المخرور.. الاستيطان يتربص بجنّة بيت لحم
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
بيت لحم- منذ سنوات تكافح عائلة قيسية الفلسطينية، من بلدة بيت جالا، بمحافظة بيت لحم لتثبيت أقدامها في قطعة تمتلكها بوثائق رسمية منذ عقود، لكن الاحتلال يتربّص بها ويهدم كل ما تبنيه. وأخيرا، أعلن عن مشروع استيطاني كبير لا يستهدف أرضها فقط، إنما جبلا كاملا.
ويطلق السكان على آلاف الدونمات في واد وجبل المخرور الغني بالأشجار المثمرة والينابيع "جنة بيت جالا"، حيث المتنفس الوحيد لأهالي بلدة بيت جالا في عطلة نهاية الأسبوع، بعد أن حاصر الاحتلال بيت لحم عامة بالمشاريع الاستيطانية.
وتواصل عائلة قيسية، ومعها متضامنون من أنحاء العالم، الاعتصام في خيمة أقامتها قرب أراضيها التي استولى عليها مستوطنون ويحظر دخولها حاليا بأمر عسكري.
تملك عائلة قيسية نحو 4 دونمات (الدونم ألف متر مربع) من أراضي المخرور. ونهاية يوليو/تموز الماضي، اقتحمها مستوطنون في محاولة للاستيلاء عليها بوثائق مزوّرة، وفق أميرة ابنة عائلة قيسية مالكة قطعة الأرض.
ورفضت العائلة الفلسطينية المسيحية الأمر الواقع الذي سعى لفرضه المستوطنون بقوة السلاح والجيش، فحاولت ومعها متضامنون منذ أيام دخول الأرض واستعادتها بمسيرة سلمية، لكنها اشتبكت مع المستوطنين الذين سارع لنصرتهم جيش الاحتلال، مما أوقع إصابات بين المتضامنين.
وبدل إبعاد المستوطنين عن الأرض، أصدر جيش الاحتلال قرارا بإعلانها "منطقة عسكرية مغلقة" ومنع الدخول إليها حتى الثاني من سبتمبر/أيلول القادم، واعتدى على أصحاب الأرض والمتضامنين معهم.
تقول أميرة قيسية للجزيرة نت، في اتصال من خيمة الاعتصام التضامنية مع عائلتها، إن هدف العائلة ومن يتضامن معها من ناشطين و-بينهم إسرائيليون مناهضون للاحتلال- هو "الوصول إلى الأرض وليس افتعال المشاكل".
وتضيف أن 16 عملية هدم استهدفت منشآت أقامها عائلتها في الأرض منذ عام 2019، بينها مطعم وكوخ وخيمة وغرفة متنقلة ومتنزها وغيرها.
وتشير إلى أن وضع اليد على أرض عائلتها يعني الاستيلاء على جبل كامل من الأراضي الفلسطينية غني بالمزروعات وينابيع المياه، وبالتالي تحويله إلى مستوطنة أعلن عنها الاحتلال باسم "ناحل حاليتز" تشكل حلقة وصل بين مستوطنات مقامة على أرض القدس شمالا ومستوطنات على أراضي بيت لحم والخليل جنوبا.
شاهد| قوات الاحـتلال تنفذ عمـليـات هتدم في منطقة المخـرور ببيت جالا قضاء بيت لحم.#فلسطين pic.twitter.com/FhNCk1yaiN
— أخبار فلسطين (@QudsNN) June 16, 2020
استيلاء بالتزويروفق أميرة قيسية، فإن المستوطنين وبدعم من جمعيات استيطانية عالمية يحاولون التسلل إلى الجبل من خلال وثائق تسجيل الأرضي (الطابو) التي تعود إلى العهدين الأردني والعثماني والتي آلت إلى مئات الورثة، "حيث لم تكن شهادات التسجيل تحدد قطع الأراضي بدقة، وبالتالي فإن الحصول على طابو واحد يهدد الجبل كاملا".
ولفتت إلى نجاح العائلة في كافة المعارك القضائية مع مستوطنين وجمعيات استيطانية لم تستطع إثبات أي صلة لها بالأرض، ومع ذلك تستمر المحاولات وبرعاية جيش الاحتلال وتزايدت في ظل الحرب على غزة.
تصف المواطنة الفلسطينية أراضي المخرور بأنها المنطقة الوحيدة الخضراء المتبقية لبيت لحم، حيث تم الاستيلاء على مناطقها البرية شرقا، مضيفة "فيها غروب الشمس أحلى منظر، وعيون المياه".
من جهته، يقول مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في بيت لحم حسن بريجية للجزيرة نت إن جبل المخرور مصنف منطقة "ج" وفق اتفاق أوسلو، أي يخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة.
وأضاف أن الجبل والوادي "يتمتعان بدوام الخضرة نتيجة لكثافة الأشجار والنباتات والبيوت، وانتشار القصور التاريخية التي تؤهل المكان ليكون جزءا من التراث العالمي" لكن الفلسطينيين وأصحاب الأراضي يلاحَقون فيه.
