كرّس نبيل العربى، الدبلوماسى المصرى، وأمين عام جامعة الدول العربية الراحل، جهده لخدمة القضايا المصرية والعربية، وكان له نصيب من اسمه، غايته النبيلة تجسّدت فى استعادة الحقوق العربية خاصة الحق الفلسطينى الذى دافع عنه حتى آخر نفس فى حياته، وقاد مفاوضات على مدار 7 سنوات مع إسرائيل لاسترداد طابا، وكان صاحب القرار التاريخى الجرىء بإنشاء قوة عربية موحّدة أثناء توليه منصب الأمين العام للجامعة العربية فى مارس 2015، واصفاً ذلك بأنه «حلم عربى».

«العربى» له باع طويل فى المفاوضات ضد إسرائيل، حيث شارك فى مفاوضات «كامب ديفيد» عام 1978 فى أمريكا، بصفته رئيساً للإدارة القانونية بوزارة الخارجية، والتى أفضت إلى إبرام معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية فى مارس 1979، ورأى الدبلوماسى الراحل أن المفاوضات والقوة والتمسك بالحق بجانب وحدة الصف العربى هى أهم الأدوات الواجب اتباعها فى أى مفاوضات مع الجانب الإسرائيلى، وهو ما كشف عنه فى كتاب بعنوان «طابا.. كامب ديفيد.. الجدار العازل»، وتتضمن مذكراته ما جرى خلال وقت عصيب فى تاريخ مصر، وهى حقبة نهاية السبعينات بعد انتهاء الحرب وترسيخ السلام فى المنطقة.

فى كتابه تناول «العربى» أيضاً اتفاقيتى فض الاشتباك والفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية، مؤكداً أن الاتفاقيتين كانتا نتاج رغبة ملحة من الدولة المصرية لتحسين الأوضاع، بما يتوافق مع الانتصارات التى حققتها القوات المسلحة فى حرب أكتوبر، مستفيضاً عن فض الاشتباك الأول فى 1 يناير 1974، وفض الاشتباك الثانى فى أغسطس 1975، وكشف أن الرئيس الراحل أنور السادات طلب من الخارجية استدعاءه، ليعود إلى مصر من أجل ترؤس الوفد القانونى فى المفاوضات مع إسرائيل، بعد معرفته أن «العربى» يشارك فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، بصفته مديراً للإدارة القانونية والمعاهدات.

«العربى» رد على سؤال فى حوار صحفى سابق حول معاهدة كامب ديفيد، قائلاً: «لم يكن هناك حل آخر لاسترجاع أرضنا وخروج إسرائيل منها، إما نوقع الاتفاقية وإما نحارب إسرائيل، وإذا لم تتم الاتفاقية، الله أعلم ما كان يمكن أن يحدث، ربما ظلت مصر محتلة من إسرائيل حتى الآن، أو بقينا فى حرب لا نعلم نتيجتها والناس بتموت!!». وأوضح أنه أثناء مفاوضات طابا كان الرئيس الراحل حسنى مبارك يقول له دائماً «أنت المسئول أمامى».

وعلق «العربى» على مقاطعة العرب لمصر بعد توقيع كامب ديفيد قائلاً: «لم يفعلوا شيئاً»، لافتاً إلى أن توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل أدى إلى شرخ ضخم فى العالم العربى وارتفعت أصوات تطالب بعزل مصر، وبالفعل جُمدت عضوية مصر فى جامعة الدول العربية. وكان من أبرز تصريحات «العربى» أن إسرائيل أكبر خطر يُهدد مصر، وليس هناك أعداء آخرون، بل هى خطر يُهدّد العرب والمنطقة بكاملها، وكانت تجمعه صلة قرابة بالكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فهو عديله، وكذلك كانت لديه صلة قرابة مع جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل، حيث قال عنها: «والدها ووالدتى ابنا عم»، وفضّل «العربى» بعد تركه منصبه فى الجامعة العربية (2011 - 2016) أن يعتزل العمل العام ويعود إلى مركز التحكيم الدولى، ويتفرّغ للحياة مع أسرته المكونة من زوجة أردنية وأبنائه، أبرزهم زوجة رجل الأعمال أحمد هيكل، نجل محمد حسنين هيكل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نبيل العربي الخارجية کامب دیفید

إقرأ أيضاً:

هآرتس: وضع "صومالي" في غزة قد يجر إسرائيل للبقاء فترة طويلة

شبّهت صحيفة "هآرتس" العبرية، الوضع الحالي في غزة في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة لقرابة عام، إلى الوضع الصومالي، مشيرة إلى أنه يتشكّل في أجزاء من القطاع.

وقالت الصحيفة: "حكومة ضعيفة إلى حد ما وظهور العصابات التي تتقاتل فيما بينها على حيازة وبيع مخزونات المساعدات الإنسانية وزيادة العنف الداخلي وحالات متعددة من العنف .. وكلما زاد إضعاف حكومة حماس وهو الهدف الذي حددته إسرائيل لنفسها في الحرب .. كلما تعاظم خطر الفوضى في القطاع وهو ما قد يجر إسرائيل للبقاء فيه لفترة طويلة".

وأضافت، "قد يحدث ذلك في ظل غياب خطة بديلة لإقامة نظام فلسطيني بديل في القطاع يمكن الحفاظ معها على قدر من التنسيق الأمني ​​والسياسي واحتمالات مثل هذا السيناريو الإيجابي ليست كبيرة مقدما لكن إسرائيل لا تحاول حتى تجربته".

