الجزيرة:
2024-09-13@20:00:21 GMT

المخرور.. الاستيطان يتربص بجنّة بيت لحم

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

المخرور.. الاستيطان يتربص بجنّة بيت لحم

بيت لحم- منذ سنوات تكافح عائلة قيسية الفلسطينية، من بلدة بيت جالا، بمحافظة بيت لحم لتثبيت أقدامها في قطعة تمتلكها بوثائق رسمية منذ عقود، لكن الاحتلال يتربّص بها ويهدم كل ما تبنيه. وأخيرا، أعلن عن مشروع استيطاني كبير لا يستهدف أرضها فقط، إنما جبلا كاملا.

ويطلق السكان على آلاف الدونمات في واد وجبل المخرور الغني بالأشجار المثمرة والينابيع "جنة بيت جالا"، حيث المتنفس الوحيد لأهالي بلدة بيت جالا في عطلة نهاية الأسبوع، بعد أن حاصر الاحتلال بيت لحم عامة بالمشاريع الاستيطانية.

وتواصل عائلة قيسية، ومعها متضامنون من أنحاء العالم، الاعتصام في خيمة أقامتها قرب أراضيها التي استولى عليها مستوطنون ويحظر دخولها حاليا بأمر عسكري.

متضامنون يحملون صورة لوثائق ملكية العائلات الفلسطينية لأرض المخرور (رويترز) نضال طويل

تملك عائلة قيسية نحو 4 دونمات (الدونم ألف متر مربع) من أراضي المخرور. ونهاية يوليو/تموز الماضي، اقتحمها مستوطنون في محاولة للاستيلاء عليها بوثائق مزوّرة، وفق أميرة ابنة عائلة قيسية مالكة قطعة الأرض.

ورفضت العائلة الفلسطينية المسيحية الأمر الواقع الذي سعى لفرضه المستوطنون بقوة السلاح والجيش، فحاولت ومعها متضامنون منذ أيام دخول الأرض واستعادتها بمسيرة سلمية، لكنها اشتبكت مع المستوطنين الذين سارع لنصرتهم جيش الاحتلال، مما أوقع إصابات بين المتضامنين.

وبدل إبعاد المستوطنين عن الأرض، أصدر جيش الاحتلال قرارا بإعلانها "منطقة عسكرية مغلقة" ومنع الدخول إليها حتى الثاني من سبتمبر/أيلول القادم، واعتدى على أصحاب الأرض والمتضامنين معهم.

تقول أميرة قيسية للجزيرة نت، في اتصال من خيمة الاعتصام التضامنية مع عائلتها، إن هدف العائلة ومن يتضامن معها من ناشطين و-بينهم إسرائيليون مناهضون للاحتلال- هو "الوصول إلى الأرض وليس افتعال المشاكل".

وتضيف أن 16 عملية هدم استهدفت منشآت أقامها عائلتها في الأرض منذ عام 2019، بينها مطعم وكوخ وخيمة وغرفة متنقلة ومتنزها وغيرها.

وتشير إلى أن وضع اليد على أرض عائلتها يعني الاستيلاء على جبل كامل من الأراضي الفلسطينية غني بالمزروعات وينابيع المياه، وبالتالي تحويله إلى مستوطنة أعلن عنها الاحتلال باسم "ناحل حاليتز" تشكل حلقة وصل بين مستوطنات مقامة على أرض القدس شمالا ومستوطنات على أراضي بيت لحم والخليل جنوبا.

شاهد| قوات الاحـتلال تنفذ عمـليـات هتدم في منطقة المخـرور ببيت جالا قضاء بيت لحم.#فلسطين pic.twitter.com/FhNCk1yaiN

— أخبار فلسطين (@QudsNN) June 16, 2020

استيلاء بالتزوير

وفق أميرة قيسية، فإن المستوطنين وبدعم من جمعيات استيطانية عالمية يحاولون التسلل إلى الجبل من خلال وثائق تسجيل الأرضي (الطابو) التي تعود إلى العهدين الأردني والعثماني والتي آلت إلى مئات الورثة، "حيث لم تكن شهادات التسجيل تحدد قطع الأراضي بدقة، وبالتالي فإن الحصول على طابو واحد يهدد الجبل كاملا".

