أعرب مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر عن استنكاره وإدانته  للتَّصريحات الصادرة عن وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن التخطيط لإقامة كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى المبارك، مؤكدًا أنَّ هذه التصريحات تشكِّل استفزازًا صارخًا لمشاعر المسلمين حول العالم، وخرقًا للقوانين الدولية والقرارات الأممية التي تنصُّ على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتَّاريخي للمسجد الأقصى، مؤكدًا أنه المسجد الأقصى بكامل مساحته مكان عبادة للمسلمين وحدهم.

 

وقف كافة أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني


جدِّد مجلس حكماء المسلمين مطالبته للمجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لوقف كافة أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني ومقدساته، محذرًا من أن مثل هذه التصريحات غير المسؤولة تُسهم في تصعيد التوتر وتعقيد الأوضاع الراهنة، وعرقلة الجهود الدولية الرَّامية للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وإرساء السلام العادل والشامل بما يسهم في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وإقرار حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

 

على الجانب الآخر قال الدكتور محمود الهواري الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية إن الإنسان يحتاج في حياته إلى حسن الظن بالله عزو جل والذي يتمثل في اليقين والثقة في الله تبارك وتعالى، وأن مع العسر يسرًا، وأن قدر الله عز وجل كله خير، مضيفا أنه يوجد لدى البعض إحساس دائم بالتشاؤم والخوف والقلق والاضطراب في أمور الدين والدنيا، مع أن هذا الأمر مخالف لقول الله عز وجل {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}، فالإنسان دائما بحاجة إلى التوازن ليختار مساره في حياته.

 


أضاف الهواري خلال مشاركته فى  الندوة التوعوية التي نظمها جناح مجمع البحوث الإسلامية بمعرض ساقية الصاوي للكتاب  نحن أمة عابدة، ولكن العبادات لا تنحصر في الصلاة وحدها، وإنما هنالك عبادات قلبية ضرورية، خاصة في ظل ما يعانيه الإنسان من ضغوط الحياة، من هذه العبادات عبادة الأمل وحسن الظن بالله وتوقع الجميل من الله، وأصل هذه العبادة ينطلق من علاقة الإنسان بربه، هل يعرف الله على أنه منتقم وجبار وقهار، أو يعرفه على أنه رحيم ودود لطيف كريم وهاب واسع؟ فالله سمى نفسه الغفور الرحيم، والتواب الكريم، والبر الودود، والواسع الوهاب، وينبغي أن نعرف الله بهذه الأسماء، وأن نثق فيه ونتوكل عليه، ونرجو الخير منه، لكن مشكلة الناس في الحياة أن بعضهم يسوء ظنه بربه، فيمتلئ قلبه بالتشاؤم والسلبية واليأس والإحباط، لكن ما أجمل حياة المتفائلين، الذين يثقون أن بعد الكسر جبرا، وأن بعد العسر يسرا، وأن بعد التعب راحة، وبعد المرض شفاء، وبعد الدنيا جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.

 

أوضح الهواري أن السعادة الحقيقة هي أن يكون الإنسان عنده حسن الظن بالله عزو جل، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه "والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئًا خيرًا من حسن الظن بالله تعالى"، مشيرا إلى قول النبي صلى الله عليه : «من أصابته فَاقَة فأنْزَلها بالناس لم تُسَدَّ فَاقَتُهُ، ومن أنْزَلها بالله، فَيُوشِكُ الله له بِرزق عاجل أو آجل»، والإنسان يعيش في دنيا فيها كبد ومشقة وتعب وفتن، ولو أن الإنسان كلما نزلت به محنة أو مشكلة فقد الأمل لكانت الحياة مرة وصعبة.


