شيك مزيف غيّر حياة جيم كاري.. 9 مفاتيح لتحقيق الأحلام
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
في إحدى مقابلاته مع الإعلامية أوبرا وينفري كشف الممثل الكوميدي جيم كاري، أنّ دخوله مجال التمثيل لم يكن صدفة بل كان حلمه الأكبر، ومع إخفاقاته في بداية حياته الفنية والتي أثارت شكوكه حول تحقيق حلمه، كتب لنفسه شيكا مزيفا بمبلغ 10 ملايين دولار ودوّن عليه "مقابل الخدمات التمثيلية التي قدمها"، واحتفظ به، ورغم أن الأمر في ذلك الوقت بدا دربا من دروب الخيال، فإن حلم كاري المكتوب تحول إلى حقيقة بالإصرار والعزيمة، وفي عام 1996 حصل بالفعل على دوره في فيلم "الغبي والأغبى منه" مقابل نفس المبلغ الذي كتبه في الشيك.
هناك الكثير من الأسباب التي تدفعك إلى السعي وراء حلمك، حتى لو كنت تعتقد أنك لا تمتلك المؤهلات الكافية، ولأن تحقيق الأهداف يتطلب أكثر من مجرد التمني والأمل، يقدم الخبراء بعض الإستراتيجيات الفعالة التي قد تساعدك في التنقل على الطريق وصولا إلى تحقيق أهدافك:
تعرف على حلمكلا يكفي أن يكون لديك فكرة غامضة عما تريده، بل عليك أن ترسم صورة واضحة في ذهنك عن أهدافك ورغباتك وطموحاتك، وكلما كان حلمك واضحا كانت كيفية تحقيقه واضحة بشكل أكبر.
ولوضع أهداف واضحة، قدم المستشار والمدير السابق للتخطيط المؤسسي لشركة واشنطن ووتر باور، جورج دوران، ورقة بحثية عام 1981 بعنوان "الأهداف الذكية"، ووفق دوران ينبغي أن تكون الأهداف:
محددة: فلا تقل "أريد أن أفقد وزني" بل اجعل الهدف أكثر تحديدا بقول "أريد أن أفقد 10 كيلو غرامات خلال شهرين"، إذ يعمل التصور المتسق والهدف الواضح على إعادة تشكيل بنية عقلك لتتوافق مع تطلعاتك.
قابلة للقياس: فلا يكون هدفك هو "تحسين مهاراتك في العزف على الغيتار"، اجعله قابلا للقياس، واستبدله بـ"ممارسة العزف على الغيتار لمدة ساعة واحدة يوميا على مدار 3 أشهر".
قابلة للتحقيق: حدد أهدافا تتجاوز قدراتك ولكنها لا تزال في متناول اليد حتى لا تؤدي إلى الإحباط وخيبة الأمل.
مناسبة: تأكد أن أحلامك ذات معنى بالنسبة لك وحاول فهم السبب والهدف وراء سعيك لتحقيقها.
مقيدة زمنيا: حدد إطارا زمنيا محددا لإكمال الهدف، إذ إن تحديد المواعيد النهائية يخلق شعورا بالإلحاح، مما يساعدك على البقاء على المسار الصحيح ومنع التسويف، وقد وجدت دراسة نشرت في المجلة البريطانية لعلم النفس الصحي أن 91% من الأشخاص الذين خططوا لنيتهم ممارسةَ الرياضة من خلال تدوين متى وأين سيمارسون الرياضة كل أسبوع، انتهوا إلى تحقيق هدفهم، بينما لم يحقق نفس النتيجة سوى 35% كانوا قد اعتمدوا على الدافع فقط.
اكتب حلمكتحتاج كتابة الأهداف مستوى من الوضوح لا يتطلبه مجرد التفكير فيها، فعندما تفكر في أحلامك، فإنك تستخدم النصف الأيمن من دماغك، وهو مركز الخيال، ولكن إذا فكرت في شيء ثم كتبته، فإنك تستفيد كذلك من قوة النصف الأيسر القائم على المنطق.
وهذا ما أشارت إليه دراسة أجرتها أستاذة علم النفس بجامعة الدومينيكان في كاليفورنيا، غايل ماثيوز، عام 2007، وتوصلت إلى أن المشاركين الذين كتبوا أهدافهم وأحلامهم بشكل منتظم زادت احتمالية تحقيق أهدافهم بنسبة 42%، كذلك زادت احتمالية تحويل رغبات المشاركين إلى واقع عندما شاركوا أهدافهم المكتوبة مع صديق يؤمن بقدرتهم على النجاح أو انضموا إلى مجموعة أو برنامج للمتابعة.
السعي والعمل الجاديتطلب تحقيق الأحلام بذل المزيد من الجهد، وقد يبدو الأمر صعبا في بدايته ولكن يمكنك تقسيم حلمك إلى خطوات ومهام صغرى يمكن إدارتها وفي نفس الوقت تقودك إلى هدفك وتشعرك بالإنجاز، لا يقلل هذا النهج من الشعور بالإرهاق فحسب، بل يوفر أيضا خطة عمل واضحة.
