فيضانات مدمرة تقتل العشرات بينما يصارع السودان الحرب أهلية
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
(CNN)-- أفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، الثلاثاء، نقلا عن لجنة حكومية، أن حصيلة القتلى جراء الفيضانات في السودان ارتفعت إلى 132 قتيلا، في أحدث مأساة تشهدها الدولة الواقعة في شمال شرق أفريقيا، التي تعاني بالفعل من الحرب الأهلية.
وقالت اللجنة إن الفيضانات المفاجئة الناجمة عن الأمطار الغزيرة وانهيار سد اجتاحت القرى ودمرت أكثر من 12 ألف منزل في 10 ولايات وتضرر أكثر من 30 ألف أسرة.
وقالت وكالة الإغاثة الطارئة التابعة للأمم المتحدة، الاثنين، إن العديد من الضحايا سجلوا في ولاية البحر الأحمر بشمال غرب السودان، حيث قُتل ما لا يقل عن 30 شخصًا بعد انهيار سد أربعات في بورتسودان، الأحد.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن حصيلة القتلى قد ترتفع بشكل كبير مع استمرار فقدان العديد ونزوحهم بسبب الفيضانات. وأضافت أن بعض السكان أُجبروا على الفرار إلى الجبال بحثًا عن الأمان بينما تم إجلاء آخرين.
وقالت أوتشا إن تعطل شبكة الاتصالات بسبب الأضرار "جعل من الصعب جمع معلومات أكثر دقة عن الوضع". وأضافت في بيان لشبكة CNN، الثلاثاء، أن الأضرار التي لحقت بالسد، الذي يوفر "المصدر الأساسي للمياه العذبة لبورتسودان"، خامس أكبر مدينة في البلاد، من شأنها أن "تؤثر على إمدادات المياه" وتؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في ولاية البحر الأحمر.
وأضافت أوتشا أن الفيضانات الأخيرة تؤدي إلى تفاقم الآثار المدمرة للفيضانات التي دمرت أجزاء من البلاد منذ يونيو/حزيران، مما أدى إلى نزوح أكثر من 100 ألف شخص.
ويقول العلماء إن أزمة المناخ تجعل ظروف الطقس المتطرف أكثر تواترًا وشدة. والسودان هو أحد أكثر دول العالم عرضة لتغيرات المناخ، حيث يعاني من هطول أمطار غزيرة وفيضانات مميتة، فضلاً عن الجفاف المدمر.
وقد نزح أكثر من 10 ملايين شخص بالفعل بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ عام بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي خلفت ما لا يقل عن 18 ألف قتيل. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الشهر الماضي إن أكثر من نصف سكان البلاد يواجهون أيضًا جوعًا حادًا.
السوداننشر الثلاثاء، 27 اغسطس / آب 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
نشر ثقافة السلام أساس إعمار السودان
قضت ھذھ الحرب اللعينة على كثير من العلاقات الاجتماعية حتى داخل الاسرة الواحدة، وأحيانا بين الاخوين الشقيقين. فقد كان صادما لأحدى الاسر أن وجدت فجأة ابن لھا يقاتل في صف مليشيا الدعم السريع بينما ابن ثاني لھا يقاتل في صفوف القوات المسلحة السودانية.
وبالطبع وقع اللوم على الوالدين من قبل الجيران والعائلة الكبيرة وتمت مقاطعة الأسرة بل شتمها من الكل، اي من الذين يعتبرونها مساندة للقوات المسلحة ومن الذين يعتبرونها مساندة لمليشيا الدعم السريع!!!
ھذا الوضع المزرى انتشر بصورة او بأخرى في الاحياء السكنية بل حتى في القرى والريف، مما أدى لخوف الجميع من وجود فرد او افراد بينھما او قربھم متحمس الى درجة التطرف "شايلاھ الھاشمية" لمناصرة أحد الطرفين حسب وجھة نظرھ الخاصة، ولوحظ أن الامر يبدأ ببلاغات كيدية وتصفية حسابات قديمة وقد ينتھي بحماقة كبرى داخل الاسرة او الحي.
