مسقط- الرؤية

حققت الشركة العامة للسيارات- الموزع الرسمي لفوسو في سلطنة عمان- إنجازًا مهمًا مع تسليمها أول شاحنة فوسو كانتر 3 طن يورو 5 مزدوجة المقصورة من صالة عرض فوسو الجديدة في العذيبة بمسقط، إلى مؤسسة الفيافي للتجارة والمقاولات.

ويمثل هذا التسليم بداية مرحلة جديدة لفوسو عمان وشراكة استراتيجية بين الشركة العامة للسيارات ومؤسسة الفيافي، مما يلعب دورًا في إبراز علامة فوسو التجارية كأصل تشغيلي رئيسي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سلطنة عمان.

ويأتي تسليم شاحنة فوسو كانتر يورو 5 يابانية الصنع إلى مؤسسة الفيافي شهادة على الثقة التي توليها الشركات الصغيرة والمتوسطة في عمان لعلامة فوسو التجارية، حيث أدركت مؤسسة الفيافي باعتبارها شركة صغيرة ومتوسطة سريعة النمو في عمان، القيمة الاستثنائية التي توفرها مركبات فوسو التجارية واختارت شاحنة كانتر لتعزيز قدراتها التشغيلية وإنتاجيتها.

وعززت فوسو على مر السنين مكانتها كخيار موثوق به للشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث تعتمد العديد من الشركات الناشئة على مركبات فوسو التجارية لتلبية احتياجات أعمالها اليومية.

وتعمل فوسو على تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من التغلب على التحديات وتحقيق أهدافها التجارية من خلال توفير منتجات وخدمات عالية الجودة وموثوقة وشبكة وطنية تغطي مناطق النفط والغاز الرئيسية في جميع أنحاء عمان.

وتم تصميم شاحنة فوسو كانتر يورو 5 يابانية الصنع والمجهزة بتكنولوجيا متقدمة وخصائص أمان لتلبية المتطلبات الصارمة لأي صناعة، كما توفر المقصورة المزدوجة الواسعة مساحة مريحة لكل من السائق والركاب، في حين يضمن هيكلها الياباني القوي أداءً موثوقًا به حتى في أقسى ظروف العمل.

ويعمل محرك الشاحنة المحدث الذي يتوافق مع معايير يورو 5 وتكنولوجيا كفاءة الوقود على تقليل تكاليف التشغيل والتقليل من التأثيرات البيئية،  بالإضافة إلى ذلك، يضمن الهيكل القوي ونظام التعليق في شاحنة فوسو كانتر قدرة فائقة وأداء عالي على المناولة وحمل الحمولات.

وقال كامل عبدالله البلوشي مدير المبيعات في صالة العرض الجديدة: "تم تصميم منشأتنا الجديدة في العذيبة لعرض أفضل ما تقدمه فوسو، وتمثل شاحنة كانتر يورو 5 اليابانية التكنولوجيا المتقدمة والموثوقية التي تمثلها فوسو. ونحن ملتزمون بضمان حصول عملائنا على منتجات وخدمات عالية الجودة تلبي احتياجاتهم".

وأعرب عبدالله خميس الحسني مالك مؤسسة الفيافي للتجارة والمقاولات، عن تطلّعه لعملية الاستحواذ الجديدة قائلا: "إن شاحنة فوسو كانتر ليست مجرد شاحنة؛ بل إنها استثمار استراتيجي لمستقبل الشركة، تتوافق ميزاتها المبتكرة وكفاءتها في استهلاك الوقود مع رؤيتنا للنمو والتميز مما يجعلها الخيار المثالي بالنسبة لنا، وإننا على ثقة بالدور المحوري الذي ستلعبه الشاحنة في نجاحنا في المستقبل، ونتطلع إلى توطيد شراكتنا مع الشركة العامة للسيارات وعلامة فوسو التجارية".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

التقدُّم.. بين مفهومي المادة والأَصالة

 

 

د. صالح الفهدي

حُصِرَ مفهوم التقدُّم على الماديِّ الملموس، متغلِّبًا بذلك على المفهوم الحقيقي لتقدُّمِ الأُمم وهو الإِنسانيِّ، ومرجعُ ذلك إلى الثقافة الرأسمالية، يقول المُفكِّر الأمريكي نعومي تشومسكي في كتابه "الربح قبل الناس" (1999) إن "الرأسمالية المتوحشة تعزِّز الَّلاتكافؤ الاجتماعي؛ فهي لا تهدف إلى تحقيق العدالة؛ بل إلى تعظيم الأرباح، حتى وإن كان ذلك على حساب الإنسان وحقوقه الأساسية"، ويؤكِّد على مقولته عالِم الاجتماع البولندي زيجمونت باومان في كتابه "الحياة الاستهلاكية" (2007) بالقول إن: "المجتمع الرأسمالي يحوِّل الإنسان إلى كائن استهلاكي بامتياز، لا تتحقق قيمته إلا بقدر ما يستهلك، مما يجعله عالقًا في دوامة لا تنتهي من الرغبات المُصطنعة".

