الحكومة: استراتيجية وطنية لبناء غد أفضل.. وتعزيز رفاهية الحياة
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
يُعدّ بناء الإنسان المصرى وتعزيز رفاهيته ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة فى مصر، وأطلقت الحكومة الجديدة استراتيجية وطنية طموحة تهدف إلى الارتقاء بمستوى حياة المواطنين فى مختلف المجالات، فى إطار رؤية مصر 2030، التى تُؤكّد أهمية بناء قدرات الإنسان المصرى وتمكينه من المساهمة بفاعلية فى مسيرة التنمية.
ويعزز برنامج الحكومة الاستراتيجية الوطنية لبناء الإنسان من خلال عدد من البنود الرئيسية التى يرتكز عليها البرنامج فى تعزيز رفاهية الإنسان المصرى وأهمها نظام صحى شامل يوفر خدمات عالية الجودة لجميع المواطنين، وتعزيز الخدمات الوقائية، وتحسين صحة الأم والطفل، وتطوير منظومة الرعاية الصحية الأولية، وتوفير الأدوية الآمنة والموثوقة، وتعليم متميز من خلال الارتقاء بالمنظومة التعليمية بكافة مراحلها، وتطوير المناهج الدراسية، والارتقاء بمنظومة التعليم الفنى، ورفع كفاءة المعلمين.
ويتضمن البرنامج فرص عمل كريمة من خلال تيسير عملية التوظيف وخلق فرص عمل ملائمة، وكذلك تعزيز العمل اللائق والتوسع فى مجال ريادة الأعمال ودعم المهنيين المستقلين، وضمان تكافؤ الفرص فى توفير فرص العمل، وتحسين أوضاع العمالة المصرية بالخارج، وتمكين ودعم العمالة غير المنتظمة، بالإضافة إلى وجود مجتمع منظم من خلال بناء جيل واعٍ وقادر على القيادة، وغرس القيم والمبادئ الوطنية فى نفوس الشباب، وتعزيز روح الانتماء الوطنى، وتحقيق العدالة الثقافية، وتنمية القدرات الرقمية ونشر الثقافة الرقمية لدى فئات المجتمع كافة، وحماية اجتماعية من خلال حماية الطبقات الفقيرة وتطوير المؤسسات لتنمية القدرات، توفير شبكات أمان اجتماعية قوية، ودعم الفئات الأكثر احتياجاً، وتمكين المرأة والمشاركة السياسية، وتطوير منظومة الحماية الاجتماعية، وتعزيز دور المجتمع المدنى.
وتضمنت الاستراتيجية العديد من المبادرات الرئيسية، شملت نظاماً صحياً للجميع من خلال توسيع نطاق التأمين الصحى، وبناء وتطوير المستشفيات والوحدات الصحية التى تهدف إلى توفير المزيد من المرافق الصحية فى جميع أنحاء البلاد، وتطوير البنية التحتية للمستشفيات والوحدات الصحية الموجودة، وتطوير منظومة الرعاية الصحية لتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة فى مراكز الرعاية الصحية الأولية، وتوسيع نطاق خدماتها لتشمل المزيد من التخصصات الطبية، والاستثمار فى البحوث الطبية التى تهدف إلى دعم البحوث الطبية وتطوير علاجات جديدة للأمراض، وتطوير تقنيات طبية حديثة.
وأكدت الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع، أهمية ملف بناء الإنسان، وأن يكون من أولويات الحكومة الجديدة، لأنه يمثل حجر الأساس لتحقيق التنمية الشاملة.
وأضافت لـ«الوطن» أن بناء الإنسان ليس فقط هدفاً بحد ذاته، بل هو الوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة فى المجتمع، لافتة إلى أن الاهتمام ببناء الإنسان يجب أن يتم وفق خطة موضوعية تُنفذ بشكل شامل، وتتضمن تحسين ظروف الإنسان المحيطة، وتعزيز قدراته ومهاراته ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تنمية الإنسان من جميع الجوانب، حيث إن تنمية الإنسان تنعكس مباشرة على تنمية المجتمع ومؤسساته.
وفيما يتعلق بدور الحكومة، أكدت أن أى حكومة يجب أن تضع بناء الإنسان على رأس أولوياتها لأنه ضرورة: «المطلوب فى الوقت الحالى هو وضع خطة تنفيذية سريعة، والبدء الفورى فى تنفيذ الخطوات المطلوبة، مع مراعاة الأفكار المطروحة فى الاستراتيجيات المتعلقة بهذا الملف المهم».
وأوضح الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، أن بناء الإنسان المصرى يأتى فى صدارة الأولويات ضمن رؤية الجمهورية الجديدة التى يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسى، لافتاً إلى أن التطورات التى شهدتها مصر فى البنية التحتية ليست مجرد مشروعات إنشائية، بل هى خطوات نحو تحقيق نهضة شاملة تشمل جميع جوانب الحياة، وعلى رأسها الإنسان المصرى الذى يعتبر الركيزة الأساسية لأى تقدم حقيقى.
وأضاف أن مصر مهد الحضارات الإنسانية، لديها تاريخ طويل من القيم والمبادئ التى يجب إعادة إحيائها لتتماشى مع تطلعات العصر الحديث، لافتاً إلى أن الحزب أطلق مؤخراً حملة موسعة استمرت لأكثر من أسبوع، ركزت على رفع الوعى الثقافى والاجتماعى للمواطن المصرى، ولتعزيز قيم العمل والتعلم والوعى المجتمعى، بما يسهم فى بناء شخصية مصرية قوية ومتماسكة قادرة على مواجهة التحديات، وكشف رئيس حزب المصريين الأحرار أن الجمهورية الجديدة تتطلب نموذجاً جديداً من المواطن المصرى، يتمتع بقدرة على التفكير العصرى ومواجهة التحديات بفاعلية، وهو ما يعمل الحزب على تحقيقه من خلال مبادراته المختلفة.
