132 قتيلا على الأقل في فيضانات السودان
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
الخرطوم- قالت وزارة الصحة السودانية، الاثنين26أغسطس2024، إن 132 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في السودان الذي مزقته الحرب نتيجة الفيضانات والأمطار الغزيرة هذا العام.
وشهدت البلاد موسمًا من الأمطار الغزيرة منذ الشهر الماضي، مع حدوث فيضانات متقطعة بشكل رئيسي في شمال وشرق البلاد.
وقالت الوزارة في بيان إن "إجمالي عدد الولايات المتضررة بلغ 10، فيما ارتفع عدد الأسر المتضررة إلى 31666 أسرة وعدد الأفراد إلى 129650 فردا".
"بلغ إجمالي عدد الوفيات 132 حالة."
ورغم أن الفيضانات تحدث سنويا في السودان، فمن المتوقع أن يكون تأثيرها أسوأ هذا العام بعد أكثر من 16 شهرا من القتال بين الجنرالات المتنافسين، مما دفع ملايين النازحين إلى مناطق الفيضانات.
وقالت الوزارة إن نحو 12420 منزلا انهار كليا و11472 منزلا آخر جزئيا بسبب الأمطار، مشيرة إلى أن معظم الأضرار كانت في ولايتي شمال السودان ونهر النيل.
تسببت الأمطار الغزيرة، اليوم السبت، في فيضانات منطقة أربعات شمال مدينة بورتسودان على البحر الأحمر، ما أدى إلى انهيار سد أربعات وجرف قرى بأكملها.
وقال عيسى عدروب أحد سكان المنطقة إن "السيول جرفت المنازل والحيوانات... وصعد الناس إلى الجبال لحماية أنفسهم".
ويعد الخزان مصدرا مهما للمياه لمدينة بورتسودان، حيث انتقل إليه المسؤولون بعد اندلاع الحرب في الخرطوم.
وقال متطوعون محليون يساعدون في جهود الإغاثة لوكالة فرانس برس إنه "تم العثور على 13 قتيلا، بينهم نساء وأطفال، ويجري البحث عن 210 مفقودين".
وأفادت التقارير أن الفيضانات جرفت 20 قرية بالكامل وألحقت أضرارا بخمسين قرية أخرى. وتعد الأمطار غير معتادة في هذا الوقت من العام، حيث تشهد المنطقة عادة هطول الأمطار في شهري نوفمبر ومارس.
وأفادت السلطات السودانية والأمم المتحدة بارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا وسط هطول الأمطار الغزيرة.
وقالت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من أغسطس/آب إن السودان سجل ما لا يقل عن 11327 حالة إصابة بالكوليرا، منها 316 حالة وفاة، منذ يونيو/حزيران 2023.
وقال وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم إن "الظروف المناخية وتلوث المياه" وراء انتشار الوباء.
وتشهد البلاد حربا منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الحاكم الفعلي للبلاد عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة نائب البرهان السابق محمد حمدان دقلو.
واتُّهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك استهداف المدنيين ونهب المساعدات الإنسانية أو عرقلتها.
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
اليونيسف: السودان يخاطر بفقدان جيل كامل من الأطفال، ويجب على العالم أن يتحرك الآن
الأمم المتحدة: حذرت مديرة برامج الطوارئ في منظمة اليونيسف لوشيا إلمي من أن السودان يخاطر بفقدان جيل كامل من الأطفال، مشيرة إلى أن أطفال السودان محاصرون في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ويعصف بهم الصراع والنزوح والجوع.
تحدثت لوشيا إلى الصحفيين في مقر الأمم المتحدة في جنيف اليوم الجمعة، مشيرة إلى أنها عادت من السودان خلال الأسبوع الماضي.
وقالت إن هناك حاجة إلى إجراءات عاجلة لحماية أطفال السودان. ودعت جميع الجهات الفاعلة، الحكومات والجهات المانحة وأطراف النزاع، إلى التحرك الآن لضمان الوصول الإنساني عبر خطوط الصراع والحدود، وحماية العاملين في المجال الإنساني والإمدادات، وزيادة التمويل لتلبية الاحتياجات المتصاعدة، وإنهاء العنف.
وأوضحت أن أكثر من 16 مليون طفل في السودان بحاجة ماسة إلى المساعدة، ونحو 17 مليون طفل خارج المدرسة منذ عامين. وتواجه الفتيات مخاطر جسيمة، بما فيها العنف الجنسي والاتجار والزواج القسري. وأكثر من 12 مليون شخص معرضون لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وأضافت لوشيا أن الأطفال يقتلون ويُشوهون ويُهجرون، مع الإبلاغ عن انتهاكات جسيمة يوميا. ويواجه الكثيرون منهم خطر التجنيد والاستخدام من قبل الجهات المسلحة وعمالة الأطفال والزواج المبكر. أما الخسائر النفسية فهي مدمرة، فقد ترك الصراع والفقدان والنزوح الأطفال يعانون من القلق والاكتئاب والصدمات.