من هذه المعايير الرأسمالية أخذت مجتمعاتنا مفهوم "التقدُّم" ليكون معيارًا تُقاسُ به حركة الأُمم والحضارات، في حينَ أن تقدُّم الإنسان ذاته لم يعد ذا بالٍ في المعايير الدولية التي تقودها مؤسسات رأسمالية، وقد أوقفني كلامٌ دقيقٍ ولافت قاله المفكِّر القطري د. نايف بن نهار في لقاءٍ له، يقولُ فيه (بتصرُّف) : "ما يُخيفني في النموذج الخليجي هو أني أشعرُ بأنَّ هناك محاولة لإنتاج الإنسان الاقتصادي، بمعنى أنَّ نموذج الإنسان في الخليج المحدَّد الأساس له هو المحدَّد الاقتصادي؛ حيث تشعر بأنَّ كلَّ شيءٍ يَصُبُّ في إطار تشبيع الإنسان بالقيم المادية؛ كلُّ شيءٍ يتحدَّث عن المادة، المادة، المادة فقط. أما إن سألتَ عن ماهية التقدم، فإنَّ الإجابة هي: الثروات الهائلة في الصناديق الاستثمارية، أو زيادة الدخل الفرد، أو مساحات الأبراج الموجودة، أو المناطق السياحية، وهذا ليس هو التقدم، هذه مؤشرات للغنى وليست مؤشرات للتقدم. لا يوجد انطلاق من الإنسان، وإنما انطلاق من مؤشرات مادية فقط. على أساس أنها هي التقدم، وهي ليست التقدم. إذا كنا نعتقد أن التقدم هو فقط الجانب المادي، فهذا جانب خطير لأنَّ هذا يخلق لك إنسان الغنيمة؛ فهو لا يتحرك إلا وفقًا لمنطقة الغنيمة والمادة؛ فهو يحبُّ الوطن مدام الوطن غنيمة، ويُناصر الوطن مدام الوطن غنيمة ينتفع منه ويكتسب، لكن بمجرد أن يشعر أن الوطن له كلفة سيتهرَّب منه. حينما تغذِّيني بالقيم المادية ماذا تتوقع مني أن أُنتج؟ سأكون بهذه الطريقة، حينما تُغيِّبُ مني الروح الاجتماعية والروح الثقافية، تغيِّب مني أصالتي وعمقي التاريخي في هذه الأرض، أنت تفقدني أصالتي. العالم لا ينقصه الدول الغنية، الدول الغنية كثيرة، ولكن ينقصه الدول الأصيلة، دول فيها أصالة، فيها عمق، تشعر بروحك. الإنسان ينتمي للأصالة، لا ينتمي لحالة البهرجة التي يعيش فيها العالم ويندفع إليها".

حينما نتأمل هذا الطرح نجدهُ يُعبِّر عن قلق عميق لأحد أبناء الخليج العربي من تحوِّل النموذج الخليجي إلى نموذج مادي بحت؛ حيثُ ينتقلُ تعريف التقدم من أصالةِ الإنسان إلى الثراء الاقتصادي، وتلك إشارة إلى أن التركيز المفرط على المؤشرات المادية مثل "الدخل الفردي، والاستثمارات، والمباني العالية، والمشاريع السياحية"؛ باعتبارها معايير للتقدم دون اعتبارٍ لعناصر الأصالة التي ترسِّخ عناصر إنسانية الإنسان مثل القيم، والهوية، والروح الاجتماعية.

وإذا كان إنتاج "الإنسان الاقتصادي" الذي يتحرَّك فقط وفق منطق الغنيمة والمصلحة المادية فإنَّه يشكِّلُ خطرًا كبيرًا؛ لأنه يخلق مجتمعًا هشًَّا في قيمه؛ حيث الولاء للوطن مرتبط بالمنافع وليس بالهوية والانتماء الحقيقي. بمعنى آخر، حينما يصبح الوطن مجرد فرصة اقتصادية، فإن الأفراد قد يتخلُّون عنه إذا أصبح عبئًا أو لم يعد يحقق لهم المكاسب المادية التي اعتادوا عليها.