ولفتت إلى نجاح العائلة في كافة المعارك القضائية مع مستوطنين وجمعيات استيطانية لم تستطع إثبات أي صلة لها بالأرض، ومع ذلك تستمر المحاولات وبرعاية جيش الاحتلال وتزايدت في ظل الحرب على غزة.

تصف المواطنة الفلسطينية أراضي المخرور بأنها المنطقة الوحيدة الخضراء المتبقية لبيت لحم، حيث تم الاستيلاء على مناطقها البرية شرقا، مضيفة "فيها غروب الشمس أحلى منظر، وعيون المياه".

من جهته، يقول مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في بيت لحم حسن بريجية للجزيرة نت إن جبل المخرور مصنف منطقة "ج" وفق اتفاق أوسلو، أي يخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة.

وأضاف أن الجبل والوادي "يتمتعان بدوام الخضرة نتيجة لكثافة الأشجار والنباتات والبيوت، وانتشار القصور التاريخية التي تؤهل المكان ليكون جزءا من التراث العالمي" لكن الفلسطينيين وأصحاب الأراضي يلاحَقون فيه.

مستوطنة جديدة

يقول بريجية إنه مع إضعاف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش لسلطة الجيش الإسرائيلي في الضفة، فإن موظفين محسوبين عليه وكانوا جزءا من منظمات استيطانية ينفذون سياساته ويسعون للسيطرة على وادي المخرور وحرمان الفلسطينيين من آلاف الدونمات من أراضيهم الزراعية، وإقامة مستوطنة جديدة.

ومنتصف أغسطس/آب الجاري، أعلن سموتريتش الشروع بإقامة مستوطنة جديدة سماها "ناحل حاليتز" في منطقة المخرور من أراضي بيت لحم بهدف ربط الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون" بين بيت لحم والخليل بالقدس.

والاثنين، قام القنصل الفرنسي في القدس نيكولاس كاسيانيديس، بزيارة خيمة الصُّمود المقامة للتضامن مع أصحاب أراضي المخرور، والتقى أصحاب الأرض المهدَّد بالمصادرة، وصرح بعدم قانونية المستوطنات الإسرائيلية.

وأشار إلى أن عائلة قيسية التي تملك الأرض تحمل الجنسية الفرنسية، معبرا عن تضامنه معها ودعمه للدفاع عن حقوقها بعد طردها من أرضها من قبل المستوطنين.

وضمن ملاحقة العائلة ومحاولات ترهيبها استدعت الشرطة الإسرائيلية الناشطة أليس قيسيَّة وأمُّها مشيل، أمس الاثنين، وأمرتها بالحضور إلى محكمة الصلح في القدس بعد شكوى استهدفتها من قبل المستوطنين.

ووفق تقرير لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الحكومية الفلسطينية، فإن الجهات المختصة في سلطات الاحتلال درست 39 مخططا هيكليا استيطانيا (مشاريع بناء استيطاني جديدة) في النصف الأول من 2024، وتمت المصادقة على 27 منها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بیت جالا بیت لحم

إقرأ أيضاً:

سقوط «البومة» فى رفح الفلسطينية

مصرع وإصابة عشرات الإسرائيليين قرب فيلادلفيا ورام الله«جالانت» و«هاليفى»: الضفة ستُفجر فى وجه الجميعذوبان جثامين ضحايا مجزرة المواصى بقنابل أمريكا

ضربات متتالية تتلقاها حكومة الاحتلال الصهيونى برئاسة «بنيامين نتنياهو» فيما تحاصره مظاهرات آلاف المستوطنين فى تل أبيب وعدة مدن للمطالبة بوقف الحرب فى غزة وخلال الساعات الماضى منيت حكومته بسلسلة من العمليات فيما صعد معارضوه حربهم بسياسية الاصطياد فى الماء العكر لإزاحته عن الساحة وإجراء انتخابات مبكرة فيما واصل «بيبى» حرب الإبادة فى غزة لليوم الـ341 على التوالى ضمن سياسة الهروب من أزماته للأمام وصرف الأنظار عما يجرى فى الشارع السياسى الإسرائيلى.

