مصدر تعزز دور المرأة الإماراتية في بناء مستقبل أكثر استدامة
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
سيد الحجار (أبوظبي)
أكدت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" أهمية الدور المحوري للمرأة في جهود بناء مستقبل أكثر استدامة، مشيرة إلى حرصها على دعم أهداف دولة الإمارات لتحقيق أكبر قدر من الموازنة بين الجنسين وتعزيز التنمية المستدامة، حيث تحظى الإماراتيات بنسبة تبلغ نحو 56% من المناصب القيادية التي تتولاها المرأة بشكل عام في الشركة، وتبلغ نسبة الموظفات الإماراتيات في الشركة نحو 70% من مجموع الموظفات الإناث.
واهتمت "مصدر" بتعزيز حضور المرأة ومشاركتها في جهود الاستدامة من خلال تخصيص برامج ومبادرات استراتيجية مهمة لصقل موهبتها وتأهيلها للعب دور فاعل في هذا القطاع، ومن بين هذه المبادرات منصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة" التي تهدف لتحفيز النساء وتمكينهن من تأدية دور فاعل في مواجهة تحديات الاستدامة العالمية.
محمد جميل الرمحي
وأكد محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" لـ "الاتحاد" أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات آمنت بأهمية تفعيل قدرات المرأة ودورها في بناء مجتمع قوي ومتماسك ينعم بالرخاء والازدهار، حيث حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآباء المؤسسون على مشاركة المرأة في جميع المجالات وتوفير الدعم اللازم لها لتكون شريكة في جهود التنمية الاقتصادية ولعب دور بارز في تنمية وتطوير المجتمع.
وأضاف: تحظى النساء الإماراتيات تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ودعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) بفرص لا تحصى للتفوق والنجاح وشغل المناصب القيادية في مختلف مؤسسات الدولة ورفد قطاعات العمل المختلفة بخبرات ومواهب نسائية متميزة.
وقال الرمحي: تماشياً مع رؤية القيادة، نحرص في شركة "مصدر" على تعزيز دور ومشاركة المرأة الإماراتية في قطاع الطاقة المتجددة، ونعمل على توفير كافة سبل الدعم والتمكين لترسيخ مشاركتها الفاعلة في مجالات التنمية المستدامة والابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، حيث تقود المرأة الإماراتية اليوم تطوير مشاريع طاقة متجددة متنوعة رائدة حول العالم وتقوم بدورٍ محوري في دفع عجلة التنمية المستدامة وتنويع مزيج الطاقة ودعم العمل المناخي للمساهمة في ضمان مُستقبل مستدام للأجيال القادمة.
مشاركة فعالة
بدورها، قالت الدكتورة لمياء نواف فواز، المدير التنفيذي لإدارة الهوية المؤسسية والمبادرات الاستراتيجية في "مصدر": اكتسبت المرأة الإماراتية على مدى العقود الماضية مكانة بارزة على مستوى المنطقة والعالم وذلك بفضل دعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، التي حرصت على إفساح المجال للمرأة الإماراتية للمشاركة بشكل فاعل وتمكينها في المجالات كافة حتى تحظى بالمكانة التي تستحقها في المجتمع، وتبدع في مختلف الأدوار الموكلة إليها.
وأكدت فواز حرص شركة "مصدر" كمؤسسة وطنية رائدة على تمكين المرأة في قطاع الاستدامة ومساهمتها في دفع جهود العمل المناخي العالمية، وقد سعت الشركة منذ تأسيسها قبل 18 عاماً إلى تعزيز مكانة المرأة الإماراتية وتمكينها في مختلف المناصب والتخصصات، وتوفير فرص وظيفية للكوادر النسائية الإماراتية وإطلاق المنصات والمبادرات الاستراتيجية التي من شأنها تثقيف وتمكين النساء والفتيات الإماراتيات في مجالات الطاقة المتجددة والاستدامة والذكاء الاصطناعي وتهيئتهن لوظائف المستقبل.
مكانة ريادية
من جهتها، أوضحت شيماء الجرمن، مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي في شركة "مصدر"، بأن المرأة الإماراتية وصلت إلى مكانة بارزة في الريادة والتفوق وحصلت على العديد من الامتيازات وفرص التطور التي أهّلتها لتولي مناصب عليا ومهدّت لها طريق النجاح في مختلف الميادين، ولم يكن ذلك ممكناً لولا الدعم غير المحدود لقيادتنا الرشيدة وحرصها على توفير كل الوسائل الممكنة لتشارك المرأة بدور مؤثر ومهم في نهضة المجتمع.
