أعلن باحثون من عدد من الجامعات الأميركية والكندية في دراسة جديدة لهم، عن اكتشاف رابط بين الإدراك وشبكات الدماغ قبل الانهيار الذهاني الذي يحدث عندما يفقد الشخص الاتصال بالواقع لدى الأفراد المعرضين لخطر الإصابة باضطرابات ذهانية مثل الفصام. ويعتقد أن الدراسة ستسهم في إيجاد فرصة للتشخيص المبكر والتدخل لعلاج هذه الأعراض التي تقاوم العلاجات.

ما الذهان؟

يعرف الذهان بأنه حالة يفقد فيها الشخص بعض الاتصال بالواقع. وقد يتضمن ذلك رؤية أو سماع أشياء لا يستطيع الآخرون رؤيتها أو سماعها (الهلوسة)، وتصديق أشياء ليست حقيقية (الأوهام)، وقد يتضمن أيضا التفكير والتحدث المشوشين.

ومن الممكن في بعض الأحيان تحديد سبب الذهان كحالة صحية عقلية محددة، مثل الفصام وهو حالة تسبب مجموعة من الأعراض النفسية، بما في ذلك الهلوسة والأوهام، ومرض الاضطراب ثنائي القطب، وهو حالة صحية عقلية تؤثر على الحالة المزاجية، يمكن أن يعاني الشخص المصاب بالاضطراب ثنائي القطب من نوبات من تدهور الحالة المزاجية (الاكتئاب) إلى الارتفاعات أو المزاج المبهج (الهوس)، كما يمكن أن يرتبط الذهان بالاكتئاب الشديد حيث يعاني بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب أيضا من أعراض الذهان عندما يكونون مكتئبين للغاية، وفقا لموقع الخدمة الصحية الوطنية البريطانية.

يُعد الاضطراب الإدراكي شائعا للغاية في الفصام والاضطرابات الذهانية الأخرى (شترستوك)

 

شبكات الدماغ والذهان

ترتبط الاضطرابات الإدراكية في الاضطرابات الذهانية -مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب وفقا لأبحاث جديدة- بتنظيم شبكات الدماغ. يوجد هذا الرابط بين الإدراك وشبكات الدماغ لدى الأفراد الذين يعتبرون معرضين لخطر الاضطرابات الذهانية حتى قبل حدوث الانهيار الذهاني الأول. وتشير هذه الدراسة الرائدة، التي نشرت في مجلة "الطب النفسي البيولوجي"، إلى وجود فرصة للتشخيص المبكر والتدخل لعلاج هذه الأعراض التي تقاوم العلاج.

توضح المؤلفة الرئيسية هيذر بريل وارد، من قسم الطب النفسي وعلوم السلوك في مركز فاندربيلت الطبي الجامعي، قائلة: "يُعد الاضطراب الإدراكي شائعا للغاية في الفصام والاضطرابات الذهانية الأخرى. لا توجد حاليا أدوية لعلاج الاضطراب الإدراكي، مما يؤدي إلى إعاقة كبيرة. غالبا ما يكون هذا الاضطراب حاضرا بحلول الوقت الذي يعاني فيه الشخص من الانهيار الذهاني الأول، مما يجعل الاكتشاف المبكر والتدخل أمرا حاسما. دراستنا الحالية هي جزء من جهودنا لفهم ومعالجة الأعراض التي تقاوم العلاج في الاضطرابات الذهانية".

يوجد رابط بين الإدراك وشبكات الدماغ لدى الأفراد الذين يعتبرون معرضين لخطر الاضطرابات الذهانية (بيكسلز) الاختبارات

استخدمت الدراسة نهج تحليل بالرنين المغناطيسي المتقدم لتحديد الارتباط بين مناطق الدماغ واختبارا إدراكيا مصمما للأشخاص الذين يعانون من الذهان.

كما استخدمت الدراسة أيضا اختبار الأداء السمعي المستمر لسيدمان (إيه سي بي تي) وهو اختبار نفسي عصبي يستخدم لقياس الانتباه المستمر واليقظة، وخاصة في المجال السمعي. وهو نسخة سمعية من اختبار الأداء المستمر (سي بي تي)، حيث يستمع الشخص إلى سلسلة من الأصوات أو الكلمات ويجب أن يستجيب لمحفزات سمعية محددة مع تجاهل محفزات أخرى. يقيم الاختبار قدرة المشارك على الحفاظ على التركيز والتمييز بين الأصوات المستهدفة وغير المستهدفة على مدار فترة زمنية محددة.

