استقبل الأستاذ الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- اليوم الثلاثاء، وفدًا من المركز النيجيري للبحوث العربية ومجمع دار النعيم للعلوم الشرعية بنيجيريا، برئاسة الدكتور الخضر عبد الباقي محمد، مدير المركز النيجيري للبحوث العربية. 

مفتي الجمهورية يستقبل نائب رئيس مجلس الإفتاء السويدي لتعزيز التعاون مفتي الجمهورية: نوجِّه تحيةَ إجلالٍ وتقدير للشعب الفلسطيني ولأهل غزَّة على صمودهم

جاء اللقاء لتهنئة للمفتي بتوليه منصب الإفتاء وبحث سُبُل تعزيز التعاون الإفتائي بين دار الإفتاء المصرية والجهات النيجيرية.

بحث تعزيز التعاون الإفتائي وتدريب المفتين

وقد أعرب المفتي عن سعادته بهذه الزيارة، مؤكدًا أهمية تعزيز العلاقات والتعاون الإفتائي بين مصر ونيجيريا.

كما شرح للوفد طبيعة العمل في دار الإفتاء المصرية، مشيرًا إلى مركز تدريب المفتين الذي تقوم الدار من خلاله بإعداد برامج تدريبية متخصصة للمفتين، والتي يتم تصميمها أحيانًا وَفْقًا لاحتياجات وسياقات البلدان المختلفة.

وتطرَّق المفتي إلى الحديث عن إنشاء الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم عام 2015، والتي تُعَدُّ مظلةً جامعة للمفتين والهيئات الإفتائية من مختلف دول العالم. وأوضح أنَّ الأمانة العامة تضمُّ في عضويتها 111 عضوًا من 108 دول، مشيرًا إلى أنها تفتح آفاقًا واسعة للتعاون مع الجميع.

وأكَّد استعداد دار الإفتاء المصرية لتدريب المفتين من نيجيريا والتعاون معهم في المجال الإفتائي، بما يسهم في تعزيز العمل الديني والإفتائي هناك.

من جانبه، أعرب وفد المركز النيجيري عن شُكره وامتنانه لحفاوة الاستقبال من قِبل المفتي، مؤكدًا المكانةَ الكبيرة التي يحظى بها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية لدى المسلمين في نيجيريا. كما أبدى الوفد تطلعه للتعاون في المجال الإفتائي، وخاصةً في مجال تدريب المفتين، بما يعزِّز من مستوى الأداء الإفتائي في نيجيريا.

وعلى صعيد اخر؛ استقبل الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- اليوم الثلاثاء، الدكتورة ريهام سلامة، مديرة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، والوفد المرافق لها والذين جاءوا لتهنئته بتولِّي مهام منصب الإفتاء.

خلال اللقاء، أعرب المفتي عن شُكره وامتنانه للدكتورة ريهام سلامة -مديرة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف- على تهنئتها، مُثنيًا على الجهود الكبيرة التي بذلها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خلال السنوات الماضية. وأكَّد فضيلته أن المرصد قام بدَور محوري في محاربة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتحصين الشباب ضد الأفكار الهدامة، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تُسهم بشكل كبير في حفظ استقرار المجتمعات وأَمنها الفكري.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية المركز النيجيري نظير عياد الإفتاء دار الإفتاء المصریة المرکز النیجیری مفتی الجمهوریة الأمانة العامة

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الإمام البخاري أنموذج علمي فريد في تاريخ الأمة

أكد فضيلة دكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، خلال كلمته بمعهد الإمام البخاري بطشقند، أن الإمام البخاري يمثل أنموذجًا علميًّا نادرًا يجمع بين الغيرة الصادقة على الدين، والدقة البالغة في النقل، والفهم العميق لمعاني الوحي.

وأشار إلى أن أعظم ما يميز شخصية هذا الإمام الجليل هو موقفه من السنة النبوية المطهرة، حيث لم يتعامل معها بوصفها مرويات سردية، بل بوصفها مصدرًا مؤسِّسًا لا ينفك عن القرآن الكريم، يبيّنه ويهديه، ويكشف عن حكمته ومقاصده.

وأوضح مفتي الجمهورية، أن الإمام البخاري لم يكتفِ بجمع الحديث الشريف في كتابه الجامع، بل قدّم مشروعًا علميًّا متكاملًا، تجلّت فيه عبقرية التصنيف، ودقة التبويب، واستيعاب المعاني الفقهية والروحية والإنسانية.

