اكتظت قاعة معرض الغرافيكس الثامن بجامعة العلوم والتكنولوجيا في العاصمة اليمنية صنعاء، بمئات الطلاب والزوار الذين تجولوا بأركان المعرض الإبداعي الذي كرس هذا العام حول القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ويعد المعرض تقليدا سنويا تقيمه الجامعة لعرض إبداعات طالبات الغرافيكس والوسائط المتعددة.

وفي حديث للجزيرة نت قال عميد كلية الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور بلال الفهيدي إن المعرض جاء في سياق التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، و"الذي يواجه حرب إبادة وعدوانا إسرائيليا غاشما ووحشيا غير مسبوق أمام مرأى العالم".

وأضاف الفهيدي "أردنا من خلال المعرض إبراز المعاناة والمحرقة التي يواجهها الشعب الفلسطيني وكشف الإجرام والإرهاب الصهيوني الذي يستهدف بقنابل الدمار وصواريخ الموت البشر والحجر والشجر" في غزة.

وأشار إلى أنه قد جرى إنتاج أكثر من 80 فيديو ترويجيا ودعائيا لإيضاح ما يتعرض له الشعب الفلسطيني "من عدوان همجي بربري من قبل الصهاينة وبالسلاح الغربي".

رسالة تضامن

وبحسب مسؤول قسم الغرافيكس بالجامعة الدكتور جواد الحمادي، فإن طلبة القسم أصروا من خلال المعرض أن يوصلوا رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني، بواسطة استخدام الفرشاة والتصميم الغرافيكي وبكافة الرموز والأشكال ويقدموا عينات من المباني المدمرة التي استهدفها العدوان الإسرائيلي.

ولفت الحمادي للجزيرة نت إلى أن المعرض حوى 100 لوحة فنية وتشكيلية خصصت كلها من أجل فلسطين ورموزها وقادتها وشهدائها، ونصرة لحقهم في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

من جانبه، أوضح أمين القحطاني عضو هيئة التدريس في الجامعة والمشرف على العمل الغرافيكي "مجسم غزة"، أن الطالبات حاولن تسليط الضوء على قضية الشعب الفلسطيني المظلوم وقضيته العادلة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وعرض المأساة التي تعرضت لها غزة بسكانها ومدنها من تدمير كل مقومات الحياة فيها.

مجسمات غزة

وقال القحطاني للجزيرة نت إنه "من خلال المجسم المعروض، جرى التركيز على هول الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني في غزة، والذي يتعرض لحرب إبادة، حيث اختيرت عدة مجسمات كنماذج"، ومنها:

مجسم مسجد التابعين "الذي تعرض المصلون فيه خلال صلاة الفجر للقصف بصواريخ الطائرات الإسرائيلية وهو ما أدى لمجزرة بشعة". مجسم مستشفى الشفاء "الذي استهدف عمدا بالقصف الإسرائيلي والحصار والتدمير والتنكيل بالمرضى والأطباء واللاجئين المحتمين به". مدارس للأونروا "التي تعرض اللاجئون بها للمجازر الممنهجة والمستمرة وغير المبررة سوى القتل الوحشي". مجسم جامعة القدس المفتوحة، وكنيسة الروم، ومزارع الزيتون وخيام اللاجئين والأبراج السكنية، "وجميعها مرافق مدنية محمية بالقانون الدولي، لكنها كانت هدفا لطائرات العدوان الإسرائيلي ومدافعه وقنابله الناسفة". جرائم الحرب

وشاركت 30 طالبة في العمل على مجسمات غزة لمدة 3 أسابيع وفقا للخريجة حنان حسين البهجي، والتي تحدثت للجزيرة نت قائلة إن المجسمات "عرضت نماذج مما تعرضت له غزة من دمار واسع لمنازلها وجامعاتها ومساجدها وكنائسها ومستشفياتها وتجريف مزارعها وشوارعها وهدم مدارسها وكل مظاهر الحياة بها".

وذكرت البهجي أن المجسمات صنعت من مواد أولية مثل الفلين والقطن و"قد جرى إظهار مدى حجم الانفجارات الناتجة عن القصف الإسرائيلي لمنازل الفلسطينيين والرعب الذي يواجهه السكان خاصة الأطفال والنساء الذين يرتقون شهداء، وأما من نجا منهم فيعيش حالات وصدمات نفسية جراء قوة الانفجارات والقصف الهستيري لآلة الموت الإسرائيلية".

من جهتها، أفادت الطالبة رؤى محمد الأسلمي بأنهن حاولن التركيز من خلال المجسمات "على انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المنشآت المدنية خصوصا المنازل والمستشفيات والمساجد والمدارس والجامعات، لتوضيح ما يجري من حرب إبادة لكل ما هو فلسطيني في غزة ورفح وخان يونس وللتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ووقوفنا معهم، لأن قضيتهم هي قضيتنا".

رموز فلسطين

أما الطالبة آلاء الحاشدي، فقامت مع أربع من زميلاتها برسم لوحة كبيرة تحوي وجوه "شهداء الأمة وقادتها" تضم 13 شخصية فلسطينية "من رموز المقاومة والجهاد والنضال".

