سواليف:
2025-02-16@13:10:34 GMT

رحلة العودة إلى السادس من أكتوبر

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

#رحلة_العودة إلى #السادس_من_أكتوبر _ د. #منذر_الحوارات

الصفعة التي وجهتها حماس والمقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر شكلت ثقباً أسود هائل في وجدان الإسرائيليين لدرجة انها زعزعت كل الأسس الاستراتيجية التي بنت عليها تفوقها وهذا هو السبب الأهم في نوعية الرد الإسرائيلي والتي إتسمت بالتشنج والإحساس بالمهانة والشعور بالخطر الوجودي، لذلك تميز الرد بالقسوة والرغبة الجارفة في تدمير أي شيء وشمل ذلك الفلسطينيين العزل والذين إنصب غضب وحقد دولة الاحتلال عليهم بشكل لم يسبق له مثيل عبر التاريخ، فإذا ما قورن حجم التدمير وعدد الضحايا بأي حرب أخرى لكانت المقارنة النسبية تنصب بإتجاه أن ما يحدث في غزة يصل لمستوى الإبادة الجماعية بكل ما تعنيه الكلمة، رافق ذلك دعم و تواطؤ من العالم الغربي وبالذات امريكيا وذلك عندما سمحوا لإسرائيل بنزع صفة الإنسانية عن الفلسطينيين، وكانوا قبل ذلك أنكروا على الفلسطينيين حق مقاومة إحتلال يجثم على صدورهم منذ عقود بينما دافعت عن إسرائيل باعتبارها مُعتدى عليها في يوم السابع من أكتوبر، هذا الدعم الغربي مكن اسرائيل من تدمير كل شيء في غزة دون ادنى رحمة.

أما المقاومة فلا زالت رغم كل الضربات الإسرائيلية الموجعة والتي بلا شك أوقعت فيها الكثير وأضعفت من قدراتها العسكرية لكنها لا تزال حتى الآن قادرة على الإيقاع بقوات الاحتلال وترك جروح غائرة فيها، وهي لا تزال تمتلك الورقة الأهم وهم المحتجزين الإسرائيليين لديها، وهؤلاء بالنسبة لها ورقة الجوكر التي لا تريد الاستغناء عنها بدون تحقيق مكاسب حقيقية تتعلق بالقضايا الرئيسية والتي تشكل نقاط الخلاف وأهمها بالنسبة للفلسطينيين إنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال من كامل القطاع بما في ذلك محوري صلاح الدين ونتساريم، وكذلك السماح للغزيين النازحين بالعودة إلى بيوتهم في الشمال بدون اي تعقيدات أمنية إسرائيلية والسماح بإدخال المساعدات بشكل كامل بالإضافة إلى قضيتي الأسرى وإعادة إعمار غزة، هذا فيما يتعلق بالجانب الفلسطيني، أما بالنسبة لدولة الاحتلال فإنها تريد إطلاق مواطنيها المحتجزين ورغم ذلك ترفض انهاء الحرب او التنازل عن وجودها في محوري نتساريم وصلاح الدين وتصرّ على تفتيش النازحين بشكل فردي، وترفض الإقرار بوجود حماس سواء العسكري او السياسي في اليوم التالي لانتهاء الحرب، كما تصر على امتلاك حق الفيتو على بعض أسماء الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في سجونها، وعلى هذه المطالب تصطدم الرؤى وتتعقد المفاوضات.

إذاً نحن في مواجهة سلة كبيرة من التعقيدات التفاوضية تقف مثل الجدار الصلب أمام وقف الحرب، ومثلها نحن في مواجهة رجلين يعرف كلُ منهما الآخر بشكل كبير وكل منهما يتمتع بمزايا وتعقيدات شخصية تجعله يرى الأمور من زوايا لا تعطي الوسطاء فرصة حقيقية للوصول إلى تفاهمات رغم أن على كل منهما عناصر ضاغطة كبيرة تجعله يذهب ربماً مضطراً لتسوية فبالنسبة لنتنياهو فهناك معارضة ضاغطة من قوى المجتمع الإسرائيلي السياسية والمجتمعية والتي تدفع به في اتجاه توقيع صفقة، وأضيف إليهم لاحقاً الجيش والقوى الأمنية ومثل ذلك الوضع العسكري الضاغط في شمال فلسطين، ومن جهة أخرى لديه أركان حكومته من اليمين المتطرف والذين يهددون بنسف الائتلاف الحكومي إن هو ذهب بإتجاه صفقة مع حماس، أما من جهة المقاومة وحماس فالوضع الإنساني المأساوي في غزة بات عنصر ضاغط على قيادتها بالإضافة إلى الضغط من وسطاء السلام، لكن كل هذه الضغوط لم تؤدي إلى تنازل أي من الرجلين، برغم أن بعض الأمل الواهي قد لاح بعد الإعلان الرئاسي الثلاثي الأمريكي والمصري والقطري وما تبعه من لقاءات في قطر، إلا أنها انطفاءات واصطدمت بمقدرة نتنياهو الهائلة على وضع العراقيل.

