"في زقاق ضيق بحي المنشية العتيق بالإسكندرية، حيث يختفي الزمن بين جدران بيوتها القديمة، يواصل الحاج أحمد رجب، سبعيني العمر، كتابة فصل جديد في قصة صناعة الحقائب المدرسية تحت سقف ورشته المتواضعة، محاطًا بأكوام من الجلود الملونة وخيوط الإبرة، حيث يجلس على طاولة خشبية متآكلة، يمسك بإبرة وسكين حادة، وكأنه ساحر يحول قطعة من الجلد إلى حقيبة مدرسية تحمل بين طياتها قصة عشق للحرفة، تلك المهنة التي ورثها عن والده وتعلم أسرارها منذ الصغر.

يقول الحاج أحمد رجب بحسرة: "أخشى أن تضيع هذه الحرفة مع الأجيال الجديدة، فالشباب يبحثون عن وظائف سهلة وسريعة، ولا يريدون أن يتعبوا في تعلم الحرف اليدوية." ورغم المنافسة الشرسة من المنتجات المستوردة، فأنا أعتمد على جودة الخامات المصرية والحرفية التي اكتسبتها عبر السنين.

وأضاف "الحاج أحمد ": تعلمت هذه المهنة منذ صغري، وهي جزء مني. فعلي مدار 40 عام منذ نعومة أظافري وأنا أصنع الحقائب المدرسية بمفردي، رغم بساطة الأدوات في زمن مضى، إلا أننا كنا نصنع حقائب تدوم طويلاً، اليوم، ومع كل التكنولوجيا أجد نفسي وحيدًا في ورشتي، أحاول الحفاظ على تراث هذه الحرفة".

وأشار "صانع الشنط" أن صناعة الشنط ليست مجرد تجميع لقطع من القماش أو الجلد، بل هي فن يتطلب إبداعًا وحرفية عالية. تبدأ هذه الرحلة بفكرة بسيطة تتحول تدريجيًا إلى تصميم فريد يعكس ذوق صاحبه وأسلوبه. فبعد تجهيز الجزء الأمامي المستورد، يأتي دور الحرفيين في خياطة الظهر وتفصيل الحقيبة لتناسب مختلف الأعمار والأذواق. تستغرق هذه العملية دقائق معدودة لكل حقيبة، مما يسمح بإنتاج كميات كبيرة في وقت قصير، مع الحفاظ على الجودة والتفاصيل الدقيقة."

وأردف عم أحمد قائلاً: أن الأسعار تبدأ من 250جنيه وتصل إلى 500 جنيهاً على حسب الخامة المستخدمة فى الشنطة وحجمها قائلا: «بنعمل شنط من خامات نضيفة أحسن من المستوردة وتعيش فترة طويلة»، مؤكداً أن الورش تعانى من أزمة حقيقية هى ارتفاع أسعار الخامات و أيضاً اليد العاملة لان اغلب الشباب يتجهون الي المقاهي و العمل علي التكاتك، و علي رغم من ذلك نحن حاول تصنيع منتجات بأقل تكلفة: «لو الحكومة دعمت الورش اللى شغالة فى نفس المنتجات اللى بنستوردها من الخارج، هتساعدنا أكتر على الإنتاج وده هيساهم فى تقليل الأسعار بما ينعكس بالصالح العام على المواطن وعلى المنتجين و كل اللي بتمنه أننا نصنع الشنط دون الاحتياج الي المستورد بايدي مصرية 100٪».

أثناء زيارته إلى الصين، ذكر "عم أحمد " أن البلاد حققت قفزات هائلة في صناعة المواد الخام، بفضل تخصيص مدن بأكملها لهذا الغرض. بدأت هذه الرحلة في الثمانينات باستيراد المواد الخام من كوريا، ولكن بمرور الوقت، اكتسبت الصين الخبرات اللازمة وأصبحت قادرة على تصنيعها محليًا، مدعومة بدعم حكومي كبير. هذه التجربة الصينية تثبت إمكانية مصر في تحقيق ذات الهدف، ولكن يجب البدء بخطوات صغيرة، مثل تصنيع الحقائب، لكسب الخبرات وتأمين السوق المحلية."

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية العام الدراسي الجديد الحرف اليدوية المصرية

إقرأ أيضاً:

مجموعة تجارية يمنية تستحوذ على أقدم وأكبر شركات البسكويت المصرية

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

أعلنت مجموعة “هائل سعيد أنعم وشركاه” HSA اليمنية، عن استحواذها على حصة الأغلبية في شركة “بسكو مصر”، من خلال شراء أسهم شركة كيلانوفا الأميركية في الشركة المصرية، التي تمثل حصة 85% من الأسهم.

وقال بيان مشترك إنه من المتوقع أن يجري الانتهاء من الصفقة بحلول الربع الأول من عام 2025، مع مراعاة استيفاء الشروط المعتادة والموافقات التنظيمية ذات الصلة وإتمام عملية عرض الشراء الإلزامي لأسهم الأقلية.

وأكد منير هائل سعيد، رئيس مجلس إدارة مجموعة أرما وعضو مجلس إدارة مجموعة HSA، في بيان، أن الصفقة تتماشى مع رؤية المجموعة في التوسع خارجياً وخصوصاً في مصر.

وقال: “نحن ملتزمون بمواصلة تنمية استثماراتنا في مصر، والاستفادة من الإمكانات الهائلة لهذه السوق، والمساهمة في ازدهارها الاقتصادي، مع الاستمرار في تقديم المنتجات عالية الجودة التي يحبها المستهلكون ويثقون بها”.

وأضاف سعيد: “نحن نؤمن إيماناً راسخاً بأن اتفاقيتنا اليوم ستساعد في تحقيق نمو ملحوظ لشركة بسكو مصر وهي علامة تجارية ذات قيمة عالية ورمزية في مصر. إن إرث بسكو مصر وسمعتها الراسخة يتماشى تماماً مع رؤيتنا”.

من جانبه قال روبرت تشانموغام، العضو المنتدب لشركة كيلانوفا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا وجنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، إن “هذه الصفقة هي خطوة استراتيجية توضح المناخ الإيجابي وإمكانات الاستثمار في السوق المصرية”.

وتعد مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه أكبر مجموعة اقتصادية يمنية، وهي تنشط في مجالات متعددة، أبرزها صناعة الأغذية الخفيفة، وتقدر قيمة شركاتها بمليارات الدولارات، ولديها خبرة واسعة في إنتاج وبيع أفضل العلامات التجارية للبسكويت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتأسست مجموعة HSA في عام 1938 من خلال شركة تجارية واحدة. واليوم، توظف الشركة حوالي 35,000 شخص في أكثر من 85 شركة، عبر 80 سوقاً في جنوب آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

وتمتلك مجموعة HSA وتدير شركات رائدة في السوق تشتهر بعلاماتها التجارية المرموقة، بما في ذلك أبو ولد وتي شوب، والعديد من العلامات التجارية الاستهلاكية الأخرى.

وتعزز المجموعة حضورها القوي في مصر على مدار الثلاثين عاماً الماضية، من خلال مجموعة أرما مصر، الشركة الرائدة في صناعة الأغذية وإنتاج الزيوت.

وحتى منتصف عام 2015، كانت المجموعة تدير استثماراتها من مقرها الرئيسي في مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، لكن الحرب التي دارت في المدينة بين الحكومة والحوثيين وصلت إلى مقر الإدارة العامة للمجموعة، ما دفع مجلس إدارتها إلى اتخاذ قرار بنقل المقر الرئيسي الى مدينة دبي الإماراتية.

 

مقالات مشابهة

  • روضة الحاج: فداكَ نفسي أنا البنتُ التي احتشدتْ لمدحِكم فاعتراها الخوفُ والرَهَبُ وكلَّما قلَّبتْ طرفاً بسيرتِكُمْ تسربلتْ حزنَها تبكي وتنتحبُ
  • حكاية قطة أغضب أحمد عصام من تامر حسني في عيد ميلاده
  • بوتين يحذر الغرب من حرب مباشرة مع بلاده حال أقدم على هذه الخطوة
  • حكاية شهر توت أول السنة القبطية.. حمل اسم إله الحكمة
  • حل لغز أقدم خريطة معروفة للعالم القديم
  • مجموعة تجارية يمنية تستحوذ على أقدم وأكبر شركات البسكويت المصرية
  • خنقها وقطع جثتها.. مقتل ملكة جمال سويسرية سابقة على يد زوجها
  • سؤال من غادة أيوب ورازي الحاج للحكومة.. هذه تفاصيله
  • محافظ الدقهلية يدشن مبادرة "فرحهم بشنطتهم" لتوزيع الشنط المدرسية بالمستلزمات علي الاطفال
  • إقبال كبير على معرض "أهلا مدارس".. تخفيضات تصل لـ30% على المستلزمات المدرسية