الرهوي يوجه وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بإعداد تقرير شامل عن وضع الوزارة
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
والتقى رئيس الوزراء ونائبه خلال الزيارة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل سمير محمد باجعالة، ونائبه ووكلاء الوزارة، حيث جرى مناقشة أوضاع الوزارة وأولويات عملها في إطار موجهات ومضامين البرنامج العام للحكومة، وملامح خطتها العامة للعام 1446هـ، على ضوء ذلك انطلاقاً من المسؤولية المباشرة للوزارة تجاه شريحة واسعة من أبناء المجتمع وفي المقدمة ما يتصل بمسار التمكين الاجتماعي.
وأوضح الوزير باجعالة، أن وزارة الشؤون الاجتماعية ستعمل من خلال طاقمها القيادي وكادرها الإداري على أداء مهامها وأولويات عملها وفقاً لموجهات ومضامين البرنامج العام للحكومة .. موضحاً أن الوزارة تولي جل اهتمامها للعوامل المحفزة لجميع موظفي الوزارة لاستنهاض دورهم وطاقاتهم في الاضطلاع بمختلف المهام المنوطة بالوزارة وفقاً للقانون واللائحة التنظيمية للوزارة.
وأكد أن تحقيق تنمية مجتمعية مستدامة لن تقوم إلا من خلال شراكة مجتمعية تستنفر طاقات جميع أبناء المجتمع ووفقاً لما أكده السيد القائد في كلمته التوجيهية للحكومة .. لافتاً إلى أن اليمنيين أحوج ما يكونوا للتغير المؤسس على تمثل المسؤولية الفردية والجماعية تجسيداً وعملاً بقول الله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
وأوضح وزير الشؤون الاجتماعية أنه وانطلاقا من مسار التغيير الجذري وتعزيزاً لخدمة الشعب اليمني، رؤساء القطاعات المختلفة بالوزارة ومدراء العموم والمسؤولين في الصناديق يواكبون ذلك عبر تنفيذ واجباتهم ومهامهم بمسؤولية وقيم ورقابة وسياسات سليمة.
وذكر أن الوزارة ستقوم خلال الشهر الجاري بإطلاق الدورة الـ 19 للضمان الاجتماعي الذي يستفيد منه مليوناً و420 ألف حالة في جميع المحافظات بالتنسيق مع وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية .. مبيناً أن الوزارة ستركز في مشاريعها للعامين القادمين على أن تكون المشاريع نوعية وتخدم توجه الدولة والحكومة في التمكين وتنمية واستنهاض دور المجتمع.
ولفت الوزير باجعالة إلى استعداد وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل المشاركة الفاعلة في فعاليات الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم.
عقب ذلك التقى رئيس الوزراء ونائبه المداني وبحضور الوزير باجعالة ووكلاء الوزارة، كادر العمل الوظيفي والفني بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وفي اللقاء ألقى رئيس الوزراء كلمة توجيهية، نوه فيها بموقع الوزارة الوظيفي الذي يلامس هموم شرائح اجتماعية كبيرة ومتنوعة ما بين فقراء ومعاقين ومتسولين ونازحين .. موضحاً أن الحكومة تعول على الوزارة تغيير نهجها وألا تكون وظيفتها تقديم المعونات والمساعدات ولكن المساهمة في استنهاض روح العمل والإنتاج في أوساط المجتمع بشرائحه المختلفة وتحويلها من شرائح متلقية إلى شرائح عاملة منتجة تعتمد على نفسها وتفيد اليمن.
وخاطب الجميع قائلاً "يجب أن يكون لديكم قاعدة بيانات حقيقية تستندوا عليها في أداء المهام المنوطة بكم، تُبنى عليها خطط الوزارة التي ينبغي أن تركز على العمل الميداني أكثر من العمل المكتبي".
وأكد الرهوي أهمية إيلاء ظاهر التسول ما تستحقه من اهتمام ومعالجات من خلال عمل علمي منهجي يعتمد على البحوث والدراسات مع النزول والتقصي عن أوضاعهم الأسرية والنفسية.
وأفاد بأن الحكومة لا تريد أن تتحول الوزارة إلى أداة صرف بل وزارة تقوم بعمل المعالجات وتحديد الحالات التي هي فعلاً بحاجة ماسة للدعم .. مشيراً إلى أن استمرار تقديم المعونات دون تحديد الحالات يسهم في تحويل المجتمع إلى عالة ومتسول يسهل استقطابهم من قبل الأعداء بيسر وسهولة.