وأكدت الجرمن بأن "مصدر" عززت حضور المرأة الإماراتية في قطاعي الطاقة المتجددة والاستدامة، فأبدعت وتفوقت واستطاعت أن تكون شريكة في تنفيذ مشاريع رائدة ساهمت في دعم مختلف المجتمعات حول العالم.
مستقبل مستدام
من جانبها، أكدت زينب آل علي، مدير إدارة التوعية وعلاقات الشركاء الاستراتيجيين في شركة "مصدر" أنه تماشياً مع حرص القيادة المتواصل على توفير الدعم لتمكين المرأة الإماراتية في مختلف المجالات وتعزيز فرص مشاركتها ضمن الجهود الرامية إلى بناء مستقبل مستدام، تحرص شركة "مصدر" على إبراز المكانة الرائدة للمرأة الإماراتية وتعزيز دورها الفاعل في دفع عجلة التنمية المستدامة وتوفير كافة أوجه الدعم وتحفيزها على المشاركة في مختلف المحافل الدولية وذلك لإيمان الشركة الراسخ بكفاءة وقدرة المرأة الإماراتية على حمل راية الاستدامة ومشعل الابتكار.
وقالت آل علي: أدركت "مصدر" منذ تأسيسها ضرورة دمج المرأة الإماراتية والاستفادة من مهاراتها في قطاع الاستدامة لتغدو اليوم عنصراً أساسياً في هذا القطاع الحيوي، وشريكاً رئيساً في الجهود الرامية لتوفير حلول الطاقة المتجددة للمجتمعات حول العالم، وهي تقوم بدور محوري في نشر التوعية بين مختلف شرائح المجتمع والأجيال الشابة حول أهمية قطاع الطاقة المتجددة وضرورة تفعيل العمل المناخي للحفاظ على كوكبنا".
مهارات المرأة
وتشرف مريم المزروعي، رئيس قسم التطوير والاستثمار لـ (رابطة الدول المستقلة) في شركة "مصدر" على تطوير مشاريع الشركة في منطقة آسيا الوسطى ورابطة الدول المستقلة حيث تتولى إدارة تنفيذ مشاريع رائدة تستخدم تقنيات طاقة نظيفة متطورة ومجدية تجارياً وقابلة للتطوير على نطاق واسع.
وأكدت المزروعي أن شركة "مصدر" تولي أهمية كبيرة لإشراك العنصر النسائي في قطاع الطاقة المتجددة والاستدامة، ودعم تطوير مهارات المرأة وخبراتها وإفساح المجال أمامها لتولي مناصب قيادية في هذا القطاع المهم.
وأعربت عن فخرها بكونها امرأة إماراتية تعمل في قطاع الطاقة المتجددة، وأشارت إلى أنها تسعى من خلال مهام عملها إلى تنفيذ خطط الشركة ورؤيتها واستراتيجيتها في قطاع الطاقة ودعم أهداف الطاقة النظيفة في الدول التي تنشط فيها "مصدر"، والمساهمة في تعزيز نمو الشركة وتحقيق طموحاتها على المستويين المحلي والعالمي، وبالتالي دعم تحقيق أهداف الدولة بتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة، والمضي قدماً في مسيرة التنمية المستدامة المتواصلة، وترسيخ دورها العالمي الرائد في قطاع الطاقة.
تمكين المرأة
وتفخر فاطمة السويدي، رئيس قسم التطوير والاستثمار لـ (آسيا والمحيط الهادئ) بعملها في شركة "مصدر" التي التحقت بها منذ تسع سنوات، وتمكنت خلالها بفضل الدعم الذي قدمته لها الشركة من تطوير قدراتها وصقل مهاراتها واستطاعت بكل اقتدار من إدارة عمليات تطوير محطة شيراتا للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة في إندونيسيا بقدرة 145 ميجاواط والتي تعد الأكبر من نوعها على مستوى المنطقة.
