غزة في صنعاء.. جامعة يمنية تخصص معرضها الفني السنوي للقضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
اكتظت قاعة معرض الغرافيكس الثامن بجامعة العلوم والتكنولوجيا في العاصمة اليمنية صنعاء، بمئات الطلاب والزوار الذين تجولوا بأركان المعرض الإبداعي الذي كرس هذا العام حول القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويعد المعرض تقليدا سنويا تقيمه الجامعة لعرض إبداعات طالبات الغرافيكس والوسائط المتعددة.
وفي حديث للجزيرة نت قال عميد كلية الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور بلال الفهيدي إن المعرض جاء في سياق التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، و"الذي يواجه حرب إبادة وعدوانا إسرائيليا غاشما ووحشيا غير مسبوق أمام مرأى العالم".
وأضاف الفهيدي "أردنا من خلال المعرض إبراز المعاناة والمحرقة التي يواجهها الشعب الفلسطيني وكشف الإجرام والإرهاب الصهيوني الذي يستهدف بقنابل الدمار وصواريخ الموت البشر والحجر والشجر" في غزة.
وأشار إلى أنه قد جرى إنتاج أكثر من 80 فيديو ترويجيا ودعائيا لإيضاح ما يتعرض له الشعب الفلسطيني "من عدوان همجي بربري من قبل الصهاينة وبالسلاح الغربي".
رسالة تضامنوبحسب مسؤول قسم الغرافيكس بالجامعة الدكتور جواد الحمادي، فإن طلبة القسم أصروا من خلال المعرض أن يوصلوا رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني، بواسطة استخدام الفرشاة والتصميم الغرافيكي وبكافة الرموز والأشكال ويقدموا عينات من المباني المدمرة التي استهدفها العدوان الإسرائيلي.
ولفت الحمادي للجزيرة نت إلى أن المعرض حوى 100 لوحة فنية وتشكيلية خصصت كلها من أجل فلسطين ورموزها وقادتها وشهدائها، ونصرة لحقهم في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
من جانبه، أوضح أمين القحطاني عضو هيئة التدريس في الجامعة والمشرف على العمل الغرافيكي "مجسم غزة"، أن الطالبات حاولن تسليط الضوء على قضية الشعب الفلسطيني المظلوم وقضيته العادلة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وعرض المأساة التي تعرضت لها غزة بسكانها ومدنها من تدمير كل مقومات الحياة فيها.
مجسمات غزةوقال القحطاني للجزيرة نت إنه "من خلال المجسم المعروض، جرى التركيز على هول الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني في غزة، والذي يتعرض لحرب إبادة، حيث اختيرت عدة مجسمات كنماذج"، ومنها:
مجسم مسجد التابعين "الذي تعرض المصلون فيه خلال صلاة الفجر للقصف بصواريخ الطائرات الإسرائيلية وهو ما أدى لمجزرة بشعة". مجسم مستشفى الشفاء "الذي استهدف عمدا بالقصف الإسرائيلي والحصار والتدمير والتنكيل بالمرضى والأطباء واللاجئين المحتمين به". مدارس للأونروا "التي تعرض اللاجئون بها للمجازر الممنهجة والمستمرة وغير المبررة سوى القتل الوحشي". مجسم جامعة القدس المفتوحة، وكنيسة الروم، ومزارع الزيتون وخيام اللاجئين والأبراج السكنية، "وجميعها مرافق مدنية محمية بالقانون الدولي، لكنها كانت هدفا لطائرات العدوان الإسرائيلي ومدافعه وقنابله الناسفة". جرائم الحرب
وشاركت 30 طالبة في العمل على مجسمات غزة لمدة 3 أسابيع وفقا للخريجة حنان حسين البهجي، والتي تحدثت للجزيرة نت قائلة إن المجسمات "عرضت نماذج مما تعرضت له غزة من دمار واسع لمنازلها وجامعاتها ومساجدها وكنائسها ومستشفياتها وتجريف مزارعها وشوارعها وهدم مدارسها وكل مظاهر الحياة بها".
وذكرت البهجي أن المجسمات صنعت من مواد أولية مثل الفلين والقطن و"قد جرى إظهار مدى حجم الانفجارات الناتجة عن القصف الإسرائيلي لمنازل الفلسطينيين والرعب الذي يواجهه السكان خاصة الأطفال والنساء الذين يرتقون شهداء، وأما من نجا منهم فيعيش حالات وصدمات نفسية جراء قوة الانفجارات والقصف الهستيري لآلة الموت الإسرائيلية".