المثابرة في مواجهة التحدياتإن ملاحقة الأحلام أشبه بماراثون وليست سباقا قصيرًا، لذا ركز على هدفك ولا تدع العقبات تقف في طريقك، مع الأخذ في الاعتبار أن الفشل جزء أساسي من كعكة النجاح، وقد أشاد الجميع بمحطات الفشل في حياة المخترعين والمشاهير أمثال توماس أديسون ولاعب كرة السلة المعروف مايكل جوردان، كما واجهت الروائية جي كي رولنيغ، العديد من الرفض قبل أن تجد النجاح في سلسلة "هاري بوتر" ولم تسمح للفشل بأن يوقفها، بل استخدمته كوقود نحو التقدم.
احتفل بتقدمكلا تنتظر حتى تحقق حلمك النهائي لتحتفل بنجاحاتك، اعترف بتقدمك واحتفل به عند كل مرحلة، ليكون حافزا يذكرك بالمسافة التي قطعتها.
تصور نجاح حلمك وكأنه حقيقةخذ بضع لحظات كل يوم لإغلاق عينيك وتخيل نفسك تعيش حلمك، فإذا كان حلمك أن تصبح مؤلفا تخيّل نفسك تحمل رواية منشورة باسمك وتتلقى تعليقات إيجابية من القراء، ووفق أبحاث أجريت على أنماط الدماغ، فإن التصور هو أحد أشكال التدريب الذهني الذي يساعد على تحقيق الأهداف، إذ تفسر الخلايا العصبية ما يرسمه الشخص في خياله على أنه حقيقة، لذا، عندما تتخيل نجاح حلمك بأكبر قدر ممكن من التفاصيل مع استخدام الحواس الخمس في التصور قدر الإمكان، يبدأ العقل في تصديق أنه حقيقي، ويدفعك إلى اتخاذ إجراءات إيجابية مطلوبة لتحقيق الهدف.
هل تساءلت يومًا لماذا ينجح البعض في تحقيق أحلامهم بينما يفشل آخرون؟ السبب يكمن في أن الكثيرين ليسوا على استعداد لتحمل التكاليف. على سبيل المثال، إذا كان حلمك امتلاك منزل خاص، فعليك أن تكون مستعدًا لتقديم تضحيات مالية وتقليل الإنفاق على الكماليات لفترة من الزمن.
أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيينيقول رجل الأعمال الأميركي والمتحدث التحفيزي، جيم رون "إن الأشخاص الخمسة الذين تقضي معهم معظم وقتك هم من يشكلون شخصيتك"، ولهذا ينبغي إحاطة نفسك بأشخاص يلهمونك ويحفزونك، وحاول أن تتقرب من أشخاص حققوا النجاح في مجالهم واطلب مشورتهم وتعرف على أسرار نجاحهم، يساعد ذلك في صقل مهاراتك وإجراء التعديلات اللازمة على نهجك.
مجتمع الدعمتذكر أنك محاط بالأصدقاء وأفراد أسرتك وأنهم مستعدون لتقديم الدعم وتزويدك بملاحظات قيمة ونصائح بناءة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
محمد القرقاوي.. قائد أوركسترا النجاح الحكومي
اختتمت القمة العالمية للحكومات 2025 أعمالها، ولكنها لم تغلق أبوابها، لأن الأبواب التي تفتح للعالم لا تُغلق، بل تبقى مشرعة للفكر والتغيير. لم تكن القمة حدثًا ينعقد ثم يذوب في روتين المؤتمرات، بل كانت ساحة يلتقي فيها العقل مع الإرادة، والمستقبل مع من يجرؤون على صناعته.
في تغريدة من ذهب، كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، شاكرًا القادة والخبراء والمفكرين، مشيرًا إلى أن الإمارات حينما تبني، تبني الجسور، وحينما تخطط، تخطط للأفق البعيد، وحينما تتحدث عن الحكومات، فإنها لا تتحدث عن المؤسسات البيروقراطية الجامدة، بل عن المنصات التي تنهض بالشعوب وتُحسن من جودة الحياة. هذه القمة، كما قال، لم تكن استعراضًا، بل كانت وعدًا بأن المستقبل يمكن أن يكون أفضل، متى ما صمّمنا له مسارات جديدة تليق بالإنسان.
أما الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، فقد حمل شعلة أخرى من الفكر والتأمل، مؤكدًا أن الإمارات لم تُبنَ على الشعارات، بل على “الوعد الصادق” الذي قطعه الآباء المؤسسون، وعلى رؤى جعلت من الأمن والاستقرار والتنمية ثلاثية لا تنفصم عُراها. ولم يكن حديثه مجرد خطاب، بل كان شهادة على تجربة دولة لم تكتفِ بأن تكون ناجحة، بل أرادت أن تكون مصدر إلهام. حينما تحدث عن “الفارس الشهم 3”، لم يكن يتحدث عن مبادرة عابرة، بل عن موقف، عن إنسانية تحضر حيثما دعت الحاجة، عن يد تمتد بالخير حيثما استغاث الملهوف.