وتقول السويدي: أمضيت ثلاث سنوات في إندونيسيا خلال تطوير هذا المشروع الفريد من نوعه، وكانت تجربة مهمة حققت لي نقلة نوعية على المستويين المهني والشخصي، لاسيما وأني كنت في عمر صغير نسبياً حين أوكلت إلي هذه المسؤولية".
وتضيف السويدي: لطالما كانت دولة الإمارات رائدة في مجال تمكين المرأة، وقد بذلت جهوداً كبيرة لضمان تحقيق الموازنة بين الجنسين، وتوفير فرص متساوية للنساء في مختلف المجالات، بما في ذلك مجالات الأعمال والأوساط الأكاديمية والدبلوماسية. وتعكس هذه الجهود التزام دولة الإمارات بتأسيس مجتمع أكثر شمولاً ومساواة.
تطور كبير
وحققت المهندسة علياء النقبي، مدير في قسم المشاريع في شركة "مصدر"، إنجازات كبيرة خلال عملها في "مصدر" حيث شاركت في تطوير محطة "ظُفار لطاقة الرياح"، وتشرف النقبي حالياً من خلال شركة "إيميرج"، المشروع المشترك بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" ومجموعة "أي دي إف" الفرنسية على تنفيذ أول وأكبر مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية على نطاق واسع في إمارة الشارقة.
وتقول علياء: شهد دور المرأة في دولة الإمارات تطوراً كبيراً على مدى العقود القليلة الماضية. فقد كانت مسؤوليات المرأة تتمحور فيما مضى حول المنزل والأسرة، ولكنها، تشارك اليوم بشكل فاعل وتقوم بدور محوري في جميع قطاعات المجتمع، وتشغل مناصب حكومية بارزة، وتقود شركات كبرى وتسهم بدور أساسي في نهضة الدولة وتطورها، ويعود الفضل في ذلك إلى اهتمام قيادتنا بتعليم المرأة وتمكينها والسعي المتواصل إلى تطوير مهاراتها المهنية وقدراتها الأكاديمية.
فرص التعليم والعمل
وتفخر لبنى الضهير، مدير أول في إدارة استمرارية الأعمال والمخاطر المؤسسية في شركة "مصدر" بالعديد من الإنجازات التي حققتها طوال مسيرتها المهنية حيث قامت بقيادة برنامج إدارة المخاطر، الذي وفر منهج عمل متكامل على مستوى الشركة لإدارة المخاطر من خلال المساهمة في تطوير وتنفيذ أطر وسياسات إدارة المخاطر المؤسسية، كما قامت لبنى بقيادة حملة ناجحة للتوعية بالمخاطر على مستوى الشركة، تلاها برنامج تقدير جهود المساهمين في إدارة المخاطر والمرونة.
وتقول لبنى: تواصل المرأة الإماراتية التفوق والنجاح في مجالات العلوم والأبحاث والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتساهم بدور فاعل في دفع عجلة الابتكار والتنمية الوطنية، وثمة العديد من الشخصيات النسائية الملهمة التي تشكل مثالاً حياً يعكس مدى التطور الذي حققته المرأة في دولتنا، ومواصلة بناء مستقبل مشرق ومليء بالفرص للنساء الإماراتيات.
دور المرأة
وتعمل نوف درويش في منصب محلل في قسم العمليات التجارية في شركة "مصدر"، وترى أن أبرز إنجاز خلال مسيرتها المهنية هو المشاركة في مؤتمر الأطراف COP28 الذي استضافته دولة الإمارات العام الماضي، فقد كانت تجربة استثنائية لنوف أطلعتها عن قرب على الدور المحوري الذي تلعبه دولة الإمارات في مجالات الاستدامة والابتكار والتعاون الدولي.