مضيفا أن القرآن الكريم يربينا على الأمل، ويذكر لنا قصص الأنبياء في حال الشدائد الذين امتلأت قلوبهم ثقة بالله، وأملا ورجاء وحسن ظن وثقة

فهذا سيدنا موسى عليه السلام يقول له قومه: {إنا لمدركون» فيقول بلسان وقلب الواثق والذي يرجو الخير من الله: « كلا إن معي ربي سيهدين»، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول للصديق يوم جاء أعداؤه إلى الغار في الهجرة: {لا تحزن إن الله معنا} [سورة التوبة]، وقال: «ياأبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما»؟


وأشار إلى أن من اروع أمثلة التطبيق العلمي لهذه العبادة في تاريخ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يقول عبدالله بن الزبير: "لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه، فقال: يا بني، إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم، وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلومًا، وإن من أكبر همي لَدَيْني، أفترى يُبقي دَيْنُنا من مالنا شيئًا؟... قال عبدالله: فجعل يوصيني بدَيْنه، ويقول: يا بني، إن عجزتَ عنه في شيء، فاستعن عليه مولاي، قال: فوالله ما دريتُ ما أراد حتى قلت: يا أبَةِ، من مولاك؟ قال: الله، قال: فوالله ما وقعت في كربة من دينه، إلا قلت: يا مولى الزبير اقضِ عنه دينه، فيقضيه"، وهنا يوقن المسلم دائما بسعة رحمة الله، وأنه يقبل التوبة عن عباده وأنه يعفو عن السيئات، وفي الحديث القدسي، قال ﷺ: (أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شِئْتَ فقَدْ غَفَرْتُ لَكَ) أخرجه مسلم، وحتى في اخر انفاس الحياة ووقت الشدة ترى عبادة الأمل واضحة لدى البعض فهذا أعرابي يقول له الطبيب: إنك ستموت. فقال: ثم إلى أين سأذهب؟ قال إلى الله. فقال: ما كراهتي أن أذهب إلى من لا أرى الخير إلا منه؟

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجلس حكماء المسلمين شيخ الأزهر حكومة الاحتلال الأزهر الظن بالله

إقرأ أيضاً:

كشفت انتهاكات الاحتلال خلال رمضان.. القدس الدولية تدعو للرباط في الأقصى

دعت مؤسسة القدس الدولية إلى الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك عبر شد الرحال والرباط والاعتكاف، في مواجهة تصاعد العدوان الإسرائيلي خلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان.

ووفق تقرير أصدرته المؤسسة، فقد شهد الأقصى ثلاث انتهاكات رئيسية من قبل الاحتلال، تمثلت في منع الاعتكاف، والسطو على مكبرات الصوت في المصلى المرواني، وتجديد سياسة الحصار على المسجد ومحيطه.

منع الاعتكاف لأول مرة منذ 2014
وللمرة الأولى منذ أكثر من عقد، أقدمت قوات الاحتلال على منع الاعتكاف في المسجد الأقصى في الجمعة الأولى من رمضان، حيث اقتحمت المصليات وأجبرت المعتكفين على مغادرتها بالقوة.

ويعدّ هذا الإجراء تصعيدًا خطيرًا ضمن محاولات الاحتلال فرض سيطرته الكاملة على إدارة شؤون المسجد الأقصى، في تحدٍّ مباشر لصلاحيات الأوقاف الإسلامية التابعة للحكومة الأردنية.


السطو على مكبرات الصوت في المصلى المرواني

وفي تصعيد آخر، أقدمت شرطة الاحتلال يوم الأحد 9 مارس 2025 على السطو على سماعتين في المصلى المرواني، بحجة أنهما “ركّبتا دون تنسيق”، وهو ما يمثل استمرارًا لمحاولات الاحتلال فرض سيادته على الإعمار والصيانة داخل المسجد الأقصى وفقا للمؤسسة.

ويأتي هذا الاعتداء في سياق استهداف متكرر لمنظومة الصوتيات في الأقصى، إذ سبق للاحتلال تدميرها عام 2022، ما عرّض انتظام الصلاة والتلاوات القرآنية للاضطراب.

تشديد الحصار وإجراءات التضييق

وفي مظهر ثالث من العدوان، شددت سلطات الاحتلال حصارها على المسجد الأقصى، عبر فرض ثلاثة أطواق عسكرية تحول دون وصول المصلين إليه؛ إذ يقيم الاحتلال نقاط تفتيش على مداخل المدينة، وفي محيط البلدة القديمة، وعلى أبواب الأقصى ذاته.