وأكد أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هذه الرؤية الطموحة، وستتمكن من التغلب على كل التحديات التى واجهتها على مدى العقود الماضية، مشدداً على أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورات إيجابية فى جميع مناحى الحياة، تعكس الرؤية الشاملة التى وضعها الرئيس السيسى لبناء مستقبل أفضل لمصر وشعبها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاستثمار بناء الإنسان التماسك المجتمعي الإنسان المصرى بناء الإنسان تهدف إلى من خلال
إقرأ أيضاً:
عشرات الآلاف يتظاهرون ضد الحكومة الصربية في بلغراد
مارس 15, 2025آخر تحديث: مارس 15, 2025
المستقلة/- شارك عشرات الآلاف من الأشخاص في مظاهرة كبيرة مناهضة للحكومة في العاصمة الصربية بلغراد.
أجج فوتشيك التوترات قبيل احتجاجات الأمس الحاشدة، مُلمحًا إلى وجود محاولة للإطاحة به بالقوة، واصفًا إياها بـ”ثورة مستوردة” بمشاركة وكالات استخبارات غربية، إلا أنه لم يُقدم أي دليل على هذه الادعاءات. وقد اتسمت المظاهرات ضد فساد الحكومة وعدم كفاءتها حتى الآن بسلمية مُطلقة.
تجمع مئات من مؤيدي الحكومة، معظمهم شبان يرتدون ملابس سوداء ويعتمرون قبعات بيسبول، ويحمل العديد منهم حقائب ظهر سوداء متطابقة، في حديقة بيونيرسكي في بلغراد، المُقابلة للبرلمان الصربي، إحدى النقاط المحورية للتظاهرة. أشارت تقارير محلية إلى وجود أعضاء من مجموعات مشجعي كرة القدم المنظمة بينهم، بالإضافة إلى قدامى محاربي وحدة القوات الخاصة “القبعات الحمراء” المتورطة في اغتيال رئيس الوزراء الصربي الليبرالي زوران جينديتش عام 2003.
أحاطت قوة أمنية كثيفة بمبنى البرلمان، وفصلت أنصار فوتشيك عن المتظاهرين الذين تجمعوا أيضًا أمام منصة نُصبت في ساحة سلافيا القريبة.
في منتصف النهار، طلبت الشرطة من المتظاهرين قرب مقر هيئة الإذاعة الحكومية في وسط بلغراد الابتعاد بسبب وجود تهديد بهجوم من حشد مؤيد للحكومة.
أُلغيت رحلات القطارات بين المدن لهذا اليوم، فيما وصفته شركة السكك الحديدية الحكومية بأنه إجراء أمني لسلامة الركاب، ولكن اعتُبر على نطاق واسع محاولة من فوتشيك للحد من حجم الاحتجاجات. كما عُلقت بعض خدمات النقل في العاصمة. لكن مواكب طويلة من السيارات تدفقت إلى بلغراد من جميع أنحاء البلاد، رافعةً الأعلام الوطنية واللافتات دعمًا لقضية الطلاب.
في الطرق المؤدية إلى المدينة، انضمت عشرات الجرارات إلى الموكب، معلنةً دعم المزارعين لحركة الاحتجاج، بالإضافة إلى مئات راكبي الدراجات النارية الذين دخلوا المدينة في حشدٍ حاشد.
وناشد كلٌّ من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الحكومةَ قبل انطلاق المسيرة احترامَ الحق في التظاهر. وكانت الحكومات الغربية مترددة في تعاملها مع الاحتجاجات على مدار الأشهر الأربعة الماضية، ويعود ذلك جزئيًا إلى رغبتها في بناء علاقات جيدة مع فوتشيتش على أمل إبعاده عن فلك موسكو.
وسعى فوتشيتش إلى كسب تأييد دونالد ترامب، ووافق على بناء فندق يحمل اسمه في بلغراد، وأجرى مقابلةً يوم الخميس مع نجل الرئيس الأمريكي، دون جونيور، الذي ردد مزاعم الحكومة الصربية غير المثبتة بأن حركة الاحتجاج كانت مدعومة بتمويل أجنبي.
وألمح ترامب الابن إلى أن الاحتجاجات “استُخدمت كسلاح… للتحريض على ثورة محتملة”، مُطلقًا نظريات مؤامرة حول كيفية تنظيم الاحتجاجات وتمويلها.
اندلعت الاحتجاجات شبه اليومية إثر انهيار مظلة خرسانية فوق الساحة الأمامية لمحطة سكة حديد مُجدَّدة حديثًا في نوفي ساد، مما أسفر عن مقتل 15 شخصًا في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني. وتأجج الغضب الشعبي بمحاولة واضحة من جانب مسؤولين حكوميين للتستر على أساليب بناء غير آمنة وفساد محتمل في عملية التجديد التي تقودها الصين.
قاد الطلاب المظاهرات، وركَّزوا على مطالبهم بتحسين الإدارة، وبأن تُقدِّم مؤسسات الدولة الخدمات المُفترض بها، دون الحاجة إلى رشاوى أو علاقات شخصية.
وقد نأى الطلاب، الذين يتخذون قرارات جماعية بدلًا من انتخاب قيادة، بأنفسهم عن أحزاب المعارضة، التي يُحمِّلونها مسؤولية تواطؤها في ضمور القطاع العام وتهكُّمه.