فورين أفيرز: الأسلحة البيولوجية خطر خفي على العالم الانتباه له
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
قال تقرير لفورين أفيرز إن الدفاعات الحالية ضد الأسلحة البيولوجية ضعيفة، وإن السيطرة على جائحة كوفيد-19 كانت ممكنة فقط لأن الفيروس لم يكن فتاكا بما يكفي، وشدد على ضرورة ضبط الأسلحة البيولوجية قبل فوات الأوان.
ويشير التقرير -بقلم روجر برينت وجريج جونيور ووجيسون ماثيني- إلى أن على قادة العالم إعطاء الأولوية لتطوير دفاعات قوية ضد الأسلحة البيولوجية، ويشمل ذلك تطوير أنظمة مراقبة لاكتشاف الأمراض المصنعة، وزيادة كفاءة سرعة إنتاج اللقاحات وفاعليتها، وفرض سيطرة محكمة على تكنولوجيا التصنيع.
وقال التقرير إن كوفيد-19 وما نتج عنه من عرقلة الاقتصاد العالمي، وتعطيل نظام الحياة اليومية، وتوترات اجتماعية وسياسية، وضغط على القطاع الصحي والوفيات، أظهر ثغرة خطيرة في دفاعات الهجوم بالأسلحة البيولوجية.
وقد سهل التطور العلمي في مجال البيولوجيا الجزيئية والبشرية، بجانب الذكاء الاصطناعي، هندسة فيروسات قاتلة تخترق المناعة بسهولة، وتنتشر بسرعة، وتفتك بالجسد البشري بفعالية.
الدفاع ضرورةوقال التقرير إن التقدم في التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية قد ذلل تطوير الأسلحة البيولوجية على الدول والأفراد والمجموعات الإرهابية، وأصبح من السهل تصنيع الأمراض باستخدام المواد المتوفرة في الأسوق العادية.
كما أن الاعتماد الحديث على أنظمة الذكاء الاصطناعي يجعل البيانات المتعلقة بالأسلحة البيولوجية عرضة للاختراق والسرقة، وقد تقع في الأيدي الخاطئة، مما يشدد على ضرورة تطوير دفاعات ضدها.
ودعا التقرير إلى بناء أنظمة لتطوير اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات، مع تحقيق القدرة على تطعيم سكان العالم في غضون 100 يوم من ظهور وباء، كما أكد على أهمية تزويد المباني بأنظمة لتنقية الهواء، والحد من تمويل التجارب البيولوجية، وفرض رقابة صارمة على الشركات التي تبيع المواد البيولوجية.
وأبرز التقرير أن الاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقية الأسلحة البيولوجية الصادرة عام 1972، فشلت تاريخيا في ردع الدول عن تطوير برامج أسلحة بيولوجية.
وقد وجدت وزارة الخارجية الأميركية في 2024 أن كوريا الشمالية وروسيا تمتلكان برامج أسلحة بيولوجية هجومية، في حين تتابع الصين وإيران بحوثا بيولوجية قد تكون قابلة للتسليح، رغم أن جميع هذه الدول قد وقعت على الاتفاقية.
تاريخ طويلوقال التقرير إن الولايات المتحدة أجرت في الستينيات تجارب لنشر الأسلحة البيولوجية في محيطها إذا دمر قصف نووي من موسكو ترسانة واشنطن النووية.
ونشرت بكتيريا غير ضارة في أنفاق مترو نيويورك وخليج سان فرانسيسكو، ورشت مواد كيميائية بالطائرات من جبال روكي إلى المحيط الأطلسي ومن كندا إلى خليج المكسيك، وبنهاية الستينيات كانت أسلحتها البيولوجية متعددة ومتنوعة، واتخذت خطوات بعدها للحد من برامج أسلحتها البيولوجية.
واستمر الاتحاد السوفياتي في برنامجه للأسلحة البيولوجية حتى بعد الاتفاقية، وزار مسؤولون أميركيون وبريطانيون منشآت البرنامج في 1991، حيث رأوا صفوفا من الأوعية والمفاعلات الحيوية القادرة على إنتاج آلاف اللترات من فيروس الجدري، ويمكن لهذه الأوعية ضخ الفيروس عبر أنابيب مبردة إلى قنابل صغيرة يمكن تحميلها على الصواريخ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الأسلحة البیولوجیة
إقرأ أيضاً:
رحلة حول العالم .. كيف يحتفل المسلمون برمضان في مختلف الدول؟
شهر رمضان هو واحد من أكثر الأشهر قداسة في العالم الإسلامي، ويتميز ليس فقط بالصوم والعبادة، بل أيضًا بتقاليد واحتفالات تختلف من دولة إلى أخرى.
على الرغم من أن الصوم هو الركيزة الأساسية لهذا الشهر الفضيل، فإن العادات الرمضانية في مختلف البلدان تضفي طابعًا خاصًا على هذا الشهر المبارك.
في هذا التقرير، نأخذكم في جولة حول العالم لاستكشاف بعض من أبرز التقاليد والاحتفالات الرمضانية في مختلف الدول.
في مصر، يعد شهر رمضان موسماً فريداً يعم فيه الأجواء الروحانية والاجتماعية. من أبرز التقاليد الرمضانية في مصر هي فوانيس رمضان، التي أصبحت رمزًا شهيرًا لهذا الشهر.
