الوطن:
2025-03-15@12:46:57 GMT

هشام عناني يكتب: بناء الإنسان ضرورة لتحقيق التنمية

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

هشام عناني يكتب: بناء الإنسان ضرورة لتحقيق التنمية

 عندما يتم إدراج ملف بناء الإنسان المصرى على رأس أولويات الدولة المصرية، تدرك أن الحكومة الجديدة تسير فى الطريق الصحيح نحو خلق حاضر ومستقبل أفضل، وبناء الإنسان المصرى هو الأساس لتحقيق التنمية المستدامة، وتلك ليست مجرد شعارات يمكن المتاجرة بها أو استخدامها فقط للدعاية، لأن ذلك سينسف أى محاولة لخلق نهضة حقيقية، وبالتالى فإن هدف بناء الإنسان المصرى يجب أن تتكاتف كل الجهود شعباً وحكومة لتحقيق هذا الهدف الصعب جداً، فى حال عدم الإيمان أو التهاون فى تحقيقه، السهل جداً حال الاعتقاد بأنه حجر الزاوية لأى تقدّم مأمول.

ومن هنا نأتى إلى كيفية بناء إنسان قادر على المشاركة فى بناء ونهضة وطنه، وهو الأمر الذى يشمل تعديل كل ما يخص ذلك المواطن من صحة وتعليم وثقافة ووعى وانتماء، واعتبار كل ما سبق حقوقاً أساسية لا يمكن التهاون فيها أو الحيد عنها، وتأتى الصحة أولوية قصوى فى هذا البناء، فلا يمكن أن يكون هناك وطن يريد أن ينمو بدون إنسان معافى سليم قادر صحياً، وحتى يتم ذلك لا بد من إعادة النظر فى المنظومة ككل من منشآت صحية وحوكمة ومخصّصات موازنة، بالإضافة إلى التدريب والتأهيل للكوادر الطبية وغير الطبية مع تحسين أحوال الأطباء، ووجود تشريعات تحمى الكوادر الطبية، مثل قانون المسئولية الطبية.

والتعليم أيضاً مكون أساسى لأى نهضة، ولعل تجربة اليابان وماليزيا خير مثال، حيث إن نهضة الدولتين كان أساسها إصلاح التعليم، وبالتالى الاهتمام بالتعليم ككل، كمنظومة، سواء التعليم قبل الجامعى أو الجامعى، مع التوسّع فى التعليم التكنولوجى والذكاء الاصطناعى أمر مهم، بجانب وجوب تنفيذ الوعود ببناء المزيد من المدارس، وتشجيع التوسّع فى مدارس النيل والمدارس اليابانية، مع وجوب تطوير المناهج وربط التعليم باحتياجات سوق العمل، مع الأخذ فى الاعتبار أن تحسين أحوال المعلم أساس لنجاح المنظومة ككل.

أما فى ما يتعلق بالإسكان الاجتماعى فقد أصبح أيضاً على مستوى الأهمية، مثل التعليم والصحة، فى ظل ارتفاع القيمة الإيجارية، وكذلك تكلفة البناء، ولعل ما يجب الإشارة إليه أن الدولة المصرية فى الـ10 سنوات الأخيرة قد أخذت خطوات كبيرة فى القضاء على العشوائيات وتوفير عدد كبير من وحدات الإسكان الاجتماعى فى كل المحافظات، ولكننا ما زلنا نحتاج إلى المزيد، ولعل ما وعدت به الحكومة من الالتزام بمبادرة «حياة كريمة» و«تكافل وكرامة»، سيسهم إلى حد كبير فى تخفيف المعاناة، خاصة الأسر الأكثر فقراً واحتياجاً فى القرى. وفى السياق نفسه، هناك ضرورة مُلحة لتطبيق استراتيجية حقوق الإنسان كاملة بدرجة أكبر، لما تحمله من بنود مهمة لحماية الطفل والمرأة المعيلة وغيرها من الحقوق الواجبة، مثل تجريم التمييز والتنمر وإعلاء شأن المواطنة. ولعل وجود اهتمام كبير بمشكلات البنية التحتية، سواء المياه أو الصرف الصحى أو الكهرباء، هى حقوق مستحقة لتحقيق حياة أفضل للمواطن المصرى. أما فى ما يخص خفض معدل البطالة وتوفير فرص العمل فهو من الأمور التى يجب أن تعتنى بها الدولة المصرية، من خلال تحقيق نمو اقتصادى متكامل مع زيادة الاستثمارات، ومشاركة القطاع الخاص، مع وضع تشريعات حاكمة للحفاظ على حقوق العامل، ويأتى تعزيز المشاركة المجتمعية كأساس لا يمكن الاستغناء عنه، لتحقيق تنمية مستدامة، وأساس من أسس آليات تنفيذ الحكومة لبرنامجها.

