مختصون: تخفيف وزن الحقيبة المدرسية ضرورة لسلامة الطلبة
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
"عمان": يشكل ثقل الحقيبة المدرسية مصدر قلق كبيرًا للطلبة ولأولياء أمورهم، خاصة في المراحل السنية المبكرة، وتظهر التجارب الناجحة في الدول أن هناك حلولًا يمكن تطبيقها لإيجاد بيئة تعليمية آمنة تضمن حماية صحة الطلبة.
وفي سلطنة عمان، سعت وزارة التربية والتعليم إلى إصدار تعميم يلزم المدارس باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتخفيف وزن الحقيبة المدرسية لطلبة الحلقة الأولى، من خلال تحديد عدد الدفاتر، وتوفير خزانات صفية لحفظ الكتب وعدم نقلها إلى المنزل.
ومع قرب عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة نصح أطباء ومختصون بأهمية اتخاذ تدابير لتخفيف الآثار المترتبة على حمل الحقائب المدرسية الثقيلة لا سيما أنها تعد رفيقًا دائمًا للطلبة منذ انطلاق مسيرتهم التعليمية.
وقال الدكتور عبدالرحمن بن علي الصبحي استشاري جراحة العظام جراحة العمود الفقري: "إن تأثير ثقل الحقائب المدرسية يعد تحديا صحيا قد لا ينتبه إليه الكثيرون؛ فآثار ثقلها على صحتهم لا يتعلق فقط بجسدهم، بل يتجاوز ذلك ليشمل جوانب نفسية وتربوية قد تؤثر في مسارهم التعليمي بأكمله، وأصبحت موضوعًا للنقاش بين الأطباء والعاملين في الصحة".
وأضاف: وزن الحقائب الزائد يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خاصةً في منطقة الظهر، حيث بينت الدراسات أن الحد الموصى به لوزن الحقيبة ينبغي ألا يتجاوز 10% من وزن الطالب، وأن نسبة من الطلبة عانوا من آلام في الظهر، وفي أوغندا أظهرت دراسة أن قرابة 30.8% من الطلبة يحملون حقائب تتجاوز 10% من وزن أجسامهم، مما أدى إلى انتشار آلام في الجهاز العضلي الهيكلي، ومن الممكن أن تتطور إلى مشاكل صحية طويلة الأمد مثل تشوهات العمود الفقري كالجنف.
وأوضح: إن حمل هذه الحقائب الثقيلة يمكن أن يؤدي إلى زيادة في مستويات التعب، وقلة التركيز، وارتفاع معدلات القلق والتوتر، وتصديا لهذه المشكلة المتفاقمة، تبنت بعض الدول إجراءات فعالة لتقليل العبء على الطلبة، ففي إسبانيا رُكبت خزائن في المدارس، واستُخدِمت الكتب الرقمية، وفي إيطاليا وُضِعت إرشادات صارمة تحدد الوزن المسموح به للحقائب المدرسية بين 10-15% من وزن جسم الطالب، وأُدخِلت أنظمة للخزائن وتصاميم مريحة للأثاث المدرسي لدعم الوضعية الجسدية الصحيحة وتقليل الضغط.
وهناك إستراتيجيات أخرى يمكن اعتمادها للتخفيف من العبء البدني على الطلبة، ومن أبرزها الاعتماد على التكنولوجيا والموارد الرقمية في التعليم؛ فهي تقلل من الوزن الذي يحمله الطلبة يوميًا، وتتضمن ميزات تفاعلية تعزز تجربة التعلم وتجعلها أكثر فعالية ومتعة، ففي بلدان مثل فنلندا وسنغافورة أصبحت هذه الموارد جزءًا أساسيًا من نظام التعليم.
كما يمكن للمدارس تشجيع الطلاب على مشاركة الموارد بدلًا من حمل نسخ فردية من الكتب التعليمية، وإنشاء مراكز موارد داخل المدرسة، مشيرًا إلى أن هذا النهج لا يخفف فقط من العبء البدني، بل يعزز روح التعاون والعمل الجماعي بين الطلبة ويشجعهم على حمل المواد الأساسية فقط لكل يوم دراسي، والاستفادة من أدوات متعددة الوظائف مثل: الأقلام ذات الألوان المتعددة والدفاتر ذات الصفحات القابلة للإزالة، مما يقلل من عدد العناصر التي يحتاجون لحملها يوميًا.