مقالات ذات صلة المنطق: غياب أم انعدام؟ 2024/08/27

وبسبب كل ذلك لا تزال غزة تئن وتنزف وعنوان لحظتها لم يتجاوز آلدم والقبور والجوع والمرض وآخرها شلل الأطفال، ولا يزال شعبها يحلم بلحظة تخلو من الزنانات والقنابل التي تعقبها ولا يزال يحلم بلحظة تخلو من كل ما شاهده وعاناه خلال العشر شهور الماضية، وما يزال يؤنّب العالم على قسوته بأنه أنكر عليه مقاومة احتلال جثثهم على صدره وشرده لعقود وعقابه أشد عقاب وصمت عن قاتله المدجج مثل صمت الميتين في القبور، ومع ذلك لابد أن الوقت قد حان لإلتقاط الأنفاس عميقاً والتفكير بطريقة ما للخلاص من هذه اللحظة الموجعة، والإعداد لجولة جديدة من النضال لكن ربما بطريقة أخرى هذه المرة، رغم أن اسرائيل وحلفائها يرفضون حتى الآن العودة حيث ابتدأنا في السادس من أكتوبر ويجعلون الطريق اليه شاقاً ومليئاً بالموت والمعاناة بسبب خبثهم وحقدهم الذي يأبى أن ينضب .

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: رحلة العودة السادس من أكتوبر من أکتوبر

إقرأ أيضاً:

7 أكتوبر بداية المؤامرة .. شخصيات فتحاوية أبلغت دول الخليج: لا مُصالحة ما دام أبو مازن على قيد الحياة

سرايا - نقلت شخصيات سياسية عربية عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قناعته الأكيدة أن الفصائل الفلسطينية المُوالية لإيران حصرًا هي التي أجهضت تماما خطته التي كانت قابلة للنجاح بعنوان الاتفاق على مشروع لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.


وأبلغت قيادات فلسطينية من بينها حسين الشيخ وروحي فتوح وغيرهما أن الرئيس عباس على قناعة تامة بأن الجانب العملياتي في الضفة الغربية بعناوين المقاومة والاشتباك خدم خطة اليمين الإسرائيلي في تقويض دور السلطة ومؤسساتها.


ويعتبر عباس أن السلطة الفلسطينية بالتصدّي لمجموعات المقاومة في الضفة الغربية وخصوصا المناطق الخارجة عن سيطرة السلطة القانونية “تُدافع عن الكيان الفلسطيني” الوحيد الذي يُقر به ويعترف به المجتمع الدولي.


واشتكى قياديون في السلطة وحركة فتح لمسؤولين عرب في السعودية وقطر ومصر من أن الأوامر والتعليمات المتشددة التي تصدر عن عباس مردها قناعته الشخصية بأن حركة حماس وفصائل المقاومة دفعت الأمور باتجاه تقليص نفوذ السلطة وساهمت في مؤامرة تقوض مشروع بناء الدولة الفلسطينية، الأمر الذي يعتبر المحرك الأهم والأبرز لعمليات التنسيق الأمني خصوصا في المخيمات.


وعلى هذا الأساس أبلغت تلك الشخصيات الفتحاوية أطراقا عربية بأن عباس وبسبب قناعته بانقلاب ضده شخصيا لن يُوافق ما دام على قيد الحياة على ملف أي مصالحة فلسطينية داخلية لأنه يعتبر الفصائل تآمرت عليه.


وتم تفسير تلاعب الرئيس عباس ومماطلاته بملف المصلحة رغم الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني بأنها نتاج قناعات راسخة لدى الرئيس أبو مازن بأن الطرف الآخر الفصائلي يتآمر عليه ويسعى لإخراجه من السلطة وليس لمُصالحة جدية وحقيقية.


ولا يوجد لدى عباس أي خطة محددة تجيب على الأسئلة التي تلحق بالعمليات الأمنية المكثفة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي بما في ذلك التي تؤدي لتقويض دور مؤسسات السلطة لكنه يتهم بصورة مباشرة حركة حماس بالتأثير في مشهد التطرف الإسرائيلي لا بل بخدمته مكررا قناعته بأنه كان يستطيع التوصل إلى صفقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقود إلى “استقرار” وتسمح بقيام دولة فلسطينية شرعية.


وينقل مساعدون لعباس عنه الإشارة إلى أن “مؤامرة التصدّي للسلطة وإخراجها وتقويضها” بدأت أصلًا من عملية 7 أكتوبر من العام قبل الماضي التي يصفها عباس بأنها ليست شرعية وألحقت ضررا بالغا في الشعب الفلسطيني معتبرا أن واجبه الوطني أن يتصدّى للتداعيات ولا يقبل بما تُقرّره فصائل تقودها طهران.

رأي اليوم

إقرأ أيضاً : "محمد مات وشعب إسرائيل حي" .. نص عبارات كتبها جنود الاحتلال على جدران جامعة الأزهر بغزة تثير غضبًا واسعًاإقرأ أيضاً : رئيس أركان جيش الاحتلال يتحدث عن إعداد "خطط للهجوم" فيما يجري تبادل الأسرى والمعتقلينإقرأ أيضاً : مفاوض "إسرائيلي" سابق يؤكد إن بلاده فوتت فرصتين العام الماضي لتأمين هدنة في غزة وتسريع إطلاق سراح الأسرى



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #ترامب#السعودية#اليوم#الدولة#غزة#الاحتلال#الشعب#حسين#محمود#محمد#رئيس#الرئيس



طباعة المشاهدات: 1495  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 16-02-2025 10:00 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
48 قتيلاً بانهيار "منجم للذهب" في مالي مصرع 18 شخصًا على الأقل في تدافع بمحطة قطارات في "نيودلهي" تحدي الموت بالمغرب .. "تيك توكر" يضرم النار في نفسه وتبتلعه الأمواج مفارقة نادرة مع بداية شهر رمضان هذا العام الأردنيون على موعد مع أطول إجازة في عام 2025 ..... "إثر خلافات سابقة" .. إصابة زوج وزوجته... النائب حسين العموش:"7 أكتوبر أعاد القضية... ما حكم صيام شهر شعبان؟ الإفتاء الأردنية تُجيب شقيقة زوجة ماهر الأسد تفضح أسماء بشار: متاجرة... "محمد مات وشعب إسرائيل حي" .. نص عبارات...رئيس أركان جيش الاحتلال يتحدث عن إعداد "خطط...مفاوض "إسرائيلي" سابق يؤكد إن بلاده فوتت...الاحتلال يوسع عملياته بطولكرم ويصعد حملات الاعتقال...الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض قيود على استيراد الغذاء...«وبخ» قادتها وغازل اليمين .. نائب ترامب «يصدم»...إدارة ترامب تسارع الخطى لإنهاء الحرب بين روسيا...أسلحة "إسرائيل" بيد حماس .. كيف حصلت...اجتماع ثلاثي لنزع نووي كوريا الشمالية... ياسمين عبد العزيز تنشر مقطع فيديو مع بناتها في... كارمن سليمان تستقبل مولودها الثاني "بسمة بوسيل" تواصل الدفاع عن نفسها... أثارا الجدل بصورة غامضة .. هل ارتبطت منة شلبي... "بتهمة ضرب مدير مركز صيانة" .. الحكم... صدمة .. جماهير ريال مدريد ترغب بالتخلص من فينيسيوس الأسطورة يتراجع ويعترف: أخطأت في حق صلاح مرموش يعلق على الهاتريك التاريخي ويتحدث عن الريال بسبب "العدو" .. حظر بث مباريات توتنهام في كوريا الشمالية إسعاد يونس توجه رسالة لـ عمر مرموش بعد تألقه مع مانشيستر سيتي .. ماذا قالت؟ الحقيقة عن ثروة الأميرة شارلوت وهل هي فعلا أغنى طفل في العالم؟ غاز الضحك يغزو المغرب ويثير الجدل بعد وفاة مراهقة دماء بـ"مدينة المهرجانات" في النمسا .. سوري يطعن المارة ومواطنه يوقفه مقتل مراهق وإصابة خمسة آخرين في هجوم بسكين في النمسا سفاح جديد يرعب مصر .. دفن 3 سيدات بشقتين بينها بلد عربي .. 9 دول يهددها كويكب مرعب 6 هوايات تجعلك أكثر سعادة .. في الشتاء تخيل .. رمى 800 مليون دولار في مكب نفايات! المقاطعة تُطيح بكنتاكي وبيتزا هت في تركيا "قطة" تتسبب في تأجيل رحلة طيران يومين في روما

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 48271 والجرحى إلى 111693 منذ 7 أكتوبر 2023
  • 7 أكتوبر بداية المؤامرة .. شخصيات فتحاوية أبلغت دول الخليج: لا مُصالحة ما دام أبو مازن على قيد الحياة
  • خيبة أمل إسرائيلية بعد تناقص أعداد المستوطنين العائدين لمنازلهم بالشمال
  • العودة المؤجلة.. نازحو غزة في القاهرة يترقبون إعادة الإعمار
  • صور .. التسليم السادس للأسرى .. استقبال حافل لذوي الفلسطينيين
  • قناعة إسرائيلية: حرب غزة أثبتت أنه لا يمكن هزيمة الفلسطينيين عسكريا
  • مأساة مستمرة.. 300 ألف نازح يحرمهم الاحتلال العودة لرفح المدمرة
  • باحثة سياسية: ترامب ينفذ خطة الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023
  • معاناة الفلسطينيين في غزة بعد توقف الحرب.. فيديو
  • معاناة أهل غزة تتفاقم.. آلاف الفلسطينيين يفترشون الشوارع (فيديو)