وقال "واحد من أولويات الحكومة العمل على التمكين الاجتماعي وتنمية قدرات المجتمع الإنتاجية في مختلف المجالات والمساهمة الفاعلة في مسار تحقيق أمننا الغذائي والصناعي".
ومضى رئيس الوزراء قائلاً "على عاتقنا كحكومة للتغيير والبناء مسؤولية كبيرة ووطنية ودينية وأخلاقية وأدبية وأمامنا مهام كبيرة نريد أن نعمل شيئاً وأن نكون عند مستوى رهان القيادة الثورية على الحكومة في العمل والإنجاز الذي لن يأت إلا بالتعاضد والتكامل وتضافر الجهود الذي حتماً سيؤدي إلى تحقيق النجاح".
وتابع "الجميع ينبغي أن يتعاون مع قيادة الوزارة وأن نعزز في دواخلنا الشعور بالمسؤولية وروح العمل الجماعي والتخلص من الأناء التي لا تخدم العمل ولا تؤدي إلى نتيجة، ويجب أن يتم احترام التراتبية الإدارية وإعطاء الصلاحيات وتحميل المسؤوليات كل فيما يخصه سواء على مستوى الوكلاء أو مدراء العموم ورؤساء الأقسام".
وأردف الرهوي "يجب أن نعزز ثقافة العمل والإنتاج اليومي وألا نربط ذلك بالأشخاص وإنما بطبيعة عملنا ومهامنا التي ينبغي القيام بها يومياً وأن نركز على المتابعة المستمرة والتقييم المتواصل لمستوى تنفيذ المهام في مختلف المستويات القيادية والإدارية باعتبار ذلك من أهم عوامل الإنجاز والنجاح".
ولفت إلى أن العدوان ما يزال مستمراً وانتقل إلى مرحلة جديدة من التصعيد .. مشيراً بهذا الصدد إلى المواجهة المباشرة مع العدو الأمريكي والبريطاني والكيان الصهيوني في البحرين العربي والأحمر وخليج عدن وباب المندب.
ووجه في ختام كلمته، وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بإعداد ورفع تقرير شامل عن وضع الوزارة والتحديات والإشكاليات التي تواجهها والشرائح المستفيدة من نشاطها.
بدوره أشار نائب رئيس الوزراء المداني، إلى أن هناك توجه قوي لتقوم الوزارة بدورها في مجال التمكين الاقتصادي .. موضحاً أن دور الوزارة ليس رعاية فحسب بل تمكين للحالات المستفيدة القادرة على العمل.
وذكر أن الرؤية العامة في هذا المجال تتمثل في أن يتحول المجتمع الصامد الذي تزيد فيه نسب الفقر يوماً بعد يوم إلى مجتمع منتج وفق أسس سلاسل القيمة وخفض فاتورة الاستيراد والأولويات الوطنية.
وقال "نريد أن نحرك المجتمع، بمعنى نريد شراكة مجتمعية والتخلص من سياسة استجداء الخارج وفعليا المجتمع بدأ يتحرك وفي هذا الجانب لدينا يوم غد في صنعاء القديمة مشروع تشاركي مع أبنائها لحماية المدينة".
وعبر المداني عن الأمل في أن تسهم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في إحياء هذا التوجه والمفهوم ويقوم الجميع بالمسؤولية التشاركية من الحكومة والمجتمع في رعاية ذوي الإعاقة والتفاعل في رعايتهم وتمكينهم من الأعمال التي تتناسب مع قدراتهم ورغباتهم.
وقال "كجهات معنية ينبغي نشر الوعي بأهمية ودور ذوي الإعاقة وقدرتهم على التحرك وكذلك المستضعفين وتعزيز ثقافة التمكين حتى نصل إلى إيجاد مجتمع يمني جميعه منتج".
حضر اللقاء نائب وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية ناصر المحضار والوكيل المساعد للوزارة نبيل الدمشقي.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الشؤون الاجتماعیة والعمل وزارة الشؤون الاجتماعیة وزیر الشؤون الاجتماعیة رئیس الوزراء إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير: ليلة الآليات المحترقة .. حين تُقصف الأذرع التي تساعد غزة على النجاة
غزة- «عُمان»- بهاء طباسي: في ساعات الليل الأولى من الإثنين، الثاني والعشرين من أبريل 2025، اشتعلت السماء فوق غزة بموجات متلاحقة من القصف، كان الصوت هذه المرة مختلفًا، وكذلك الهدف. لم يكن منزلًا ولا مسجدًا أو حتى مدرسة؛ بل كانت الجرافات والكباشات والآليات الثقيلة هدفًا مباشرًا لصواريخ الاحتلال الإسرائيلي.
