ماكرون يبدأ جولة ثانية من المشاورات بحثا عن حكومة جديدة
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
باريس"أ.ف.ب": بعد رفضه القاطع تشكيل حكومة يسارية التوجه، باشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء "دورة جديدة من المشاورات" بحثا عن رئيس وزراء في ظل أجواء سياسية تزداد توترا.
وقبل يوم من افتتاح دورة الألعاب البارالمبية وبضعة أيام من بدء الموسم الدراسي الجديد، لا تزال حكومة مستقيلة تحكم فرنسا منذ أكثر من أربعين يوما، وهو وضع غير مسبوق في البلد منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
ويستأنف ماكرون المشاورات في ظل ضبابية تامة، إذ لم يدع إليها لا اليمين المتطرف ولا اليسار المتطرف، فيما رفض بعض المسؤولين المدعوين المشاركة، وستشمل الاستشارات "شخصيات" لم تكشف أسماؤهم، وبينهم رؤساء سابقون.
وتبدأ المشاورات الجديدة بعدما رفض ماكرون امس تشكيل حكومة من الجبهة الشعبية الجديدة، تحالف اليسار المتصدر في نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة، وتكليف مرشحته لرئاسة الحكومة الموظفة الرسمية لوسي كاستيه.
وتذرع الرئيس بضرورة الحفاظ على "استقرار المؤسسات" لرفض هذا الخيار، إذ توعدت الكتل السياسية الأخرى، من الوسط إلى أقصى اليمين، بحجب الثقة عن حكومة من أقصى اليسار باعتبارها "خطيرة".
لكن القرار الذي أعلنه الرئيس مساء الإثنين في بيان طويل، أثار غضب الجبهة الشعبية الجديدة التي اتهمته بـ"إنكار الديموقراطية".
ودعت فرنسا الأبية، اليسار الراديكالي العضو مع الاشتراكيين والبيئيين والشيوعيين في التحالف اليساري، إلى التظاهر في السابع من سبتمبر ضد خطوة ماكرون.
من جهته أعلن أوليفييه فور رئيس الحزب الاشتراكي أنه لن يشارك في مشاورات جديدة في قصر الإليزيه، منددا بـ"مهزلة ديموقراطية".
وقالت زعيمة البيئيين مارين توندولييه "لن نستمر في هذا السيرك" فيما أكد الاشتراكي فابيان روسيل أن اليسار سيواصل "الكفاح" داعيا الفرنسيين إلى التعبئة.
وحل الائتلاف اليساري في طليعة نتائج الانتخابات التشريعية في يوليو، من غير أن يحظى بالغالبية المطلقة في الجمعية الوطنية، ولو أنه تقدم على كتلتي المعسكر الرئاسي واليمين المتطرف، ما يجعل البحث عن تسوية في غاية الصعوبة.
وفي ظل الفوضى السياسية التي عمت فرنسا نتيجة قرار الرئيس المفاجئ حل الجمعية الوطنية بعد فشله في الانتخابات الأوروبية في التاسع من يونيو، دعا معسكر ماكرون إلى التحلي بـ"المسؤولية"، ساعيا إلى ضم الاشتراكيين إليه وعزل اليسار الراديكالي.
ودعا وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة جيرالد دارمانان عبر قناة "بي إف إم تي في" الثلاثاء إلى تشكيل "تحالف واسع"، مؤكدا أن بإمكان أنصار ماكرون التوصل إلى "اتفاق على الحد الأدنى" مع الاشتراكيين "للسماح لـ(مؤسسات) فرنسا بالعمل".
من جانبه، يرفض اليمين التقليدي الفرنسي الدخول في أي ائتلاف، من غير أن يستبعد "التصويت لصالح ما يذهب في الاتجاه الصحيح".
أما أقصى اليمين، فيواصل اتهام ماكرون بـ"زرع الفوضى".
وعنونت صحيفة "ليبيراسيون" اليسارية الثلاثاء "إيمانويل ماكرون: الازدراء"، فيما كتبت صحيفة "لو فيغارو" اليمينية أن "فرنسا تتفادى كارثة" مع رفض حكومة من الجبهة الشعبية الجديدة.
وينفد الوقت أمام ماكرون لاختيار رئيس للحكومة، إذ يتحتم تقديم ميزانية إلى الجمعية الوطنية في الأول من أكتوبر، في ظل جدول أعمال رئاسي مشحون مع افتتاح الألعاب البارالمبية مساء اليوم الأربعاء قبل التوجه غداالخميس إلى صربيا.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ماسك يقود الرافضين للحكم على مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا
تعالت أصوات اليمين المتطرف في أوروبا اليوم الإثنين، ضد بإدانة القضاء الفرنسي لمارين لوبن بتهمة اختلاس أموال عامة ومنعها من الترشح للانتخابات مدة 5 أعوام.