ونكاد نجزم أن أى مجتمع نامٍ لا يمكن أن ينجح بدون تمكين للمرأة والشباب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، وهو الأمر الذى تحاول الدولة تحقيقه، وخطت فيه خطوات حتى الآن جيدة وتحتاج إلى المزيد. إن كل ما سبق يجب أن يكون جنباً إلى جنب مع تأهيل الإنسان المصرى ثقافياً، من خلال منظومة تعليمية وثقافية ودينية وإعلامية تستطيع أن تغرس قيم المواطنة وقدسية الأرض ومعنى الهوية والانتماء للوطن. ويجب أن يعلم الجميع أن الإنسان ليس جماداً، بل هو قادر على التفاعل السلبى أو الإيجابى من خلال تعامل المجتمع معه، ومن خلال ما تُقدّمه المؤسسات له سلباً أو إيجاباً، وهو الأمر الذى يجب أخذه فى الاعتبار، بأن تكون هناك إرادة سياسية تُبسّط قدرتها على كل مؤسسات الدولة بوجوب تحقيق شعار «المواطن أولاً»، وهو ما يستوجب تأهيل وتدريب الكوادر والقيادات لأداء هذه المهمة، مع وجوب التطور التكنولوجى والرقمى، حتى يواكب التطور الهائل فى العالم كله. إن الإنسان المصرى الذى استطاع أن يصنع حضارة 7000 عام، قادر على أن ينهض بهذا الوطن، عندما نستطيع أن نُحقّق له ما يستحقه من أدوات بناءة وتعظيم الاستفادة من قدراته وصبره وجلده وانتمائه، عندها ستكون المعجزات التى سطرها المصرى على مدار تاريخه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاستثمار بناء الإنسان التماسك المجتمعي

إقرأ أيضاً:

محافظ الغربية: بناء وعي الشباب قضية أمن قومي

استقبل اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، ظهر اليوم بمكتبه في ديوان عام المحافظة، الدكتور طاهر نصر، الدكتور بهيئة المواد النووية، وخبير الموارد البشرية بالأكاديمية الوطنية للتدريب التابعة لرئاسة الجمهورية، والمحاضر الدولي في التنمية البشرية، والمدرس الزائر بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية ، وذلك تقديرًا لجهوده في توعية الشباب وإعداد القيادات المستقبلية، ودوره في تعزيز الهوية الوطنية وتنمية الفكر العلمي لدى الأجيال القادمة.

وخلال اللقاء، أشاد اللواء أشرف الجندي بمجهودات الدكتور طاهر نصر باعتباره نموذجًا مشرفًا لمحافظة الغربية، مؤكدًا أن المحافظة تزخر بالكفاءات والكوادر المتميزة التي تسهم بفاعلية في بناء الوطن، مشيرًا إلى أن دور الشباب في هذه المرحلة لا يقتصر فقط على التعلم والتثقيف، بل يمتد إلى المشاركة في تحقيق التنمية المستدامة ورفعة مصر.

وقال المحافظ إن بناء وعي الشباب وتحصينهم فكريًا ضد محاولات التضليل والتشكيك هو قضية أمن قومي، والدولة المصرية تبذل جهودًا جبارة في هذا الإطار من خلال الندوات التثقيفية والبرامج التدريبية التي تهدف إلى خلق جيل واعٍ قادر على تحمل المسؤولية والمشاركة في بناء الوطن.