وتابعت، "بالاستماع إلى تصريحات نتنياهو الأخيرة يظهر أنه لا يسعى إلى اتخاذ قرارات -جديدة- بل إلى إضاعة الوقت - حتى أن خطة الجنرالات لضم شمال قطاع غزة وطرد السكان منه كل هذه تعتبر جرائم حرب من وجهة نظر القانون الدولي، وست فتح إجراءات ضد نتنياهو وآخرين في محكمة لاهاي، كما يجب ألا نتجاهل ثقل القوى المعارضة، بما في ذلك العصيان المحتمل في قوات الاحتياط ضد الخطة، الأمر الذي يمكن أن يعطلها".

اقرأ أيضا/ تطوّرات جديدة بشأن محور فيلادلفيا.. "تنازلات مُقابل تهدئة"

وزادت الصحيفة العبرية، "وحتى الإدارة الديمقراطية في الولايات المتحدة، في حال فوز كامالا هاريس في انتخابات نوفمبر، قد تعرقل نوايا رئيس الوزراء - يجب أن نعلم أن نتنياهو في أواخر حياته المهنية، وهو أحد الذين يسعون إلى التشبث بالسلطة والهروب من السجن المحتمل، ومن الشكوك أن يسعى إلى تحقيق هذه الخطة".

وأشارت "هآرتس" إلى أن تقييم تصريح وزير الجيش يوآف غالانت لصحفيين أجانب هذا الأسبوع أن حماس كمنظمة عسكرية، تم تفكيكها من قبل الجيش، يبعث بالتفاؤل، ويرتكز على محاولته وكبار مسؤولي الجيش إقناع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإنهاء المرحلة المكثفة من القتال في غزة، والسعي أخيراً للتوصل إلى صفقة أسرى تشمل انسحاب إسرائيل من معظم مناطق القطاع.

وحول فيديو نفق رفح الذي قُتل فيه الأسرى الإسرائيليين الستة، قالت هآرتس إن جزءًا كبيرًا من رسالة هاغاري (المتحدث باسم الجيش) كان بشكل غير مباشر لتشجيع الحكومة على تجديد الجهود لإعادة الأسرى، وفي مقدمتهم المجندات الخمس اللاتي كان من المفترض إطلاق سراحهن في المرحلة الأولى (المراقبات في ناحال عوز).

ووفق الصحيفة العبرية، "تدرك الإدارة الأميركية كما تعلم إسرائيل بأنهما سيواجهان صعوبة في إمكانية تنفيذ عمليات استعادة رهائن آخرين بعد أن أعدمت حماس الستة في رفح عندما لاحظ رجالها جنودا يقتربون من النفق الذي كانوا محتجزين فيه .. إلا أن الأميركيين ربما لن يعترفوا قريبا علنا بفشل المحادثات ولن يوقفوها خشية أن يؤدي مثل هذا التحرك إلى دفع حماس إلى قتل المزيد من الرهائن .. في المقابل شددت الإدارة لهجتها في اجتماعات مغلقة وعلنية فيما يتعلق بمصير السنوار ولا يتحفظ الأميركان على اغتياله .. والسؤال الذي يشغلهم هو هل يمكن أن يتم ذلك دون قتل الرهائن المحيطين به؟ وماذا سيؤثر ذلك على استمرار المحادثات؟".

وواصلت في تقريرها، "تؤكد الإدارة ضرورة الاستمرار في تسخير الوسطاء للجهود رغم ضآلة فرص التقدم وتتراكم الصعوبات على مصر بسبب رغبتها في إبعاد إسرائيل عن معبر رفح .. هناك توتر مع قطر بشأن استمرار استضافة قيادة حماس في الخارج .. وقد أشار القطريون بالفعل لمسؤولي حماس إلى أنه قد يطلب منهم طردهم .. بعيدا عن التردد الأساسي للسنوار ونتنياهو في الصفقة الآن هناك نقطتان مركزيتان حيث الخلافات كبيرة بين الطرفين: فيلادلفيا وهوية السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الإنسانية الأولى من الصفقة".

وأردفت قائلة، "إصرار نتنياهو على أن الجيش الإسرائيلي سيواصل السيطرة على ممر نتساريم يعتبر مشكلة أكثر قابلية للحل من الناحية النظرية .. تطالب حماس الآن بالإفراج عن 50 أسيرا مقابل كل من المجندات الخمس المختطفات .. 30 منهم من المحكومين مؤبدات .. في قائمة المنتظر الإفراج عنهم 571 أسيرا محكوما عليهم بالسجن المؤبد وتعترض إسرائيل على إطلاق سراح نحو مائة منهم".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • ماستر كلاس لـ محمد نبيل في مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة
  • هآرتس: وضع "صومالي" في غزة قد يجر إسرائيل للبقاء فترة طويلة
  • رئيس الأكاديمية العربية يشارك في المؤتمر المصرفي العربي 2024 بالدوحة
  • المعلا ينشئ الإدارة القانونية والتشريعية لحكومة أم القيوين
  • حاكم أم القيوين يصدر مرسومين بشأن الإدارة القانونية والتشريعية
  • حاكم أم القيوين يصدر قراراً بشأن التكليف بمهام مدير الإدارة القانونية والتشريعية
  • حاكم أم القيوين يصدر مرسوماً أميرياً بإنشاء الإدارة القانونية والتشريعية
  • حاكم أم القيوين يصدر قراراً بشأن التكليف بمهام مدير الإدارة القانونية والتشريعية لحكومة الإمارة
  • حاكم أم القيوين يصدر مرسوما أميريا بشأن إنشاء الإدارة القانونية والتشريعية لحكومة الإمارة
  • “ديفيد بيكهام” يوثق حياته اليومية في المزرعة بعد اعتزاله