انطلاق فعاليات اليوم الثاني من الأسابيع الثقافية بأوقاف الفيوم
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
أنطلقت فعاليات اليوم الثاني من الأسابيع الثقافية بجميع الإدارات الفرعية بعدد 17 أسبوعا بواقع مسجد من كل إدارة تحت عنوان "سماحة الإسلام ونبذ التطرف"،اليوم الثلاثاء، وذلك بتوجيهات من وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري، وبرعاية كريمة من الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، ومديري الإدارات الفرعية، وبحضور نخبة من كبار العلماء والأئمة المتميزين.
وخلال هذه اللقاءات أكد العلماء أن السماحة والتسامح من أعظم خصائص الشريعة الإسلامية عمومًا، فقد جاءت رسالةُ النبي(صلى الله عليه وسلم) بالسماحة والتسامح،والصَّفح، وحسن التعايش مع كافة الناس بصرف النظر عن معتقداتهم أو ألوانهم أو أعراقهم.
كما أشار العلماء إلى أن السماحة تعدُّ في الرسالة المحمدية منحةً إلهيةً رفَعَ اللهُ بها شأنَ هذه الرسالة الخالدة،وسِمَةً بارزة من سماتها، بل هو سلوكٌ حضاري إسلامي، يحفظ للأمة المحمدية توازنها،واعتدالها وخيرِيَّتها، وقد جسَّده النبي(صلى الله عليه وسلم) في أقواله وأفعاله، مع أصحابه، ومع أهل الأديان الأخرى،فكان تعامله(صلى الله عليه وسلم) مع البشرية جمعاء مثلًا يُضرب في العفو والصفح والإحسان والعدل والسماحة والتسامح؛لذا اكتسبت رسالته صفة القبول والمحبة لدى الناس الذين لمسوا منه هذه الأخلاق الرفيعة.
وفي النهاية حث أئمة المساجد الناس جميعا على التزود من طلب العلم واحترامه وأخذه من مصادره المعتمدة ومن العلماء أصحاب المشارب الصافية وهم علماء الأزهر والأوقاف، مع الابتعاد عن التعصب والتشدد المقيت في فهم النصوص الذي كان سببًا مباشرًا في وجود الفكر المنحرف والجماعات المتطرفة التي اتخذت سفك دماء الأبرياء شعارًا لها،فالداعية المتبصر الفقيه هو صمام أمان الأمة في مواجهة الغلو والتطرف،وذلك بالفهم المستقيم لنصوص الشرع الحنيف.
أوقاف الفيوم تختتم 17 أسبوعا دعويا بعنوان "ظاهرة الانتحار أسبابها وعلاجها من منظور الإسلام" IMG-20240827-WA0050 IMG-20240827-WA0049 IMG-20240827-WA0048 IMG-20240827-WA0047 IMG-20240827-WA0046
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفيوم انطلاق فاعليات اليوم الثاني الاسابيع الثقافية أوقاف الفيوم الوعي الثقافي سماحة الاسلام نشر الوعي
إقرأ أيضاً:
المراد بالنصيحة في حديث النبي عليه السلام "الدِّينُ النَّصِيحَةُ"
النصيحة.. قالت دار الإفتاء المصرية إن التَّناصُح بين الناس من الأمور المهمَّة التي حرص الإسلامُ على ترسيخها بين أفراد المجتمع، فهو ضرورةٌ اجتماعيةٌ لما فيه من الحرص على الإصلاح، ولا سيما إذا كان نابع من حرصٍ وإخلاصٍ؛ فالنَّاصِح يُخلِص القولَ لمن يَنْصحُه ويسعى في هدايتِه وصلاحِه.
النصيحة في السنة النبوية
وجاء عن سيدنا تميم الدَّاريِّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قلنا -أي الصحابة-: لِمَنْ؟ قال: «للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه"، وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ" متفق عليه.
النصيحة.. وأضحت الإفتاء أن النصيحة كانت محل اهتمام العلماء في الإسلام، وذلك ببيان حقيقتها وسعة مدلولها، فهي تعني إرادة الخير للمنصوح له.
قال الإمام الخطابي في "معالم السنن" (4/ 125-126، ط. المطبعة العلمية): [النصيحة كلمة يعبر بها عن جملةٍ: هي إرادة الخير للمنصوح له، وليس يمكن أن يعبر هذا المعنى بكلمةٍ واحدةٍ تحصرها وتجمع معناها غيرها، وأصل النصح في اللغة: الخلوص، يقال: نصحت العسل إذا خلصته من الشمع] اهـ.
