فصائل تنعى الشهيد المقاوم أمير خليفة وتؤكد على تصاعد المقاومة
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
غزة - صفا
نعت فصائل فلسطينية صباح اليوم الخميس، الشهيد المقاوم أمير أحمد خليفة (24 عامًا)، من مخيم العين غرب نابلس، الذي ارتقى خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال قرب قرية زواتا غرب المدينة.
وشددت هذه الفصائل في بيانات وصلت "صفا"، على أن مقاومة شعبنا مستمرة ومتصاعدة لصد عدوان الاحتلال.
وزفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الشهيد أمير خليفة، مؤكدة على أن تصعيد المقاومة هو خيار شعبنا لتحرير الأرض والمقدسات.
وقالت: نعزي ذوي الشهيد ومحبيه، ونحيي مقاومينا الأبطال الذين يسطرون ملاحم بطولية ويتصدون بكل بسالة لاقتحامات الاحتلال وعدوانه".
وأضافت " إن دماء الشهداء الأبرار ستزيد من عزم وإرادة مقاومينا الشجعان لمواصلة واجبهم المقدس في الدفاع عن الأقصى وحماية شعبنا الفلسطيني التوّاق إلى الحرية والتخلّص من الاحتلال".
ونعت حركـة الجهـاد الإسلامـي فـي فلسطيـن، الشهيد أمير خليفة من نابلس ، مؤكدة على "أن دماء الشهداء نبراس النصر لشعبنا".
وشددت حركة الجهاد على استمرار المقاومة رغم حجم التضحيات والتصدي لعدوان الاحتلال الغاشم.
وقالت: "إن دم الشهداء سيكتب نصراً مؤزراً لمقاومينا الذين يواصلون درب الاشتباك في ذكرى ارتقاء الشهيدين المجاهدين إبراهيم النابلسي وإسلام صبوح حتى تحرير أرضنا وتطهير مقدساتنا".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: المقاومة الشهيد أمير خليفة نابلس
إقرأ أيضاً:
أحرقه الاحتلال.. أهالي نابلس يهبُّون لإعمار مسجد النصر
ما إن وصل الطفل ريَّان صرميطي إلى مسجد النصر في البلدة القديمة بمدينة نابلس، حتى سارع لالتقاط قطعة من القماش وهمَّ بتنظيف النوافذ التي علاها دخان أسود كثيف نجم عن حريق تسبب به جيش الاحتلال الإسرائيلي عقب اقتحامه للمسجد فجر يوم الجمعة الماضي.
ومع الساعات الأولى من اندلاع الحريق، هبَّ الأهالي فرادى وجماعات وبشكل عفوي من داخل المدينة وخارجها، وبمشاركة واسعة من المؤسسات الإغاثية والأمنية، وشرعوا بأعمال تنظيف وترميم أوّلي للمسجد ردا على الاحتلال ولإقامة صلاة التراويح فيه.
وعاشت نابلس كبرى مدن شمال الضفة الغربية بأول جمعة من شهر رمضان، أكبر اقتحام إسرائيلي للمساجد منذ أكثر من عقدين، حيث توغَّلت آليات الاحتلال العسكرية وجنوده في البلدة القديمة واقتحموا 6 مساجد، وعاثوا بها خرابا كبيرا، وأحرقوا غرفة الإمام بمسجد النصر، ليندلع حريق كبير أتى على أجزاء كبيرة من المسجد وأخرجه عن الخدمة.
ومع صباح اليوم الأحد، انطلقت أعمال الترميم الفعلي في المسجد، بعد أن تشكَّلت لجنة خاصة برئاسة محافظ نابلس وبمشاركة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ومؤسسات رسمية وأهلية بالمدينة، وسارع الناس لتقديم تبرعاتهم السخية، العينية والمادية للمسجد، وآخرون باشروا بالمساعدة والعمل بأيديهم، ومن المتوقع أن تستغرق أعمال الترميم أكثر من شهر.
ورفقة شقيقه الأصغر لؤي، حضر ريان صرميطي من منزلهم بمنطقة الجبل الشمالي بالمدينة وشرعوا بالمساعدة بأعمال التنظيف للأرضيات والنوافذ. ويقول للجزيرة نت التي عاينت عن قرب أعمال الترميم في المسجد "دفعني لذلك حُرقتي على المسجد الذي اعتدت الصلاة فيه، وتأثرت بما قام به الاحتلال، وهذا بلدنا ونهتم به".
إعلانوعلى وجه السرعة لبَّى عبد الهادي الخارف المتطوع بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة نابلس دعوة مؤسسته له وآخرين للمساعدة بأعمال الترميم والتنظيف. ويقول للجزيرة نت إنه لبى ومنذ اللحظة الأولى "نداء الواجب" وشارك بأعمال التنظيف وإزالة ما خلّفه وأحرقه جنود الاحتلال.
وذكر الخارف أنه ومنذ تطوعه في الهلال الأحمر قبل 23 عاما وهو يرصد اعتداءات جيش الاحتلال من الحرق والتدمير.
