دراسة رائدة تظهر إمكانية الكشف المبكر عن الفصام واضطرابات الذهان
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
أعلن باحثون من عدد من الجامعات الأميركية والكندية في دراسة جديدة لهم، عن اكتشاف رابط بين الإدراك وشبكات الدماغ قبل الانهيار الذهاني الذي يحدث عندما يفقد الشخص الاتصال بالواقع لدى الأفراد المعرضين لخطر الإصابة باضطرابات ذهانية مثل الفصام. ويعتقد أن الدراسة ستسهم في إيجاد فرصة للتشخيص المبكر والتدخل لعلاج هذه الأعراض التي تقاوم العلاجات.
يعرف الذهان بأنه حالة يفقد فيها الشخص بعض الاتصال بالواقع. وقد يتضمن ذلك رؤية أو سماع أشياء لا يستطيع الآخرون رؤيتها أو سماعها (الهلوسة)، وتصديق أشياء ليست حقيقية (الأوهام)، وقد يتضمن أيضا التفكير والتحدث المشوشين.
ومن الممكن في بعض الأحيان تحديد سبب الذهان كحالة صحية عقلية محددة، مثل الفصام وهو حالة تسبب مجموعة من الأعراض النفسية، بما في ذلك الهلوسة والأوهام، ومرض الاضطراب ثنائي القطب، وهو حالة صحية عقلية تؤثر على الحالة المزاجية، يمكن أن يعاني الشخص المصاب بالاضطراب ثنائي القطب من نوبات من تدهور الحالة المزاجية (الاكتئاب) إلى الارتفاعات أو المزاج المبهج (الهوس)، كما يمكن أن يرتبط الذهان بالاكتئاب الشديد حيث يعاني بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب أيضا من أعراض الذهان عندما يكونون مكتئبين للغاية، وفقا لموقع الخدمة الصحية الوطنية البريطانية.
شبكات الدماغ والذهان
ترتبط الاضطرابات الإدراكية في الاضطرابات الذهانية -مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب وفقا لأبحاث جديدة- بتنظيم شبكات الدماغ. يوجد هذا الرابط بين الإدراك وشبكات الدماغ لدى الأفراد الذين يعتبرون معرضين لخطر الاضطرابات الذهانية حتى قبل حدوث الانهيار الذهاني الأول. وتشير هذه الدراسة الرائدة، التي نشرت في مجلة "الطب النفسي البيولوجي"، إلى وجود فرصة للتشخيص المبكر والتدخل لعلاج هذه الأعراض التي تقاوم العلاج.
توضح المؤلفة الرئيسية هيذر بريل وارد، من قسم الطب النفسي وعلوم السلوك في مركز فاندربيلت الطبي الجامعي، قائلة: "يُعد الاضطراب الإدراكي شائعا للغاية في الفصام والاضطرابات الذهانية الأخرى. لا توجد حاليا أدوية لعلاج الاضطراب الإدراكي، مما يؤدي إلى إعاقة كبيرة. غالبا ما يكون هذا الاضطراب حاضرا بحلول الوقت الذي يعاني فيه الشخص من الانهيار الذهاني الأول، مما يجعل الاكتشاف المبكر والتدخل أمرا حاسما. دراستنا الحالية هي جزء من جهودنا لفهم ومعالجة الأعراض التي تقاوم العلاج في الاضطرابات الذهانية".
استخدمت الدراسة نهج تحليل بالرنين المغناطيسي المتقدم لتحديد الارتباط بين مناطق الدماغ واختبارا إدراكيا مصمما للأشخاص الذين يعانون من الذهان.
كما استخدمت الدراسة أيضا اختبار الأداء السمعي المستمر لسيدمان (إيه سي بي تي) وهو اختبار نفسي عصبي يستخدم لقياس الانتباه المستمر واليقظة، وخاصة في المجال السمعي. وهو نسخة سمعية من اختبار الأداء المستمر (سي بي تي)، حيث يستمع الشخص إلى سلسلة من الأصوات أو الكلمات ويجب أن يستجيب لمحفزات سمعية محددة مع تجاهل محفزات أخرى. يقيم الاختبار قدرة المشارك على الحفاظ على التركيز والتمييز بين الأصوات المستهدفة وغير المستهدفة على مدار فترة زمنية محددة.
يشير البحث إلى أن زيادة الترابط بين القشرة الأمامية والمناطق الحسية الحركية يرتبط بتحسن الانتباه (كما تم قياسه بواسطة اختبار الأداء السمعي) لدى الأفراد الذين يعانون من مرحلة مبكرة من الذهان، أو الذين هم في خطر مرتفع لتطوير الذهان. ومع ذلك، لم يُلاحظ هذا الارتباط لدى الأفراد الأصحاء أو أولئك الذين كانوا في خطر ولم يتطور لديهم الذهان. قد يشير هذا إلى أن التغيرات في ترابط الدماغ في هذه المناطق تعتبر مهمة بشكل خاص في المراحل المبكرة من تطور اضطرابات الذهان.