غارات تحرق المعدات الثقيلة
«كأنهم يقتلون أذرعنا وأقدامنا»، هكذا وصف محمد الفرا، موظف في بلدية خانيونس، مشهد احتراق كراجه البلدي الذي يحتضن آخر ما تبقى من جرافات. ويضيف لـ«عُمان»، بينما يلف ذراعه المصابة بشاش طبي: «نستخدم هذه الآليات لفتح الطرق، لانتشال الشهداء، لتوصيل المياه، لإزالة الركام.. هم لا يقصفون الآلة، بل يقصفون قدرتنا على التنفس».
في منطقة القرارة شرق خانيونس، استُهدفت جرافات تعود لشركة جورج، كانت تعمل ضمن مشاريع إعادة الترميم في ظل هدنة سابقة سمحت بدخولها. وقد دُمرت بالكامل.
أمّا في جباليا شمال قطاع غزة، فامتدت النيران إلى كراج بلدي آخر، تحوّل إلى رماد بعد أن طالته قذائف الطائرات الإسرائيلية. كان الكراج يضم معدات مصرية أدخلت خلال اتفاقات إنسانية سابقة، لكنها الآن باتت أجزاء محترقة متناثرة.
الدفاع المدني بلا أدوات
«نطفئ النار بصدورنا، ونحفر بأيدينا»، يصرخ أحد أفراد طواقم الدفاع المدني بينما يحاول بصعوبة السيطرة على حريق اشتعل في إحدى الجرافات قرب مجمع السرايا وسط غزة.
يقول الرائد محمد المغير، المسؤول فيرالدفاع المدني في قطاع غزة: «كل المعدات التي نملكها إما أُتلفت أو باتت غير صالحة للاستخدام، نقوم بانتشال الضحايا من تحت أنقاض منازل قُصفت منذ أيام، باستخدام أدوات يدوية».
ويوضح المغير لـ«عُمان»: «الاحتلال يعلم أننا بحاجة لهذه الجرافات لفتح الطرق المغلقة بالركام والنفايات، وللبحث تحت الأنقاض عن أحياء ربما ما زالوا يصارعون الموت. لهذا يستهدفها عمدًا».
ركام فوق الركام
تُظهر الصور الجوية -التي التُقطت فجر اليوم، من طائرات استطلاع غير مأهولة- مساحات واسعة من خانيونس وقد تحولت إلى ساحة فوضى: حفارات محطمة، شاحنات محروقة، وشوارع مملوءة بالركام من جديد بعد أن جُهزت لمرور فرق الإنقاذ.
في شارع الثلاثيني بمدينة غزة، شوهدت نيران مشتعلة تلتهم أرضًا زراعية كانت تأوي ثلاث جرافات، كانت تعمل على توسعة ممر طارئ لوصول المساعدات. الآن، تحولت الأرض إلى مقبرة للأمل.
تقول منى سكيك، وهي مهندسة بقسم الطوارئ في بلدية غزة خلال حديثها لـ«عُمان»: «في كل مرة نعيد ترتيب ركامنا، يأتي الاحتلال ليبعثره من جديد»،
وتشير إلى صور كانت قد التقطتها لجرافة بلون أصفر فاقع قبل أن تُقصف بساعات: «كان زميلنا هاني يقول إن هذه الجرافة ستُسهم في إنقاذ حياة مئات الأشخاص. لم يعلم أنها ستُدمر بهذه الطريقة، كي لا ننقذ أحدًا».
سياسة الأرض الميتة
ما يحدث لا يبدو عشوائيًا، بل هو تنفيذ دقيق لسياسة إسرائيلية قديمة متجددة، تهدف إلى تدمير أي مقومات لحياة مدنية. يقول الدكتور نائل شعث، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة: «الاحتلال لا يكتفي بقتل الناس، بل يقتل القدرة على الترميم والبقاء».
ويضيف لـ«عُمان»: «استهداف الجرافات جزء من سياسة الأرض المحروقة، التي تهدف إلى إفراغ المناطق من السكان، ومنع العودة إليها، عبر نسف كل أدوات الحياة فيها. إذا استمرت هذه الحملة أسبوعًا آخر، سنشهد تكرارًا لنموذج شمال القطاع: تدمير كامل وتفريغ سكاني».
