ضابطة إسرائيلية تكشف حث قائد بالجيش جنوده على ارتكاب إبادة بلبنان
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
كشفت ضابطة صحة نفسية بالجيش الإسرائيلي عن أن قائدا جديدا بلواء الإسكندروني حث جنوده على ارتكاب إبادة جماعية في لبنان، في ظل تصاعد التوتر والهجمات المتبادلة مع حزب الله.
جاء ذلك في منشور على منصة إكس، مساء أمس الاثنين، لضابطة الصحة النفسية في لواء الإسكندروني بالجيش عدي إنجيرت، وهو ما فجّر موجة ردود في إسرائيل، ليتم حجب منشورها، لكن نسخا منه ما زالت متداولة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفق وكالة الأناضول.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن إنجيرت كتبت عبر مواقع التواصل أن القائد الجديد باللواء العقيد موشيه بيسال يتمنى أن يرتكب المقاتلون "إبادة جماعية"، مشيرة إلى أن ضابطة الصحة النفسية أرفقت مع تدوينتها مقتطفا من ملف أرسله العقيد بيسال إلى الجنود، كتب فيه "ستصبح قرى لبنان مقفرة، وطرقاته بلا منفذ".
بدورها، أشارت القناة الـ12الإسرائيلية اليوم الثلاثاء إلى أن جنود لواء الإسكندروني أدّوا أكثر من 200 يوم من الخدمة الاحتياطية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول على الحدود مع لبنان وفي قطاع غزة، وإن إنجيرت كتبت بعد تولي بيسال منصبه أنه نشر رسالة إلى جنود اللواء، قال فيها "انضم قائد جديد إلى اللواء.. بداية، أتمنى أن يرتكب المقاتلون إبادة جماعية".
ولفتت القناة إلى أنه في منشور آخر، وصفت إنجيرت الجنود من حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف -الذي يقوده وزير المالية بتسلئيل سموتريتش– بأنهم "طائفة من أكلة الموت".
وأضافت أنه في رد على كشف إنجيرت ذلك، أرسل رئيس لجنة الدستور البرلمانية، عضو الكنيست سيمحا روتمان، رسالة إلى وزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس لجنة الخارجية والأمن، دعا فيها إلى إجراء تحقيق تأديبي واتخاذ إجراءات ضدها.
من جهته، كتب سموتريتش على منصة إكس اليوم "هل هناك سبب لاستيقاظنا هذا الصباح دون أن يعلن الجيش الإسرائيلي بعد أن هذه السيدة (إنجيرت) قد تم طردها من الجيش؟".
والأحد الماضي، أعلن حزب الله أنه شن هجوما جويا بعدد كبير من المسيرات والصواريخ نحو مستوطنات ومواقع للاحتلال، وقال إن هذا الهجوم يأتي في إطار "الرد الأولي على استشهاد القائد في الحزب فؤاد شكر".
في المقابل، شنّت إسرائيل عشرات الغارات على مناطق في جنوب لبنان، وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن "100 طائرة حربية إسرائيلية" شاركت في الهجوم على أكثر من 200 هدف بلبنان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
“نيويورك تايمز” تكشف تقنية إسرائيلية في حرب غزة تثير المخاوف .. تفاصيل تجارب مرعبة
#سواليف
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن لجوء #إسرائيل إلى اختبار واسع النطاق لتقنيات #الذكاء_الاصطناعي المتطورة في قطاع #غزة.
وذكرت في تحقيق موسع أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها إسرائيل في #حرب_الإبادة على #غزة تشمل أنظمة لتحديد المواقع، والتعرف على الوجوه، وتحليل المحتوى العربي، وذلك خلال الحرب التي اندلعت أواخر عام 2023.
وتقول إن هذه الاختبارات شملت استخدام أدوات لم تجرب سابقا في #ساحات_القتال، ما أثار جدلا أخلاقيا واسعا في العالم.
مقالات ذات صلةووفقا لثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين مطلعين، كانت نقطة البداية هي محاولة اغتيال القيادي في حركة حماس إبراهيم بياري، حيث فشلت الاستخبارات الإسرائيلية في تعقبه داخل شبكة أنفاق غزة. عندها، لجأت إسرائيل إلى أداة صوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي طورها مهندسو الوحدة 8200، سمحت بتحديد موقعه التقريبي استنادا إلى تحليلات صوتية لمكالماته.