ومضت قائلة: "الوصول إلى هؤلاء الأطفال أصبح صعبا بشكل متزايد. خلال زيارتي الأخيرة، سافرت إلى كسلا والقضارف وود مدني، حيث شهدت فحص الأطفال للكشف عن سوء التغذية، وأمهات يسعين إلى علاج عاجل لأطفالهن، وأسرا يائسة للحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي. الحاجة مذهلة، ومع ذلك، المساعدات غير متوفرة بالحجم والسرعة المطلوبين".
في الوقت نفسه، قالت المسؤولة في اليونيسف إنها رأت أمرا رائعا، حيث تجتمع مجتمعات النازحين والمجتمعات المضيفة للمساهمة بمهاراتها وقدراتها لتقديم الخدمات الإنسانية، وتابعت: "رأيت أطفالا حريصين على التعلم واللعب في مراكز تعليمية مؤقتة. بالنسبة للعديد من الأطفال، هذه هي فرصتهم الأولى للذهاب إلى المدرسة، لأنهم يأتون من مناطق لا توجد بها خدمات تعليمية سابقة. هذه المراكز ليست مجرد أماكن للتعلم؛ إنها توفر إحساسا بالحياة الطبيعية والأمل والحماية".
رحلة عودة محفوفة بالحذر
وقالت مديرة برامج الطوارئ في اليونيسف إنها رأت أيضا حافلات مُحملة بالممتلكات القليلة التي يمكن للأسر حملها، متجهة إلى المناطق التي هدأت فيها المعارك، في سنجة وسنار وود مدني.
وأشارت إلى أن أولياء الأمور يبدأون، بحذر، رحلة العودة، على أمل أن تظل الظروف مستقرة حتى يتمكنوا من إعادة بناء حياتهم. "لكنني التقيت أيضا بأسر ليس لديها منزل تعود إليه، ومجتمعاتهم تحطمت، وقد ظلوا عالقين في طي النسيان، مع أمل ضئيل في المستقبل".
سوء التغذية الحاد يهدد آلاف الأطفال
وقالت مسؤولة اليونيسف إن من المتوقع أن يعاني 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، بمن فيهم 770 ألفا يواجهون سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أشد أشكال الجوع فتكا، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للوفاة من المرض بمقدار 11 مرة.
لكن هذه الأزمة لا تتعلق بالغذاء فقط، وفقا للسيدة لوشيا إلمي، فبدون المياه الآمنة والصرف الصحي والرعاية الصحية، لن ينجو الأطفال. وقد انهارت الخدمات الأساسية في المناطق المتضررة من المجاعة.
العوائق تحول دون المساعدة
وقالت المسؤولة في اليونيسف إن العوائق البيروقراطية والإدارية في الحصول على التصاريح اللازمة لتسليم الإمدادات في المناطق المتأثرة بالصراع المسلح لا تزال تعيق تسليم المساعدات الإنسانية.
وأوضحت أن الوضع المزري بالفعل يتفاقم بسبب استمرار الصراع المسلح والعنف المدفوع قبليا والهجمات المباشرة على العاملين في المجال الإنساني وجماعات المساعدة المتبادلة. فقد أجبرت عمليات النهب والعنف على تعليق العمليات في مناطق متعددة.
ومضت قائلة: "في العام الماضي، تحولت أزمة الغذاء في السودان إلى مجاعة، وهو أمر حذرنا منه منذ فترة طويلة، والآن نحذر من أن الوضع يزداد سوءا. منذ نيسان/أبريل 2023، تضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد بمعدل ثلاث مرات. تحدث ظروف المجاعة في خمسة مواقع على الأقل، بما فيها مخيمات النزوح في شمال دارفور وجبال النوبة".
اليونيسف موجودة على الأرض برغم التحديات
على الرغم من التحديات الهائلة، قالت لوشيا إلمي إن اليونيسف موجودة على الأرض. وقد تمكنت خلال العام الماضي من:
تقديم الدعم النفسي الاجتماعي والتعليم وخدمات الحماية لـ 2.7 مليون طفل ومقدم رعاية.
توفير مياه الشرب الآمنة لـ 9.8 مليون شخص.
فحص 6.7 مليون طفل للكشف عن سوء التغذية وتقديم العلاج المنقذ للحياة لنحو 422 ألفا منهم.
وقالت المسؤولة في اليونيسف إن المنظمة ستواصل تقديم المساعدة العاجلة مع العمل أيضا على استعادة الخدمات الأساسية وبناء القدرة على الصمود في المناطق الأكثر تضررا.