هذا الرأي يوافقه المحلل العسكري الفلسطيني عبد الحكيم عبد العال، الذي قال في اتصال هاتفي لـ«عُمان»: «استهداف الجرافات يهدف للسعي لإفقاد قطاع غزة القدرة على فتح الشوارع المغلقة بالركام والنفايات، والبحث تحت الأنقاض وما إلى ذلك، وبالتالي رفع حاجة القطاع لتفاهمات تسمح بإدخال معدات جديدة».
غزة تقاوم بيديها
في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، اجتمع عشرات الشبان بعد الفجر، بعضهم يحمل معاول، وآخرون يحملون أكياس رمل. لا جرافات ولا شاحنات. فقط سواعد نحيلة تقاوم جبلًا من الحطام.
يقول وسام الشريف لـ«عُمان»، وهو متطوع في إحدى مجموعات الطوارئ: «كلما أُبيدت آلية، يظهر عشرة شبان يعوضونها بأجسادهم. الاحتلال يحاول تحطيمنا نفسيًا، لكنه لا يعرف أننا نحن من نصنع الجرافة».
في شارع عمر المختار، سار طابور من الأطفال وهم يحملون أوعية مياه صغيرة يملؤون بها حفرًا غمرها الغبار، في محاولة بائسة لجعل الطريق سالكًا.
وفي مستشفى الشفاء، روت الطبيبة أميرة أبو جامع كيف اضطروا لنقل جرحى في عربات يدوية بعد أن استُهدفت شاحنة الإسعاف الخاصة بهم. تقول لـ«عُمان»: «حتى الحركة لإنقاذ الناس أصبحت عذابًا، وكل ما نملكه هو الصبر».
كراجات الموت المؤجل
تشير الإحصائيات الأولية الصادرة عن وزارة الأشغال العامة بغزة إلى أن أكثر من 40 آلية ثقيلة تم تدميرها خلال ليلة واحدة فقط. وشملت الغارات كراجات البلديات في جباليا، وخانيونس، ومدينة غزة، إضافة إلى معدات شركات خاصة مصرية كانت تعمل على إعادة فتح الشوارع بعد الهدنة.
وقد أكد الرائد محمود بصل، مدير الدفاع المدني في غزة، في تصريح لـ«عُمان»: «إننا أمام نكسة كبيرة في قدراتنا التشغيلية، ونحتاج بشكل عاجل إلى دخول معدات بديلة. الاحتلال يدرك أن هذه المعدات لا تُستخدم في الحرب، بل في ترميم آثارها، ومع ذلك يستهدفها بمنهجية».
في جباليا، قال سامر النجار، عامل سابق في كراج البلدية: «كنت أنام في الكراج بجوار الجرافة التي أعمل عليها، واليوم أراها مدمرة، وكأنني فقدت جزءًا من جسدي».
تصعيد غير مسبوق
جنوبًا، وتحديدًا في مناطق قيزان رشوان وقيزان النجار بخان يونس، سُجّلت انفجارات متتالية بفارق زمني لا يتجاوز أربع ثوانٍ، هزّت الأرض وأطلقت سحبًا كثيفة من الدخان.
«هذه الانفجارات لم أشهدها منذ بداية الحرب» يقول أيمن النجار من سكان المنطقة لـ«عُمان»: «كانت الأرض ترتجف كأن زلزالًا يضربنا. ثم رأينا النيران تبتلع كل شيء».
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن سقوط 17 شهيدًا بينهم خمسة أطفال، جراء هذه الغارات المكثفة التي لم تبقِ مكانًا آمنًا جنوب القطاع.
رسالة الاحتلال: لا ترميم
يرى مراقبون أن الرسالة واضحة: لا ترميم، لا إعادة إعمار، لا حياة. فالاحتلال لا يكتفي بالقتل، بل يستهدف أدوات النجاة.
وقال الناشط الحقوقي علاء الديري: «استهداف الجرافات انتهاك مزدوج، لأنه يحرم الجرحى من الوصول للمستشفيات، ويمنع إخراج جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، وهو أمر تجرّمه اتفاقيات جنيف».
وأضاف لـ«عُمان»: «نحن أمام جريمة مركبة، لا تستهدف المدنيين فقط، بل تستهدف قدرتهم على التعامل مع المأساة».