وفي 31 أكتوبر، نفذت غارة جوية أدت إلى مقتله، لكن الهجوم أسفر أيضا عن مقتل أكثر من 125 مدنيا، بحسب منظمة “إيروورز” البريطانية المتخصصة برصد ضحايا الصراعات.
وخلال الأشهر التالية، واصلت إسرائيل تسريع دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها العسكرية. من بين التقنيات التي طورتها برامج التعرف على الوجوه المتضررة أو غير الواضحة، وأداة لاختيار أهداف الغارات الجوية تلقائيا، ونموذج لغوي ضخم باللغة العربية يُشغّل روبوت دردشة قادرًا على تحليل المنشورات والمراسلات الإلكترونية بمختلف اللهجات. كما طورت نظام مراقبة بصري متطور يستخدم على الحواجز بين شمال وجنوب غزة لمسح وجوه الفلسطينيين.
وأكد مسؤولون أن العديد من هذه الابتكارات تم تطويرها في مركز يعرف باسم “الاستوديو”، وهو بيئة مشتركة تجمع خبراء الوحدة 8200 بجنود احتياط يعملون في شركات تقنية كبرى مثل غوغل، مايكروسوفت، وميتا.
مخاوف أخلاقية
رغم النجاح التقني، أثارت التجارب مخاوف أخلاقية جدية. وقال ضباط إسرائيليون إن أدوات الذكاء الاصطناعي أخطأت أحيانا في تحديد الأهداف، ما أدى إلى اعتقالات خاطئة وضحايا مدنيين. فيما حذرت هاداس لوربر، الخبيرة في الذكاء الاصطناعي والمديرة السابقة في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، من مخاطر هذه التقنيات قائلة: “لقد غيرت الذكاء الاصطناعي قواعد اللعبة في الميدان، لكن دون ضوابط صارمة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة”.
وفي تعليقه، أكد أفيف شابيرا، مؤسس شركة XTEND المتخصصة بالطائرات المسيرة، أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي باتت قادرة على تتبع الأشخاص والأهداف المتحركة بدقة عالية، قائلا إن “قدرات التوجيه تطورت من الاعتماد على صورة الهدف إلى التعرف على الكيان نفسه”. لكنه شدد على ضرورة الموازنة بين الفاعلية والاعتبارات الأخلاقية.
من أبرز المشاريع كان تطوير نموذج لغوي ضخم يحلل اللهجات العربية المختلفة لفهم المزاج العام في العالم العربي. وبحسب ضباط في المخابرات الإسرائيلية، ساعدت هذه التقنية في تحليل ردود الأفعال الشعبية بعد اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله في سبتمبر 2024، من خلال تمييز التعابير المحلية في لبنان وتقييم احتمالات الرد.
لكن هذه التكنولوجيا لم تكن خالية من العيوب، إذ أخفق الروبوت أحيانا في فهم المصطلحات العامية أو أعاد صورا غير دقيقة مثل “أنابيب” بدلا من “بنادق”. ومع ذلك، وصفها الضباط بأنها وفرت وقتا ثمينا وسرعت التحليل مقارنة بالطرق التقليدية.
ورفضت كل من ميتا ومايكروسوفت التعليق على التقارير. أما غوغل فأوضحت أن موظفيها الذين يخدمون كجنود احتياط في بلدانهم “لا يؤدون مهام مرتبطة بالشركة خلال خدمتهم العسكرية”.
من جهتها، امتنعت الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على تفاصيل البرامج “نظرا لطبيعتها السرية”، مشيرة إلى أن الجيش يلتزم بالاستخدام “القانوني والمسؤول” لتكنولوجيا البيانات، وأنه يجري تحقيقا في غارة اغتيال البياري دون الكشف عن موعد انتهاءه.
وتقول صحيفة “نيويورك تايمز” أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل الصراع كحقل تجارب لتقنياتها؛ إذ سبق أن طورت أنظمة مثل القبة الحديدية وطائرات مسيرة هجومية خلال الحروب السابقة في غزة ولبنان. لكن مسؤولين غربيين شددوا على أن حجم الاستخدام المتسارع للذكاء الاصطناعي في حرب 2023-2024 لا سابق له.
وحذر مسؤولون أمريكيون وأوروبيون من أن ما يجري في غزة قد يشكل نموذجا أوليا لحروب المستقبل، التي تعتمد على خوارزميات يمكن أن تخطئ أو تساء إدارتها، ما يضع حياة المدنيين وشرعية العمليات العسكرية على المحك.