وأشار إلى أن "صحيح البخاري" ليس مجرد كتاب في الرواية، بل هو بناء حضاريّ متماسك، تتجلى فيه توازنات العقل والنقل، وأصول الفهم الرشيد، وسعة الأفق في التعامل مع الحديث النبوي الشريف، مبينًا أن من أبرز ما يلفت في شخصية الإمام البخاري هو موقفه المنضبط من العقل، حيث لم يكن العقل لديه خصمًا للوحي، بل شريكًا في فهمه، وأداة لفهم مراميه، من غير أن يتعالى عليه، أو يحمّله رؤى لا يطيقها بل نراه وقد عامله باحترام عميق مستخدمًا أدواته النقدية والمنهجية لخدمة الحديث الشريف، لا لمصادمته أو التشكك فيه، مؤكدًا أن هذا النهج يُعدّ ضرورة في زماننا هذا، حيث تتكرر محاولات افتعال التعارض بين العقل والنقل، في حين أن سيرة البخاري تؤكد أن العقل إذا تحرر من الهوى، والنقل إذا حُمل على فهم سليم، فإنهما يجتمعان في خدمة الحق، لا في التنازع عليه.

 

وأشار إلى أن الإمام البخاري ـرضي الله عنه- كان مؤمنًا بأهمية الهوية الدينية والثقافية، مدركًا أن حفظ السنة النبوية هو في جوهره حفظٌ للهوية، وصونٌ للذات الحضارية للأمة، ولهذا جاءت تبويباته دقيقة محكمة تكشف عن وعي بالواقع، وإدراك لحاجات الناس، واستيعاب لمختلف مجالات الحياة، موضحًا أن في دفاعه عن السنة، وحرصه على أسانيدها، وصرامته في شروط روايتها، يعكس غيرةً على الدين، وعزيمةً في حفظه، وتفانيًا في خدمته، مضيفًا أن محاولات التشكيك في السنة، أو تهميش الصحيح، أو اجتزاء المرويات، هي في حقيقتها مساعٍ لهدم الهوية، وضرب الثوابت، وطمس المعالم التي بها قامت حضارتنا، وأن الأمة اليوم أحوج ما تكون إلى التمسك بمنهج هذا الإمام الجليل، وإلى إعادة الاعتبار لهذا الأنموذج العلمي الكبير، الذي لا يزال يلهم الباحثين، ويوجه العقول، ويضيء للمسلمين طريقهم في زمن التحديات.

 

 منبهًا أن القول بوجود تعارض بين العقل والنقل ما هو إلا وَهْمٌ ناتج عن إسقاط العقل في غير مجاله، أو تحميل النصوص ما لا تحتمله، بينما نرى في سيرة الإمام البخاري تطبيقًا عمليًا لهذا التوازن؛ فالعقل قائد والدين مدد، وباجتماعهما يجتمع نوران نور الوحي الإلهي، ونور العقل الذي هو منة من الله عز وجل.

هذا وقد عبّر المفتي عن عميق امتنانه لهذه البلدة العريقة التي أنجبت الإمام البخاري، كاشفًا أن المجيء إلى هذا الموطن الطيب لم يكن مجرد زيارة عابرة، بل كان انفعالًا وجدانيًّا عميقًا، واستجابة طبيعية لما يكنّه القلب من حب وتقدير لهذا الإمام الجليل؛ إذ اجتمعت الأسباب وتلاقت المشاعر لتدفعنا دفعًا نحو الحضور إلى موطن أحد أعظم أعلام الإسلام، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، رحمه الله، الرجل الذي رفع الله ذكره في العالمين بصفاء منهجه، ودقة نقله، وأمانته في خدمة السنة النبوية المطهرة، مختتمًا أن هذه الأرض، وإن كانت تزهو باسم البخاري، إلا أن إشعاعها الحضاري لا يختزل في شخص واحد مهما سما، بل يمتد ليشمل كوكبة من أعلام الحضارة الإسلامية الذين أضاءوا مجالات العلم والفكر والفن عبر قرون طويلة.

وفي ختام زيارته لمعهد الإمام البخاري بطشقند، توجه المفتي إلى زيارة  ضريح الإمام القفال الشاشي، أحد أعلام الفقه والحديث، الذي ترك أثرًا عميقًا في تاريخ الأمة الإسلامية، معربًا عن فخره واعتزازه بزيارة هذا المعلم الكبير، مؤكدًا أن هذه الزيارة تمثل تكريمًا لشخصيات علمية أسهمت في بناء صرح العلم الشرعي في العالم الإسلامي.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: الإمام البخاري أنموذج علمي فريد في تاريخ الأمة
  • مفتي الجمهورية: الإمام البخاري نموذجًا علميًّا نادرًا
  • شيخ الأزهر يستقبل وفدًا تايلانديًّا برئاسة نائب وزير الخارجية ‏لبحث تعزيز التعاون
  • مفتي الجمهورية: المدرسة الماتريديّة نشأت في بيئة ثقافيّة خصبة
  • شيخ الأزهر يستقبل وفدًا تايلانديًّا لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك
  • شيخ الأزهر يستقبل وزير المالية الإندونيسي الأسبق لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك
  • شيخ الأزهر يستقبل سفير كازاخستان لبحث تعزيز التعاون المشترك
  • المفتي يحذر من تداول نسخة من القرآن الكريم
  • أمير جازان يستقبل مدير فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمنطقة
  • المفتي ومحافظ مطروح يفتتحان رسميًا فرع دار الإفتاء بالمحافظة