أما الشاب جمال القصص فقد جمع بين التبرع المادي والعمل المباشر والإشراف أيضا، ويقول إن كثيرين هبّوا منذ الساعة الأولى، وباشروا بأعمال التنظيف، وحققوا ما أرادوا بتأدية صلاة التراويح على مدار اليومين الماضيين.
ويضيف للجزيرة نت "رغم أنف الاحتلال سنواصل العمل، ونابلس ومساجدها عاصمة وقبلة للمقاومة". وأضاف أن جيش الاحتلال أحرق المسجد الأقصى سابقا، وهدَّم وأحرق مساجد أخرى بالضفة الغربية وغزة وأعادوها، مرددا "دمنا ومالنا وأروحنا فداء للدين والوطن".
ورغم أعمال التنظيف والترميم لم تتوقف الزيارات لمسجد النصر. وحضر المواطنون من كل حدب وصوب لرؤية ما اقترفه جنود الاحتلال.
وبين باكٍ على المشهد وممتعض ومقهور، أخرج كثيرون هواتفهم وراحوا يصورون آثار الحريق والدمار الكبيرين.
ويقول "إيهاب" الذي جاء من قرية إمَّاتين (15 كيلومترا غرب نابلس) إنه وثَّق بهاتفه الخلوي الحريق، ليقوم بنشر الصور عبر مواقع التواصل "ليرى العالم إجرام الاحتلال بالفلسطينيين ومساجدهم".
ويضيف الشاب أنه صور أيضا الجهود المبذولة من الكل صغيرا وكبيرا، لإعادة المسجد إلى ما كان عليه، ليرى العالم حجم التعاضد، معبرا عن فخره بالمسجد الذي طالما صلى به.
ولليوم الثاني، حضرت شفيقة عفوري وابنتها ورود لمسجد النصر، تقول بحرقة كبيرة "نسكن بجوار المسجد في البلدة القديمة، ولا ننقطع عن الزيارة والصلاة فيه، وخاصة شهر رمضان، والآن انتقلنا للصلاة بمسجد آخر".
إعلانوتضيف للجزيرة نت أنها تنتظر بشغف كبير انتهاء ترميمه، ومستعدة لتقديم المساعدة بأي شكل كان.
ويشكل مسجد النصر أبرز معالم نابلس التاريخية والأثرية، وقد بناه القائد والصحابي الجليل عمرو بن العاص عام 15 هجرية، وفق لوحة حجرية علِّقت عند مدخله، وأعيد بناؤه بعد تحرير المدينة على يد القائد صلاح الدين الأيوبي عام 1187 ميلادية، بعد انتصاره على الصليبيين الذين كانوا قد حوَّلوه لكنيسة، وسمي بـ"مسجد النصر" تيمنا بذلك.
وقد بني المسجد على طراز مساجد إسطنبول، وقبة -توصف بأنها الأكبر بعد قبة الصخرة في المسجد الأقصى- وترتفع 27 مترا عن الأرض، مما يشكل رمزية كبيرة لدى أهالي نابلس خاصة، بفعل موقعه الذي يتوسط المدينة.
واتخذ السكان من ساحته الخارجية الكبيرة مركزا تجاريا يؤمه الزوَّار من كل مكان، ومنه أطلق الحراك الشبابي بالمدينة عام 2020 بعد صلاة "الفجر العظيم".
ويقول أحمد زنَّادة إمام مسجد النصر إن لجنة الترميم التي تشكلت ستباشر عملها منذ اليوم، وقدَّر حجم الخسائر الأولية بأكثر من 100 ألف دولار. ويضيف أنَّ "المسجد سيغلق أبوابه ليعاد ترميمه، وأن ذلك قد يستغرق أكثر من شهر، ليخرج تحفة معمارية وفنية كما كان".
وذكر زنَّادة أن الأهم من الخسائر المادية والتي عوضها أهل الخير من المدينة وخارجها هو "انقطاعهم كمواطنين ومصلين عن التعبُّد فيه خلال شهر رمضان، حيث يتميز بعاداته الجميلة، فضلا أنه يشكَّل حاضنة ترفيهية وسياحية لموقعه وتراثه".
وكان غسان دغلس محافظ نابلس قد أعلن ومن داخل مسجد النصر، بعد إحراقه مباشرة، أنه سيسارع لإعادة إعماره، وقال في كلمة مصورة له بثت عبر مواقع التواصل "الكل مجمعون على حب هذا البلد، وحماية مؤسساته، وسنبقى نشكل وحدة حال لنفوِّت الفرصة على الاحتلال".
إعلانوأضاف دغلس "ستبقى نابلس كما هي، بلد الشهداء وقبلة الوطنية بالضفة الغربية وفلسطين".
وكانت بيانات إعلامية صدرت عن محافظة نابلس ووزارة الأوقاف بالمدينة، أكدت إحراق الاحتلال لمسجد النصر، بينما ذكر شهود عيان للقائمين على المسجد بأنهم سمعوا انفجارا أعقب اقتحام الجيش الإسرائيلي للمسجد، ومن ثم شاهدوا الدخان الكثيف يتصاعد من مئذنته.