من جهتها، أفادت الطالبة رؤى محمد الأسلمي بأنهن حاولن التركيز من خلال المجسمات "على انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المنشآت المدنية خصوصا المنازل والمستشفيات والمساجد والمدارس والجامعات، لتوضيح ما يجري من حرب إبادة لكل ما هو فلسطيني في غزة ورفح وخان يونس وللتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ووقوفنا معهم، لأن قضيتهم هي قضيتنا".
رموز فلسطين
أما الطالبة آلاء الحاشدي، فقامت مع أربع من زميلاتها برسم لوحة كبيرة تحوي وجوه "شهداء الأمة وقادتها" تضم 13 شخصية فلسطينية "من رموز المقاومة والجهاد والنضال".
وقالت الحاشدي للجزيرة نت إن مشاعرها وزميلاتها لا توصف وهن يرسمن "شخصيات عظيمة استشهدت في سبيل الأقصى وغزة ومن أجل تحرير فلسطين من احتلال الصهاينة الذين جاؤوا من كل أنحاء العالم ليقيموا دولة على أرض شعب عربي مسلم وقتله وطرده من بلاده".
واعتبرت أن رسم وجوه وملامح "هذه الشخصيات العزيزة هو مساهمة لتخليد ذكراهم وأرواحهم الطاهرة، ولتقدير دورهم الكبير في المقاومة على طريق تحرير القدس وفلسطين من دنس الاحتلال الإسرائيلي".
من جهتها، قامت الطالبة هبة الله هيكل المعمري، برسم بورتريه لمراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح وكتبت أسفلها كلمته المشهورة "معلش"، وقالت للجزيرة نت إن فكرة اللوحة جاءت عقب استشهاد زوجة وائل الدحدوح وابنه محمود وابنته شام وحفيده آدم، فرسمت اللوحة لتجسيد وجعه ومعاناته ومن خلاله معاناة وآلام الشعب الفلسطيني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاحتلال الإسرائیلی الشعب الفلسطینی للجزیرة نت من خلال فی غزة
إقرأ أيضاً:
لوموند: كيف أثر السيسي على الدور الذي كانت تلعبه مصر في القضية الفلسطينية؟
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرًا سلطت خلاله الضوء عن مدى استفادة النظام المصري من إطالة أمد الصراع في غزة، العامل الذي يجعله يتراخى في البحث عن سبل حله.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الطبيعة العسكرية العميقة للنظام المصري ظلت قائمة منذ سنة 1952، عند إطاحة جمال عبد الناصر والضباط الأحرار بالملكية البرلمانية.
وأضافت الصحيفة أن هذه الهيمنة العسكرية استمرت في عهد خلفاء ناصر، أنور السادات ثم حسني مبارك، قبل أن تهتز خلال الاضطرابات الثورية بين سنتي 2011 و2013.
وأنهى الانقلاب العسكري الذي نفذه عبد الفتاح السيسي الفترة الانتقالية وأعاد ترسيخ أسس النظام العسكري الذي تقوم خلاله الدائرة الرئاسية بتوزيع الامتيازات بين الجنرالات، سواء كانوا في الخدمة الفعلية أو "متقاعدين" يشغلون مناصب في القطاع الخاص. في المقابل، تتولى أجهزة المخابرات فرض رقابة شديدة على البلاد والشعب، مع هيمنة جهاز المخابرات العامة، الكيان العسكري المكلف بتنفيذ عمليات داخل مصر وخارجها.
"إيجار" غزة
وأوضحت الصحيفة أنه بمجرد عودته إلى البيت الأبيض؛ قرر دونالد ترامب تعليق جميع أشكال المساعدات الخارجية، باستثناء الدعم المقدم لإسرائيل وكذلك لمصر. ويعود الفضل في استثناء نظام السيسي من القرار إلى بند في معاهدة السلام الموقعة سنة 1979 بين إسرائيل ومصر تحت إشراف الولايات المتحدة يقضي بمنح دعم عسكري سنوي لإسرائيل يناهز حجمه ملياري دولار وثلثي هذا المبلغ لمصر.
وطيلة أكثر من أربعة عقود من الزمن، ظل الجنرالات المصريون يعتبرون أن هذا المبلغ حق مكتسب لهم رافضين تخصيص حتى جزء منه إلى تنمية البلاد. وغالبًا ما يُعاد استثمار هذا المبلغ في شراء المعدات الأمريكية، مما يتيح للقاهرة الحصول على دعم الصناعيين المعنيين في واشنطن الذي يشكلون "مجموعة ضغط".
وتشيد مجموعة الضغط هذه بمساهمة نظام السيسي في الحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة منذ سيطرة حماس عليه في حزيران/ يونيو بعد فوزها في الانتخابات2007. مع استمرار تراجع نفوذ بلاده في الأزمات الإقليمية، من ليبيا والسودان إلى اليمن تزداد العائدات التي يجنيها السيسي من استمرار الحرب في غزة.
ولهذا السبب يبالغ نظام السيسي بشأن أهمية المفاوضات المفترض تنظيمها في القاهرة، سواء بين إسرائيل وحماس أو بين الفصائل الفلسطينية. إن الحوار الفلسطيني الداخلي بشأن تسليم السلطة التي تتقلدها حماس إلى غزة متوقف منذ ستة عشر شهراً، دون الوصول إلى أي صيغة قابلة للتطبيق. في المقابل، المحادثات الجادة الوحيدة بشأن الهدنة في غزة، والتي ترتب عنها إعلان الهدنة الحالية، كانت تحت إشراف قطر.
أرباح كبيرة
وذكرت الصحيفة أن عدم فاعلية أجهزة الدولة المصرية على الرغم من الكفاءات والخبرات التي تمتلكها هو نتيجة تطبيق قرارات سياسية على أعلى مستوى. في الواقع، تسمح الأزمة الفلسطينية بإحياء المشهد الدبلوماسي والإعلامي في القاهرة، التي تراجع دورها بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر الحصار المفروض على غزة فرصًا متعددة للمخابرات العسكرية وعميلها إبراهيم العرجاني، الزعيم البدوي الذي لم يكتفِ فقط بتجنيد ميليشيا كبيرة لدعم الجيش المصري في سيناء، بل يسيطر فعليًا على عمليات الدخول والخروج من قطاع غزة عبر معبر رفح.
وبينت الصحيفة أنه حتى حدوث الهجوم الإسرائيلي على رفح في آيار/مايو 2024، والذي نتج عنه غلق المعبر المصري؛ تمت مطالبة كل فلسطيني يرغب في الفرار من الحرب بدفع مبالغ تصل إلى آلاف الدولارات. بالإضافة إلى ذلك، فرض العرجاني ومجموعته على الشاحنات المتجهة نحو غزة، دفع ضرائب تناهز عشرات الملايين من الدولارات شهريًا. إلى جانب ذلك، تم إنشاء شركة أمنية باسم "الأقصى"، مكلفة بحماية الشاحنات داخل قطاع غزة، بتكلفة باهظة.
وأوردت الصحيفة أن الهدنة السارية في غزة منذ 19 كانون الثاني/ يناير أدت إلى إعادة الفتح الجزئي لمعبر رفح، مما أعاد تنشيط شبكات التهريب التابعة لإبراهيم العرجاني، حيث تم فرض رسوم تصل إلى عشرين ألف دولار على كل شاحنة تجارية.
وبفضل العلاقة التي تجمعه مع محمود السيسي، نجل الرئيس ونائب رئيس جهاز المخابرات العسكرية أصبح العرجاني شخصية فوق القانون. بالإضافة إلى ذلك، تتكفل شركته "الأقصى" بتوفير المرتزقة المكلّفين بمراقبة عمليات العبور بين شمال وجنوب قطاع غزة.
وتحرص المخابرات المصرية على عدم التواجد فعليًا داخل قطاع غزة خدمة لمصالحها، بحيث يستفيد نظام السيسي من استمرار تدهور الوضع في غزة، عن طريق مواصلة ابتزاز المدنيين الذين يحاولون المغادرة وفرض الرسوم على الشاحنات التي تدخل القطاع.
وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة بأن فهم الدوافع العميقة لسياسة النظام المصري في غزة أمر ضروري لتقييم مدى قدرته على التصدي لـ"رؤية" دونالد ترامب، التي تقوم على تهجير سكان قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".