مستوطنة جديدةيقول بريجية إنه مع إضعاف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش لسلطة الجيش الإسرائيلي في الضفة، فإن موظفين محسوبين عليه وكانوا جزءا من منظمات استيطانية ينفذون سياساته ويسعون للسيطرة على وادي المخرور وحرمان الفلسطينيين من آلاف الدونمات من أراضيهم الزراعية، وإقامة مستوطنة جديدة.
ومنتصف أغسطس/آب الجاري، أعلن سموتريتش الشروع بإقامة مستوطنة جديدة سماها "ناحل حاليتز" في منطقة المخرور من أراضي بيت لحم بهدف ربط الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون" بين بيت لحم والخليل بالقدس.
والاثنين، قام القنصل الفرنسي في القدس نيكولاس كاسيانيديس، بزيارة خيمة الصُّمود المقامة للتضامن مع أصحاب أراضي المخرور، والتقى أصحاب الأرض المهدَّد بالمصادرة، وصرح بعدم قانونية المستوطنات الإسرائيلية.
وأشار إلى أن عائلة قيسية التي تملك الأرض تحمل الجنسية الفرنسية، معبرا عن تضامنه معها ودعمه للدفاع عن حقوقها بعد طردها من أرضها من قبل المستوطنين.
وضمن ملاحقة العائلة ومحاولات ترهيبها استدعت الشرطة الإسرائيلية الناشطة أليس قيسيَّة وأمُّها مشيل، أمس الاثنين، وأمرتها بالحضور إلى محكمة الصلح في القدس بعد شكوى استهدفتها من قبل المستوطنين.
ووفق تقرير لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الحكومية الفلسطينية، فإن الجهات المختصة في سلطات الاحتلال درست 39 مخططا هيكليا استيطانيا (مشاريع بناء استيطاني جديدة) في النصف الأول من 2024، وتمت المصادقة على 27 منها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بیت جالا بیت لحم
إقرأ أيضاً:
الصحة الفلسطينية: الاحتلال يتلكأ في تنفيذ الشق الإنساني باتفاق وقف إطلاق النار
قال الدكتور خليل الدقران، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، إن الاحتلال يتلكأ في تنفيذ البروتوكول الإنساني الوارد في اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف الدقران خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن من خرجوا للعلاج خارج غزة لم تتجاوز نسبتهم 25% من النسبة المفترض خروجها، مؤكدا أنه يجب الضغط على الاحتلال لتنفيذ الشق الإنساني من اتفاق وقف إطلاق النار.
وتابع أن عددا كبيرا من المرضى فارق الحياة بسبب عدم الخروج للعلاج خارج غزة، كما أن معظم سكان قطاع غزة يبيتون في خيام مهترئة بسبب عدم وفاء الاحتلال بالتزاماته ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد متحدث الصحة الفلسطينية أنه "لا يوجد لدينا مخزونات طبية في قطاع غزة ومعظم المستشفيات تعمل بشكل جزئي".
دعت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والداخل الفلسطيني المحتل ومن يستطيع من أهالي الضفة الغربية المحتلة، إلى الحشد الواسع والنفير في أيام رمضان المباركة ولياليه، والاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك.
وقالت الحركة علي لسان القيادي بها ماجد أبو قطيش: “نؤكد أهمية الاعتكاف في باحات المسجد الأقصى، والتصدي لقيود الاحتلال التي يفرضها على المصلين تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك، واستكمالا للحرب الصهيونية التهويدية على المسجد من حكومة الاحتلال وجماعات الهيكل المتطرفة”.
وأضاف: “نشدد على ضرورة ديمومة الحشد والرباط واستنهاض الهمم وكل الطاقات في هذا الشهر الفضيل لتجديد العهد مع مسجدنا المبارك، والتأكيد على إسلامية المسجد وأنه حق خالص للمسلمين دون غيرهم”.
وتابع: “دعوة الرباط في الأقصى ينبغي أن تكون مستمرة، ويجب على كل من يستطيع الوصول للأقصى المحافظة على التواجد الدائم فيه، وعدم الرضوخ لقرارات الاحتلال وسياساتها الهادفة لترك المسجد وحيدا”.
وزاد: “إن الاحتلال ومع بدء شهر رمضان صعّد من سياسة الإبعاد والاعتقال للمرابطين وملاحقة رواد المسجد الأقصى والتضييق عليهم وتقييد المخالفات بحق مركباتهم وتهديدهم، في محاولة يائسة لتفريغ المسجد”.
وختم تصريحاته قائلا: “إن شعبنا كما تصدى للاحتلال وانتصر عليه في معركة البوابات سينتصر عليه، وسيبقى حاضرا على الأرض وفي المسجد، فشعبنا المؤمن بطوفان الأقصى ومقاومته التي نهضت في أقدس المعارك نصرة لمقدساتها، قادر على أن يتصدى لهذه الحكومة والجماعات المتطرفة وقادر على الانتصار عليها ورد كيدها مهزومة بإذن الله”.