وبحسب التقرير، فقد تراجعت أعداد المصلين عن مثيلاتها في السنوات السابقة، نتيجة لهذه القيود المشددة. كما واصلت قوات الاحتلال منع إدخال وجبات السحور والإفطار، وتسيير دوريات تفتيش داخل المسجد لمضايقة المصلين.


تحذيرات من "مشروع الهيكل المزعوم"
وحذّرت مؤسسة القدس الدولية من أن هذه الانتهاكات تأتي ضمن مخطط إسرائيلي واضح يهدف إلى فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، وتحويله إلى موقع خاضع للسيطرة الإسرائيلية تمهيدًا لإقامة الهيكل المزعوم.

وأشارت المؤسسة إلى أن هذا التوجه بات أكثر وضوحًا خلال الحرب المستمرة على غزة، حيث رفع جنود الاحتلال شعارات “الهيكل” خلال العمليات العسكرية، ما يؤكد أن المشروع الإسرائيلي ضد الأقصى ليس مجرد اعتداءات متفرقة، بل استراتيجية تهدف إلى إنهاء الوجود الإسلامي في المسجد.

دعوات للرباط والوقوف عند المسؤوليات
وفي ظل هذه التطورات، شددت مؤسسة القدس الدولية على أن حماية المسجد الأقصى مسؤولية الأمة الإسلامية جمعاء، داعيةً إلى تصعيد الرباط والاعتكاف داخل المسجد، ورفض الإملاءات الإسرائيلية.

كما حثّت المؤسسة الحكومة الأردنية على اتخاذ موقف حاسم لاستعادة صلاحياتها الحصرية في إدارة الأقصى، خصوصًا فيما يتعلق بعمليات الصيانة والإعمار التي يواصل الاحتلال عرقلتها.

"عيد المساخر "
وفي سياق متصل، قال الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص لعربي21 إن الاحتلال يواصل توظيف الأعياد اليهودية لتعزيز اقتحامات المستوطنين للأقصى، مشيرًا إلى أن عيد “المساخر” التوراتي الذي بدأ الخميس يستمر حتى الأحد المقبل، يُستخدم كذريعة لاقتحامات متطرفة تهدف إلى فرض الطقوس التلمودية داخل المسجد.

وأوضح ابحيص أن العيد ذاته لا يرتبط بأسطورة الهيكل، لكنه بات مناسبة لتكثيف الاقتحامات، حيث تواصل شرطة الاحتلال السماح للمتطرفين الصهاينة بدخول الأقصى يوميًا بين السابعة والحادية عشرة صباحًا، في الوقت الذي تؤدى فيه طقوس “السجود الملحمي” والصلوات الجماعية العلنية داخل المسجد.


ويعيد هذا التزامن بين شهر رمضان والأعياد اليهودية يعيد إلى الأذهان المواجهات التي شهدها المسجد الأقصى بين عامي 2019 و2023، والتي بلغت ذروتها في معركة سيف القدس عام 2021، ثم معركة الاعتكاف في 2023، مما يعزز المخاوف من تصعيد جديد في الفترة المقبلة.

حيث تؤكد الوقائع على الأرض أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل ممنهج على فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، من خلال حصاره، والاعتداء على صلاحيته الإدارية، والتضييق على المصلين والمعتكفين. و

أمام هذه المخاطر، فإن قضية الأقصى تضع نفسها ليس كمجرد ملف سياسي، بل معركة وجود تتطلب وفقاً للمراقبين موقفًا حاسمًا من الشعوب والحكومات العربية والإسلامية، لمنع تحويل المسجد الأقصى إلى ساحة مفتوحة للمشاريع الصهيونية

مقالات مشابهة

  • «حكماء المسلمين» يُدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قطارًا جنوب غرب باكستان
  • “القدس الدولية” تكشف انتهاكات الاحتلال في الأقصى خلال شهر رمضان
  • كشفت انتهاكات الاحتلال خلال رمضان.. القدس الدولية تدعو للرباط في الأقصى
  • عشرات المستوطنين يدنسون المسجد الأقصى
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • 65 ألفًا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في الأقصى
  • مستوطنون يدنسون المسجد الأقصى
  • 70 ألفا أدّوا صلاتي العشاء والتراويح في الأقصى
  • منتدى حقوقي يستنكر التراجعات الحقوقية التي شهدها المغرب
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال