هشام عناني يكتب: بناء الإنسان ضرورة لتحقيق التنمية
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
عندما يتم إدراج ملف بناء الإنسان المصرى على رأس أولويات الدولة المصرية، تدرك أن الحكومة الجديدة تسير فى الطريق الصحيح نحو خلق حاضر ومستقبل أفضل، وبناء الإنسان المصرى هو الأساس لتحقيق التنمية المستدامة، وتلك ليست مجرد شعارات يمكن المتاجرة بها أو استخدامها فقط للدعاية، لأن ذلك سينسف أى محاولة لخلق نهضة حقيقية، وبالتالى فإن هدف بناء الإنسان المصرى يجب أن تتكاتف كل الجهود شعباً وحكومة لتحقيق هذا الهدف الصعب جداً، فى حال عدم الإيمان أو التهاون فى تحقيقه، السهل جداً حال الاعتقاد بأنه حجر الزاوية لأى تقدّم مأمول.
ومن هنا نأتى إلى كيفية بناء إنسان قادر على المشاركة فى بناء ونهضة وطنه، وهو الأمر الذى يشمل تعديل كل ما يخص ذلك المواطن من صحة وتعليم وثقافة ووعى وانتماء، واعتبار كل ما سبق حقوقاً أساسية لا يمكن التهاون فيها أو الحيد عنها، وتأتى الصحة أولوية قصوى فى هذا البناء، فلا يمكن أن يكون هناك وطن يريد أن ينمو بدون إنسان معافى سليم قادر صحياً، وحتى يتم ذلك لا بد من إعادة النظر فى المنظومة ككل من منشآت صحية وحوكمة ومخصّصات موازنة، بالإضافة إلى التدريب والتأهيل للكوادر الطبية وغير الطبية مع تحسين أحوال الأطباء، ووجود تشريعات تحمى الكوادر الطبية، مثل قانون المسئولية الطبية.
والتعليم أيضاً مكون أساسى لأى نهضة، ولعل تجربة اليابان وماليزيا خير مثال، حيث إن نهضة الدولتين كان أساسها إصلاح التعليم، وبالتالى الاهتمام بالتعليم ككل، كمنظومة، سواء التعليم قبل الجامعى أو الجامعى، مع التوسّع فى التعليم التكنولوجى والذكاء الاصطناعى أمر مهم، بجانب وجوب تنفيذ الوعود ببناء المزيد من المدارس، وتشجيع التوسّع فى مدارس النيل والمدارس اليابانية، مع وجوب تطوير المناهج وربط التعليم باحتياجات سوق العمل، مع الأخذ فى الاعتبار أن تحسين أحوال المعلم أساس لنجاح المنظومة ككل.
أما فى ما يتعلق بالإسكان الاجتماعى فقد أصبح أيضاً على مستوى الأهمية، مثل التعليم والصحة، فى ظل ارتفاع القيمة الإيجارية، وكذلك تكلفة البناء، ولعل ما يجب الإشارة إليه أن الدولة المصرية فى الـ10 سنوات الأخيرة قد أخذت خطوات كبيرة فى القضاء على العشوائيات وتوفير عدد كبير من وحدات الإسكان الاجتماعى فى كل المحافظات، ولكننا ما زلنا نحتاج إلى المزيد، ولعل ما وعدت به الحكومة من الالتزام بمبادرة «حياة كريمة» و«تكافل وكرامة»، سيسهم إلى حد كبير فى تخفيف المعاناة، خاصة الأسر الأكثر فقراً واحتياجاً فى القرى. وفى السياق نفسه، هناك ضرورة مُلحة لتطبيق استراتيجية حقوق الإنسان كاملة بدرجة أكبر، لما تحمله من بنود مهمة لحماية الطفل والمرأة المعيلة وغيرها من الحقوق الواجبة، مثل تجريم التمييز والتنمر وإعلاء شأن المواطنة. ولعل وجود اهتمام كبير بمشكلات البنية التحتية، سواء المياه أو الصرف الصحى أو الكهرباء، هى حقوق مستحقة لتحقيق حياة أفضل للمواطن المصرى. أما فى ما يخص خفض معدل البطالة وتوفير فرص العمل فهو من الأمور التى يجب أن تعتنى بها الدولة المصرية، من خلال تحقيق نمو اقتصادى متكامل مع زيادة الاستثمارات، ومشاركة القطاع الخاص، مع وضع تشريعات حاكمة للحفاظ على حقوق العامل، ويأتى تعزيز المشاركة المجتمعية كأساس لا يمكن الاستغناء عنه، لتحقيق تنمية مستدامة، وأساس من أسس آليات تنفيذ الحكومة لبرنامجها.
ونكاد نجزم أن أى مجتمع نامٍ لا يمكن أن ينجح بدون تمكين للمرأة والشباب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، وهو الأمر الذى تحاول الدولة تحقيقه، وخطت فيه خطوات حتى الآن جيدة وتحتاج إلى المزيد. إن كل ما سبق يجب أن يكون جنباً إلى جنب مع تأهيل الإنسان المصرى ثقافياً، من خلال منظومة تعليمية وثقافية ودينية وإعلامية تستطيع أن تغرس قيم المواطنة وقدسية الأرض ومعنى الهوية والانتماء للوطن. ويجب أن يعلم الجميع أن الإنسان ليس جماداً، بل هو قادر على التفاعل السلبى أو الإيجابى من خلال تعامل المجتمع معه، ومن خلال ما تُقدّمه المؤسسات له سلباً أو إيجاباً، وهو الأمر الذى يجب أخذه فى الاعتبار، بأن تكون هناك إرادة سياسية تُبسّط قدرتها على كل مؤسسات الدولة بوجوب تحقيق شعار «المواطن أولاً»، وهو ما يستوجب تأهيل وتدريب الكوادر والقيادات لأداء هذه المهمة، مع وجوب التطور التكنولوجى والرقمى، حتى يواكب التطور الهائل فى العالم كله. إن الإنسان المصرى الذى استطاع أن يصنع حضارة 7000 عام، قادر على أن ينهض بهذا الوطن، عندما نستطيع أن نُحقّق له ما يستحقه من أدوات بناءة وتعظيم الاستفادة من قدراته وصبره وجلده وانتمائه، عندها ستكون المعجزات التى سطرها المصرى على مدار تاريخه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاستثمار بناء الإنسان التماسك المجتمعي
إقرأ أيضاً:
بودكاست "بداية جديدة".. أحمد فؤاد هنو يوضح دور "الثقافة" في بناء المجتمع وتشكيل الهوية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استضاف بودكاست "بداية جديدة"، الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتناول في حديثه دور الثقافة في تعزيز مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري"، التي تحظى برعاية رئيس الجمهورية.
وأوضح الوزير أن هذه المبادرة تهدف إلى نشر الوعي وترسيخ القيم الثقافية في المجتمع المصري، مشيرًا إلى أن الثقافة تلعب دورًا محوريًا في بناء مجتمع أكثر وعيًا وتماسكًا.
كما ناقش الوزير تأثير الثقافة في تنمية المهارات الفكرية وتعزيز الهوية الوطنية، مؤكدًا على دورها الكبير في خلق بيئة ثقافية ملهمة تدعم الإبداع والتطور.
في بداية الحلقة، أوضح الدكتور أحمد فؤاد هنو، أن وزارة الثقافة تعد إحدى الوزارات المشاركة في مبادرة "بداية جديدة"، التي تهدف بشكل أساسي إلى بناء الإنسان المصري والحفاظ على الهوية الوطنية. كما أوضح الوزير، أن كل وزارة تسهم بدورها في إنجاح هذه المبادرة، من خلال دعم جهود تطوير المجتمع وتعزيز المعرفة والوعي الثقافي. وأضاف أن الثقافة تمثل ركيزة أساسية في هذه المبادرة، حيث تلعب دورًا محوريًا في تنمية الفكر وتعزيز القيم الثقافية، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وتماسكًا.