اعترف الاحتلال بمقتل اثنين وإصابة 7 آخرين من قواته فى تحطم مروحية «بلاك هوك» خلال مهمة إنقاذ جندى مصاب فى رفح جنوب قطاع غزة، بأول حادث تحطم ضخم لهذا النوع من الطائرات منذ 30 عاماً.

وأمر قائد سلاح الجو «تومر بار» بإجراء تحقيق لتحديد سبب اصطدام المروحية بالأرض فى المعسكر، بدلا من هبوطها بشكل صحيح وتستخدم مروحيات «بلاك هوك»، المعروفة فى سلاح الجو الإسرائيلى باسم «يانشوف» أو «البومة» باللغة العبرية، فى مهام النقل الروتينية وإنزال القوات وحملها أثناء العمليات العسكرية.

وقال موقع «والا» إن مروحية «بلاك هوك» تشكل العمود الفقرى لمروحيات النقل والإنقاذ فى القوات الإسرائيلية، مشيرا إلى أنها قادرة على حمل 14 إلى 22 جندياً.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن المروحية كانت فى طريقها لإنقاذ مقاتل أصيب برصاص قناص فلسطينى.

وأوضحت الصحيفة أن المروحية وصلت بعد منتصف الليل، وفى المرحلة الأخيرة من الهبوط اصطدمت المروحية بالأرض قرب محور فيلادلفيا، وتحطمت لسبب غير معروف وأشارت الصحيفة إلى أن 4 مروحيات أجلت الجنود المصابين، بعملية استمرت ساعات.

واعتمد الاحتلال على المروحيات للإجلاء الطبى من داخل القطاع، حيث نقلت ما يقرب من ألفى مصاب إلى المستشفيات وأوقف حالياً استعمال «بلاك هوك» حتى معرفة سبب الخلل الذى أدى إلى الحادث، فيما تستمر عمليات الإنقاذ باستعمال مروحيات من طراز آخر.

وقالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن حادث تحطم المروحية كان صعباً وتطلب عملية إنقاذ معقدة للضحايا، مضيفة أن قائد لواء غيفعاتى وصل رفقة قادة كبار آخرين فى اللواء للمساعدة فى إنقاذ الجرحى.

ونقلت الصحيفة عن سلطات الاحتلال أن تحطم المروحية هو أول حادث من نوعه منذ بداية الحرب على قطاع غزة، لكنه ليس الحادث الأول لتضرر مروحية.

وأضافت أنه يوم السابع من أكتوبر الماضى اشتعلت النيران فى مروحية من طراز «ياسير» كانت تنزل جنودا بالقرب من «كيبوتس ألوميم» فى غلاف غزة بعد إصابتها بنيران مقاتلى كتائب القسام. وأوضحت أن مروحيات أخرى أصيبت فى الشهور الماضية بنيران المقاتلين الفلسطينيين، دون أن تؤدى الحوادث إلى مقتل الطيارين الإسرائيليين.

يأتى ذلك فيما وقعت عملية دهس قرب رام الله بالضفة المحتلة تمت بشاحنة وخلفت عدة إصابات بينها إصابة ميؤوس منها، واستشهد منفذ العملية. وحذر وزير الدفاع الإسرائيلى «يوآف جالانت» وقادة الأجهزة الأمنية، رئيس الحكومة «بنيامين نتنياهو»، من تدهور الأوضاع فى الضفة المحتلة، معربين عن مخاوفهم من انفجار قريب للأوضاع.

وأكدت القناة 13 الإسرائيلية، أن هذه التحذيرات جرى استعراضها فى الجلسة الأخيرة للكابينيت السياسى والأمني، بواسطة «جالانت» ورئيس الشاباك، «رونين بار»، ورئيس الأركان، «هرتسى هاليفى».

وحذر قادة الأجهزة الأمنية من أن تفاقم الوضع قد يؤدى إلى عمليات تفجيرية واسعة النطاق تمتد إلى داخل مستعمرات الداخل الفلسطينى المحتل قد تسفر عن سقوط مئات القتلى من الإسرائيليين.

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية «يائير لابيد،» إن الضغط العسكرى الذى تتحدث عنه الحكومة لم يؤد إلى استعادة أسرى إسرائيليين لدى فصائل فلسطينية بقطاع غزة، بل قتلهم.

