القاهرة "رويترز": احتشد الفلسطينيون النازحون بسبب المعارك المستعرة في قطاع غزة عند شاطئ البحر بينما تواصل القوات الإسرائيلية عدوانها على وسط وجنوب القطاع، وأعلن مسؤولون من الصحة الفلسطينية استشهاد 22 شخصا على الأقل في ضربات جوية اليوم بمناطق مختلفة من القطاع.

وما زالت محادثات وقف إطلاق النار مستمرة في القاهرة دون مؤشرات تُذكرعلى إحراز تقدم ملموس فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية محل الخلاف بين الجانبين والتي تشمل السيطرة على ممرين في القطاع بمجرد توقف القتال.

وأصدرت إسرائيل في الأيام القليلة الماضية عدة أوامر إخلاء في أنحاء غزة، وهو أكبر عدد من الأوامر منذ بداية الحرب، مما أثارغضب الفلسطينيين والأمم المتحدة ومسؤولي الإغاثة بسبب تقليص المناطق الإنسانية وغياب المناطق الآمنة.

وقال سكان وأسر نازحة في مدينة خان يونس بجنوب القطاع ودير البلح في الوسط، حيث يتركز معظم السكان الآن، إنهم اضطروا للعيش في خيام مكتظة على الشاطئ.

وقالت آية (30 عاما)، وهي نازحة من مدينة غزة تعيش مع عائلتها الآن في غربي دير البلح "ما ظل إلا يجيبوا سفن مشان المرة اللي جايه لما يقولوا انزحوا ننط على السفن، الناس حاليا على الشط يعني جنب البحر".

وأضافت عبر تطبيق للتراسل "كل يوم بيحكوا عن وقف إطلاق النار،وفي الآخر كل الكلام بيتبخر وبيسقط كأنه غبار،هل المفاوضين بيعرفوا إنه كل يوم زيادة فيه عائلات بتموت؟ هل العالم بيعرف إنه كل يوم بيكلفنا أرواح؟

وقال مسؤولون من الصحة الفلسطينية إن تسعة فلسطينيين قتلوا في ضربات إسرائيلية بمخيمي البريج والمغازي،وهما من أقدم ثمانية مخيمات للاجئين في غزة، كما قُتل خمسة أشخاص في ضربة أخرى بخان يونس،ولاقى ثلاثة آخرون حتفهم في ضربة ثالثة برفح.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، استشهد أكثر من 40400 فلسطيني في الحرب. وتقول وكالات الإغاثة الإنسانية إن القطاع المزدحم تحول إلى أنقاض، ونزح معظم سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة عدة مرات، ويواجهون نقصا حادا في الغذاء والدواء.

وقال مسؤول كبير بالأمم المتحدة إن عمليات المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمة في قطاع غزة توقفت الاثنين بعد أن أصدرت إسرائيل يوم الأحد أوامر إخلاء جديدة لمنطقة دير البلح بوسط القطاع حيث يقع مركز عمليات الأمم المتحدة.

وجاء أمر الإخلاء في الوقت الذي تستعد فيه المنظمة الدولية لبدء حملة لإعطاء لقاحات مضادة لفيروس شلل الأطفال لنحو 640 ألف طفل.وقالت منظمة الصحة العالمية إن طفلا يبلغ من العمر 10 أشهر أصيب بالشلل بسبب الفيروس من النوع الثاني،وهي أول حالة من نوعها في القطاع.

ومع استمرار القتال،واصل المفاوضون في القاهرة اجتماعاتهم الرامية لوقف القتال وإعادة 109 أسرى إسرائيليين وأجانب مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.وعلى الرغم من تفاؤل الولايات المتحدة التي تدعم المحادثات إلى جانب مصر وقطر، تتبادل حماس وإسرائيل تحميل بعضهما مسؤولية عدم إحراز تقدم.

ومن بين النقاط الشائكة الرئيسية التي تعرقل التوصل إلى اتفاق إصرار إسرائيل على استمرار بسط سيطرتها على محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على الحدود مع مصر، والذي تقول إسرائيل إنه يستخدم كأحد الطرق الرئيسية لتهريب الأسلحة إلى غزة.

كما تتمسك إسرائيل بفحص المنتقلين من جنوب ووسط قطاع غزة إلى المناطق الشمالية عبر ممر نتساريم، الذي يشطر القطاع، قائلة إنها بحاجة إلى ضمان عدم تمكن المقاتلين المسلحين من التحرك شمالا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

إسرائيل في قطاع غزة.. من الانسحاب الأحادي إلى الحرب الشاملة!

غزة – برر رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون خطته للانسحاب من غزة والذي اكتمل بموجبها في 11 سبتمبر 2005 انسحاب القوات من هناك، بأن حماية المستوطنين في القطاع باهظة الثمن.

الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي بدأت في عام 2000 دفعت القيادة الإسرائيلية إلى اتخاذ هذه الخطوة غير المسبوقة وتحويل احتلال غزة المباشر إلى احتلال أشد وطأة ولكن عن بعد.