وقال إيلون ماسك المستشار المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن منع لوبن من الترشح "سيأتي بنتائج عكسية" معتبراً أن إدانتها نتيجة "استغلال غير منصف للنظام القضائي". وانضم الكرملين إلى هذه الأصوات مستنكراً "انتهاكاً لمعايير الديموقراطية".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "ملاحظاتنا لما يحدث في العواصم الأوروبية تظهر أن تردد هناك في تجاوز إطار الديموقراطية خلال عملية سياسية".
سجن وغرامة ومنع من الترشح.. القضاء الفرنسي يطيح بمارين لوبان - موقع 24مُنعت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسية مارين لوبان الاثنين من الترشح لمدة 5 سنوات وهذا يعني أنها لن تتمكن من المنافسة في انتخابات 2027، كما حُكم عليها بالسجن 4 سنوات، اثنتان تحت المراقبة بسوار إلكتروني، بالإضافة إلى تغريمها مبلغ 100 ألف يورو.
وقوّض إعلان القضاء الفرنسي، الإثنين، منع زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن، بأثر فوري مدة 5 أعوام، فرصها في الترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2027 بعدما كانت تبدو المرشحة الأوفر حظاً للفوز بعد 3 محاولات فاشلة.
وكتب رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان عبر إكس "أنا مارين!." واعتبر أن لوبن تنضم إلى صفوف "الوطنيين" ضحايا مؤامرات على غرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونائب رئيسة الوزراء الإيطالية ماتيو سالفيني.
وانتقد سالفيني رئيس حزب الرابطة اليميني المتطرف، الذي واجه بنفسه قضايا قضائية في بلاده، الحكم وقال: "لا يجب أن نشعر بالترهيب، لا يجب أن نتوقف: إلى الأمام، يا صديقتي"!.
واستنكر "إعلان الحرب من بروكسل" معتبراً أنها وراء إدانة لوبن المتهمة بدفع البرلمان الأوروبي رواتب لموظفين يعملون في الحقيقة لصالح التجمع الوطني.
????⚖️???????? A Paris court is due to rule on whether Marine #LePen is guilty of embezzlement in a trial that could see her barred from the 2027 presidential race.
Le Pen has accused prosecutors of seeking her "political death", alleging a plot to keep her party from power.
➡️… pic.twitter.com/uYhT9psF79
وحضت دعوات زعماء اليمين المتطرف في أوروبا على مواصلة النضال. وحذر زعيم حزب فوكس الإسباني سانتياغو أباسكال قائلا: "لن ينجحوا في إسكات صوت الشعب الفرنسي".
وفي فبراير (شباط) دعا أباسكال، لوبن إلى مدريد مع فيكتور أوربان وغيره من زعماء "وطنيون من أجل أوروبا" في البرلمان الأوروبي الذين استعادوا زخمهم بعد عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض.
وفي هولندا، قال زعيم اليمين المتطرف غيرت فيلدرز إنه "صُدم" من الحكم "القاسي على نحو لا يصدّق". وأضاف عبر إكس "أنا مقتنع بأنها ستفوز بالاستئناف وستصبح رئيسة لفرنسا".
#Breaking
Marine #Le_Pen arrives at Paris courthouse for verdict in @EU funds misuse trial #Paris #France
A Paris court is expected to deliver a verdict Monday in an embezzlement case that could shake up French politics and derail far-right leader Marine Le Pen‘s career.
Le… pic.twitter.com/1Ra4rdlOie
ويذكّر سيناريو منع لوبن بالأحداث الأخيرة في رومانيا، حيث رفضت اللجنة الانتخابية ترشح اليميني المتطرف كالين غورغيسكو للانتخابات الرئاسية في مايو (أيار) المقبل، بعدما ألغت المحكمة الدستورية، الدورة الأولى من الانتخابات التي أجريت في نوفمبر (تشرين الثاني) التي فاز بها.
واعتبر غورغيسكو الذي ينتقد بشدة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، أن قرار إلغاء الانتخابات في رومانيا يشكّل "انقلاباً رسمياً".
وأعرب إيلون ماسك عن دعم غورغيسكو، فيما انتقد نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، السلطات الرومانية التي "تخشى شعبها إلى درجة أنها تسكته".
وتحدث المرشح القومي في رومانيا جورج سيميون، الأوفر حظاً للفوز بالدورة الأولى الجديدة في 4 مايو (أيار) عن "صفحة مظلمة في ديموقراطيتنا الهشة".
وقال زعيم الكيان الصربي في البوسنة ميلوراد دوديك: "المحاكم أصبحت أدوات الذين يخشون الديموقراطية".
وقال دوديك الذي أصدرت البوسنة، الخميس، مذكرة توقيف دولية ضده والذي حُكم عليه بالسجن عاماً، ومنع من تولّي أي منصب مدة 6 أعوام "أدينت مارين لوبن لأنها تشكل تهديداً لنظام لا يعرف كيف يخسر". وأنهى رسالته بعبارة "أنا مارين" بالفرنسية.