ومن جانبه، أكد مازن بن مسعود العرفي رئيس قسم خدمات التأهيل الطبي بمستشفى خولة أهمية مراعاة بعض النقاط عند اختيار الحقيبة، مثل أن تكون خفيفة الوزن، ويُفضل استخدام الحزامين بالتوازي، ووضع الأغراض الثقيلة قريبة الظهر داخل الحقيبة للحفاظ على توازن الوزن، ويُنصح بوضعها على الأرض في أثناء مدة الانتظار والالتزام بالجدول المدرسي لكل يوم.
ونصح العرفي بمراعاة اختيار الأغراض المدرسية خفيفة الوزن، وتدريب الطالب على حمل الحقيبة تدريجيًا قبل بدء المدرسة، بحيث يبدأ بحمل 25% من وزنها لمدة يومين، ثم إضافة 25% أخرى، وهكذا يجب الانتباه إلى أن وزنها لا يتجاوز 15% من وزن الطالب وألا تكون أبعادها أكبر من ظهره، وأن يكون سطحها الملاصق لظهره مدعومًا، مع تشجيع الطلبة على ممارسة الرياضة لتقوية عضلاتهم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من وزن
إقرأ أيضاً:
هل تحدث أدوية إنقاص الوزن انقلاباً في سوق السكر؟
تشهد السوق العالمية للسكر، التي تُقدّر قيمتها بمليارات الدولارات، نموًا مستمرًا على الرغم من التحذيرات الصحية المتزايدة بشأن مخاطر الإفراط في استهلاكه. فمبيعات الحلويات لا تزال قوية، بينما ترتفع معدلات السمنة عالميًا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن لأدوية إنقاص الوزن أن تحقق ما عجزت عنه الحكومات والعلماء والأطباء، وهو الحد من الطلب على السكر؟
تُعد محفزات مستقبلات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1s)، الموجودة في أدوية مثل ويجوفي ومونجارو وأوزمبيك، تقدمًا ثوريًا في علاج السمنة، وربما حالات أخرى مثل السكري والإدمان، بفضل قدرتها على تقليل الشهية. وقد يؤدي هذا إلى تغييرات كبيرة في أسواق السكر.
بدأت الشركات والمستثمرون بالفعل يشعرون بالقلق، إذ أشار الرئيس التنفيذي لشركة وول مارت، جون فورنير، إلى أن العملاء الذين يتناولون GLP-1s يشترون كميات أقل من البقالة. كما تراجعت أسهم شركات كبرى مثل مونديليز وبيبسيكو، واعترفت شركة هيرشي بتأثر مبيعاتها بشكل طفيف نتيجة زيادة استخدام هذه الأدوية.
ومع ذلك، يبدو أن تجار السكر لا يبدون قلقًا كبيرًا حيال هذا التهديد المحتمل. فهم يعتمدون على تاريخ طويل من حملات التحذير من أضرار السكر، التي لم تؤثر بشكل ملموس على الاستهلاك العالمي، والذي تضاعف أربع مرات خلال الستين عامًا الماضية وفقًا للبروفيسور بول بيرنز من الأكاديمية البريطانية. علاوة على ذلك، تستمر الحلويات في تحقيق مبيعات قوية، وكانت أسعار السكر مرتفعة مؤخرًا بسبب مشكلات الطقس وارتفاع تكاليف الإنتاج.
من جهة أخرى، يرى البعض أن تأثير أدوية GLP-1 على السوق قد يكون محدودًا في الوقت الحالي، نظرًا لارتفاع تكاليفها وتوفرها فقط لشريحة صغيرة من المستهلكين في الدول المتقدمة. وحتى إذا بدأ تأثيرها يظهر، يُعتقد أنه سيكون تدريجيًا، مما يمنح السوق وقتًا كافيًا للتأقلم.