الفوانيس توزع في الشوارع، ويتم تزيين المنازل والمحال التجارية بها. كما يتمتع المصريون في رمضان بطقوس السحور الجماعي، حيث يتجمع الأهل والأصدقاء في أجواء من الحب والتعاون لتناول وجبة السحور.
وعند الإفطار، يعكف الكثيرون على تناول الطعام التقليدي مثل الكشري، والفول، والطعمية (الفلافل).
في تركيا، تبدأ الأجواء الرمضانية مع تقليد المسحراتي، الذي ينادي بصوته في أرجاء الأحياء ليوقظ الناس للسحور.
هذا التقليد يعود لقرون طويلة ويعد جزءًا من التراث الشعبي التركي في شهر رمضان.
أما الإفطار، فيشمل غالبًا الرمضان باسري، وهو نوع من الحساء التقليدي المخصص لهذا الشهر، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المأكولات الحلوة مثل البقلاوة والكنافة.
في الإمارات، يتسم شهر رمضان بأجواء من الفخامة والرفاهية، يتم تزيين الشوارع والأماكن العامة بأضواء رمضان المميزة، وتقام الفعاليات الاجتماعية والأنشطة الخيرية على مدار الشهر.
غالبًا ما تنظم مبادرات خيرية تتضمن توزيع الطعام على المحتاجين، بالإضافة إلى إقامة موائد إفطار جماعية في المناطق العامة.
كما تعتبر المساجد في الإمارات مواقع حيوية للعبادة والتجمعات الروحية، حيث يتوجه العديد من المصلين لأداء صلاة التراويح في الأجواء الروحانية.
تتمتع إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، بتقاليد رمضانية فريدة من نوعها، واحدة من أبرز العادات هي بزخ فواز، وهي طقوس يتم فيها إشعال النار في أكوام من القش والورق كجزء من الاحتفال بمجيء شهر رمضان.
عند الإفطار، يتم تناول وجبة خفيفة تسمى تامبانج (نوع من الحساء) إلى جانب الشوربات والمشروبات الخاصة مثل "الآيس كيري" (عصير جوز الهند).
تعد إندونيسيا من أكثر الدول التي تهتم بتطوير الفعاليات المجتمعية خلال الشهر، مثل المهرجانات والمسابقات الثقافية التي تحفز على التفاعل بين المواطنين.
تتميز المغرب في رمضان بعادات غذائية خاصة مثل تناول التمر والحليب عند الإفطار، وهذه عادة متبعة منذ قرون.
يلتقي المغاربة مع عائلاتهم على موائد الإفطار التي تحتوي على أطباق متنوعة مثل الحريرة (حساء تقليدي) و البغرير (نوع من الفطائر).
كما تشهد المدن المغربية مثل الرباط وفاس العديد من الفعاليات الرمضانية في الأسواق التي تقدم الأطعمة والمشروبات الرمضانية.
تقوم باكستان في شهر رمضان بتوزيع الإفطار المجاني على المسلمين في المساجد والشوارع. في بعض المدن، يتم توزيع حزم إفطار مجانية على الأسر المحتاجة، وخاصة في مناطق المدن الكبرى مثل كراتشي ولاهور.
كما يُنظم في العديد من المدارس والجامعات مسابقات ثقافية ودينية، حيث يتم تحفيز الطلاب على حفظ القرآن الكريم وأداء الأنشطة التي تعزز من معاني شهر رمضان.
في السعودية، يعد رمضان شهرًا ذا طابع خاص، حيث يتوافد الآلاف من المسلمين على المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء صلاة التراويح في الأجواء الروحانية، ويشاهد ملايين المسلمين الأجواء الرمضانية عبر وسائل الإعلام.
وفي مدينة جدة، يُنظم الإفطار الجماعي في الأماكن العامة مثل الحدائق والميادين الكبرى، حيث يتم تقديم الوجبات بشكل مجاني لجميع المشاركين.
تعتبر الجزائر من الدول التي تولي أهمية خاصة للجانب الروحي في رمضان، مواكب القرآن الكريم والاحتفالات الجماعية خلال صلاة التراويح تعد جزءًا من الحياة اليومية خلال الشهر الكريم.
كما ينظم المواطنون في العديد من الأماكن حفلات إفطار جماعية تشمل الأطعمة التقليدية مثل الكسكس و الطاجين.
في ماليزيا، يتميز رمضان بمشهد الشوارع المليئة بـ بارات رمضان، التي تقدم الطعام التقليدي الماليزي مثل الناسي ليمك و ساتي.
كما ينظم العديد من المسلمين في ماليزيا حملات إفطار جماعي، حيث يتجمع الأصدقاء والعائلات في المراكز المجتمعية لتناول الإفطار معًا.
في النهاية، يظل شهر رمضان محطة هامة لجميع المسلمين حول العالم للاحتفاء بالعادات والتقاليد التي تتميز بها كل دولة، هذه التقاليد ليس فقط تعبيرًا عن الثقافة المحلية، ولكنها تبرز روح التضامن والرحمة التي تميز هذا الشهر الفضيل، وتمنح المسلمين فرصة للتقرب إلى الله، وزيادة الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع.