موسكو: تورط واشنطن في كورسك الروسية حقيقة واضحة..وزيلينسكي يؤكد: الحرب ستنتهي بالحوار
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
عواصم "وكالات": نقلت وكالة تاس للأنباء عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله اليوم الثلاثاء إن تورط الولايات المتحدة في توغل أوكرانيا داخل منطقة كورسك في غرب روسيا "حقيقة واضحة".
وتقول واشنطن إنها لم تكن على علم بخطط أوكرانيا قبل توغلها في كورسك في السادس من أغسطس، وأكدت أيضا بأنها لم تشارك في العملية.
وقال ريابكوف إن الاتهامات الموجهة للولايات المتحدة لم تعد مجرد اتهامات بل باتت "حقيقة واضحة".
ونقلت وكالات أنباء روسية عن ريابكوف القول أيضا إن "المسار التصعيدي لواشنطن بات أشد صعوبة".
وأضاف "الأمر هو أن الزملاء (الأمريكيين) تخلوا عما تبقى من المنطق ويعتقدون أن كل شيء مباح بالنسبة لهم. ويتبع عملاؤهم في كييف نفس مناهجهم".
وتابع قائلا إن مثل هذه التصرفات ربما تؤدي إلى عواقب وخيمة من حيث رد فعل روسيا وإن واشطن على علم بطريقة رد موسكو.
وأكد ريابكوف، في مؤتمر صحفي، أن "المسار التصعيدي الأمريكي أصبح استفزازيا بشكل متزايد في الوضع المحيط بأوكرانيا، وقد تكون العواقب بالنسبة لواشنطن أكثر خطورة، مما كانت عليه حتى الآن"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأضاف ريابكوف أن "العواقب قد تكون أشد خطورة بكثير من تلك التي يعانون منها بالفعل. إنهم يعرفون أين وفي أي المجالات نتفاعل من الناحية العملية".
وقال نائب وزير الخارجية الروسي إن "هذا أيضا موضوع المناقشات التي تجري بشكل دوري، بما في ذلك على مستوى عال، بين موسكو وواشنطن".
الى ذلك، قالت روسيا إن أوكرانيا استخدمت في كورسك أسلحة زودها الغرب بها من بينها دبابات بريطانية وأنظمة صواريخ أمريكية. وأكدت كييف أنها استخدمت صواريخ هيمارس الأمريكية في تدمير جسور في كورسك.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن الولايات المتحدة وبريطانيا زودتا أوكرانيا بصور أقمار صناعية ومعلومات عن منطقة كورسك في الأيام التي أعقبت التوغل الأوكراني.
وأضافت أن المعلومات الاستخباراتية كانت تهدف إلى مساعدة القوات الأوكرانية على متابعة أي قوات روسية إضافية قد تشن هجوما عليها أو تعيق قدرتها على الانسحاب إلى أوكرانيا.
وفي سياق، بدأ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي زيارة اليوم الثلاثاء الى محطة كورسك النووية لإجراء "تقييم مستقل" للوضع بعد الهجوم الأوكراني غير المسبوق.
وأفاد ناطق باسم الوكالة النووية الروسية (روساتوم) فرانس برس بأن غروسي وصل إلى المحطة نظرا إلى أنه يقود شخصيا بعثة تقيّم الوضع فيها والذي حذّر من أنه "خطير".
وقال غروسي بعدما زار محطة كورسك إن "محطة للطاقة النووية من هذا النوع قريبة إلى هذا الحد من نقطة تماس أو جبهة عسكرية هي حقيقة خطيرة للغاية".
و حذّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن قرب المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية من محطة كورسك للطاقة النووية في روسيا "خطير للغاية" نظرا إلى أن مفاعلاتها خصوصا معرّضة للخطر.
كييف تجري اختبارا ناجحا لإطلاق أول صاروخ بالستي
من جهة ثانية، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الثلاثاء أن جيشه أجرى أخيرا اختبارا ناجحا لأول صاروخ بالستي محلي الصنع.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي عقد في كييف "تم اجراء تجربة إيجابية لأول صاروخ بالستي أوكراني. أهنئ صناعتنا الدفاعية على ذلك" رافضا "تقديم تفاصيل إضافية" حول هذا الصاروخ الجديد.
ويأتي إعلان الرئيس الأوكراني عقب ليلتين متتاليتين من قصف روسي عبر أوكرانيا أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص وتدمير بنى تحتية للطاقة.
وتحاول أوكرانيا تطوير صناعة الأسلحة الخاصة بها وتشجيع الإنتاج العسكري محليا في إطار الجهود التي تبذلها من أجل أن تصبح أقل اعتمادا على المساعدات العسكرية الغربية.
وقال زيلينسكي الأسبوع الماضي إن قواته استخدمت للمرة الأولى في العمليات القتالية "صاروخا مسيّرا" طويل المدى أوكراني الصنع سمّي "باليانيتسيا".
وكانت كييف وقّعت اتفاقات مع شركات غربية لصناعة الأسلحة من أجل إنتاج أسلحة صغيرة وذخيرة.
واكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الثلاثاء إن الحرب مع روسيا ستنتهي في نهاية المطاف عبر الحوار، لكن كييف يجب أن تكون في موقف قوي خلال قمة تأمل في عقدها هذا العام لدعم رؤيتها للسلام.
ضربات روسية كثيفة لليوم الثاني على التوالي
وفي سياق الاعمال القتالية اليومية، قتل أربعة أشخاص على الأقل ليل الإثنين الثلاثاء في أوكرانيا، جراء قصف روسي جديد طال أراضيها، غداة ضربات واسعة النطاق نفّذتها موسكو تعدّ من الأكبر منذ بدء الحرب قبل عامين.
وأعلنت كييف من جهتها عن تقدم جديد في منطقة كورسك الحدودية الروسية بعد ثلاثة أسابيع على بدء هجومها داخل الأراضي الروسية.
وأطلقت القوات الروسية 91 مقذوفا جويا معظمها طائرات مسيّرة ذات تصميم إيراني. وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أنها تمكنت من اعتراض خمسة صواريخ و60 طائرة من دون طيار.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الثلاثاء "للأسف وعلى رغم العمل الفعّال من قبل دفاعنا الجوي، قتل أربعة أشخاص وأصيب 16 بجروح".
وشدد على أن "الجرائم ضد الانسانية لا يمكن أن ترتكب في ظل إفلات كامل من العقاب"، متهما موسكو باستهداف "المدنيين والبنى التحتية".
وسقط القتلى في منطقتي كريفي ريه وزابوريجيا بجنوب شرق أوكرانيا.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس عن سماع دوي انفجار قوي ليلا في كييف، يرجح أنه عائد لاعتراض مقذوف روسي من قبل أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية. وشهدت العاصمة صباح اليوم الثلاثاء مظاهر حياة عادية، وفق المصدر ذاته.
وكانت السلطات أعلنت في وقت مبكر الأوكرانية حال التأهب الجوي في غالبية أنحاء البلاد، باستثناء كييف وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، وذلك مع رصد إقلاع قاذفات وطائرات مسيّرة روسية فجرا باتجاه أوكرانيا.
وأتى ذلك غداة إطلاق روسيا مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ على أوكرانيا، مستهدفة خصوصاً منشآت الطاقة، في هجوم أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة نحو عشرين.
وألحق الهجوم أضرارا بشبكة الطاقة المتضررة أصلاً من جراء الحرب، واضطر السلطات الى جدولة انقطاعات في التيار الكهربائي في مناطق عدة.
وصباح الثلاثاء، كان التيار الكهربائي لا يزال مقطوعا عن بعض أحياء كييف.
وطال هجوم الإثنين 15 منطقة أوكرانية. وأعلت القوات الجوية بأنها أسقطت 201 من أصل 236 جسما جويا أطلقتها روسيا، منددا بـ"أكبر هجوم صاروخي".
بدورها، أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها شنت في وقت سابق "ضربة كبرى" ضد مطارات عسكرية ومنشآت للطاقة.
وندّد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالهجوم الروسي.
وقال في بيان "أدين، بأشدّ العبارات الممكنة، استمرار روسيا في حربها ضد أوكرانيا وجهودها لإغراق الشعب الأوكراني في الظلمة"، مشددا على أن روسيا "لن تنجح أبدا في أوكرانيا، وروح الشعب الأوكراني لن تنكسر أبدا".
وتواصل بايدن هاتفيا مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي زار أوكرانيا الأسبوع الماضي، بحسب ما أعلنت واشنطن ونيودلهي.
وجدد مودي الذي تربطه علاقات جيدة بروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، رغبته في إحلال "السلام والاستقرار" بين موسكو وكييف، وفق الخارجية الهندية.
ونقل البيت الأبيض عن بايدن إشادته بـ"رسالة السلام والدعم الانساني المستمر" لأوكرانيا التي حملها مودي.
الى ذلك، بحث مودي مع بوتين "في آفاق النزاع الروسي الأوكراني"، وشاركه نتائج "زيارتي الأخيرة الى أوكرانيا"، وفق ما أكد رئيس الوزراء الهندي عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس".
وشدد على "التزام الهند القوي بدعم حل مبكر وملزم وسلمي للنزاع".
ودان حلفاء غربيون لكييف الهجوم، اذ اتهمت برلين روسيا "بمحاولة تدمير الإمدادات" الكهربائية لأوكرانيا.
وتتقدم الولايات المتحدة الدول الغربية الداعمة عسكريا لأوكرانيا.
وجدد زيلينسكي في أعقاب الهجوم الطلب من حلفائه إجازة استخدام الأسلحة البعيدة المدى التي زوّدوا جيشه بها، لاستهداف عمق الأراضي الروسية. وتتيح الدول الغربية لأوكرانيا استخدام هذه الأسلحة لاستهداف مناطق حدودية حصرا.
وأتى القصف الروسي الإثنين في وقت تمضي أوكرانيا قدما في الهجوم البري الذي بدأته قبل نحو ثلاثة أسابيع في منطقة كورسك الروسية الحدودية، في عملية غير مسبوقة منذ بدء الحرب.
وأعلن قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي اليوم الثلاثاء بأن قوات بلاده سيطرت على مئة بلدة و1294 كيلومترا مربّعا في منطقة كورسك الحدودية الروسية حيث أسرت 594 جنديا منذ بدء هجومها قبل ثلاثة أسابيع.
واليوم الثلاثاء، أعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية أنه تلقى معلومات عن محاولة توغل من قبل القوات الأوكرانية، مؤكدا أن الوضع "تحت السيطرة".
وقال الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف على حسابه على تلغرام "هناك معلومات تشير الى أن العدو يحاول عبور حدود منطقة بيلغورود. وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن الوضع على الحدود لا يزال صعبا، لكنه تحت السيطرة". أضاف "جنودنا ينفذون عمليات مخطط لها، أطلب منكم التزام الهدوء وعدم الوثوق إلا بمصادر المعلومات الرسمية".
بحسب قناة "ماش" الروسية على تلغرام، والمعروفة بقربها من السلطات، يحاول جنود أوكرانيون دخول المنطقة عبر بلدة نخوتيفكا المتاخمة لأوكرانيا.وأوضح المصدر أن مجموعة أوكرانية تحاول أيضاً الدخول إلى المنطقة عبر معبر "تشيبيكينو" الحدودي الواقع على بعد 40 كلم شرق نخوتيفكا.
في غضون ذلك، تواصل القوات الروسية تقدمها في مناطق شرق أوكرانيا.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء بأن قوّاتها سيطرت على قرية في منطقة دونيتسك تقع قرب مدينة بوكروفسك التي تعد مركزا لوجستيا مهمّا.
وقالت الوزارة إن القوات الروسية "حرّرت بلدة أورلوفكا"، مستخدمة الاسم الروسي لقرية أورليفكا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الرئیس الأوکرانی القوات الروسیة الیوم الثلاثاء منطقة کورسک فی کورسک فی منطقة
إقرأ أيضاً:
شولتز من كييف يعدها بمساعدات عسكرية ويحذر روسيا
التقى المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم الاثنين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في زيارة مفاجئة إلى كييف، ووجه تحذيرا لروسيا، وأعلن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة سيتم تسليمها لأوكرانيا بحلول نهاية العام.
وتأتي الزيارة في ظل تراجع القوات الأوكرانية على خط الجبهة وعلى وقع المخاوف حيال مستقبل الدعم الأميركي مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر المقبل.
وتزامنا مع الزيارة، أطلقت روسيا وابلا من مئات المسيرات قبل ساعات على وصول شولتز، أسفرت عن سقوط قتيل و3 جرحى في مدينة تيرنوبيل في غرب أوكرانيا.
ستبقى أقوى داعموقال المستشار الألماني الذي أعلن عن حزمة مساعدات عسكرية لكييف بقيمة 650 مليون يورو (680 مليون دولار) "أرغب بالتوضيح من هنا بأن ألمانيا ستبقى أقوى داعم لأوكرانيا في أوروبا".
وأثار شولتز في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الجدل والقلق في أوكرانيا بعدما بات أول حليف رئيسي لأوكرانيا منذ فترة طويلة يتحدّث إلى الرئيس فلاديمير بوتين لحضه على التفاوض.
شولتز خلال زيارته مركزا لعلاج جرحى الحرب في كييف (الأناضول)وفي هذا السياق، قال شولتز خلال زيارته اليوم، إن روسيا "لن تملي" شروط السلام عليه و"لن يتقرر أي شيء يتعلق بأوكرانيا من دون أوكرانيا". وأوضح أنّه يريد "استكشاف السبل التي يمكن أن تؤدي إلى سلام عادل ودائم في أوكرانيا".
إعلانواعتبر شولتز أنّه من أجل تحقيق ذلك يجب أن تكون كييف "في موقع قوة" في الميدان، مشيرا إلى 28 مليار يورو أنفقتها برلين منذ بداية الصراع لتقديم الدعم العسكري لكييف.
تعهدات ترامبوتأتي زيارة شولتز قبيل تنصيب ترامب في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، علما أن الرئيس الأميركي المنتخب تعهّد بإنهاء الحرب بشكل سريع، ما أثار مخاوف من أنه قد يحاول الضغط على أوكرانيا للموافقة على اتفاق بشروط موسكو.
وأفاد زيلينسكي أمس الأحد بأن بلاده تحتاج إلى ضمانات أمنية من حلف شمال الأطلسي والمزيد من الأسلحة للدفاع عن نفسها قبل أي محادثات مع روسيا.
وباتت ألمانيا في عهد شولتز ثاني أكبر مزوّد لأوكرانيا بالأسلحة بعد الولايات المتحدة، لكنها رفضت إرسال صواريخ بعيدة المدى لكييف قادرة على ضرب عمق الأراضي الروسية.
والتزمت برلين بهذا النهج حتى بعدما أعطى الرئيس الأميركي جو بايدن أوكرانيا الضوء الأخضر لإطلاق صواريخ "أتاكمز" بعيدة المدى باتّجاه روسيا.