في سياق تنفيذ خطة شارون الأحادية الجانب، تم تفكيك القواعد العسكرية الإسرائيلية وسحب جميع العسكريين من أراضي غزة، وجرى فرض إخلاء أكثر من 9000 مستوطن إسرائيلي كانوا يعيشون في 25 مستوطنة.

تم الانتهاء من خروج إسرائيل من قطاع غزة بأكمله بحلول 22 سبتمبر 2005، وأقيمت حدود محصنة على الخط الأخضر لعام 1967، وجرى أيضا إعادة توطين مستوطنتين في القسم الشمالي من الضفة الغربية.

تلك الخطوات في خطة شارون للانسحاب من طرف واحد من غزة، بما فيها إخلاء مستوطنات توصف بأنها لم تأت “في إطار معاهدة سلام مع دولة عربية مجاورة أو مع الفلسطينيين، بل تتعلق بمبادرة أحادية من الحكومة الإسرائيلية، منسقة حصريا مع الإدارة الأمريكية”.

المصادر العبرية تقول إن رئيس الحكومة في ذلك الوقت أرييل شارون كان عمق وقتها “الانقسام في حزب الليكود برفضه القاطع لفكرة إجراء استفتاء على الانفصال الأحادي الجانب عن الفلسطينيين”، مشيرين إلى أن أكثر من 60 بالمئة من أعضاء الحزب صوتوا ضد “الانفصال” عن القطاع في استفتاء داخل الليكود كان أجري في مايو عام 2004.

نالت الخطة موافقة الحكومة الإسرائيلية واكتمل لاحقا إجلاء المستوطنين من قطاع غزة وشمال الضفة، وقام الجنود الإسرائيليون بهدم المنازل وتفكيك المعابد والمقابر. ووفرت للمستوطنين الذين تم إجلاءهم مساكن مؤقتة ووفرت لهم جميع الخدمات بما في ذلك التعليم والعمل.

انسحاب إسرائيل الأحادي من القطاع كان بمثابة خطة مبتكرة أجلت بموجبها عدة آلاف من المستوطنين غير الشرعيين من غزة إلى مستوطنات أخرى غير شرعية أيضا في الضفة الغربية، وسمحت بنقل العسكريين الإسرائيليين من مستوطنات القطاع المكتظ بالسكان إلى المناطق الحدودية للتمركز هناك.

الصورة بعد أن تكاملت، نقلها بوضوح تصريح  جيمس ولفنسون الذي كانت عينته المجموعة الرباعية للشرق الأوسط مبعوثا خاصا لفض الاشتباك في غزة في عام 2010. قال ولفنسون: “بعد انسحاب إسرائيل، تم عزل غزة فعليا عن العالم الخارجي… كانت العواقب الإنسانية والاقتصادية على السكان الفلسطينيين عميقة”.

الحصار الإسرائيلي الخانق بدرجات متفاوتة بدأ قبل وصول حركة حماس إلى السلطة، وإعلان تل أبيب القطاع في سبتمبر عام 2007 “أرضا معادية”.

دوف فايزجلاس، أحد مستشاري شارون في ذلك الوقت، قال في مقابلة مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية في أكتوبر 2004 إن “أهمية خطة فك الارتباط هي تجميد عملية السلام… عندما تجمد العملية، فإنك تمنع إقامة دولة فلسطينية وتمنع المناقشات حول وضع اللاجئين والحدود ووضع القدس”.

الحصار الإسرائيلي القديم الجديد لغزة تحدث عنه نفس المستشار في سياق رده على اتهامات بتجويع سكان القطاع بقوله إن “الفكرة تتمثل في وضع الفلسطينيين على نظام غذائي، ولكن ليس جعلهم يموتون جوعا”.. من هنا عبرت خطة شارون لاحتلال غزة وحصارها عن بعد، ما أفضى بنهاية الأمر إلى هذه الحرب الشاملة والعنيفة التي تتواصل منذ طوفان الأقصى في 7 أكتوبر.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • مصادر طبية فلسطينية: 11 شهيدا في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة
  • عملية تجويع متعمدة من قبل إسرائيل تجاه الفلسطينيين (شاهد)
  • إكسترا نيوز: عملية تجويع متعمدة من قبل إسرائيل تجاه الفلسطينيين
  • مراسل «إكسترا نيوز»: هناك عملية تجويع متعمدة من قِبل إسرائيل تجاه الفلسطينيين
  • مراسل «القاهرة الإخبارية»: استمرار القصف الروسي على سومي وخاركيف ودونيتسك
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الشباب الفلسطينيين بمخيم طولكرم
  • ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى 41 ألف و118 قتيلاً
  • الصحة: 34 شهيدًا و96 إصابة في القطاع خلال 24 ساعة
  • إسرائيل في قطاع غزة.. من الانسحاب الأحادي إلى الحرب الشاملة!
  • إسرائيل تقصف «المنطقة الإنسانية» في خان يونس