يشير البحث إلى أن زيادة الترابط بين القشرة الأمامية والمناطق الحسية الحركية يرتبط بتحسن الانتباه (كما تم قياسه بواسطة اختبار الأداء السمعي) لدى الأفراد الذين يعانون من مرحلة مبكرة من الذهان، أو الذين هم في خطر مرتفع لتطوير الذهان. ومع ذلك، لم يُلاحظ هذا الارتباط لدى الأفراد الأصحاء أو أولئك الذين كانوا في خطر ولم يتطور لديهم الذهان. قد يشير هذا إلى أن التغيرات في ترابط الدماغ في هذه المناطق تعتبر مهمة بشكل خاص في المراحل المبكرة من تطور اضطرابات الذهان.

ويقول الدكتور جون كريستال، محرر مجلة "الطب النفسي البيولوجي" في تعليقه على نتائج الدراسة وفقا لموقع يوريك أليرت: "استخدم الباحثون في هذه الدراسة الجديدة مزيجا من تحليل متعدد المتغيرات قائم على البيانات لتحديد الشبكات العصبية وربطها بالتقييم الإدراكي الخاص بالمرض، لتحديد علاقة جديدة وقابلة للتكرار بين الاتصال الدماغي والأداء الإدراكي في الاضطرابات الذهانية، مما يوفر رؤى مهمة للكشف المبكر والتدخل في الاضطرابات الذهانية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المبکر والتدخل لدى الأفراد

إقرأ أيضاً:

دراسة حديثة: الزواج قد يكون سببًا فى زيادة الوزن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين بالمعهد الوطني لأمراض القلب في وارسو عن تأثير الزواج على الصحة البدنية وفقا لما نشرتة مجلة  ديلي ميل.

وحلل العلماء بيانات ما يقرب من 2500 شخص حيث تمتع 35% منهم بوزن صحي بينما عانى 38% من زيادة الوزن، وأصيب 26% بالسمنة ووجدوا أن الرجال المتزوجين أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بمقدار 3.2 مرة مقارنة بغير المتزوجين وفي المقابل لم تجد الدراسة أي علاقة واضحة بين الزواج والسمنة لدى النساء وهو ما أرجعه العلماء إلى "الاختلافات الثقافية" في النظرة إلى السمنة بين الجنسين.

وأظهرت النتائج أن خطر الإصابة بالسمنة المفرطة يرتفع بنسبة 62% لدى الرجال المتزوجين مقابل 39% لدى النساء المتزوجات، كما أظهرت الدراسة أن كل عام من التقدم في العمر يزيد خطر السمنة بنسبة 6% لدى النساء، و4% لدى الرجال.

وأوضحت الدكتورة أليشا تشيتشا-ميكولايتشيك من المعهد الوطني لأمراض القلب في وارسو أن العمر والحالة الاجتماعية يلعبان دورا رئيسيا في زيادة الوزن أو السمنة لدى البالغين بغض النظر عن الجنس.

وتعد هذه الدراسة امتدادا لأبحاث سابقة كشفت أن الزواج قد يؤثر على وزن الأزواج حيث وجد بحث صيني أجري العام الماضي أن المتزوجين يكتسبون وزنا إضافيا خلال السنوات الخمس الأولى من الزواج بسبب استهلاكهم سعرات حرارية أعلى وانخفاض مستويات نشاطهم البدني وتبين أن الرجال يكتسبون وزنا إضافيا بنسبة 5.2% بعد الزواج مع زيادة في معدلات السمنة بنسبة 2.5% كما يذكر أن السمنة تشكل عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان والسكتة الدماغية وأمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني.

مقالات مشابهة

  • أوراق «القوة» الإيرانية تظهر.. الكشف عن إنجاز عسكري جديد
  • دراسة تكشف كل التفاصيل عن "كورونا طويل الأمد"
  • دراسة : الزواج يضاعف خطر الإصابة بالسمنة لدى الرجال
  • دراسة جديدة: الأمومة والأبوة قد يحافظان على الدماغ
  • الزواج وتأثيره على الوزن.. دراسة تكشف مفاجآت جديدة
  • دراسة: المراهقين الذين ينامون أقل من 8 ساعات يتعرضون لمخاطر صحية
  • دراسة حديثة: الزواج قد يكون سببًا فى زيادة الوزن
  • دراسة تؤكد: الابتعاد عن الهواتف الذكية لمدة 3 أيام يعيد تنشيط الدماغ
  • دراسة تكشف ما سيحدث لدماغك إذا تركت الهاتف 3 أيام
  • تحذير من "سارق البصر".. 4 أسئلة تساعدك في الكشف المبكر