ويقول الدكتور جون كريستال، محرر مجلة "الطب النفسي البيولوجي" في تعليقه على نتائج الدراسة وفقا لموقع يوريك أليرت: "استخدم الباحثون في هذه الدراسة الجديدة مزيجا من تحليل متعدد المتغيرات قائم على البيانات لتحديد الشبكات العصبية وربطها بالتقييم الإدراكي الخاص بالمرض، لتحديد علاقة جديدة وقابلة للتكرار بين الاتصال الدماغي والأداء الإدراكي في الاضطرابات الذهانية، مما يوفر رؤى مهمة للكشف المبكر والتدخل في الاضطرابات الذهانية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المبکر والتدخل لدى الأفراد
إقرأ أيضاً:
حيلة تيك توك للنوم في الطائرة.. لماذا يحذر الخبراء من تطبيقها؟
انتشرت في الآونة الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي -خاصة "تيك توك"- حيلة جديدة تساعد الركاب على النوم أثناء رحلات الطيران، إذ يربطون أحزمة الأمان حول كواحلهم لتثبيت أقدامهم ومنعها من الانزلاق، مما يمنحهم شعورا بالراحة أثناء الجلوس.
ومع ذلك حذر الخبراء من مخاطر هذه الطريقة، مؤكدين أن أحزمة الأمان صممت ليتم تثبيتها حول منطقة الحوض لحماية الركاب أثناء الاضطرابات الجوية أو الهبوط الاضطراري.
وأشاروا إلى أن ربط الأحزمة حول الكاحلين قد يزيد خطر التعرض للإصابات، كما قد يشكل تهديدا لسلامة الركاب الآخرين في حال حدوث اضطرابات مفاجئة.
Passenger seatbelt hack to make it easier to sleep on the plane is ‘extremely dangerous’: experts https://t.co/in3AAUG3dp pic.twitter.com/lWoKFNKvzz
— New York Post (@nypost) February 13, 2025
تفاوتت ردود الفعل على مقاطع الفيديو المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي تُظهر المسافرين وهم يجربون حيلة النوم باستخدام حزام الأمان، فقد أعرب العديد من المسافرين عن رغبتهم في تجربتها، في حين حذر آخرون من مخاطرها، مشيرين إلى احتمال التسبب في إصابات خطيرة أثناء الاضطرابات الجوية الشديدة.
إعلان تحذيرات من التجربةليس من المفاجئ أن مضيفي الطيران في الولايات المتحدة يعارضون هذه الحيلة، ومن بينهم سارة نيلسون رئيسة رابطة مضيفي الطيران التي تمثل 55 ألف مضيف في 20 شركة طيران، وفي تصريحها لشبكة "سي إن إن" وصفت نيلسون هذه التجربة بأنها "حيلة خطيرة للغاية".
وقالت نيلسون "تم تصميم حزام الأمان ليكون منخفضا ومشدودا حول الحوض لضمان أقصى درجات الحماية أثناء الاضطرابات الجوية أو الهبوط الاضطراري، أو الحوادث، وعدم تثبيت الحزام بشكل صحيح لا يعرضك فقط للخطر، بل قد يتسبب أيضا في إصابة الآخرين إذا اندفعت فجأة أثناء الاضطرابات الجوية".
وأكدت نيلسون أن هذه الممارسة تمثل انتهاكا للوائح الفدرالية وتعليمات طاقم الطائرة، محذرة من عواقبها بقولها "توقفوا عن ذلك، الرفض المتعمد قد يعرضكم لغرامة تصل إلى 35 ألف دولار".
وشرح مايكل والاس خبير السفر كيف يمكن أن تشكل هذه الوضعية خطرا على الركاب، مما يعرضهم للإصابات المحتملة.
ورغم استمرار انتشار هذه الحيلة الفيروسية المتعلقة باستخدام حزام الأمان لتسهيل النوم أثناء الرحلة فإن الخبراء يحذرون من مخاطرها الكبيرة.
من جانبه، حذر الدكتور ناثان كونيل اختصاصي أمراض الدم والنساء في مستشفى بريغهام وأستاذ مشارك في كلية الطب بجامعة هارفارد من خطورة تقييد تدفق الدم، مشيرا إلى أن ذلك قد يزيد خطر الإصابة بالجلطات الدموية.
وأوضح كونيل "في حال حدوث اضطرابات جوية أو حالة طوارئ فإن ربط الساقين بحزام الأمان بهذه الطريقة قد يؤدي إلى إصابات في الساق أو الكاحل، مما قد يزيد احتمالية الإصابة بجلطات دموية".