قرية كوم البركة سقطت من ذاكرة المسئولين
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
تسود حالة من الإستياء الشديد بين الألاف من مواطني قرية كوم البركة، التابعة للوحدة المحلية لمركز ومدينة كفر الدوار، حيث يعيش الأهالي الحياة البدائية، بعد حرمان القرية من الخدمات الأساسية، ومنها توقف مشروع الصرف الصحي، و انهيار الطريق الرئيسي بالقرية، والذي يربط الطريق الزراعي الإسكندرية / القاهرة بالطريق الصحراوي، بالإضافة إلي معاناة المزارعين من نقص مياه الري ، وتعرض المحاصيل الصيفية إلى الجفاف.
انتقلت (الوفد) إلي قرية كوم البركة والتي تبعد عن مدينة كفر الدوار بحوالي 6 كيلومترات، حيث إلتقينا بعدد من أهالي القرية .
في البداية أكد حسن محمود - عامل- نعيش العديد من المشاكل، ومنها توقف أعمال مشروع الصرف الصحي ، والذي بدأ العمل به منذ عام 2012 تم الإنتهاء من جميع الأعمال ولم يتبقي سوي أقل من 5% وهي عبارة عن توصيل خطوط الصرف بالمنازل ، ولكن توقف العمل بالمشروع دون أي أسباب .
ويتدخل رمضان خالد - موظف- قائلا توقف العمل بمشروع الصرف الصحي بالقرية، يمثل كارثة كبرى للمواطنين خاصة مع إقتراب فصل الشتاء حيث تتحول شوارع القرية إلى بحيرات من مياه الأمطار المختلطة بالطين، لعدم وجود شبكات الصرف الصحي، وتتحول الحياة إلى ما يشبه الكابوس بعد أن تحاصر المياه المنازل طوال فصل الشتاء.
ويصرخ فتحي خميس -عامل- قائلا المشكلة الكبرى لتأخر العمل بمشروع الصرف الصحي ، هي اعتماد الأهالي على إستخدام الأبيار، والتي تتسرب منها المياه إلي أسفل المنازل ،وظهور العديد من التشققات في الحوائط والأعمدة ، مما يهدد بانهيار المنازل فوق رؤوس أصحابها .
ويتساءل محمد أحمد -عامل- عن أسباب عدم توصيل خدمة الغاز الطبيعي إلى منازل القرية ، دون وجود أسباب مقنعة، حيث تم توصيل خدمة الغاز الطبيعي إلي قرية الوسطانية التي تبعد عن قرية كوم البركة بحوالي 3 كيلو مترات فقط ، وبها نفس ظروف قريتنا.
ويقول مجدي محمد- طالب- الطريق الرئيسي بالقرية والذي يبلغ طوله حوالي كيلو متر، والذي يربط بين طريق الإسكندرية / القاهرة الزراعي، بالطريق الصحراوي، إلا أنه قد إنهار بشكل تام بعد أن تحول إلي برك ومطبات، ويجد قائدي السيارات صعوبة بالغة في السير بهذا الطريق، بالإضافة إلي تزايد معدلات الحوادث التي تسفر عن العديد من الضحايا والمصابين.
ويقول عبد الرازق رجب- مزارع- نعاني بشدة من النقص الحاد في مياه الري بسبب عدم الإنتظام في تطهير الترع من الحشائش التي تمنع وصول المياه إلي الحقول، خاصة التي تقع في نهايات الترع ، مما يهدد المحاصيل الصيفية مثل الأرز و الذرة إلي الجفاف ، وبالتالي نتعرض إلي خسائر فادحة .