في أخف الحالات اصبحت الاسر في حالة نقاشات حادة، تتطور لنزاعات داخل العائلة واتخاذ موقف مع او ضد القوات المسلحة، مما دفع بالبعض للنزوح قريبا من مناطق سيطرة القوات المسلحة او بعيدا عن مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع
نعم. ستقف الحرب عما قريب بشكل او بأخر؛ ولكن بعد ان يكون قد سقط الالاف من القتلى و الضحايا و المفقودين.
وبعد أن يكون قد أصاب الاسر والاحياء السكنية تمزق مجتمعي كبير، بل عند البعض أصبح الصراع قبلي وجھوي وعنصري وقد يصر البعض على نشر هذا التعصب حوله، و ھو أمر يلاحظ أنھ انتشر انتشار النار في الھشيم في وسائط التواصل الاجتماعي.
لذلك يجب بعد توقف الحرب، ان يكون لكل مواطن وقفة مع نفسه ويصل لقناعة بأن الإصلاح يبدأ من المستوى الفردي، ،فيتسأل ماذا عساي فاعل للمساهمة في الإصلاح و"تعزيز التسامح" على مستوى الاسرة والعائلة والحي السكني، مما يؤدي لإعادة بناء اللحمة و رتق النسيج الاجتماعي ، أي المساھمة في ايجاد نوع من المصالحة الوطنية على مستوى القاعدة "ضبط المصنع"، ثم يأتي دور منظمات المجتمع المدني والجمعيات التطوعية لرفع شعار ان "السودان بلد واحد" والتكرار اليومي في اجھزة الاعلام وغيرھا لأغنية المرحوم الفنان أحمد المصطفى " أنا سوداني" ، و "تعزيز التفاهم والتسامح والتعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات".
ثم على مستوى أعلى يأتي دور الحكومات المحلية لتقوم بالصلح بين المجتمعات المتعددة الثقافات واللهجات فتجمع رؤوس القبائل ووجهاء المجتمع وتركز عليهم في حلقات توعوية بضرورة نشر مفاهيم التعايش السلمي، وان القانون فوق الجميع، كذلك يمكن من خلال الندوات المحلية وخطب المساجد وحتى دروس الخلاوي التركيز على قيم المساواة التامة بين كل المواطنين بمختلف أعراقهم ودياناتهم، كما ينبغي للحكومات المحلية القيام بمحاربة كل ظواهر العنف واولها جمع السلاح الناري.
ثم على مستوى الحكومات الإقليمية والمركزية. يجب الالتفاف للتعليم فھو الركيزة الأساسية لبناء الاخاء والانصهار الاجتماعي بين اطفال اليوم الذين سيكونون اباء وأمهات الغد، لذلك يجب ان يكون ضمن مناھج التعليم حصص للتربية الوطنية موجھة لصقل الطفل بكل قيم الاخاء والمساواة والوطنية الصادقة..
أن بناء السودان الجديد لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال نشر ثقافة السلام وتبني قيم التسامح والتعايش السلمي بين جميع أبناء الوطن. إن إصلاح ما أفسدته الحرب يتطلب جهداً جماعياً يبدأ من الفرد والأسرة ويمتد إلى المجتمع بأسره. علينا جميعاً أن ندرك أن السودان وطن يسع الجميع، وأن الوحدة الوطنية هي الركيزة الأساسية لإعادة إعمار ما دمرته الصراعات. فلنجعل من التسامح قيمة عليا ومن الحوار وسيلة لحل النزاعات، ولنعمل معاً على غرس بذور المحبة والسلام في نفوس الأجيال القادمة، حتى ينهض وطننا قوياً موحداً ينعم بالأمن والاستقرار.
wadrawda@hotmail.fr