وأضاف فى حديث لإذاعة «103 إف إم» المحلية: يواصلون القول (الحكومة الإسرائيلية) بأن الضغط العسكرى سيجلب المختطفين، لقد أدى الضغط العسكرى حتى الآن إلى مقتل مختطفين.

وتابع: «ولكن أبعد من ذلك، أى ضغط عسكري؟ هل نشهد عملية كبرى فى غزة؟ توقفوا، وقوموا بعقد صفقة مختطفين».

وكثفت مدفعية الاحتلال قصف جنوب ووسط قطاع غزة، بينما واصل الطيران الإسرائيلى استهداف المنازل المأهولة شمال القطاع مما أدى إلى استشهاد 20 فلسطينياً بينهم عائلة الصحفى الفلسطينى ماهر النجار.

واستهدفت مدفعية الاحتلال منطقة الشاكوش شمال غرب مواصى مدينة رفح جنوباً، كما قصفت غربى مخيم النصيرات وسط القطاع.

وكشف مكتب الإعلام الحكومى والدفاع المدنى فى غزة عن تفاصيل جديدة عن المجزرة المروعة التى ارتكبها الاحتلال فى منطقة مواصى خان يونس.

وقال المكتب - فى بيان له إن 22 شهيدا لم يصلوا المستشفيات بعد المجزرة، وذابت جثامينهم واختفت بسبب القنابل العملاقة التى قصف بها الاحتلال الموقع الذى كان يضم خيماً تؤوى نازحين.

ويمتد الموقع المستهدف ضمن ما تزعم إسرائيل أنها منطقة «آمنة» بطول 12 كيلومتراً على الساحل من غرب دير البلح بوسط قطاع غزة حتى محافظتى خان يونس ورفح جنوباً.

وأوضح الدفاع المدنى أن القصف خلف دمارا كبيرا، حيث نفذ بصواريخ شديدة الانفجار ما خلّف 3 حفر بعمق يصل إلى نحو 10 أمتار.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن خبراء أسلحة أن الهجوم على المواصى تم على الأرجح باستخدام قنابل زنة الواحدة ألفا رطل.

وكانت منطقة المواصى بخان يونس تعرضت فى يوليو الماضى لقصف إسرائيلى أسفر عن استشهاد وإصابة مئات النازحين، وزعم الاحتلال وقتها أنه استهدف قياديين فى حركة حماس بينهم محمد الضيف قائد كتائب القسام.

وتعرف المنطقة لدى الفلسطينيين باسم «سلة الغذاء»، وتمتاز بتربتها الخصبة ومياهها الجوفية العذبة ما جعلها الأنسب للزراعة. وتشكل المواصى نحو 3% من مساحة القطاع البالغة 365 كيلومترًا مربعًا، ومعظم أراضيها عبارة عن تلال رملية. ويوجد عدد قليل من المبانى هناك قد لا يتجاوز 100، وكان يقطنها نحو 9 آلاف نسمة قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس فى السابع من أكتوبر.

وتحولت المواصى إلى منطقة النزوح واللجوء الرئيسية لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين أمرهم الجيش الإسرائيلى بالرحيل عن ديارهم.

 

مقالات مشابهة

  • "الأحرار": لجوء الاحتلال لاستهداف المجاهدين بالطيران يؤكد فشله بالوصول إليهم
  • الأردن: اقتحام الأغوار يستهدف توسيع الاستيطان على الأراضي الفلسطينية
  • «القاهرة الإخبارية»: مصابون بقصف الاحتلال منزلا في مواصي برفح الفلسطينية
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعي القضاء على كتائب القسام في رفح الفلسطينية
  • مشروع قرار فلسطيني أمام الجمعية العامة يطالب بإنهاء الاحتلال خلال ستة أشهر
  • الاتحاد الإنجليزي يتربص بمستقبل غوارديولا مع السيتي
  • إعلام فلسطيني: جيش الاحتلال ينسف مباني سكنية غرب رفح الفلسطينية
  • شديد: اغتيال المقاومين بالطائرات دليل على فشل الاحتلال في مواجهتهم على الأرض
  • قيادي في حماس: اغتيال المقاومين بالطائرات دليل فشل الاحتلال في مواجهتهم على الأرض
  • سقوط «البومة» فى رفح الفلسطينية