وقالت الحاشدي للجزيرة نت إن مشاعرها وزميلاتها لا توصف وهن يرسمن "شخصيات عظيمة استشهدت في سبيل الأقصى وغزة ومن أجل تحرير فلسطين من احتلال الصهاينة الذين جاؤوا من كل أنحاء العالم ليقيموا دولة على أرض شعب عربي مسلم وقتله وطرده من بلاده".

واعتبرت أن رسم وجوه وملامح "هذه الشخصيات العزيزة هو مساهمة لتخليد ذكراهم وأرواحهم الطاهرة، ولتقدير دورهم الكبير في المقاومة على طريق تحرير القدس وفلسطين من دنس الاحتلال الإسرائيلي".

من جهتها، قامت الطالبة هبة الله هيكل المعمري، برسم بورتريه لمراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح وكتبت أسفلها كلمته المشهورة "معلش"، وقالت للجزيرة نت إن فكرة اللوحة جاءت عقب استشهاد زوجة وائل الدحدوح وابنه محمود وابنته شام وحفيده آدم، فرسمت اللوحة لتجسيد وجعه ومعاناته ومن خلاله معاناة وآلام الشعب الفلسطيني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاحتلال الإسرائیلی الشعب الفلسطینی للجزیرة نت من خلال فی غزة

إقرأ أيضاً:

«الشوا» يشيد بموقف مصر في دعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته وحقوقه المشروعة

أشاد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، بالدور المصري في دعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته وعن حقوقه المشروعة، خاصة في هذه الفترة.. وقال «إننا نعول على الموقف المصري والقطري، والعربي بصفة عامة، لوقف إطلاق النار حتى يتم إنقاذ أرواح المدنيين الفلسطينيين، والعمل باتجاه البدء في إعمار قطاع غزة».

وأضاف الشوا، في مداخلة مع قناة (النيل للأخبار) اليوم /الأربعاء/، «كما أننا نعول على كثير من الشعوب الصديقة والحركات التي نشهدها في العالم من أجل الضغط الإدارة الأمريكية لممارسة دورها لوقف انحيازها، وأن تطبق المنظومة القانونية الدولية"، مشيرا إلى أن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب العديد من المجازر في مناطق مختلفة من قطاع غزة، كما يمارس عملية إبادة جماعية على كافة المستويات، بينما يتم الحديث عن هدنة ووقف فوري لإطلاق النار».

ورأى مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أن سبب ما يحدث يرجع إلى «الانحياز الأمريكي الذي يغمض عينيه تجاه جرائم الاحتلال، ويبرر هذه الاعتداءات».. وقال »إذا لم تكن هناك محاسبة من محكمة الجنائية الدولية والعدل على هذه الجرائم، فسوف يمضي الاحتلال في هذه الجرائم بحق الفلسطينيين».

واعتبر أنه «لا يوجد أي أمل في الدور الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية، إلا إذا كان هناك تحرك من الشارع الأمريكي، خاصة في فترة هذه الانتخابات»، مشيرا إلى أنه كانت هناك حركات حقيقية في الجامعات وكثير من الهيئات هناك للتنديد بهذا الموقف المنحاز، وأن «صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم يدفعنا إلى عدم التفاؤل بأخذ أي خطوات في القريب تجاه وقف إطلاق النار».

وقال الشوا إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يحاول جاهدًا البقاء في السلطة وإطالة أمد الصراع لأطول فترة، "حتى يتمتع بالحصانة وخوفًا من المحكمة بسبب فساده على مدار السنوات الماضية"، منتقدا في الوقت نفسه تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت حول رغبته في الهدنة، قائلا: إن "جالانت مسؤول بشكل مباشر عن عمليات القتل التي تمارس بحق الفلسطينيين، وهو من يضع التوجهات والخطط لتدمير البنية التحتية بمختلف أشكالها في غزة"، وذلك ردا على تجديد جالانت دعمه لاتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.

اقرأ أيضاًأمجد الشوا: 3 أيام غير كافية لتطعيم نحو 640 ألف طفل في غزة ضد شلل الأطفال

أمجد الشوا: ما يحدث في غزة دليل على ازدواجية المعايير لدى أمريكا

مقالات مشابهة

  • 13 سبتمبر خلال 9 أعوام.. غارات مكثفة على منازل المواطنين وممتلكاتهم في عدة محافظات يمنية
  • وزير الخارجية يثمن موقف مدريد الداعم للقضية الفلسطينية
  • صحف عالمية: فوز ترامب أكثر كارثية على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • الرئيس السيسي يثمن المواقف الكويتية الداعمة للقضية الفلسطينية
  • خبير علاقات دولية: مصر تمثل القلب الصلب للقضية الفلسطينية دائمًا
  • جامعة صنعاء تنظم فعالية مركزية بذكرى المولد النبوي الشريف
  • النائب أيمن محسب: استقرار المنطقة مرتبط بتسوية عادلة للقضية الفلسطينية
  • اللقاء السنوي لمنتسبي “برنامج تطوير كوادر القطاع الصحي ” في جامعة الشارقة
  • «الشوا» يشيد بموقف مصر في دعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته وحقوقه المشروعة
  • (إعلان الرباط): وقف العدوان الإسرائيلي ينبغي أن يشكل مدخلا للتسوية النهائية والعادلة للقضية الفلسطينية