حذر الدكتور محمد محمود مهران، المتخصص في القانون الدولي والأمين العام للجنة الدولية للدفاع عن الموارد المائية، من خطورة التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بشأن اكتمال سد النهضة بنسبة 100% بحلول ديسمبر المقبل.

وأكد مهران، أن هذه التصريحات تمثل استمرارًا صارخًا لانتهاك إثيوبيا للقانون الدولي وقانون المياه الدولي، وخاصة الاتفاقية الإطارية بشأن الاستخدامات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية لسنة 1997ر موضحا ان إعلان إثيوبيا عن اكتمال السد دون وجود اتفاق قانوني ملزم مع دولتي المصب مصر والسودان يعد خرقًا واضحًا لمبادئ التعاون والتشاور المسبق وعدم الاضرار المنصوص عليها في القانون الدولي.

وأضاف أن الإشكالية لا تنتهي عند بناء السد واكتماله، مشيرا إلى ان الأمر يستمر لأن السد يحجز المياه عن دولتي المصب، ويتم ملؤه وقت ما تريد إثيوبيا دون وجود اتفاق قانوني ملزم لكافة الأطراف بشأن مواعيد ملء وتشغيل السد، معتبرا ان هذا الوضع يشكل تهديدًا مستمرًا للأمن المائي لمصر والسودان.

وحول الكميات الضخمة من المياه التي أعلن عنها آبي أحمد، حذر الدكتور مهران من أن هذا الإعلان يمثل «قنبلة موقوتة» قد تهدد سلامة السد نفسه، لافتا إلى إنه وفقًا لتقرير اللجنة الدولية التي شُكلت مسبقًا لفحص السد، فإن تخزين كميات كبيرة من المياه بهذه السرعة قد يهدد السد بالانهيار، مؤكدا ان هذا يضيف بعدًا جديدًا للمخاطر، ليس فقط على دول المصب، بل على سلامة السكان في إثيوبيا نفسها.

وأشار مهران إلى أن تصرفات إثيوبيا الأحادية تنتهك عدة مبادئ أساسية في القانون الدولي للمياه، منها مبدأ الاستخدام المنصف والمعقول للموارد المائية المشتركة، والالتزام بعدم التسبب في ضرر ذي شأن للدول الأخرى، بالإضافة إلى مبدا الالتزام بالتعاون وتبادل البيانات والمعلومات بشكل منتظم، ومبدأ الالتزام بالإخطار المسبق عن التدابير المزمع اتخاذها.

وشدد أستاذ القانون الدولي على أن هذه الانتهاكات تعرض إثيوبيا للمسؤولية الدولية، مشيرًا إلى أن استمرار إثيوبيا في نهجها الحالي يهدد بكارثة إنسانية وبيئية غير مسبوقة في المنطقة، مؤكدا إنه من الضروري تفعيل دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي بشكل عام، لحمل إثيوبيا على الالتزام بقواعد القانون الدولي لتفادي كارثة محققة.

ودعا مهران المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل، معتبرا ان الصمت على هذه الانتهاكات يشجع على المزيد من التجاوزات ويهدد استقرار المنطقة بأكملها، مشددا علي ضرورة التدخل بشكل عاجل وفاعل لضمان التزام إثيوبيا بالقانون الدولي وحماية حقوق الشعبين المصري والسوداني.

هذا بالاضافة إلى تشديد الدكتور مهران على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن حقوق جميع الأطراف، مؤكدا ان الحل النهائي لهذه الأزمة يتطلب إرادة سياسية حقيقية، ليس فقط من جانب إثيوبيا، ولكن أيضًا من المجتمع الدولي كافة مع ادارك أن قضية سد النهضة ليست مجرد نزاع على المياه فقط، بل هي قضية أمن قومي ووجودي لمصر والسودان وتعد جزء لا يتجزأ من الأمن المائي العربي.

كما لفت إلى أهمية وجود رؤية شاملة لإدارة موارد حوض النيل تأخذ في الاعتبار مصالح جميع الدول، مع الحفاظ على الحقوق التاريخية والمكتسبة لدولتي المصب مصر والسودان، وضرورة التعاون لضمان الاستفادة المستدامة من هذا المورد الحيوي لجميع شعوب المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أستاذ قانون دولي اتفاق قانوني ملزم استقرار المنطقة أستاذ قانون استخدامات إعلان أثيوبيا الاستفادة التصريحات البيانات والمعلومات التصريحات الاخيرة الدكتور محمد محمود القانون الدولي الوزراء الأثيوبي دول المصب القانون الدولی

إقرأ أيضاً:

بعد تصريحات بايدن.. الكرملين يحذر بشأن ضربات الصواريخ بعيدة المدى

حذر الكرملين، الأربعاء، الغرب من أن أي قرار يسمح لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ غربية بعيدة المدى قد يزيد ما وصفه بالتورط المباشر للولايات المتحدة وأوروبا في الحرب، وسيؤدي إلى رد فعل من موسكو، وفق رويترز.

وضغط مسؤولون كبار في الحكومة الأوكرانية على وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أثناء زيارة مشتركة إلى كييف للسماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ أتاكمز الأميركية بعيدة المدى، وصواريخ ستورم شادو البريطانية، على أهداف في عمق روسيا.

وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء إن إدارته "تعمل على هذه المسألة الآن"، حين سئل عن احتمال رفعه القيود المفروضة على استخدام كييف لصواريخ مثل أتاكمز.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحفيين إن موسكو تنظر في احتمال أن تكون واشنطن اتخذت بالفعل قرارا يسمح لكييف بإطلاق مثل هذه الصواريخ على روسيا. وأضاف أنه سيكون هناك رد إذا حدث ذلك. وأكد بيسكوف أن الرد "سيكون مناسبا".

وأضاف: "تدخل الولايات المتحدة والدول الأوروبية في الصراع في أوكرانيا مباشرة، وكل خطوة جديدة تعزز درجة هذا التدخل".

وقال فياتشيسلاف فولودين، رئيس مجلس الدوما، وهو حليف مقرب من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن موسكو ستضطر إلى استخدام "أسلحة أشد قوة وتدميرا" ضد أوكرانيا إذا بدأت كييف في إطلاق صواريخ غربية بعيدة المدى على روسيا. وأضاف فولودين على تيليغرام: "واشنطن ودول أوروبية أخرى أصبحت أطرافا في الحرب في أوكرانيا".

ويبلغ مدى أنظمة صواريخ أتاكمز نحو 305 كيلومترات، ويبلغ مدى صواريخ ستورم شادو البريطانية نحو 249 كيلومترا.

وتطلق أوكرانيا هذين الصاروخين بالفعل على أهداف روسية على أراض أوكرانية، لكنها تريد استخدامها لضرب قواعد داخل روسيا نفسها.

وفي غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، حين سُئلت عن نشر محتمل لصواريخ أميركية في اليابان: "أود أن أذكركم بأن موسكو وبكين ستردان على ’الاحتواء المزدوج’ من الولايات المتحدة من خلال ’رد مزدوج مقابل".

وكانت صحيفة "جابان تايمز" قالت في السابع من سبتمبر إن الولايات المتحدة عبرت عن اهتمامها بنشر نظام صواريخ "تايفون" متوسطة المدى في اليابان لإجراء مناورات عسكرية مشتركة.

وقالت زاخاروفا في إفادة صحفية أسبوعية: "من الواضح أن روسيا والصين ستردان على ظهور تهديدات صاروخية إضافية كبيرة للغاية، وسيذهب رد فعلهما لما هو أبعد من الصعيد السياسي، وهو شيء دأبت الدولتان على تأكيده".

واعتبرت في تصريحات لرويترز أن روسيا والصين تربطهما شراكة استراتيجية ليست عدوانية في نواياها، و"علاقاتنا ليست موجهة ضد دول ثالثة... والرد المزدوج المقابل لا يتعارض مع هذا (المبدأ). هذا موقف دفاعي وليس مبادرة لاستهداف دول أخرى".

وأضافت "لكن إذا طُبقت سياسة هجوم عدوانية ضدنا من مركز واحد، فلماذا لا نوحد قدراتنا ونرد في المقابل بالشكل المناسب؟".

ووقع بوتين ونظيره الصيني، شي جينبينغ، في 2022، اتفاقية شراكة "بلا حدود"، قبل أقل من ثلاثة أسابيع من إرسال بوتين قواته إلى أوكرانيا. وفي مايو من هذا العام، وقعا اتفقا على توطيد ما سمياه "شراكتهما الشاملة وتعاونهما الاستراتيجي" لعصر جديد.

ولم تعلن الدولتان عن تحالف عسكري رسمي، على الرغم من أن بوتين وصف الدولتين في الأسبوع الماضي بأنهما "حليفان بكل معنى للكلمة".

وتجري روسيا والصين مناورات عسكرية مشتركة، تضمنت مناورات بحرية، بدأت الثلاثاء. 

وحذر بوتين الذي أشرف على تدشين المناورات الولايات المتحدة من محاولات إخضاع روسيا ببناء قوة عسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

مقالات مشابهة

  • أستاذ قانون دولي: الموقف الفرنسي تجاه غزة يحتاج إلى التطوير
  • أستاذ قانون دولي: الحكم بالإعدام على نتنياهو من "الجنائية الدولية" احتمال وارد
  • روسيا تهدد بإغراق بريطانيا بالصواريخ.. وبوتين يحذر من القادم
  • قاضي يحذر من كارثة تشطيرية تهدد القضاء اليمني بعد تعديلات حوثية
  • أحمد عبدالجواد يشيد بتضمين توصيات الحوار الوطني في قانون الإجراءات الجنائية
  • «صحة الشيوخ»: بيان «النواب» بشأن تعديلات قانون الإجراءات الجنائية «إيجابي»
  • الصين تهدد بـ "سحق" أي توغل أجنبي
  • بعد تصريحات بايدن.. الكرملين يحذر بشأن ضربات الصواريخ بعيدة المدى
  • السيسي لرئيس ألمانيا: نحاول الوصول لاتفاق مع إثيوبيا منذ 10 سنوات
  • ما خيارات مصر للرد على مساعي إثيوبيا لإنشاء مفوضية «حوض النيل»؟ أديس أبابا تقدمت بطلب للاتحاد الأفريقي