لكن من يقود كل هذا الزخم؟ من يدير دفة هذه السفينة التي تمضي وسط أمواج التحديات؟ إنه معالي محمد عبد الله القرقاوي، الرجل الذي لا يرى في القمم مجرد تجمعات، بل يراها مراكب نحو المستقبل. قال في كلمته، وكأنه يرسم بوصلة للحكومات: “إن التعاون بين الدول ليس رفاهية، بل ضرورة، وإن تبادل المعرفة ليس ترفًا، بل أساس للنجاح.” لم يكن يتحدث عن إدارة حكومية تقليدية، بل عن إدارة تعيد تعريف معنى العمل الحكومي، عن رؤية تجعل الحكومات قادرة على احتضان المستقبل بدلًا من ملاحقته. بفضل جهوده، أصبحت القمة منصة للعالم، ومختبرًا للأفكار، وميدانًا للحلول. لم تعد مجرد مؤتمر، بل باتت مرجعًا لكل من يريد أن يعرف كيف تتحول الأفكار إلى إنجازات، وكيف تُكتب استراتيجيات النجاح لا على الورق، بل على الأرض. لقد كان القرقاوي بحق قائد أوركسترا النجاح الحكومي، يرسم سيمفونية الإبداع الإداري، ويوجه دفة السفينة نحو شواطئ المستقبل بمهارة ربان لا تغفل عينه عن أي تفصيلة.
لقد أصبحت القمة العالمية للحكومات أكثر من مجرد مؤتمر سنوي، بل تحولت إلى حدث استثنائي ينتظره العالم بفارغ الصبر كل عام، حيث تجتمع العقول الأكثر تأثيرًا، ويجري تبادل الرؤى والأفكار التي ترسم ملامح المستقبل. إنها ليست منصة عابرة للحوارات، بل مختبر فكري واستراتيجي، حيث تصاغ السياسات التي ستؤثر على أجيال قادمة. إنها المكان الذي تجتمع فيه الحكومات، وتتلاقى فيه الأفكار، وتُصنع فيه الحلول، فلا عجب أن تكون وجهة للقادة والمفكرين، ومرجعًا لمن يسعى لفهم التحديات الكبرى وكيفية تحويلها إلى فرص. لقد رسّخت هذه القمة مكانتها كواحدة من أهم الفعاليات العالمية، وأصبحت بوصلة تستشرف المستقبل، ومنصة يتطلع إليها الجميع كل عام، ليس فقط لاستشراف الاتجاهات الجديدة، بل للمشاركة في صناعتها.
وفي الأرقام، كما في الكلمات، كانت القمة حديث العالم. 17 تريليون دولار تُهدر سنويًا على النزاعات والصراعات، وكأن البشرية لم تتعلم بعد أن الحرب ليست استثمارًا. 50% من النمو العالمي يأتي من الصين والهند، و70% من الشرق، والعالم ما زال مترددًا بين الاعتراف بهذه الحقيقة أو محاولة عرقلتها. 1000 مرة تضاعفت قدرة الذكاء الاصطناعي على التعلم خلال عام واحد، وكأننا أمام عقل جديد يولد، لا نعرف هل سيكون لنا أم علينا. 7% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في خطر بسبب تراجع العولمة، وكأن العالم الذي تقارب بدأ يعيد التفكير في المسافات.
لكن وسط كل هذه التحديات، كانت الإمارات تقول شيئًا آخر: “المستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع”. هذه ليست دولة تحلل المشهد فحسب، بل هي دولة ترسم المشهد. لم تقل إن العولمة تنهار، بل تساءلت: كيف يمكن إعادة تشكيلها؟ لم تقل إن الذكاء الاصطناعي خطر، بل فكرت: كيف نجعله أداة للإنسان لا عليه؟ لم تنظر إلى النزاعات وتكتفي بالتعليق، بل مدت يدها بالعون، وقالت للعالم: “يمكن أن نكون أكثر إنسانية، إذا اخترنا ذلك.”
وحينما أُسدلت ستائر القمة، لم يكن ذلك إعلانًا لنهاية شيء، بل بداية لشيء آخر. فمن عرف الإمارات، يعرف أنها لا تنظر إلى المؤتمرات على أنها محطات للخطابات، بل محطات للانطلاق. كل ما قيل في القمة، سيجد طريقه إلى التنفيذ. كل فكرة، ستتحول إلى مشروع. كل توصية، ستُترجم إلى سياسات. لأن الإمارات لا تتحدث عن الغد، بل تصنعه.
وهكذا، كما في كل عام، انتهت القمة، ولكنها لم تنتهِ. بقيت الفكرة، بقي الطموح، بقيت الرسالة التي أرسلتها دبي إلى العالم: “تعالوا، لنعمل معًا، لأن المستقبل ليس لمن ينتظر، بل لمن يجرؤ على تشكيله.”