كما إن الإنسان وفقًا للمفهوم المادي قد أصبح يوزن بحسبِ ما لديه من مال "عندك قرش تسوى قِرش"!، وهذا مناقض للبناء المعياري الإنساني "إن جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فزوِّجوه" و"فاظفر بذات الدِّين تربت يداك" كما جاءَ في الحديث الشريف، ومناقضٌ لمفهوم الإنسان الحُرَّ الذي يُعلي مروءته وكرامته فوق الاعتبار المادي، كما يقول أبو فراس الحمداني:

إِنَّ الغَنِيَّ هُوَ الغَنِيُّ بِنَفسِهِ

ولو أَنَّهُ عاري المَناكِبِ حافِ

وما قاله الخليل بن أحمد الفراهيدي:

أَبلِغ سُلَيمانَ أَنّي عَنهُ في سَعَةٍ

وَفي غِنىً غَيرَ أَنّي لَستُ ذا مالِ

وَالفَقرُ في النَفسِ لا في المالِ نَعرِفُهُ

وَمِثلُ ذاكَ الغِنى في النَفسِ لا المالِ

إنَّ المفهوم الحقيقي للتقدُّم لا يقاس فقط بالثروة؛ بل بالأصالة، والهُوِّية العميقة، والروح المجتمعية، والقدرة على بناء مجتمعات متماسكة الوشائج، نبيلة القيم، أصيلة المبادئ، إنسانية العلاقات، وهذا ما يجعل مجتمعاتنا قوية في جوهرها، وذلك فيما يتمثَّلُ من قوة العلاقات الاجتماعية العامرة فيها، ورصانة عاداته، وتجذُّر قيمها، وأصالة عاداتها، ورفعة إنسانيتها، وسماكة روابطها العائلية، وحيوية تواصلها الاجتماعي، والتفافها، وحنوِّها، وتعاطفها على بعضها، وهذه الصورة التي عبَّر عنها الحديث الشريف على صاحبه أزكى صلاة وتسليم: "مثل المسلمون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى".

إن مؤشَّر مجتمعاتنا الأصيل لهو ما يتعلَّق بهويِّتنا، وفي ذلك يقول المفكِّر د. محمد عمارة: "فالهوية الثقافية والحضارية لأمة من الأمم، هي القدر الثابت والجوهري والمشترك من السمات والقسمات العامة، التي تميز حضارة هذه الأمة عن غيرها من الحضارات والتي تجعل للشخصية الوطنية أو القومية طابعًا تتميز به عن الشخصيات الوطنية والقومية الأخرى"، ما يعني أنَّ التقدُّم المادي لا يُميِّزُ أحدًا في شيءٍ، ولكن الهوية هي التي تميِّزُ أُمَّةً عن غيرها، وعلى ذلك فإنَّ على مجتمعاتنا أن تُعيد البوصلة إلى وجهتها الحقيقية ليكون التقدُّم في مفهومها مرتبطًا بالأصالة بما فيها من قيم، وتاريخ، وعادات، وعلائق إنسانية، ومعتقدات إيمانية، وكل ما يتعلق برقي الإنسان الذي يرتكزُ إعمار الأرض بقدرِ ما لديه من قيم عظيمة وليس بقدرِ ما يملكُ من مال وفير.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • التصريح بتسليم جثمان مزارع من دمياط سقط في بئر داخل أرض زراعية أثناء عمله بالفيوم
  • "أبوظبي للإسكان" تبدأ بتسليم مفاتيح مشروع الساد السكني
  • أبوظبي للإسكان تبدأ بتسليم مفاتيح مشروع الساد السكني
  • التعريف بالحوافز والفرص الاستثمارية المتاحة في لقاء دبلوماسي بمسقط
  • مشاهد اولية من قصف العدوان صالة مناسبات قبل قليل
  • القضاء الألماني يقضي بتسليم بودريقة إلى المغرب منتظرا قرار الحكومة الاتحادية
  • حملة توعوية للحد من هدر الطعام بمسقط
  • غلق كُلي للحركة المرورية في جسر حيوي بمسقط
  • التقدُّم.. بين مفهومي المادة والأَصالة
  • عرض ترويجي من بنك عمان العربي على قرض "مركبتي"