وفي النهاية هل يستجيب المسئولين إلي المطالب العادلة لأهالي القرية ،هذا ماسوف تجيب عنه الأيام القادمة .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قرية كوم البركة سقطت ذاكرة المسئولين الصرف الصحی
إقرأ أيضاً:
متحف الحرب في سول.. ذاكرة الصراع الكوري الحية
في قلب العاصمة الكورية الجنوبية سول، يقف "متحف الحرب" شاهدا على واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الـ20: الحرب الكورية (1950-1953)، وأبرز ما يلفت انتباه الزائر قبل دخول المبنى هو الساحة الخارجية التي تضم مجموعة مذهلة من الطائرات الحربية والمدرعات والصواريخ والطائرات المروحية التي استخدمت خلال الحرب، مما يمنح الزوار تجربة بصرية ملموسة لأحداث الماضي.
افتُتح متحف الحرب في سول عام 1994 بهدف توثيق تاريخ الحروب التي مرت بها شبه الجزيرة الكورية، مع التركيز بشكل أساسي على الحرب الكورية. ويقع المتحف في منطقة يونغسان، وهو مقام على موقع كان يستخدم كمقر رئيسي للجيش الكوري الجنوبي. ويتألف المتحف من 6 قاعات رئيسية، بالإضافة إلى المعروضات الخارجية، ويضم أكثر من 13 ألف قطعة توثق جوانب مختلفة من الحروب التي خاضتها كوريا.
عند التجول في الساحة الخارجية لمتحف الحرب، يجد الزائر نفسه محاطا بترسانة من المعدات العسكرية التي استخدمت خلال الحرب الكورية. وهذه المعروضات ليست مجرد قطع حديدية جامدة، بل هي شواهد صامتة على صراع دامٍ شكّل مسار شبه الجزيرة الكورية.
اندلعت حرب الكوريتين بعد 5 سنوات من انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكانت نتيجة رئيسية لها، حيث كانت كوريا مستعمرة يابانية منذ عام 1910، لكن بعد هزيمة اليابان عام 1945 تم تقسيم شبه الجزيرة الكورية إلى منطقتي نفوذ الأولى في الشمال تحت سيطرة الاتحاد السوفياتي والثانية في الجنوب تحت سيطرة الولايات المتحدة.
تتوزع في الساحة طائرات مقاتلة من طراز "إف-86 سابري" (F-86 Sabre) الأميركية التي لعبت دورا رئيسيا في المعارك الجوية ضد الطائرات السوفياتية "ميغ-15" (MIG-15) التي استخدمها جيش كوريا الشمالية، كما تقف مروحيات "يو إتش-1 هيوي" (UH-1 Huey) التي كانت تُستخدم لنقل الجنود والجرحى، إلى جانب الدبابات والمدرعات التي شاركت في معارك برية حاسمة.
كانت حرب الكوريتين صراعا عسكريا بين كوريا الشمالية المدعومة من الصين والاتحاد السوفياتي، وكوريا الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، واندلعت شرارتها عندما اجتاحت قوات كوريا الشمالية الجنوب وسرعان ما توسع النزاع ليشمل قوى دولية كبرى، وراح ضحية تلك الحرب نحو 3 ملايين شخص بينهم نحو مليوني مدني.
هذه المعروضات لا تروي فقط الجانب العسكري للحرب، بل تحمل رسائل أعمق حول آثار النزاع على كوريا الجنوبية. من خلال لوحات المعلومات المرافقة لكل قطعة، ويقدم المتحف سردا تاريخيا يُبرز كيف أثرت هذه الأسلحة على مجريات الحرب، وما التكلفة البشرية والمادية للصراع.
ويعكس العرض الخارجي للمتحف نهجا مزدوجا، فهو من جهة يُخلّد دور القوات الكورية الجنوبية وحلفائها في الدفاع عن البلاد، ومن جهة أخرى يبرز فظائع الحرب، ويذكّر بضرورة السلام. هذا التوازن يجعل المتحف ليس فقط موقعا للتاريخ العسكري، بل أيضا مكانا للتأمل في دروس الماضي.