وتقول نوف: تطور دور المرأة في دولة الإمارات من كونها ربة أسرة إلى مشاركة فعالة في مختلف المهن والأعمال وعضو فاعل في مسيرة التقدم والازدهار التي تشهدها الدولة، وثمة العديد من النساء الإماراتيات اللواتي يعملن على تحقيق توازن بين مسؤوليات الأسرة والعمل كطبيبات ومهندسات وقائدات أعمال، وهؤلاء يشكلن مصدر إلهام وقدوة تحتذى للشابات والنساء بشكل عام.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شركة مصدر
إقرأ أيضاً:
ما مستقبل الشراكة بين أميركا والجزائر بعد عودة ترامب؟
الجزائر- تعمل الجزائر والولايات المتحدة الأميركية على تعزيز التعاون الثنائي في المجالات العسكرية والاقتصادية. وتصدرت قطاعات الدفاع والطاقة والفلاحة والعلوم والتكنولوجيا قائمة المجالات ذات الأولوية "ضمن رغبة ثنائية لتوطيد العلاقات بما يعود بالنفع على الجانبين، إلى جانب السعي إلى تعزيز السلم والأمن على المستوى الإقليمي والدولي"، حسب ما أكده وزيرا خارجية البلدين في مكالمة هاتفية جمعتهما الثلاثاء.
ومع بداية العهدة الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري بين الجزائر والقيادة الأميركية لأفريقيا "أفريكوم".
إلى جانب ذلك، وقعت وزارة الطاقة الجزائرية في 22 يناير/كانون الثاني اتفاقية مع مجموعة شيفرون الأميركية للطاقة، لتقييم إمكانات موارد النفط والغاز البحرية في الجزائر بهدف تمهيد الطريق لمشاريع استكشاف وتطوير مستقبلية تهدف إلى تثمين موارد المحروقات الجزائرية.
وهو ما وصفه بيان صادر عن وزارة الدفاع الجزائرية بأنه مساع للجزائر وواشنطن نحو تعميق العلاقات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية بينهما، وفق رؤية وزخم جديدين.
استقبال الرئيس الجزائري لقائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا والوفد المرافق له (مواقع التواصل) تطور العلاقات
كانت العلاقات الجزائرية الأميركية في الفترة الأولى لحكم الرئيس الأميركي (2017-2021) تقتصر على استمرارية التعاون التقليدي في بعض المجالات على غرار مكافحة الإرهاب والطاقة، أما سياسيا فقد شهدت العلاقات نوعا من التوتر بعد اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء سنة 2020، والذي اعتبرت الجزائر أنه "لا أثر قانونيا له لأنه يتعارض مع جميع قرارات الأمم المتحدة".
إعلانويرى المحلل السياسي حكيم بوغرارة أنه مع بداية العهدة الثانية لترامب يبدو أن الولايات المتحدة تريد بناء شراكة إستراتيجية طويلة الأمد مع الجزائر، نظرًا لمكانتها ودورها الإقليمي وحيادها في التعامل مع الأزمات الدولية، مشيرا إلى أن العلاقات الجزائرية الأميركية تحمل قدرًا كبيرًا من الاحترام والتقدير تاريخيا.
ونوه بوغرارة -في حديثه مع الجزيرة نت- إلى أن السياسة والمصالح متغيرة ونسبية، وهذا يفسر كيف أن العلاقات الجزائرية الأميركية التي كانت خجولة خلال العهدة الأولى لترامب قد تطورت بشكل ملحوظ اليوم.
فالولايات المتحدة تراجع سياساتها، وتُصحّح مساراتها، وتسعى إلى بناء شراكات جديدة وفق مستجدات المشهد الدولي، وهذا ما حدث مع الجزائر، وفق بوغرارة.
وتبحث الإدارة الأميركية اليوم عن دول قوية اقتصاديا ومؤثرة إقليميا، وهو ما ينطبق على الجزائر، كما يضيف المتحدث ذاته، خاصة في ملفات مكافحة الإرهاب والقضية الفلسطينية وأمن الطاقة.
واستبعد المحلل السياسي أن يكون هناك أي تعليق سلبي من شركاء الجزائر التقليديين سواء من الصين أو روسيا أو غيرهما حول هذا التقارب الجزائري الأميركي، إذ تعتمد سياسة الرئيس عبد المجيد تبون، برأيه، على تنويع الشراكات، معتبرا أن الجزائر دولة ذات سيادة وترفض التدخل في شؤونها الداخلية.
وزارة الطاقة الجزائرية وقعت اتفاقية مع مجموعة شيفرون الأميركية للطاقة (مواقع التواصل) تقاطع المصالح
وأشار بوغرارة إلى تقاطع المصالح بين الجزائر وواشنطن في ملفات كالقضية الفلسطينية، ومكافحة الإرهاب، وتطوير قطاع الطاقة، ودعم الاستقرار في سوريا ولبنان، موضحا أن الولايات المتحدة تدرك جيدًا أن للجزائر ثقلًا كبيرًا في القضايا العربية والإسلامية والأفريقية والمتوسطية.