خلال اللقاء، شدد الدكتور أحمد فؤاد هنو، على أهمية تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة الفنية في المدارس، مشيرًا إلى أن هذه الأنشطة تلعب دورًا أساسيًا في تأهيلهم للالتحاق بالمجالات المرتبطة بالفنون والثقافة في المستقبل، مضيفًا أن الاهتمام بالفنون في مراحل مبكرة يساهم في تطوير مهاراتهم الإبداعية ويعزز من قدراتهم على التعبير عن أنفسهم بشكل مميز.
بين "هنو" أن دور وزير الثقافة يختلف من بلد لآخر، مشيرًا إلى أن مصر تتميز بمكانة فريدة كونها من أغنى دول العالم ثقافيًا. وأكد أن مصر تحتضن تنوعًا حضاريًا استثنائيًا، إذ تجمع بين سبع حضارات متعاقبة، بدءًا من الحضارة المصرية القديمة، مرورًا بالحضارة الإغريقية، والرومانية، والمسيحية، والإسلامية، وحضارة البحر المتوسط، وصولاً إلى الحضارة الحديثة. وهذا التنوع يجعل مصر منارة ثقافية عالمية، بما يعزز من مكانتها الفريدة على الساحة الدولية.
في ختام حديثه، تحدث الدكتور أحمد فؤاد هنو، عن أهمية الثقافة وتحدياتها، موضحًا أنها تمثل أساس الحياة، حيث تشمل كل ما يحيط بالإنسان من معرفة وعادات وتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه، أما بالنسبة للتحديات أبرزها صعوبة التحقق من صحة المعلومات في ظل التطورات المتسارعة، مؤكدًا أن الثقافة كيان حي ومتغير، تنمو وتتطور بتطور الإنسان نفسه. وأضاف الوزير أن الثقافة تعتبر عملية ديناميكية تتأثر بالمجتمع وتسهم في تشكيله، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في بناء المجتمعات وتوجيهها نحو المستقبل.
يذكر أن الحلقات المقبلة ستستضيف شخصيات مؤثرة من مجالات الفن، الرياضة، ريادة الأعمال، والسياسة، في إطار تعزيز التنمية البشرية وتمكين الشباب، يُبث بودكاست "بداية جديدة" عبر منصة Watch IT في تمام الساعة 3:15 مساءً، كما يُعرض يوميًا على قناة الحياة في تمام الساعة 3:15 مساءً، وعلى القناة الأولى والفضائية المصرية في تمام الساعة 6:30 مساءً.
وانطلق بودكاست "بداية جديدة" في إطار جهود مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان” لتعزيز التنمية البشرية وتمكين الشباب، ليكون مساحة تفاعلية تجمع بين الشخصيات المؤثرة، بمشاركة مقدمي الحلقات من الأطفال المصريين الموهوبين آدم وهدان، ريم مصطفى، وسيليا محمد سعد. يتيح البودكاست لضيوفه الفرصة لمشاركة تجاربهم، والتحديات التي مروا بها، والدروس التي شكلت مسيرتهم، إلى جانب تقديم رؤى حول مستقبل مجالاتهم وأثرها على المجتمع، ونقل رسائل تحفيزية للشباب الساعي لتحقيق طموحاته.
يأتي ذلك في إطار سعي المشروع القومي “مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان المصري" إلى دعم الشباب وتنمية مهاراتهم، من خلال برامج متكاملة تشمل الصحة، التعليم، والثقافة. تسعى المبادرة إلى تحسين جودة الحياة وتوفير الفرص، إيمانًا بأن بناء مستقبل أفضل يبدأ بتطوير الإنسان.