بلوغ سن الرشد.. نهاية الحلم أم بداية الكابوس لشباب الفنيدق الباحثين عن الفردوس المفقود؟
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
أخبارنا المغربية- عمر اياسينن
الهجرة السرية ليست مجرد قرار فردي ينطلق من رغبة في تحسين الظروف المعيشية، بل أصبحت في مدينة الفنيدق وجوارها ظاهرة اجتماعية تتداخل فيها مشاعر اليأس والرغبة في الهروب من واقع مرير. ما يثير الانتباه أن بلوغ سن الثامنة عشر، الذي يفترض أن يكون علامة على النضج والاستقلالية، أصبح في ظل هذه الظروف كابوسًا يحطم آمال العديد من الشباب في تحقيق حلمهم بالوصول إلى سبتة المحتلة، التي يرون فيها "الفردوس المفقود".
إن بلوغ سن الرشد في سياق الهجرة السرية يضع الشاب أمام واقع معقد. ففي حين أن القانون يعامل القاصرين بتسامح نسبي، حيث يتم إدماجهم في مؤسسات الرعاية الاجتماعية وتقديم بعض الحماية لهم، يجد الشاب الذي تجاوز الثامنة عشر نفسه أمام معاملة قانونية أكثر صرامة. يصبح من الصعب عليهم تجاوز الحدود والاستقرار في سبتة في حالة عدم قبول ملف طلب اللجوء، مما يجعل بلوغ هذه السن حاجزًا نفسيًا وقانونيًا في آن واحد.
إن الشباب الذين يترقبون بلوغهم سن الثامنة عشر، يعيشون ما يشبه العد العكسي لهروبهم من واقعهم. ولكن بدل أن يكون هذا الحدث فرصة لتكوين حياة جديدة، يراه البعض منهم بمثابة النهاية لأحلامهم بالهروب إلى "الفردوس المفقود". فالقوانين الأوروبية المشددة تجاه الهجرة السرية، إضافة إلى الإجراءات الأمنية الصارمة، تجعل من عبور الحدود بعد هذا السن تحديًا بالغ الصعوبة، حتى بات البعض منهم يشعر بأن هذه اللحظة تشكل نقطة تحوّل سلبية في حياتهم.
أمام هذا الواقع، يجد الشباب أنفسهم أمام خيارات محدودة، إما أن يظلوا في وضعية انتظار مريرة في مدينتهم، محاصرين بالبطالة والتهميش، أو أن يخوضوا مغامرة غير مضمونة للوصول إلى ما يرونه حلاً لأزماتهم. لكن في المقابل، تجد بعض الفئات الشابة نفسها مجبرة على التخلي عن الحلم، محاولين التأقلم مع واقعهم المرير أو البحث عن فرص أخرى قد تبدو أقل خطورة ولكنها أيضًا أقل إغراء.
إن تحوّل سن الثامنة عشر إلى حاجز في وجه الشباب الطامح للهجرة إلى سبتة يعكس واقعًا اجتماعيًا واقتصاديًا معقدًا في مناطق الشمال المغربي. هذا الواقع يتطلب التفكير في حلول شاملة تأخذ بعين الاعتبار تحسين الظروف المحلية للشباب، وتمكينهم من تحقيق أحلامهم وطموحاتهم دون الحاجة إلى المخاطرة بحياتهم في رحلة غير مضمونة النتائج. فمن حق هؤلاء الشباب أن يروا في وطنهم "الفردوس المفقود" الذي يسعون إليه، بدل البحث عنه في مكان آخر.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الثامنة عشر
إقرأ أيضاً:
مدرب تونس: بداية مباراة الجزائر غير موفقة.. ولقاؤنا مع مصر «نهائي مبكر»
اعترف سليم بن عاشور، المدير الفني لمنتخب تونس تحت 20 سنة، أن المباراة أمام الجزائر كانت صعبة للغاية رغم الفوز.
وقال مدرب منتخب تونس: إن بداية اللقاء كانت غير موفقة بالمرة، إذ شهد الشوط الأول تراجعا فنيا وبدنيا، وطلبت من لاعبينا العودة للأجواء، وحدث ذلك في الشوط الثاني، وبدأوا بالعودة للقاء تدريجيًا.
وأضاف: «أنا لا أحب التعليق على قرارات التحكيم، ولكن من وجهة نظري، أرى أن لفريقنا ضربة جزاء صحيحة لم تحتسب، وهو أمر محزن».
وأشار المدير الفني لتونس إلى أن «لا بديل عن الفوز أمام المنتخب المصري المباراة المقبلة، وذلك من أجل التأهل، وأعتبرها نهائي مبكر أمام صاحب الأرض والجمهور، وسوف أشاهد لقاء اليوم مرة أخرى من أجل وضع التشكيل المناسب للمباراة المقبلة مع مصر».
مدرب تونس ليس راضيًا عن فريقهوأكد أن فريقه لم يقدم المستوى الفني المطلوب خلال مباريات البطولة، وليس راضيا بالطبع عنه، وهناك تراجع بدني اليوم أمام الجزائر بدون داع، خلال أغلب فترات اللقاء بسبب ضغط المباريات.