من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عبد اللطيف بوروبي أن هناك تقاطعا في المصالح بين الجزائر والولايات المتحدة الأميركية، وهو ما أشار إليه بيان الخارجية الأميركية الذي ذكر أن مكالمة ماركو روبيو مع أحمد عطاف ارتبطت بـ3 كلمات رئيسية وهي "تصورات مرتبطة بقطاع غزة، من إعادة الإعمار والهدنة، وإمكانية إنهاء الحرب"، إلى جانب "التعميق الدائم للشراكات الاقتصادية، خاصة في مجال الطاقة".
إعلانونوه بوروبي -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن المقاربة الجديدة بين البلدين لا تقتصر على مجال الطاقة والاقتصاد فقط، بل هناك أيضًا إمكانية لفتح شراكات أمنية من نوع آخر.
وقال إن واشنطن تسعى إلى تعزيز نفوذها في منطقة شمال أفريقيا وأفريقيا بشكل عام، خاصة في ظل الاستثمارات الصينية الضخمة في البنية التحتية بمنطقة الساحل، مؤكدا أن الولايات المتحدة لا تريد فقط منع التوسع الصيني في أفريقيا، بل تسعى أيضًا لأن تكون المنافس الأول للصين في جميع أنحاء العالم.
وعاد أستاذ العلوم السياسية إلى مؤشرات التنمية البشرية والمؤشرات الاقتصادية للجزائر التي تُظهر نموًا مستمرًا، مما يعني أن فرص الاستثمار والشراكة باتت أكبر مما كانت عليه في السابق.
وأكد أن الحديث عن المرحلة القادمة يعني الحديث عن المصلحة والفائدة، وهو ما تعتمد عليه الولايات المتحدة وهو ما ينطبق على الجزائر التي تهدف إلى توسيع شراكاتها، وذلك يعني وجودها في جميع المناطق والانخراط مع شركاء متعددي الأطراف، كونها نقطة ارتكاز إستراتيجية.
رئيس أركان الجيش الجزائري عقد محادثات مع قائد قوات الأفريكوم شملت حالة التعاون العسكري بين البلدين (مواقع التواصل) تقارب أمنيويؤكد الخبير في الشؤون الأمنية أحمد ميزاب أن توقيع مذكرة التفاهم بين الجزائر والولايات المتحدة مع بداية عهد ترامب يحمل دلالات عديدة خاصة في ظل السياقات الدولية والتحولات المستجدة عالميا.
ويقول ميزاب -في حديثه للجزيرة نت- إن هناك تغييرا في الأولويات الأميركية، فقد كانت إدارة ترامب في ولايته السابقة أقل اهتمامًا بأفريقيا، لكن تصاعد التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي دفع واشنطن إلى مراجعة إستراتيجياتها الأمنية، من خلال توسيع تعاون أمني مع الجزائر لمواجهة التحديات المشتركة.
ورأى الخبير ذاته أن تصريحات قائد "الأفريكوم" تعكس رغبة أميركية في تعزيز دورها في الساحل الأفريقي بعد الانسحاب التدريجي لفرنسا، لكنها تفضل تحقيق ذلك عبر شراكات محلية بدل الانتشار وهو ما جعلها تراهن على الجزائر.
إعلانوأكد أن وصف الولايات المتحدة للجزائر بأنها "بلد رائد" يؤكد أن واشنطن ترى في الجزائر شريكًا محوريا، وذلك يفتح الباب أمام تعاون أمني موسع يشمل التدريب وتبادل المعلومات ودعم القدرات العسكرية الجزائرية، بالإضافة إلى محاولة خلق توازن في المنطقة.
وبالعودة إلى حدود التعاون بين البلدين، قال ميزاب إنها تتحدد وفق العقيدة الدفاعية الجزائرية الواضحة، حيث ترفض الجزائر أي وجود عسكري أجنبي على أراضيها أو أي عسكرة للمنطقة.
ونوه إلى أن تعميق الشراكة مع واشنطن لا يعني استبدال روسيا بالولايات المتحدة كون موسكو لا تزال الشريك الأبرز للجزائر.