتخلي القوى الغربية عن مساعيها لإصدار قرار ضد إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة هذا الأسبوع بسبب عدم تعاونها مع الوكالة.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، الأربعاء، إن عراقجي أبلغ نظيره الفرنسي جان نويل بارو أن الضغط من جانب فرنسا وألمانيا وبريطانيا لتقديم قرار ضد طهران من شأنه أن "يعقد الأمور" ويتناقض مع "الأجواء الإيجابية التي نشأت بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية".
ونص أحد التقريرين الفصليين على أنه خلال زيارة المدير العام للوكالة رافائيل غروسي إلى إيران الأسبوع الماضي "تمت مناقشة إمكانية عدم قيام إيران بتوسيع مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة".
وأضاف التقرير أن الوكالة تأكدت من أن إيران "بدأت تنفيذ التدابير التحضيرية لذلك". وقال دبلوماسي كبير إن وتيرة التخصيب إلى هذا المستوى تباطأت، وهي خطوة ضرورية قبل التوقف.
ورفض دبلوماسيون غربيون مبادرة إيران باعتبارها محاولة جديدة في اللحظة الأخيرة لتجنب الانتقاد في اجتماع مجلس المحافظين، تماما مثلما فعلت عندما قطعت تعهدا غامضا بالتعاون بقدر أكبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في آذار/ مارس من العام الماضي والذي لم يتم إطلاقا الوفاء به بشكل كامل.
وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين: "وقف التخصيب إلى مستوى 60 بالمئة، رائع، لا ينبغي لهم أن يفعلوا ذلك في المقام الأول لأننا جميعا نعلم أنه لا يوجد استخدام مدني موثوق به لمستوى 60 بالمئة"، مضيفا "أنه شيء يمكنهم التراجع عنه بسهولة مرة أخرى".
وقال دبلوماسي كبير إن عرض إيران تمثل في تحديد مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة عند حوالي 185 كيلوغراما، وهي الكمية التي كانت لديها قبل ذلك بيومين. وهذا يكفي من حيث المبدأ، إذا تم زيادة التخصيب لمستويات أكبر، لصنع أربعة أسلحة نووية، بمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتنفي إيران السعي للحصول على أسلحة نووية.
وقال التقرير إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة ارتفع بنحو 17.6 كيلوغرام منذ التقرير السابق ليصل إلى 182.3 كيلوغرام حتى يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر، وهو ما يكفي أيضا لصنع أربعة أسلحة وفقا لهذه المعايير.
مفتشون
ذكر التقرير الثاني أن إيران وافقت أيضا على النظر في السماح لأربعة "مفتشين ذوي خبرة" آخرين بالعمل في إيران بعد أن منعت معظم مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين لديهم خبرة في التخصيب العام الماضي، في ما وصفته الوكالة بأنه "ضربة خطيرة للغاية" لقدرتها على القيام بعملها على النحو اللائق في إيران.
وقال دبلوماسيون إنهم لا يمكن أن يكونوا نفس الخبراء الذين مُنعوا من العمل.
وتأخرت التقارير بسبب زيارة غروسي إلى إيران، والتي كان يأمل خلالها في إقناع الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان بإنهاء المواجهة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن قضايا قائمة منذ أمد طويل مثل آثار اليورانيوم غير المبررة في مواقع لم تعلن عنها طهران وتوسيع إشراف الوكالة على مزيد من المناطق.
وقال دبلوماسيون إن مشروع القرار الذي يحظى بتأييد بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والذي يدين إيران بسبب ضعف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيكلف الوكالة أيضا بإصدار "تقرير شامل" عن الأنشطة النووية الإيرانية.
وهذا آخر اجتماع ربع سنوي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه في كانون الثاني/ يناير.
وانسحب ترامب من الاتفاق النووي في عام 2018، مما أدى إلى انهياره. ومن غير الواضح ما إذا كان سيدعم المحادثات مع إيران، حيث تعهد بدلا من ذلك باتباع نهج أكثر ميلا للمواجهة والتحالف بشكل أوثق مع "إسرائيل"، العدو اللدود لإيران، والتي كانت تعارض الاتفاق.