إعلان تأثير المتحفوبالنسبة للزوار، فإن التجول بين هذه القطع العسكرية الضخمة يخلق تجربة غامرة تُشعرهم بحجم الحرب وأثرها، حيث يتيح المتحف للزوار الاقتراب من بعض المعروضات، مما يمنحهم فرصة للتفاعل المباشر مع التاريخ، كما أن كثيرا من الكوريين الجنوبيين، خاصة الطلاب، يزورون المتحف كجزء من رحلات مدرسية تهدف إلى تعزيز الوعي بتاريخ بلادهم.
ولا تنسى كوريا دور الحلفاء الذين دعموها في تلك الحرب الدموية، حيث تجد أعلام كافة الدول التي وقفت إلى جانبها سواء تلك التي شاركت بقوات عسكرية وأرسلت معدات حربية أو تلك التي قدمت دعا طبيا ومساعدات لإعادة البناء.
أقسام المتحفإلى جانب تلك المعروضات الخارجية التي تنقل الزائر إلى غمار الحرب الكورية، يضم المتحف العديد من الأقسام الداخلية التي تروي تاريخ كوريا.
فهناك قاعة ما قبل الحرب الكورية، التي تتناول التاريخ العسكري لكوريا قبل الحرب الكورية، بما في ذلك الفترات القديمة والتطورات العسكرية التي مرت بها البلاد. وتعرض القاعة نماذج للأسلحة التقليدية المستخدمة في العصور القديمة، بالإضافة إلى الوثائق التاريخية التي تسلط الضوء على الإستراتيجيات العسكرية لكوريا.
وهناك قاعة الحرب الكورية، التي تركز على تفاصيل الحرب الكورية من بدايتها إلى نهايتها، مع تسلسل زمني للأحداث المدعوم بالصور الأصلية، ومقاطع الفيديو، والشهادات الشخصية للجنود والمدنيين الذين عايشوا الحرب. كما تعرض القاعة خرائط عسكرية توضح تحركات الجيوش المختلفة خلال المعارك الرئيسية.
وقاعة الحرب الحديثة، التي تتناول التطورات العسكرية التي شهدتها كوريا الجنوبية بعد انتهاء الحرب الكورية، بما في ذلك دورها في الصراعات الدولية مثل حرب فيتنام ومهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وقاعة المعدات والأسلحة، التي تقدم مجموعة واسعة من الأسلحة والمعدات التي استخدمت في مختلف الحروب التي خاضتها كوريا، وتضم أسلحة خفيفة، ومدافع، ودبابات، بالإضافة إلى تكنولوجيا عسكرية متطورة استخدمتها القوات الكورية الجنوبية.
وهناك قاعة الأبطال والتضحيات، التي تُخلّد ذكرى الجنود والمدنيين الذين فقدوا حياتهم خلال الحرب الكورية، وتحتوي على نصب تذكاري وقوائم بأسماء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل البلاد. كما تعرض قصصا شخصية مؤثرة عن الأبطال الذين ساهموا في الدفاع عن كوريا الجنوبية.
وأخيرا هناك قاعة السلام، التي تركز على أهمية المصالحة والسلام في شبه الجزيرة الكورية، مع عرض الجهود الدبلوماسية المبذولة بين الكوريتين لإنهاء النزاع المستمر. ويتم تقديم محتويات القاعة بأسلوب تفاعلي، حيث يمكن للزوار مشاهدة خطابات لقادة سياسيين والتفاعل مع خرائط مستقبلية توضح سبل تحقيق السلام.
إعلانويبقى متحف الحرب في سول أكثر من مجرد مكان لحفظ المعدات العسكرية، فهو نافذة على تاريخ أمة عاشت صراعا مريرا، ولا تزال تداعياته قائمة حتى اليوم. والمعروضات الخارجية للطائرات والدبابات والصواريخ ليست مجرد أدوات قتال، بل رموز لذاكرة وطنية تسعى للحفاظ على الدروس المستخلصة من الماضي، لئلا تتكرر مآسي الحرب في المستقبل.