نعى عدد من الدبلوماسيين، الدكتور نبيل العربي، وزير الخارجية الأسبق، الذي رحل عن عالمنا خلال الساعات القليلة الماضية، عن عمر ناهز 89 عاما؛ بعد عطاء طويل في الخارجية والمحافل الدولية والعربية استمر أكثر من 40 عاما، وكان له دور بارز في مفاوضات استعادة طابا من الإسرائيليين.

وقالت هاجر الإسلامبولي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الدكتور نبيل العربي من أعظم فرسان الخارجية العربية علما وأخلاقا، قاضٍ دولي جليل لعب أدوار كبيرة في القضاء الدولي والمفاوضات وكان عضو الوفد المصري في كامب ديفيد، ورأس اللجنة الوطنية لاستعادة طابا، وقدم كل قدراته وعلمه واستطاع أن يجمع الوفد المصري على قلب راجل واحد، واستخدم كل القدرات المصرية مستشاري مصر في مختلف الحقب التاريخية من أجل استعادة حق مصر في طابا.

استحواذ القضية الفلسطينية على اهتمام العربي 

وتابعت لـ«الوطن»: «قضية فلسطين كانت تستحوذ على اهتمام نبيل العربي وظهر ذلك في أزمة الجدار الفاصل عندما قدم حجة قانونية قوية أمام العدل الدولية لإدانة إسرائيل وتمسك برأيه وحجته ما دفع هيئة المحكمة لاعتماد حجته»..

وقال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«الوطن»، إن الدبلوماسية المصرية والعربية فقدت دبلوماسيا رفيع المستوى خاض مسيرة من العطاء وتوقف في محطات عدة قدم فيها نموذجا يحتذى به في المفاوضات الدولية عندما خاض معركة عسكرية سياسية فذة وهي مفاوضات استرداد طابا، وشارك في الشق القانوني لاتفاقية كامب ديفيد عندما كان مديرا للفريق القانوني المصري في المفاوضات.

وتابع: «عاد يقدم عطائه في أصعب الأوقات عندما تولى منصب وزير الخارجية بعد ثورة 25 يناير، وترأس الجامعة العربية في وقت عصيب وحافظ على كيان الجامعة وتماسكها وحافظ على الالتزام بالقانون الدولي بشكل منضبط يفيد الأطراف العربية، وكان العربي أحد رموز الخارجية المصرية التي أفادت العالم العربي وأفاد العالم كقاضٍ في محكمة العدل الدولية وكان قريبا ودودا مع الجميع».

ومن جانبه، أشار السفير رخا أحمد حسن إلى أن الدكتور نبيل العربي دبلوماسي وإنسان من طراز رفيع ويترفع دائما عن أي تفاصيل وكان لا يتأخر عن مساعدة أي شخص، وكان دائما يركز على الهدف في أي مفاوضات.

تصريح أغضب إسرائيل

وأضاف لـ«الوطن» أن العربي كان له تصريح أغضب إسرائيل إذ قال إن اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل ملزم للجانبين ويجب مساءلة إسرائيل إذا لم تلتزم بالاتفاقية، وعمله الدؤوب ساعده على الانضمام إلى وفد المفاوضات في كامب ديفيد خاصة أنه كان يجيد الإنجليزية والفرنسية، وكان له دور كبير أثناء تولي منصب أمين عام الجامعة العربية وشدد على ضرورة الحوار بين الدول العربية.

وتابع: «فضل عدم الاستمرار في الجامعة العربية لولاية ثانية بسبب وجود خلافات عربية لم تعينه على تحقيق تكامل عربي بالشكل المرغوب، وترك ذكرى طيبة في كل مكان عمل فيه، وهذا ظهر في برقيات العزاء المتناقلة في الإعلام العربي».

ونعت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية السابق، الدكتور نبيل العربي، بأنه كان قامة مصرية مشهود لها في العالم كله، ولا نقدر أن ننسى دوره في مفاوضات طابا وكذلك خلال توليه منصب وزير الخارجية بعد ثورة 25 يناير.

وأشارت في تصريح لـ«الوطن» إلى أن العربي كان دمث الخلق والتواضع وكان يدعم شباب الدبلوماسيين وحريص على أن ينهلوا من خبرته.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نبيل العربي الخارجية وزارة الخارجية الدکتور نبیل العربی وزیر الخارجیة لـ الوطن

إقرأ أيضاً:

خبراء أردنيون: القمة العربية التي دعت لها مصر رسالة للعالم بوحدة الصف العربي ضد التهجير

أكد محللون وخبراء أردنيون أن القمة العربية الطارئة المقررة 27 فبراير الجاري والتي دعت إليها مصر، تمثل رسالة واضحة للعالم بالموقف العربي الموحد الرافض لمحاولات واقتراحات التهجير للفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن، مشيرين إلى أن مصر والأردن عبرا عن موقفهما الرافض والصلب ضد التهجير والعالم العربي دعم هذا الموقف التاريخي والإنساني.

وقال الخبراء، في تصريحات لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن دعوة مصر لعقد قمة عربية طارئة وقمة إسلامية في إطار التنسيق المصري الأردني المتواصل هو تأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه مصر لتوحيد الصف العربي في الأزمات والقضايا العربية وفي مقدمتها القضية المركزية الفلسطينية، مؤكدين أن الموقف العربي الراهن يؤكد دعمه للموقف المصري الأردني الرافض للتهجير منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. 

ويقول مساعد أمين عام حزب الأنصار الأردني الدكتور محمد حسن الطراونة، إن مصر والأردن ومنذ بداية الحرب وهم يعلمون المخططات الإسرائيلية والأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية ويواجهنا، مشيرا إلى أن قوة التعاون والتنسيق بين القاهرة وعمان خلق واعيا عربيا ودوليا بخطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية والمنطقة بأسرها.

وأضاف الطراونة، أنه في خضم التوترات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، يبرز موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي وأخيه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، كصوت حكيم وداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة، مشيرا إلى أن أول من اعتبر تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية إعلان حرب وخط أحمر هما القاهرة وعمان قيادة وحكومة وشعبا.

وشدد على أن القمة العربية الطارئة بالقاهرة 27 فبراير الجاري تمثل بلورة قوية وواضحة لموقف عربي موحد رافض لخطة التهجير سواء من جانب إسرائيل أو أمريكا، مشددا على ضرورة توحيد الصف والوقوف ضد هذه المحاولات والاقتراحات التي تريد تصفية القضية الفلسطينية وهو ما تعمل عليه حاليا الدول العربية وفي مقدمتها مصر والأردن والسعودية.

بدوره، قال الكاتب الصحفي الأردني علاء البلاسمة، إن مصر والأردن يدركان خطورة المخططات الأمريكية والإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتصفية القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي حذر منه الزعيمان الرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني، مشيرا إلى أن القمة العربية الطارئة القادمة بالقاهرة ستكون محل ردود عربية موحدة لمواجهة الأطماع الأمريكية والإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

ونوه البلاسمة إلى أن العاهل الأردني تعامل بدبلوماسية وحكمة فائقة خلال لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أظهر وجود تنسيق عربي موحد تشارك فيه مصر والسعودية مع الأردن، مؤكدا أن العاهل الأردني مهد الطريق أمام مخرجات القمة العربية والإسلامية بالقاهرة والتى ستعبر عن موقف عربي موحد ضد التهجير وتقدم البديل.

وشدد على ضرورة تبني خطابا إعلاميا ودبلوماسيا عربيا موحدا ضد الاقتراحات الأمريكية والإسرائيلية لتعبر عن رفض الشارع العربي لمخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الأمن القومي العربي بات في خطر والوحدة العربية والتماسك الشعبي العربي ودعم القادة العرب هو مطلب ضروري لحماية أمننا القومي.

من جانبها، اعتبرت الدكتورة حنين عبيدات الكاتبة والإعلامية الأردنية أن القضية الفلسطينية في عمق اهتمامات السياسة الأردنية والمصرية وتاريخها التي تسعى لإيجاد حلول لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرة إلى أن مصر والأردن يسعيان من خلال القمة العربية الطارئة القادمة بالقاهرة لإيجاد موقف موحد لإبراز الدور السياسي الحقيقي في إثبات الحق الفلسطيني على أرضه ورفضا للتهجير والتصفية القضية الفلسطينية.

وأشارت إلي أن القضية الفلسطينية ذات بعد وعمق عربي و إسلامي وستكون القمة نواة هامة لتوحيد الموقف العربي من أجل القضية الفلسطينية وتطوراتها ، مؤكدة أن القمة العربية والإسلامية في 27 فبراير الجاري من أهم القمم التي حدثت في التاريخ العربي الحديث بما يعنى في القضايا العربية لأنها ستثبت الموقف العربي المتزن والرشيد القائم على الرأي الواحد الإيجابي بما يخص القضية الفلسطينية وفي مقدمة ذلك رفض التهجير.

وأشارت إلى أن مصر والأردن يعتبران في قلب المواجهة الرئيسية لما يحدث من أفكار وطروحات لمشاريع أمريكية وإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية أو غزة إلى الأردن ومصر وتفريغ فلسطين من أهلها .

وشددت على اللاءات الثلاث ( لا للتهجير، لا للتوطين، لا للوطن البديل) التي أطلقها العاهل الأردني في المحادثات الأخيرة مع الرئيس الأمريكي وعلى ضرورة التمسك بها في القمة العربية القادمة باعتبارها تعبر عن الشارع العربي وفي مقدمته الشارع المصري والأردني في دعم واضح لموقف قيادتي البلدين، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية لها عمقها العربي و مصر والأردن جزء من هذا العمق التاريخي.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي: منفتحون على دراسة المقترحات العربية لإعمار غزة
  • الحوثي يدعو الدول العربية لدعم غزة وحماية الأمن القومي العربي
  • وزير الداخلية يصل إلى الجمهورية التونسية على رأس وفد أمني رفيع المستوى
  • وصول وزيري الصحة والتضامن ووفد الجامعة العربية إلى معبر رفح
  • السفير نبيل فهمي: مصر لا تُشترى ولا تُباع والموقف العربي الموحد هو الحل
  • وزير الخارجية العراقي يحسم الجدل: سنوجه دعوة للشرع لحضور القمة العربية
  • وزير الخارجية الأميركي: سنمنح البلدان العربية فرصة لتقديم خطة حول غزة
  • خبراء أردنيون: القمة العربية التي دعت لها مصر رسالة للعالم بوحدة الصف العربي ضد التهجير
  • وزير الخارجية الأمريكي: سنمنح البلدان العربية فرصة للتوصل إلى خطة بشأن غزة
  • وزير الخارجية الأمريكي: سنمنح البلدان العربية فرصة لتقديم خطة حول غزة