وأكد الجندي أن الدكتور طاهر نصر كان له دور وطني بارز في هذا الملف، حيث قدم العديد من الندوات والمحاضرات داخل مصر وخارجها، والتي ساهمت في ترسيخ قيم الولاء والانتماء لدى الشباب، وجعلتهم أكثر وعيًا بالقضايا الوطنية والتحديات التي تواجه الدولة.

وناقش المحافظ مع الدكتور طاهر نصر سبل التعاون لتنظيم عدد من الندوات التثقيفية لشباب الغربية، تهدف إلى رفع مستوى الوعي الوطني لديهم، وتعريفهم بدور الدولة المصرية في التنمية والتقدم، وكذلك غرس مفاهيم الهوية الوطنية وتعزيز روح المسؤولية لديهم.

وأكد الجندي أن محافظة الغربية تولي اهتمامًا كبيرًا بتنمية الشباب، وتسعى لخلق فرص حقيقية لهم للمشاركة في بناء الدولة، مشددًا على أن المحافظة ستعمل بالتعاون مع القيادات الفكرية والأكاديمية على تنفيذ سلسلة من اللقاءات التوعوية التي تساهم في تأهيل الشباب للمستقبل.

من جانبه، أعرب الدكتور طاهر نصر عن سعادته بلقاء المحافظ ، مؤكدًا أن استقباله من قِبل محافظ الغربية يعكس تقدير الدولة لأبنائها المخلصين، ويؤكد حرص القيادة السياسية على دعم كل من يسهم في بناء الوطن.

 طاهر نصر : "أنا ابن الغربية"


وقال نصر “فخور بانتمائي لمحافظة الغربية، وأشعر بالاعتزاز لكوني أساهم في إعداد جيل جديد من الشباب الواعي القادر على قيادة المستقبل. سأواصل جهودي في نشر الوعي الوطني والمساهمة في بناء عقول قوية قادرة على النهوض بمصر في مختلف المجالات.

وأكد أن الشباب المصري يتمتع بقدرات هائلة تحتاج فقط إلى التوجيه الصحيح والتوعية المستمرة، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تولي اهتمامًا غير مسبوق بالشباب، وتوفر لهم كل الإمكانيات التي تساعدهم على تحقيق طموحاتهم وخدمة وطنهم.

محافظ الغربية ندعم كوادر شباب مصر 

واختتم محافظ الغربية اللقاء بالتأكيد على أن الدولة لن تدخر جهدًا في دعم الكوادر الوطنية، خاصة تلك التي تعمل في مجال تنمية الوعي والتثقيف، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونًا وثيقًا بين المحافظة والدكتور طاهر نصر في تنفيذ برامج تدريبية وتوعوية تستهدف شباب الغربية، بهدف إعدادهم ليكونوا قادة المستقبل، ومساهمين حقيقيين في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها مصر.

يُذكر أن هذا اللقاء جاء بعد كلمة الدكتور طاهر نصر في الندوة التثقيفية الحادية والأربعين التي نظمتها القوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد والمحارب القديم، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي أكدت على أهمية التوعية والتثقيف في بناء جيل قادر على استكمال مسيرة الوطن نحو المستقبل.

مقالات مشابهة

  • العقل والشهوة.. طبيب يؤكد ضرورة مقاومة النفس لتحقيق التوازن النفسي
  • ثلاثية بناء الدولة: التعليم، العمل، والثقافة
  • ضرورة إبادة الجنس البشري
  • إبراهيم النجار يكتب: اتفاق الشرع قسد.. وماذا بعد؟!
  • برلمانية: 400 ألف وحدة سكنية دفعة قوية لتحقيق التنمية العمرانية الشاملة
  • هل يمكن توجيه الزكاة لمجالات جديدة؟.. مفتي الجمهورية يجيب «فيديو»
  • محافظ الغربية: بناء وعي الشباب قضية أمن قومي
  • وكيل أوقاف الدقهلية يشدد على ضرورة تطبيق مدونة السلوك الوظيفي
  • جامعة قناة السويس تنظم برنامجًا تدريبيًا لبناء الإنسان وتعزيز شخصيته
  • تحذير خطير من نموذج ذكي قادر على التنبؤ بموعد وفاة الإنسان