كما أنَّها تعني أيضًا: صحة إخلاص القول والفعل والاجتهاد بتقديم ما فيه الخير والمصلحة للمنصوح له، وذلك بإرشاده لكل صالح، ونَهْيه عن كلِّ طالح.
وضافت الإفتاء أن لزوم أداء النصيحة على المسلم مقيدٌ بقدر جهده واستطاعته، وذلك لا يكون إلا بأمنه على نفسه من وقوع ما يؤذيه، وتيقنه بالطاعة فيما يقول من نُصْحٍ.
النصيحة
وهناك النصيحة للقرآن الكريم وهو الإيمانُ به وتعظيمه وتنزيهه، وتلاوته حقَّ تلاوتِه والوقوف مع أوامره ونواهيه، وتفهُّم علومِه وأمثالِه، وتدبر آياته، والدعاء إليه، وذَبُّ تحريف الغالين وطعنِ الملحدين عنه.
والنصيحة لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وهى الإيمان به وبما جاء به وتوقيره وتبجيله، والتمسك بطاعته، وإحياء سنته واستثارة علومها ونشرها ومعاداة من عاداه وعاداها، وموالاة من والاه ووالاها، والتخلق بأخلاقه، والتأدُّب بآدابه، ومحبة آله وصحابته، ونحو ذلك.
والنصيحة لأئمة المسلمين وهى معاونتهم على الحقِّ، وطاعتهم فيه، وتذكيرهم به، وتنبيههم في رفق ولطف، ومجانبة الوثوب عليهم، والدعاء لهم بالتوفيق وحث الأغيار على ذلك.
والنصيحة لعامة المسلمين وهى إرشادهم إلى مصالحهم، وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم، وستر عوراتهم، وسد خلَّاتهم، ونصرتهم على أعدائهم، والذب عنهم، ومجانبة الغش، والحسد لهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكرهه لنفسه، وما شابه ذلك] اهـ.
الضوابط والآداب التي ينبغي مراعاتها عند إرداة النصح
وللنصيحة ضوابط ينبغي مراعتها، منها: ألا تكون على الملأ، وإنما من أدب النصيحة أن تكون على انفرادٍ؛ لكيلا تورث العداوة والبغضاء بين المنصوح والناصح، إلا أن يكون المنصوح لا يفهم إلَّا بالتصريح والجهر، فيجوز ذلك ما لم يترتب عليه ضرر للناصح، مع الأخذ في الاعتبار ألَّا يكون النصح على شرط القبول للنصيحة.
قال الإمام ابن حزم في "الأخلاق والسير في مداواة النفوس" (ص: 45، ط. دار الآفاق الجديدة): [وإذا نصحتَ فانصح سرًّا لا جهرًا، وبتعريضٍ لا تصريحٍ، إلا أنْ لا يفهم المنصوح تعريضك فلا بد من التصريح، ولا تنصح على شرط القبول منك، فإن تعديت هذه الوجوه فأنت ظالمٌ لا ناصحٌ، وطالب طاعةٍ وملكٍ لا مؤدي حق أمانةٍ وأخوةٍ، وليس هذا حكم العقل ولا حكم الصداقة] اهـ.
ومن الضوابط أيضًا: أن تكون النصيحة بغير تعيينٍ؛ اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: «ما بال أقوام»؛ ومن ذلك ما جاء عن أمِّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: أتتها بريرة تسألها في كتابتها، فقالت: إن شئت أعطيت أهلك ويكون الولاء لي، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكَّرته ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اشْتَرِيهَا، فَأَعْتِقِيهَا، فَإِنَّمَا الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ»، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر، فقال: «مَا بَالُ رِجَالٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ، مَنِ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَهُوَ بَاطِلٌ شَرْطُ اللَّهِ أَحَقُّ وَأَوْثَقُ» متفق عليه.
كذلك من ضوابط النصيحة: ألَّا تؤدي إلى مفسدة أعظم أو إلى منكر أشد، وقد أصَّل لهذا المعنى الإمام القرافي في "الفروق" (4/ 257، ط. عالم الكتب) حيث قال: [شرط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ما لم يؤد إلى مفسدة هي أعظم، هذه المفسدة قسمان: تارة تكون إذا نهاه عن منكرٍ؛ فَعَلَ ما هو أعظم منه في غير الناهي، وتارة يفعله في الناهي بأن ينهاه عن الزنا فيقتله -أعني الناهي، يقتله المُلابِسُ للمنكر-، والقسم الأول: اتفق الناس عليه أنه يحرم النهي عن المنكر، والقسم الثاني: اختلف الناس فيه، فمنهم من سواه بالأول، نَظَرًا لعظم المفسدة، ومنهم من فَرَّق] اهـ.