لكن السؤال الأهم: هل هذا الاطمئنان في محله؟ فأدوية إنقاص الوزن تعمل بالفعل على تقليل الشهية، مما يجعلها قادرة على إعادة تشكيل عادات استهلاك السكر، وبالتالي إحداث تحول محتمل في سوق السكر العالمي.
يعتقد ستيفن جيلدارت، من شركة تجارة السكر Czarnikow ومقرها لندن، أن أدوية GLP-1 تسير بالفعل على الطريق الصحيح لتعطيل الطلب، بدءاً من الدول الغنية. وقال «أعتقد أننا في المراحل الأولى من ذلك، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن هذه الأدوية لا تزال باهظة الثمن». «لذلك فهي ليست منتشرة – حتى الآن».
وكلمة «حتى الآن» تلقي بظلالها بقوة. ففي المملكة المتحدة، على سبيل المثال، تخطط الحكومة لطرح دواء مونجارو عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية، ومن المرجح أن تنخفض الأسعار في أماكن أخرى أيضاً، خصوصاً مع تسابق شركات الأدوية لبيع نسخ مركبة من الأدوية، والتحايل على براءات الاختراع.
وإذا انخفضت الأسعار واتسع نطاق الوصول، فقد تصل التأثيرات المتتالية إلى الأسواق ذات الدخل المتوسط وحتى الأسواق النامية. ووباء السمنة وسلسلة الظروف الصحية المصاحبة له لا تقتصر على الدول الغربية الغنية. ففي الهند، أكبر مستهلك للسكر في العالم، ترتفع معدلات الإصابة بمرض السكري والسمنة.
ويستهلك الهنود 29 مليون طن من السكر سنوياً، أو ما يعادل 15 % من الطلب العالمي. حتى الإقبال المتواضع على GLP-1s هناك يمكن أن يزعزع السوق بطرق قد يجد التجار صعوبة في تجاهلها.
ويسلط جيلدارت الضوء على ظاهرة أخرى يجب أن تثير انتباه المشاركين في سوق السكر: يشكل المشترون الرئيسيون للمنتجات ذات مستويات السكر العالية مثل الآيس كريم والبسكويت والشوكولاتة نسبة كبيرة من المبيعات. وإذا قلل هؤلاء المستخدمون من استهلاكهم، فقد يكون هناك تأثير كبير.
ومع ذلك، يعتبر تتبع استهلاك السكر أمراً صعباً للغاية. لذلك، هناك خطر حقيقي من أن هذه الاتجاهات قد تتطور دون أن يكتشفها أحد قبل أن تستيقظ الصناعة على ما يحدث.
رغم ذلك، يمكن أن يتضخم الانخفاض الهادئ في الطلب بسبب ارتفاع العرض. فقد حفزت الأسعار المرتفعة خلال العام الماضي موجة من الاستثمارات في قصب السكر، خصوصاً في البرازيل. وإذا زاد الإنتاج مع تراجع الاستهلاك، فقد يواجه السوق فائضاً في العرض يؤدي إلى انخفاض الأسعار ليفرض تعديلاً مؤلماً. وبالفعل، تراجعت الأسعار أخيراً بسبب انخفاض المخاوف بشأن الإنتاج. وانخفضت العقود الآجلة للسكر الخام في نيويورك من ذروتها في نوفمبر 2023 البالغة 28 سنتاً للرطل، وانخفضت هذا الشهر إلى أقل من 19.50 سنتاً.
لكن لدى السكر قدرة على التكيف، حيث يمكن إعادة استخدامه في وقود الإيثانول أو البلاستيك الحيوي، خصوصاً مع تزايد الطلب على الوقود منخفض الكربون والمواد المتجددة. رغم ذلك، لن يحدث هذا التحول بين عشية وضحاها. وحتى الآن، لم يجذب سوق السكر كثيراً من اهتمام المضاربين. لكن متى ينتهز البائعون على المكشوف فرصة للحصول على جزء من «كعكة أوزمبيك؟».
صحيفة البيان
إنضم لقناة النيلين على واتساب